جائزة المليون، التى أعلنت عنها وزيرة التضامن أشعلت الصراع بين المنتجين والمؤلفين، للفوز بالجائزة، فهناك منتجون ومؤلفون أكدوا أن الجائزة ستكون من نصيبهم لأن أعمالهم لا تحتوى على أي مشاهد للتدخين أو تعاطى المخدرات، ومنهم من اعترف بأن أعمالهم خارج المنافسة لاحتوائها على مشاهد للإدمان . البداية كانت مع منتج مسلسل "رأس الغول" ريمون مقار الذى أكد اعجابه الشديد بهذه الفكرة وتحمسه الكبير للحصول على الجائزة، ويقول: "شكرا جزيلا لوزارة التضامن على هذه الفكرة المشجعة على انتاج اعمال هادفه خاليه من أي ابتذال أو سلبيات مجتمعية وهذا ما أحرص عليه دائما فكل الأعمال التى قمت بإنتاجها لا تحتوى على أي مشهد أو ألفاظ رديئة، حتى مسلسل "رأس الغول" الذى نقوم بتصويره بطولة الجنتيل محمود عبد العزيز لا يحتوى العمل على مشهد واحد من الممكن أن يخجل منه المشاهد، ولذك أعتقد أن جائزة وزيرة التضامن المليون جينه من نصيب مسلسل رأس الغول هذا العام، ولو نالت شركة فنون مصر هذه الجائزة سوف تتبرع بالمبلغ كاملا لصالح علاج الإدمان". "جائزة تشجيعية" يقول شريف بدر الدين، مؤلف مسلسلى"هبة رجل الغراب" و" رأس الغول": "هذه الجائزة تشجعية من قبل وزيرة التضامن الإجتماعى فى محاولة منها لجذب صناع الدراما لإبراز القيم التى تريد ان تنشرها فى المجتمع. يتابع حديثه قائلاً : "الجيد فى الجائزة أنها ليست بهدف التوجيه، ولكن بهدف التشجيع، وعلى كل حال الاعمال الدرامية تتحدث عن الرسائل والقيم الخاصة بالمجتمع مثل الادمان والتدخين وتبرز مدى سلبيتها ولكن الامر يتوقف على مدى وضوح تلك الرسائل للمشاهد، ولا أستطيع تحديد إذا كان أعمالى سيخضع للمنافسة على تلك الجائزة ام لا ، خاصة مسلسل "رأس الغول" لانه لم يعرض للجمهور بعد، أما مسلسل "هبة رجل الغراب" فاعتقد انه به جناح واضح وصريح يدعو الى التمسك بقيم المجتمع كالابتعاد عن المخدرات او التدخين من خلاله عائلة ناهد السباعى فى العمل التى مازالت تتمسك بقيم المجتمع، وبالتاكيد سأكون سعيدا إذا حصل أحدى اعمالى على الجائزة، ولكن هذا ليس معناه انه تقيم لعملى". "خارج المنافسة" مؤلف مسلسل "سبع أرواح" محمد بشير تحدث بصراحة شديدة، وقال إن مسلسله خارج المنافسة مضيفا: "لم أتشجع كثيرا لهذة الجائزة، وأعتقد أن بها ظلم كبير لاعمال كثيره هادفه ، وأنا أجد مهمة كاتب السيناريو نقل الواقع ومعالجته بصورة واقعيه، وبالتالى هذا لم يحدث إلا بالاستعانه بنماذج حقيقية ، ولا أعلم موقف الحكومة هى تطلب تجاهل الواقع، وعدم تقديم حلول لمشاكل مجتمعنا، أما بالنسبة لمسلسل "سبع أرواح"، بصراحة شديدة هو خارج المنافسة تماما لأن العمل بالتأكيد يحتوى على مشاهد فيها مدخنين حيث يظهر إياد نصار بشخصية مدمن مخدرات، وأعتقد أنه من الصعب وجود عمل لا يحتوى على مشاهد للتدخين" . يتفق معه فى الرأى المؤلف وليد يوسف، قائلا: "الفكرة لطيفة، ولكنها غير مناسبة بالمرة، وأندهش من موقف وزارة التضامن الاجتماعى