أسعار الدولار اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    استشهاد 10 فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق بقطاع غزة    ضمن أعمال المترو| تحويلات مرورية جديدة بنفق المندرة بالإسكندرية    محافظ أسيوط يتابع الحالة الصحية لمصابي حادث انقلاب أتوبيس على الطريق الصحراوي الغربي    مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ينعي مدير التصوير تيمور تيمور    "بشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح".. حمزة نمرة يوجه رسالة لجمهوره    السعودية ترحب بقمة ألاسكا وتؤكد دعمها للحوار الدبلوماسي    وفاة شاب صعقا بالكهرباء داخل منزله بالأقصر    طلاب الثانوية العامة يبدأون امتحان مادة اللغة الثانية    تاريخا جديدا في فوز إنتر ميامي ضد لوس أنجلوس.. فيديو    انفجاران عنيفان يهزان صنعاء إثر قصف إسرائيلي استهدف محطة كهرباء    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "محاولة التخلص منه وصدمة والدته".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة محمود الخطيب    القافلة السادسة عشرة.. شاحنات المساعدات تتدفق من مصر إلى قطاع غزة    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    منافسة بنكية ساخنة على رسوم تقسيط المشتريات تزامنًا مع فصل الصيف    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    تعرف على موعد ومكان تشييع جنازة مدير التصوير الراحل تيمور تيمور    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    نجم الزمالك السابق: سنندم على إهدار النقاط.. ومن المبكر الحكم على فيريرا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجوهري العظيم...آخر الرجال المحترمين

لعل أغلبية من لم يتجاوز سن العشرين، وكثيرون ممن هم فوق هذا السن من المتابعين للشأن الكروى المصرى والعربى لا يدركون قيمة وقامة الراحل العظيم الكابتن محمود الجوهرى وهم يتابعون التغطية الإعلامية لوفاته، بدون أدنى مبالغة يمكنني القول بأنه برحيل الكابتن الجوهرى فقدنا أحد أفضل المدراء الفنيين فى العالم منذ بداية الثمانينيات وحتى وقتنا هذا، في هذا المقال أردت أن ألخص مشوار وفكر الجوهرى التدريبى - الذى يحتاج سرده لكتب- فى نقاط مختصرة قد تذكرنا بلمحات من مشوار رجل كان صاحب الإسهام الأكبر في تاريخنا الكروي الحديث.
المدير الفنى النجم
قبل بداية الثمانينات لم يكن المدير الفني في الثقافة الكروية المصرية محور اهتمام إعلامي كبير ولكن مع تولي الجوهرى تدريب الأهلي خاصة في ولايته الثانية مع الفريق تغيرت الأوضاع تماما وأصبح الجوهرى المدير الفنى النجم، زادت نجومية الجوهري مع توليه تدريب منتخب مصر القومى فى عام ،1988 وصعوده لكأس العالم وأصبح النجم الأهم بالفريق، في تلك الفترة اتهمه بعض النقاد زيفا بأنه يحارب نجوم بحجم طاهر أبو زيد (ماردونا النيل فى ذلك الوقت) لأنه- أي الجوهري- يريد أن يكون النجم الأوحد بالمنتخب! شعبية الجوهرى فاقت الحدود بدرجة جعلت جماهير الكرة المصرية تألف له الهتاف الشهير (جوهراااى جوهرااااى أووه أووه!) وهو هتاف كانت تتغنى به الجماهير وقت انتصارات المنتخب مع الجوهري، ووقت انتكاسات المنتحب مع غيره مطالبين بعودته من جديد، وهكذا غير الجوهري من مكانة المدير الفنى في منظومة الكرة المصرية وربما العربية.
ماذا يفعل النقاد مع المدير الفنى المحنك!
"الصحفيين لا ينتقدون الجوهرى لأنه يكلمهم بلغة المدير الفنى المحنك"...هذه الجملة أتذكر أن قرأتها فى مقال للراحل نجيب المستكاوي بالأهرام الرياضي، وهى جملة تلخص عمق الفكر الكروي لدى الجوهري وهو يتحدث عن خططه التى خاض بها المباريات والبطولات ومدى حنكته التي تقنع من يستمع إليه وتطمنه بأنه فريقه يقوده مدير فنى مقتدر.

احتراف الجوهري له الفضل الأكبر في انجازات الكرة المصرية بعد الوصول لكأس العالم 1990 اتفق الجوهري مع اتحاد الكرة المصري على إدخال نظام الاحتراف على الكرة المصرية بداية من موسم 1990-1991، نال هذا النظام حتى سنوات قليلة مضت سيلا جارفا من الانتقادات، البعض سماه اغتراف والبعض الآخر سماه انحراف، ولكن الشيء الذي لا ينكر أن نظام الاحتراف الذي أسسه الجوهري ووضع لبناته الأولى فى مصر كان له الفضل الأكبر فى انجازات الكرة المصرية خاصة فى السنوات العشر الاخيرة.
