عادت «الفضيحة الليبية» لتطفو علي الساحة من جديد، في ظل استمرار عدم الاتفاق والصراع بين أطراف الحكم في ليبيا.. فقد تناولت في تلك المساحة منذ 6 أشهر الصراع علي كرسي سفير ليبيا في 4 دول بينها مصر، وبعد إنهاء مدة محمد فايز جبريل كسفير لطرابلس بالقاهرة، دار الصراع الأزلي علي خليفته، فعينت الخارجية الليبية محمد الدرسي قائما بأعمال السفارة لحين تعيين سفير، وبعدها بأيام تم اختيار أقدم موظفي السفارة طارق شعيب ليكون القائم بالأعمال، بعد تورط الدرسي في قضايا فساد، ثم يأتي البرلمان الليبي ليخاطب الرئاسة المصرية بأن الدرسي هو القائم بأعمال السفارة وليس شعيب، ليذهب الدرسي إلي مقر السفارة الليبية بالزمالك ويطرد طقم الموظفين ويسمي نفسه سفيراً بدعم من مجلس النواب الليبي ورئيسه، وتعاملت وزارة الخارجية المصرية مع الدرسي، ومن الناحية الأخري سيطر شعيب علي مقر الملحقية الليبية بالدقي ليصبح سفيرا آخر. وبعد الأشهر الستة، تكررت تلك الفضيحة مرة أخري منذ أيام قليلة، فقد قررت حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا التي يرأسها فايز السراج، تعيين طارق شعيب كقائم بالأعمال وإقصاء الدرسي وأرسلت وزارة الخارجية المصرية خطاباً للسفارة الليبية بالزمالك يفيد بذلك.. وبعد يومين أرسل عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية المؤقتة برسالة رسمية إلي شريف إسماعيل رئيس الوزراء، يؤكد فيها أن القائم بأعمال سفارة ليبيا في مصر هو الدرسي، وهو المخول الوحيد حالياً بأعمال السفارة لحين اعتماد حكومة الوفاق الجديدة من البرلمان الليبي. مهزلة حقيقية وعُهر سياسي تعانيه ليبيا الجريحة منذ سنوات..إلي متي سيستمر ذلك الوضع المخزي؟!.. فلم تبدأ حكومة الوفاق الجديدة التي تدعمها الأممالمتحدة وبعض الدول الكبري عملها علي أرض الواقع، ولم يعتمدها البرلمان الليبي «الحاكم» الآن إلي حين، ولم تتسلم مقرات الوزارات.. فمتي ستبدأ عملها، لتخرج ليبيا من عنق زجاجة الدمار؟!.. انقذوا ليبيا.