في الوقت الذي يبدأ فيه السبت 1 سبتمبر السفير المصري الجديد لدى السعودية عفيفي عبد الوهاب مهام عمله، بأن تكون قضايا الجالية في المقدمة وفقا لتوجيهات الرئيس محمد مرسي. نجح السفير الأسبق محمود عوف الذي يتولى مهام مساعد الوزير للشؤون الثقافية في تحقيق أربع ملفات مهمة تحولت إلى عمل مؤسسي خلال السنوات الأربع الماضية وهي: وتأسيس الجمعيات والروابط للمصريين بمختلف فئاتهم ومهنهم، فتح الأبواب والهواتف القنصلية أمام أبناء الجالية، تخصيص مدارس لتدريس المنهج المصري بالسعودية، وضع آلية وقواعد محددة للتشاور بين البلدين من خلال عقد اجتماعين. الملف الأول والمتعلق بتأسيس الجمعيات والروابط للمصريين فقد تم منذ أن كان السفير محمود عوف قنصلا عاما لمصر بالرياض في عام 2003 عندما فتح المجال لتأسيس جمعيات لكافة أبناء محافظات مصر، تلاها الجمعيات المهنية مثل التجاريين والمهندسين والأطباء والصيادلة وغيرهم وآخرها جمعية الإعلاميين التي تأسست منذ أشهر معدودات، وقد ساهمت هذه الجمعيات في زيادة الترابط بين المصريين من خلال وجود كيان واحد يجمعهم تحت مظلة صندوق رعاية المصريين بالرياض. أما الملف الثاني والخاص بفتح الأبواب والهواتف المغلقة أمام أبناء الجالية وذلك تم منذ توليه مهام عمله قنصلا عاما في الرياض واستمر حتى الآن حيث أصبح القنصل العام يستقبل أبناء مصر في السعودية بشكل يومي، ويستمع للمشكلات والقضايا المتعلقة بهم، ولكن بدت في المرحلة الأخير ظهور بعض الاجتهادات التي تجهد المواطن وبخاصة الأميين منهم ويأتي في مقدمتها تعبئة نموذج مقابلة القنصل العام والذي يحتوي على عشرات الخانات التي تحتاج إلى تعبئة، كما هناك دعوات مستمرة لأهمية قيام القناصل العموم بعقد لقاءات شهرية دورية للاستماع لمشكلات وقضايا الناس ، وقد رحب السفير محمود عوف بهذه المقترحات، ولكن القناصل العموم بالرياضوجدة لم يدخلا هذا الاقتراح حيز التنفيذ. بينما كان الملف الثالث وهو تخصيص مدارس لتدريس المنهج المصري في المدارس السعودية، وقد تم الموافقة على ذلك هذا العام بعد جهود كبيرة من تحركات السفير أسفرت عن تخصيص 7 مدارس على مستوى السعودية وقد استقبلت هذه المدارس طلبات المصريين للالتحاق بها لتدريس المنهج المصري، ليكون في يوم ما بديلا عن امتحانات أبناؤنا في الخارج، وهذا الموضوع كان مطلبا ملحا للجالية منذ قدوم السفير محمود عوف للسعودية قبل أربع سنوات، وقد تحرك عليه منذ قدومه ونجح في تحقيقه. أما الملف الرابع والأخير هو يتعلق بالعلاقات بين مصر والسعودية من خلال إيجاد آلية للتباحث بين البلدين من خلال اجتماعات دورية كل عام في القاهرةوالرياض لبحث كافة القضايا والمشكلات المتعلقة بين البلدين والعمل على حلها بشكل سريع. وقد أصبحت عملية التباحث والمناقشات بين البلدين أكثر سهولة في ظل هذه الآلية والرغبة الكبيرة بين البلدين في توفير مناخ متميز لدعم العلاقات وإزالة الشوائب التي تظهر من فترة لأخرى. ومن عمليات التنسيق والمرونة هو قيام السلطات السعودية بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين الأمنيين في بلادها حيث انخفض المعتقلين من 105 معتقلا امنيا إلى 26 معتقلا يتوقع أن يتم الإفراج عنهم أو إحالتهم للمحاكمة قريبا وفقا للمطالبات التي قامت بها السفارة في الأشهر الماضية. وقد وضح السفير محمود عوف دور السفير المصري والقناصل العموم فقال: إن السفير ليس مطالب بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين فقط، ولكن مطالب أن يكتب لمصر تحليل ومعلومات واقعية عن كل الزيارات التي تتم من أي طرف في العالم إلى هذه الدولة. عندما يأتي وزير خارجية أي دولة فإن السفير مطالب بأن يبعث لحكومته ماذا تم في هذه الزيارة ؟، بحيث تكون الصورة لدى وزارة الخارجية واضحة حول التعاملات الدولية والسياسة الدولية التي تهم المواطن والسياسة المصرية. وأضاف أنه يتم أيضا رصد اتجاهات الرأي العام في الدولة التي يعمل فيها، والوضع الداخلي في الدولة اقتصاديا وسياسيا. قد يعتقد البعض أن مهمة السفير مثل الأفلام القديمة أن مهمته حضور حفلات أو غير لك .. حتى حضور الحفلات الخاصة بالأعياد القومية للدول، يحضرها كل السفراء وعدد من المسؤولين في الدولة، وهي فرصة جيدة لأي سفر أن يلتقي بغيره من السفراء لكي يعرف تفاصيل القضايا المثارة أو الزيارات التي تمت لمسؤولي بلاده. وأوضح أنه علاوة على ذلك لابد أن تمثل مصر في مثل هذه الاحتفالات، حتى يمثل ويشارك في احتفالاتنا القومية. لدينا علاقات جيدة مع كافة دول العالم هذه التزامات لابد أن يؤديها وينتج عنها عمل. أما القنصل العام فهو المختص بكافة شؤون الجالية المصرية ومشكلاتها، عندما يتدخل السفير يكون بناء على طلب من القنصل العام لإجراء مقابلات مع شخصيات سعودية مثل الوزراء والأمراء في المناطق لعرض كافة المشكلات. فلو تناول السفير المشكلات القنصلية سيفشل فشلا ذريعا في مهمته كسفير وفي عمل القنصل العام. والدولة تعطي القنصل العام كافة الإمكانات البشرية لأداء مهمته، بينما السفارة فيها أربع دبلوماسيين وثلاثة إداريين، وكل دبلوماسي يتولى مهام قارة وليس دولة لمتابعة زيارات القارة وكل شخص يتولى ملف في العلاقات ما بين مصر والسعودية. واختتم نتيجة لاهتمام مصر بالجالية المصرية في الخارج وبخاصة في السعودية دفع مصر ليكون لها ثلاثة سفراء: سفير على المستوى السياسي يمثل الدولة المصرية، ثم القناصل العامين في جدةوالرياض بدرجة سفير أيضا.