فسهولة الانتقالات في ظل نظام الاحتراف مكن نادي بحجم الأهلي أن يجمع صفوة لاعبي مصر في صفوفه عام 2004 كى يكون ملك أفريقيا المتوج طوال 5 سنوات، وهذا التجانس بين لاعبي النادي الواحد كان له أثره على المنتخب الذى حصد ثلاث بطولات افريقية متتالية، كان للزمالك أيضا تجربة وإن كانت أقل نجاحا استفاد فيها من سوق الانتقالات ليكون أفضل فريق في مصر وأفريقيا ما بين عامي 2000 و2002، مع نظام الجوهري الاحترافي ظهرت أندية قوية جديدة على الساحة المصرية، مثل انبي وحرس الحدود والشرطة وفاز الأسماعيلى مرتين ببطولة الدورى (1992 و2002)، وقل احتكار الأهلي والزمالك لبطولة الكأس كما قلت الفوارق الفنية بين الأندية إلى حد كبير على عكس ماضينا الكروى، حتى منتخبات الشباب- مثل منتخبي حسن شحاته 2003 وشوقى غريب 2001- استفادت من حركة الانتقالات هذه وتدعيم الأندية لصفوفها بصفوة اللاعبين صغار السن وشيوع مدارس واكاديميات الموهويين التى ظهرت استجابة للنظام الاحترافى، الخلاصة أنه في ظل النظام الاحترافي الذي أسسه الجوهري حصدنا أربع بطولات للأمم الأفريقية (1998، 2006، 2008، 2010) مقابل بطولة أمم أفريقية واحدة (1986) قبل ذلك، وتسيد الأهلي والزمالك بطولات أفريقيا في فترات مختلفة وحققا ضعف البطولات الأفريقية التي حققاها في النظام الكروي غير الاحترافي.
بطولات الجوهري وإنجازاته
الجوهري هو المدير الفني صاحب الإنجازات الأكبر فى تاريخ الكرة المصرية، حيث فاز بالدورى وكأس مصر ودورى رابطة الأبطال (بطولة أفريقيا لأبطال الدوري) وبطولة أفريقيا أبطال الكأس مع الأهلي- مع ملاحظة أن بطولتي السوبر المصري أو الأفريقي لم يكن لهما وجود وقته، مع الزمالك فاز ببطولتي دوري رابطة الأبطال والسوبر الأفريقي ولم يسعفه الوقت في خطف بطولة الدوري من الأهلي لأنه استلم الفريق فى هذا الموسم وبينه وبين الأهلي 7 نقاط وانتهى الموسم إلى فارق 3 نقاط بين الفريقين.
في هذا الموسم أيضا تسلم الجوهري الزمالك فور هزيمته من الأهلي 3- صفر (وكانت هذه هى النتيجة الأكبر فى لقاءات القمة طوال ما يزيد عن 30 سنة) استطاع الجوهري بذكائه أن يهزم الأهلي مرتين متتاليتين في نفس الموسم (مباراة السوير الافريقى بجونسبرج بهدف لأيمن منصور ومباراة الدور الثاني بالدوري بهدفي ايمانويل ومحمد صبري).
الجوهرى أيضا له بطولات مع الوحدة السعودى وكان وقتها يلعب فى هذا الفريق بوكير الألماني الذي أصبح مدربا شهيرا بعد ذلك.
وصل الجوهري بمنتخب مصر إلى كأس العالم وفاز معه ببطولة العرب التي اقتنصها من الجيل الذهبي للسعودية وببطولة الأمم الأفريقية 1998.
وصل الجوهري بالأردن إلى دور الثمانية فى بطولة أمم اسيا 2004 وخرج أمام اليابان حاملة لقب البطولة بركلات ترجيج غريبة وعجيبىة كما وصل معهم إلى الدور قبل النهائى لبطولة العرب، كان للجوهرى أيضا تجربة ايجابية بعمان وإن لم تكلل بالنجاح الكامل نظرا لقصرها حيث اضطر للعودة لمصر لإنقاذ المنتخب عام 1997.
