انقسم الفنانون حول تصريح د. غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى فبعضهم أشاد بالجائزة المالية، معتبرين أنها تشجع المؤلفين والمنتجين على تقديم أعمال فنية راقية، خالية من مشاهد الإدمان والتدخين، إلا أن البعض الآخر، رفض الجائزة بحجة أن لا يجوز فرض وصاية على الإبداع، ويجب أن تكون الأعمال الدرامية مجسدة للواقع. البداية مع الفنانة دلال عبد العزيز، التى على الرغم من إعجابها الشديد بالفكرة، إلا أنها رفضتها فى نفس الوقت قائلة: "فكرة رائعة، ولكنها تجبر صناع الدراما على تزييف الحقائق والواقع الذى نعيش فيه خاصة أن هناك أعمال درامية كثيرة ناقشت الادمان والتدخين بكافة أنواعه على انه من السلبيات، وكانت خير دليل على العواقب والاضرار التى سيصاب بها كل مدمن، وبما أنها كانت أعمال تحارب الإدمان كان يعرض فيها نماذج للاشخاص المدمنين، أقصد بذلك أن العمل الفنى لابد أن يكون حاملا رسالة للمشاهد، فعلى سبيل المثال الطمع وحب السلطه والاموال أخرة الضياع، أما الإدمان فأخره الموت، وبالتالى الفن دوره تصحيح السلبيات وتوعيه المشاهد، وهذا لم يحدث إلا من خلال إلقاء الضوء على النماذج السلبية بالمجتمع، ولا ننكر أن الفن والأعمال الدرامية أو السينمائية ساهمت بشكل كبير فى حل كثير من المشكلات الاجتماعية" . تضيف "عبد العزيز": "كنت أتمنى أن تكون الجائزة التى حددتها وزيرة التضامن غادة والى من نصيب أفضل عمل فنى هادف أو حتى لأفضل الشخصيات المثالية، كما يفعل المركز الكاثوليكى حيث كنت من أحد أعضاء لجنة التحكيم فيه، وأعتز كثيرا بجوائز هذا المركز لأنه يكرم الأفضل، والشخصيات المثالية، وهذا أكثر ما يحتاج إليه الفنان أو صناع الفن ككل لأن التكريم هو افضل تشجيع للمبدعيين". "قرار سليم" "قرار سليم مائة بالمائة"، بهذه العبارة بدأت الفنانة سميرة أحمد حديثها عن تصريح وزيرة التضامن، قائلة: "فى البداية أوجه الشكر لوزيرة التضامن غادة والى على هذه الفكرة الرائعة والمتأخرة فى نفس الوقت حيث كنت أتمنى أن يكون للحكومة المصرية دور فى الحد من بعض الأعمال الرديئة التى تقتحم بيوتنا دون استئذان، وبهذه الجائزة أستطيع القول إن وزيرة التضامن تتميز بذكاء شديد لأنها وجهت رسالة لصناع الدراما بشكل محترم وذوق عال وطريقة غير واضحة، وهى الاهتمام والتركيز بالايجابيات، والابتعاد قليلا عن السلبيات التى مللنا من رؤيتها على الشاشة وفى حياتنا اليومية" . تضيف سميرة أحمد: "أندهش من بعض المبدعين الذين يتحججون ويقولون إنهم ينقلون الواقع، وهم بإمكانهم نقل هذا الواقع، ولكن بصورة وطريقة أفضل من ذلك، فهناك بعض المؤلفين حاصروا مشهد مقابلة شخصين ببعضهم سواء كانا صديقان أو شقيقان فى الكبارية مع شرب الخمر، فلماذا لا تتم هذه المقابله على سبيل المثال فى أحد المقاهى أو أي مكان عام؟ لكن للاسف انحصرت تصوير كل المشاهد فى الكبارية مع الرقص وشرب الخمور وتعاطى المخدرات". "سعيكم مشكور" اختلفت معهما فى الرأى الفنانة سوسن بدر، التى أعلنت رفضها لفرض أي جهه حكومية شروطها على الفن، فلدينا مبدعون قادرون على إختيار الأفضل، قائلة: "الحكومة مشكورة" نحن لا ننتظر تشجيعها لنا لتقديم أعمال هادفه، وليكون لدينا أخلاق ومبادئ فيما نقدمه، وأعتقد أنه يجب على كل جهة، وقطاع يتولى شئون ادارته، ومشاكله، ولا نخلط المهام ببعضها، ولذلك لا أتفق مع تصريح وزارة التضامن فليس من حق أي جهة أن تحدد جائزة لكى يكون لدينا عمل فيه مبادئ وأخلاق وبعيد عن الابتذال، نحن قادرون على إختيار الأفضل ونبذل كل ما فى وسعنا لتقديم أعمال فنية جادة هادفة تناسب تاريخنا الدرامى المشرف، ولا ننتظر تشجيع من أي شخص" . "تشجيع" "قرارعظيم" هكذا كان رأى الفنان حسن يوسف، معربا عن فرحته تجاه القرار الذى صدر من وزارة التضامن الإجتماعى، وتابع قائلاً: "من يعلن رفضه لهذا القرار، فهو شخص ضد الأخلاق والقيم، ليس من المنطقى أن تكون هناك جائزة تمنح للأعمال الدرامية التى تبتعد عن الإبتذال، والتى لا تروج للتدخين والإدمان بشكل سافر خلال الشهر الكريم، لذلك أحيى وزيرة التضامن الإجتماعى د. غادة والى على هذ القرار الصائب والحكيم، والذى كنا فى حاجه له منذ سنوات ماضية، وأرى أن هذا القرار يشجع المؤلفين أولا والمنتجين أيضاً على إنتاج أعمال جيدة تبتعد عن مشاهد التدخين والإدمان، وتبث القيم والأخلاق الحميدة التى تحرص على أن ننشرها فى المجتمع، فصناع الأعمال سيكونون فخورين بتلك الجائزة التى تحمل جانب معنوى ومادى. يتابع يوسف مبتسما: "أتمنى أن تكون هذه الجائزة بأثر رجعى، فلو طبقت خلال الاعوام الماضية، لكنت حصلت عليها من خلال مسلسل "دنيا جديدة" الذى قمت ببطولته العام الماضى وتنطبق عليه كل الشروط، بالاضافة الى مسلسلى الشهير "إمام الدعاة"، وفى الحقيقة أننى أرى أن وزيرة التضامن الإجتماعى لجأت إلى هذا الحل بعدما رأت أن ما يحدث فى السنوات الماضية ويظهر على الشاشة فى الدراما وصل الى ذروته، وأتوقع ان يكون مسلسلى "كلمة سر" والذى أشارك فى بطولته هذا العام من المسلسلات التى سوف تنافس على هذه الجائزة، فهو عمل راق ومحترم، وصالح للأسرة المصرية بأكملها".