الصراع الدائر في ليبيا بين مجلس النواب والحكومة منذ فترة طويلة يمثل عَكا وتخبطا سياسيا في أزهي صوره، أدي لفضيحة كبري أمام دول العالم كافة تَمثل «أبسطها» في التزاحم علي «كرسي» السفير الليبي في 4 دول، والأكثر «مسخرة» لدينا في مصر.. فبعد إنهاء مدة محمد فايز جبريل «الإخواني» كسفير لطرابلس بالقاهرة، دار الصراع الأزلي علي خليفته، وعينت الخارجية الليبية - بتوصية من رئيس مجلس النواب - محمد الدرسي قائما بأعمال السفارة واستخدم «بلطجية» لتنفيذ القرار لأن جبريل لم يكن يريد التنفيذ.. يستمر الدرسي عدة أيام، ثم تصدر الخارجية الليبية - بوزير آخر - بياناً يفيد باستبعاده لأنه متورط في أعمال فساد مالية، وتختار أقدم موظفي السفارة «طارق شعيب» ليكون هو القائم بالأعمال.. تمر أيام ويأتي رئيس البرلمان الليبي ليخاطب الرئاسة المصرية بأن الدرسي هو القائم بأعمال السفارة وليس شعيب الذي اختارته الخارجية، ليذهب الدرسي إلي مقر السفارة الليبية بالزمالك ويطرد طقم الموظفين بنفس «البلطجية» ويسمي نفسه السفير الليبي بالقاهرة، ومن الناحية الأخري سيطر شعيب علي مقر الملحقية الليبية بالدقي ليصبح سفيرا آخر. إذن.. لدينا في مصر الآن سفيران لليبيا أحدهما في الزمالك والآخر في الدقي.. الأول «يرشي» بعض الصحفيين للأسف لينقلوا أخباره كسفير، والآخر يشتري صحفيين آخرين ليدافعوا عن حقه.. وما أروع «المسخرة» حينما يتبارز ضعاف النفوس من الصحفيين علي التأييد من أجل حفنة دولارات.. كل هذا يتم علي مرأي ومسمع من وزارة خارجيتنا العاجزة عن حل الأزمة. ورغم كل ذلك.. هناك بارقة أمل في الطريق بعدما أكد لي مصدر ليبي أن اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي زار مصر مؤخرا بشكل غير معلن، والتقي مع مسئولين مصريين، وضمن المباحثات تم الاتفاق علي أن شخصية عسكرية سيتم تعيينها كسفير لليبيا بالقاهرة خلال أيام، لتنتهي هذه المهزلة السياسية.