النجاح التدريبي بصمة فنية قبل أن يكون إنجازات
مخطأ من يظن أن وضع الجوهري على رأس قائمة المدربين المصريين والعرب يرجع إلى إنجازاته التدريبية فقط ولكني أرى أن بصمته التدريبية تماثل تلك الإنجازات فى الأهمية إن لم تزد فى أهميتها. فأسطورة التدريب الهولندية رينوس ميتشلز نال لقب مدرب القرن من الفيفا عام 1999 بسبب بصمته التدريبية المتمثلة فى أسلوب الكرة الشاملة رغم عدم تحقيقه لأى بطولة لكأس العالم مع هولندا أو غيرها. . ومع كامل احترامنا لإنجازات الكابتن حسن شحاته مع منتخب مصر فإننا لا نتذكر له جمل أو طرق تكتكتية نستطيع أن نقول عليها هذه طريقة حسن شحاته. الجوهرى ترك لنا تراثا تدريبيا يحمل النكهة المصرية الخالصة. ربما تكمن أهم معالم هذا التراث فى التنوع الخططى فى المباراة الواحدة تبعا لفتراتها، الضغط الهجومى المكثف على المنافس فى أول المباراة، الجمل التكتيكية للكرات الثابته، الجبهات الهجومية المزدوجة، ثبات التشكيل، كيفية الضغط على المنافس وتمويت اللعب، كيفية خلق الروح القتالية لدى اللاعبين وتحفيظهم لأدوارهم. ولا عجب أن ترى جمهور الكرة المصرى يصف طريقة فوز اليونان بأمم اوربا 2004 بأنها طريقة الجوهرى أو أن ترى الأعلام العالمى يصف الأردن وقت مشاركتها بأمم اسيا 2004 تحت قيادة الجوهرى بأنها يونان اسيا...إنها البصمة التدريبية التى تجعل الناس تقول هذه طريقة الجوهرى. حاول بعض المدراء الفنيين ممن عملوا مع الجوهرى كمدربين أو لاعبين كفتحى مبروك ومحمد عامر وحسام حسن وعلاء نبيل تنفيذ تكتيكات الجوهرى مع الفرق التى دربوها ونجحوا بشكل متباين وإن كان بشكل أقل من الجوهرى نتيجة لعوامل تتعلق بشخصياتهم التدريبية أو الفرق التى يقودنها. شخصيا أرى أن الأسلوب الخططى للألمانى ثيو بوكير وصاحب الانجازات مع منتخب لبنان والاسماعيلى والاتحاد السكندرى قد تأثر بفكر الجوهرى إلى حد كبير لأن بوكير تدرب كلاعب تحت قيادة فى الوحدة السعودى فى ثمانينات القرن الماضى.
خلص الماتش فى أول ربع ساعة!
كما أشرت سابقا الضغط الهجومى المكثف على المنافس فى أول المباراة هو أحد ملامح تراث الجوهرى التدريبى. وكانت هذه سمة مميزة فى مباريات الجوهرى مع المنتخب. ولذا وجدنا منتخب مصر يسجل هدف الفوز فى الدقيقة 4 فى مباراة التأهل لكأس العالم 1990 امام الجزائر ويتقدم بهدفين أمام الجيل الذهبى للسعودية فى أول 20 دقيقة بنهائى كأس العرب 1993 ويحرز هدفى البطولة فى أول 12 دقيقة أمام جنوب افريقيا فى نهائى امم افريقيا 1998.
صناعة اللاعب وبناء الفريق
أهم ما ميز الجوهرى قدرته على صناعة أجيال متعددة من اللاعبين فمع الأهلى قدم جيل علاء ميهوب وطاهر أبوزيد ومجدى عبد الغنى وشوبير وأسامة عرابى ثم عاد فى اخر ولايته الثانية مع الأهلى وقدم جيل حسام حسن وأبراهيم حسن وبدر رجب. ومع الزمالك قدم جيل الغندور محمد صبرى والشيشينى وأسامه نبيه وحازم أمام. أما مع منتحب مصر فقدم ثلاثة أجيال (جيل 90 بقيادة الكأس وحسام حسن وهانى رمزى- جيل 1998 نادر السيد وأحمد حسن وحازم أمام وعبدالستار صبرى والسقا وكمونة وعمارة- جيل 2002 ميدو وبركات ووائل جمعة وسيد معوض).
برع الجوهرى فى صناعة اللاعبين وتكفى الأمثلة التالية للتدليل على ذلك:
- أسامة عرابى لاعب احتياطى فى الأهلى ومتعافى لتوه من أصابه كبيرة يفاجئ الجوهرى الجميع بضمه لقائمة كأس العالم 90 فإذا به يجيد فى (الاحتفاظ بالكرة على الخط أمام ايرلندا) ويصبح العمود الفقرى للأهلى لست سنوات اعقبت تلك البطولة!
