قال مفتي الجمهورية الأسبق الدكتور علي جمعة إن المسلم مدعو بنص الوحي إلى النظر في جمال الكون وإحكام صنعته، مستشهدًا بقول الله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ). وأكد الدكتور جمعة أن من فقه حب الحياة حب الأكوان وأن الكون كله يسبح لله عز وجل، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ). وأشار الدكتور جمعة إلى أن الله خلق الإنسان في الكون ليعيش فيه ويستمتع بما سخر له فيه من النعم، ثم يقوم بدور الخليفة يحافظ على مقدرات البيئة ويحسن استخدامها ويعمر في الأرض ويتشارك فيها مع غيره. وأوضح أن عملية إعمار الأرض كما يتصورها الإسلام ذات شقين، الأول يتعلق بصلاح المنهج، والثاني يتعلق بإتقان العمل والبناء وبذل الوسع فيه، ولا بد من انضباط كل من الشقين حتى تنجح تلك العملية، وأساس صلاح البناء صلاح المنهج فإذا صاحب التقدم المادي البنائي تخلف عن القيم والفضائل الأخلاقية فسدت البيئة وانهدمت الحضارة. ولفت إلى أن من فقه حب الحياة حب الإنسان وأن الإسلام قدَّر الأخوة الإنسانية وعن هذه الأخوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: "رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَىْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ). وشدد على أن أن الإسلام حثنا على معاملة الإنسان بالرحمة والإنسانية مسلما أو غير مسلم بل إننا مأمورون بحب الأكوان من حولنا كالنباتات والحيوانات، لافتًا إلى أن الإسلام أمرنا بحب الأوطان وبذل كل غالي ونفيس لأجلها. جاء ذلك خلال محاضرة فضيلته "فقه حب الحياة" والتي ألقاها فضيلته مساء أمس الخميس 26 مايو، ضمن فعاليات "محاضرة وجائزة عكاشة للطب النفسي" السنوية تحت رعاية الدكتور أحمد عكاشة.