وأتسأل هل انتهت وزيرة التضامن من حل كافة مشاكل الوزارة، وتبقى لها الوقت للاهتمام بالفن أعتقد أن الوزارة مليئة بالقضايا المجتمعية التى نعانى منها حتى يومنا هذا مثل العشوائيات والاحياء الفقيرة والمعاشات ، فكان من الاولى اعطاء هذا المبلغ لحى عشوائى أو حل مشكلة المعاشات، ولذلك أتمنى من الوزيرة الاهتمام بشئون عملها ، وترك المهن والتخصصات الأخرى لاصحابها خاصة ان ليس من المنطق ان مشهد واحد فى عمل درامى هو الذى سيجعل الشباب يدمنون المخدرات ويتعلمون التدخين" . أما المؤلف محمد ناير الذى يخوص السباق الرمضانى لهذا العام بمسلسل "القيصر" يقول: "هذه المبادرة فى غاية الجدية والاحترام وليس عكس ما يحاول البعض الترويج لأنها تقيد لحرية الإبداع، فالامر ليس كذلك لأن لم تصرح وزيرة التضامن بانها تنوى منع الأعمال التى سيتواجد بها مشاهد مخدرات وسجائر، ولكنها قامت بعمل جائزة ومكافأه للاعمال التى لن تضمن بين حلقاتها تلك المشاهد، وصندوق مكافحة المخدرات يملك الحرية الكاملة فى عمل جائزة داخلية لافضل مسلسل من وجه نظره". "الأسطورة" مؤلف مسلسل "الأسطورة" محمد عبد المعطى يرى أن الجائزة شىء جيد بالنسبة لصناع الدراما، قائلا: "الفن وجهات نظر، وكل سيناريو له حبكة درامية، ومسلتزمات له، وليس من المعقول أن يكون هناك عمل يشجع على تعاطى المخدرات أو غيرها من القيم، فالأخلاق لا تتجزأ، وكل الاعمال تنتصر للقيم فى النهاية، ولكن يختلف كل عمل عن الاخر فى طريقة تقديم القضية، والمؤلف ليست مهمته توعية الجمهور بشكل مباشر، بل يزرع كل ما يريده من قيم بشكل غير صريح، وأعتقد ان مسلسل الاسطورة من الممكن ان ينافس فى المسابقة لأنه يدعو إلى القيم والاخلاق ، ولكن كل هذا سيكون تابع الى قوانين المسابقة". أما الفنانة والمنتج الفنى لمسلسل" كلمة سر" سماح أنور، أعربت عن سعادتها بالجائزة، واعتبرتها وسيلة تشجعية للمنتجين الذين يحتاجون عائد مادى يدفعهم الى التمسك بالاخلاق، وتقول أنور: "الجائزة فكرة تحترم لأنها ستساهم فى وجود العديد من الاعمال الهادفة الخالية من أى مشاهد مخجلة يتاثر بها سلباً الاطفال الذين هم متابعين أساسيين للدراما المصرية، ولا يوجد ما يمنع ان يكون هناك مخدرات وتدخين فى العمل الدرامى، ولكن ليس بهذا الكم المبالغ فيه من المشاهد والتى تستفز الجمهور، حيث أصبح وجود المخدرات كالشاى والقهوة، وظهور بطل العمل طوال الحلقات وهو يدخن السجائر، وإن كان هذا الأمر طبيعى ومتداول لا يصح عرضه على الشاشة". على الرغم من تقديره لقرار وزيرة التضامن الإجتماعى، إلا أن محمود دسوقى مؤلف مسلسل "الخانكه" يؤكد أنه لا يرى أى علاقة بين وزارة التضامن الإجتماعى أو صندوق مكافحة الادمان وبين دراما رمضان، ويقول: "من حق أي جهة أن تعلن عن جائزة تمنحها لمن يتوافق مع سياستها، ولا أعتقد أن هناك مبدع ستكون الجائزة هدفه على حساب ما يقدمه من فن وابداع خاصة أن الجائزة لن تكتب اسم من سيحصل عليها بحروف من نور فى التاريخ.