-حازم أمام وعبد الستار صبرى لاعبان لا يجيدان اللعب فى المنتخب إلا عندما يكون الجوهرى مديرا فنيا له.
- عبدالظاهر السقا لاعب مغمور أتى به الجوهرى من المنصورة ليشركه اساسيا فى المنتحب وسط اعتراضات جميع المتابعين (بعض منهم تندر على لقبه "السقا" وقتها) فإذا به يصبح لاعب دولى أساسى حتى عام 2010!
- هشام يكن يتحول من مدافع عنيف يطرد من المباريات ما بين الحين والاخر إلى مدافع عتيد لا يشوب ادائه أى ملامح عنف!
- خالد الغندور قدم أفضل مستوىاته مع الزمالك فى موسم 1993-1994 الذى قاد فيه الجوهرى الفريق.
- كان نهائى دورى ابطال افريقيا 1994عام بين الزمالك وكوتوكو الغانى يتجه إلى ركلات الترجيح وقبل نهاية المباراة بدقيقة يقوم الجوهرى بإشراك الحارس نادر السيد مكان الحارس الأساسى حسين السيد حيث لاخظ أن الأول يجيد صد ركلات الترجيح عن الثانى. يفوز الزمالك بالبطولة بفضل براعة نادرالسيد فى صد ركلات الترجيح. فى نهاية الموسم ترك الجوهرى الزمالك لكن الفريق عاد ليفوز بدورى أبطال افريقيا 1996عام أمام شوتنج ستار النيجرى والسوبر الأفريقي عام 1997 أمام المقاولون العرب بنفس الطريقة (إشراك نادر السيد مكان حسين السيد قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة)!
ثنائيات جوهرية تاريخية
من منا لا يتذكر ثنائيات اللاعبين التاريخية التى صنعها الجوهرى مع المنتخب. من منا لا يتذكر ثنائيات الجبهة اليسرى (ربيع ياسين مع أحمد رمزى- عمارة مع يوسف أو ياسر ريان أو طارق السعيد فيما بعد) والجبهة اليمنى (ابراهيم حسن مع هشام عبد الرسول ومع أحمد حسن أو بركات فيما بعد). وثنائيات الدفاع (هانى رمزى مع هشام يكن – سمير كمونة مع مدحت عبدالهادى) والهجوم (الكأس مع حسام حسن- عبدالستارصبرى مع حازم امام).

اللاعبين أدوا ما عليهم!
لا اتذكر يوما خرج فيه الجوهرى يتهم لاعبيه بالتقصير أو يحملهم خسارة مباراة أو مرحلة تصفيات أو بطولة. كانت الجملة التى يقولها الجوهرى دوما عقب أى خسارة هى "اللاعبين أدوا ما عليهم وأنا أتحمل المسئولية كاملة"...الجوهرى كان يتميز بدماثة خلق احس بها كل من تعامل معه. لم نراه يوما يدخل فى وصلات ردح أو تبادل اتهامات مع طرف اخر. لم نراه يوما يتمسك بمنصب حتى تتم إقالته منه...فعلا اخر الرجال المحترمين!
فرص مجدى طلبة وطارق السعيد وعمارة وضربات جزاء اليابان...حظك سئ يا جوهرى!
مشوار الجوهرى التدريبى حافل بالذكريات مع فرص اللاعبين الضائعة التى كانت يمكن أن تغير التاريخ الكروى لمصر والأردن.
فرصة مجدى طلبة فى مباراة زيمبابوى المعادى بفرنسا 1993 وأطاحته فى الدقائق الأخيرة بكرة أرضية مرتدة من العارضة لعبها برأسه خارج المرمى الخالى لجلوبلير افضل حارس مرمى فى تاريخ ليفربول (ذكرتنا بفرصته أمام هولندا 1990 عندما قابل عرضية مرتفعة بقدمه بدلا من رأسه!).
ينفرد طارق السعيد بحارس مرمى المغرب ويمر منه فى دقائق المباراة الاخيرة لكنه يطيح بالكرة خارج المرمى! كرة طارق كانت كفيلة بصعودنا لكأس العالم 2002 بدلا من السنغال.. لعل مباراة المغرب التى أقيمت فى اواخر يناير 2001 كانت أكثر المباريات التى عاند فيها الحظ الجوهرى...تلك المباراة التى مازلنا نتذكر منها جملتى مدحت شلبى "والنبى يا طارق!" و"مصر بتقسم فى منطقة جزاء المغرب!"
