تستمر الدولة في تنفيذ مشروعاتها العملاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للشعب المصري، بالإضافة إلى تحقيق فرص عمل حقيقية، لتضع مصر على خريطة التنمية، وتأتي على رأس تلك المشروعات الكبرى مشروع «طريق الجلالة»، حيث يشمل طريق طوله 82 كيلو مترا. يبدأ الطريق من الكيلو 118 من طريق "القاهرة – العين السخنة" في اتجاه العين السخنة، حيث يربط ما بين طريق العين السخنة مرورا "بوادي حجول" حتى طريق "الزعفرانة"، كما أن هناك طريقا طوليا رابطا من بنى سويف حتى الزعفرانة من أجل عمل محور مروري عرضي يربط طرق الجمهورية ببعضها، بحيث يبدأ من البحر الأحمر حتى الزعفرانة، ثم بنى سويف التي بها "كوبري علوي" جديد يربط مع غرب النيل الذى يربط أيضا مع طريق الضبعة الذي يتم العمل به حاليا، وبذلك يكون تم ضم طرق الجمهورية بمحور عرضي واحد «بنى سويف - الزعفرانة». وطريق الجلالة الجديد يربط مع الكيلو 10 "ببني سويف- الزعفرانة"، لأنه مواز للبحر وسوف يستكمل أيضا من جهة الجنوب حتى يصل إلى غرب الغردقة وغرب سفاجا ثم "أبو رماد" وحلايب وشلاتين حتى منطقة "بيرفوركيت" على الحدود الدولية مع السودان، وهذه الطرق جزء من "محور مصر – أفريقيا"». والطريق الرئيسي الجديد طوله 82 كيلومترا، ويضم وصلات ربط مع الطريق الساحلي على «غرب خليج السويس»، بمنطقة «رأس ابوالدرج»، والتى يتم بها إنشاء منتجع سياحي ترفيهي بطول 17 كيلو مترا وهذه المنطقة صعبة لأنها أعلى الجبل، والمسافة الأفقية تصل حوالي إلى 5 كيلو مترات، وفرق منسوب البحر يبدأ من صفر حتى منسوب 700، وتم العمل على «إطالة» الطريق لمسافة 17 كيلو مترا من أجل الوصول للجبل. وهناك وصلة تم إنشاؤها في «وادي ملحة» بطول 13 كيلو مترا، من أجل الربط بين الطريق الرئيسي والطريق الساحلي، وذلك لمن يرغب في الوصول للقرى السياحية، لتجنب الطريق الساحلي الموجود حاليا، والذي توجد عليه منحنيات كثيرة تسببت في العديد من الحوادث. وكان هناك صعوبات ضخمة وكبيرة كانت موجودة في المشروع، على رأسها التضاريس، حيث إن المنطقة «جبلية»، وذات كتل صخرية شديدة، وكانت تستلزم معدات من نوع خاص، حيث تم استخدام «أدوات نسف» لتفتيت الصخور عن طريق زرعها وسط الجبال بواسطة معدات خاصة، كما شهد تهيئة الطرق للعمل وقت كبير، حيث إن الطبيعة الجبلية للموقع كانت لا تسمح بالعمل العادي، لكن الشركات المصرية الوطنية نجحت في تحدي الصعوبات. وعملت أكثر من 3000 آلاف «معدة» متنوعة، بالمشروع، وقد قسم الطريق لعدة قطاعات، كل شركة مسئولة عن قطاع معين، ولهم مكان معيشة مخصص لهم متوفر فيه جميع الاحتياجات. وفيما يتعلق بأهمية الطريق، إن أول فائدة من الطريق، هي منع الحوادث التي تقع على الطريق الساحلي الموجود حاليا، كما أنه أيضا لخدمة القرى السياحية، والمناطق الصناعية والتجارية التي تقع بالمنطقة، والمهمة الثانية للطريق هي ربط جميع المشروعات السياحية والصناعية والزراعية والتجارية والموانئ التي يتم تنفيذها حاليا في إطار خطة تنمية قناة السويس. وطريق «الجلالة» «يمُر» بمنطقة محاجر، يوجد بها جميع أنواع الخامات والمواد اللازمة للصناعات، والطريق بالكامل به جبال من الرخام، ومنطقة الجلالة مشهورة بأفضل أنواع الرخام في العالم، والمعروف باسم «الجلالة» ويتم تصديره، وسيساهم في تشغيل العديد من المصانع بالمنطقة على الطريق الجديد، كما يوجد بالمنطقة خام «الخولينا»، والذي يدخل في صناعات الأسمنت و«الطفلة» ورمل الزجاج، وتوجد العديد من المناجم. وفي اتجاه الشرق من طريق «الجلالة» في العين السخنة، توجد منطقة صناعية كبرى، وهي المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب خليج السويس، حيث تضم مصانع «حديد - سيراميك - أسمنت – بتروكيماويات»، وإن طريق «الجلالة» سيسهل الحركة من الجنوب، إلى ميناء العين السخنة والزعفرانة، وميناء الغردقة وميناء سفاجا. وبذلك يتم الربط بين المجمعات الصناعية وموانئ التصدير، كما أنه سيتم عمل مشاريع زراعية وصناعية واقتصادية كبيرة على جانبي طريق الجلالة، وسيتم إنشاء مصنع «الأسمدة الفوسفاتية» يقوم بإنشائه جهاز الخدمة الوطنية، وينتج مليون طن سنويا.