عمارة يطيح بكرة فى منتهى الغرابة أمام الجزائر فى اخر مباريات 2002 مهدرا فرصة أخرى كانت كفيلة بحسم مباراة عنابة أمام الجزائر مبكرا وتقريبنا من التأهل لكأس العالم 2002 بدلا من السنغال التى لعبت مباراة سهلة امام نامبيا فى نفس التوقيت وتوجت تألقها بالوصول لدور الثمانية فى نهائيات مونديال 2002 فيما بعد.
فى أولى مشاركاتها بأمم اسيا تتألق الأردن تحت قيادة الجوهرى وتلاقى اليابان فى دور الثمانية لبطولة 2004. تنتهى المباراة بالتعادل الايجابى ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح. بعد لعب كل فريقين ركلتى جزاء تتقدم الاردن 2 صفر، تطلب اليابان تغيير المرمى فى نادرة غريبة! تسجل اليابان ركلتين فى المرمى الجديد وتضيع الأردن ركلتين لتصبح النتيجة 2-2 ثم تضيع اليابان الركلة الخامسة لكن الأردن لا تستغل الفرصة وتضيع ركلتها الخامسة هى الأخرى مانحة اليابان فرصة الفوز فى ضربات الترجيح الفاصلة، ثم التتويج بلقب البطولة فيما بعد...أى أن الأردن اضاعت الضربات الترجيحة الثلاث الاخيرة والتى كان تسجيل واحدة منها كفيل بصعود الأردن تحت قيادة الجوهرى لقبل نهائى أمم اسيا..هل بعد ذلك حظ سئ!!؟؟
التمثيل المشرف والكرة العشوائية...مصطلحات الجوهرى
الجوهرى أثر أيضا فى مصطلحاتنا الكروية.
عند شرحه للمأمول من منتخب مصر فى كأس العالم 90 قال الجوهرى أن ما يستطيع أن يعد به هو "التمثيل المشرف" ومن وقتها أصبح هذا المصطلح اساسيا فى قاموسنا الرياضى.
صعدت مصر إلى دور الثمانية لأمم افريقيا 2002 منتظرة معرفة الطرف الذى ستلاقيه (الكونغو أو الكاميرون) فى اليوم التالى. عند سؤاله عن الطرف الذى يفضل ملاقته قال الجوهرى أنه يفضل أن يلاقى الكاميرون من المنظور التكتيكى لأن الكونغو تلعب "كرة عشوائية" يصعب التعامل معها تكتيكيا. ومن وقتها تداول خبراء الكرة فى الاستديوهات الكروية المصرية مصطلح "الكرة العشوائية" فى تحليلاتهم!
مع الجوهرى تتحول الكرة لكيمياء وفيزياء!
هذا الجانب صحيح إلى حد كبير وربما يعد أهم السلبيات التى تأخذ على الفكر الخططى للجوهرى. ففى شرح الاعداد الخططى والتدريبى للجوهرى نجد أوصاف للاعب وصل ل80% من لياقته البدنية واخر وصل ل35 من لياقته الذهنية وثالث وصل ل60 من لياقته الفنية. تعامل الجوهرى مع التدريب من منظور علمى بحت مما جعل البعض يتهمه بأنه حول الكرة لمعادلات فيزياء وكيمياء. الحق يقال أن التخطيط العلمى الذى كان يتبعه الكابتن الجوهرى انتج أفضل ما لدى اللاعب المصرى لكن –فى بعض الاحيان- كانت تقتضى الحاجة تقليل الأعباء التكتكية على اللاعب داخل الملعب حتى يشعر بمزيد من الحرية ويظهر ابداعته الكروية. ربما تعقد الحسابات الكروية لدى الجوهرى أدت به إلى رفض عروض لتولى منتخبات عربية وافريقية ورفض تولى تدريب منتخب مصر بعد إقالة تاردلى 2004...ولو حدث وكان قد قبل بعض هذه العروض لكان قد صنع تاريخا اخر ملئ بالانجازات.
كلمة أخيرة
لم يكن الجوهرى مجرد مدير فنى لمنتحب مصر أو انديتها. أنه جزء لا يتجزء من تاريخنا الكروى وذكرياتنا الكروية. الجوهرى رائد التدريب الكروى الأول فى العالم العربى. مع الجوهرى توحد الجمهور المصرى تحت راية الوطن وأحبوا بلدهم أكثر من أى مدرب اخر. لن أجد أفضل ما أختم به مقالى سوى كلمات الفنان خالد النبوى التى ودع فيها الجوهرى قائلا "سيبقى أنك جزء من ذكرياتنا فى هذا الوطن، وأنك كنت هتافا فى حناجرنا زمنا"...الله يرحمك يا كابتن جوهرى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.