أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، شعارا للمرحلة الحالية وهو «تحدى التحدي» لاستكمال مشروعات التنمية التي تنفذها الإدارة الهندسية للقوات المسلحة في عدة مناطق متفرقة بأرجاء الجمهورية. ويأتي ذلك في إطار خطط شاملة مدروسة لدعم قدرات الدولة على النهوض وتطوير الاقتصاد، ورفع معدلات النمو، لوضع مصر على طريق نهضتها الحقيقي، وتوفير ملايين فرص العمل للشباب المصري، وفتح المجال أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية، بعد توفير البنية التحتية المناسبة، وشق الطرق والمحاور الإستراتيجية التي تربط كل محافظات الجمهورية، بل وتربط مصر بدول أفريقيا. وخلال الشهور القليلة الماضية أعطى الرئيس إشارة البدء للعمل بمنطقة جبل الجلالة في أبريل الماضي لإنشاء عدة مشروعات صناعية وسياحية وسكنية وطرق على أن ينتهي المشروع في يونيو المقبل. ويشمل المشروع طريق طوله 82 كيلو مترا، وثلاث حارات مرورية في كل اتجاه، بالإضافة إلى إنشاء منتجع سياحي فوق الهضبة تطل على البحر بمساحة 1000 فدان قابل للزيادة، بالإضافة إلى إنشاء مدينة عالمية على مساحة 17 ألف فدان. طريق الجلالة قام اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بشرح تفاصيل المشروعات التي تشرف عليها الهيئة الهندسية ومن ضمنها طريق ومدينة الجلالة، حيث أوضح أن الطريق يأتي في إطار ربط جميع طرق مصر ببعضها، وطريق الجلالة نموذج لذلك. ويبدأ الطريق من «الشمال»، تحديدا في منطقة جنوب بورسعيد حتى الكيلو 92 طريق إسماعيلية الصحراوي، وطريق السويس، ثم طريق العين السخنة، حتى يصل إلى الحدود الدولية مع السودان على خط عرض 22. وقال الوزير: «يبدأ الطريق من الكيلو 118 من طريق "القاهرة – العين السخنة" في اتجاه العين السخنة، حيث يربط ما بين طريق العين السخنة مرورا بوادي حجول حتى طريق "الزعفرانة"، كما أن هناك طريقا طوليا رابطا من بنى سويف حتى الزعفرانة من أجل عمل محور مروري عرضي يربط طرق الجمهورية ببعضها، بحيث يبدأ من البحر الأحمر حتى الزعفرانة، ثم بنى سويف التى بها "كوبري علوى" جديد يربط مع غرب النيل الذى يربط أيضا مع طريق الضبعة الذي يتم العمل به حاليا، وبذلك يكون تم ضم طرق الجمهورية بمحور عرضي واحد «بنى سويف - الزعفرانة». وأضاف: «طريق الجلالة الجديد يربط مع الكيلو 10 "ببني سويف- الزعفرانة"، لأنه مواز للبحر وسوف يستكمل أيضا من جهة الجنوب حتى يصل إلى غرب الغردقة وغرب سفاجا ثم "أبو رماد" وحلايب وشلاتين حتى منطقة "بيرفوركيت" على الحدود الدولية مع السودان، وهذه الطرق جزء من "محور مصر – أفريقيا"». تحدي الصعاب وكشف رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن أن الطريق الرئيسى الجديد طوله 82 كيلومترا، تم الانتهاء من رصف 20 كيلو بالطريق ويضم وصلات ربط مع الطريق الساحلي على خليج السويس بمنطقة «رأس أبوالدرج»، والتي يتم إنشاء منتجع سياحي ترفيهي بها بطول 17 كيلو وهذه المنطقة صعبة لأنها أعلى الجبل والمسافة الأفقية حوالي 5 كيلو وفرق منسوب البحر يبدأ من صفر حتى منسوب 700 لذلك قمنا بالعمل على توسعة الطريق مسافة 17 كيلو من أجل الوصول للجبل. كما أن هناك وصلة « وادي ملحة» بطول 13 كيلو من أجل الربط بين الطريق الرئيسي والطريق الساحلي لمن يرغب في الوصول القرى السياحية لتجنب الطريق الساحلي الذي توجد عليه منحنيات كثيرة تسببت في العديد من الحوادث. وأوضح «الوزير»، أن المنطقة جبلية صخرية وكانت هناك صعوبات بالغة واجهتهم خلال العمل وتم استخدم أدوات النسف إلى جانب الحفارات والتي معها شاكوش تكسير من أجل تكسير الصخر ومعدات النقل وهذه أعمال ليست بالسهلة بل هناك أعمال تربة وأعمال أساس وأعمال رصف وأعمال الربط وأعمال التدبيش. وقال إن هناك 3000 آلاف «معدة» متنوعة، تعمل بالمشروع، حيث يقسم الطريق لعدة قطاعات، كل شركة مسئولة عن قطاع معين، ولهم مكان معيشة مخصص لهم متوفر فيه جميع الاحتياجات، كاشفا عن أنه يوجد 120 مليون متر مكعب من أعمال الحفر والردم توجد بالمشروع، وهناك ارتفاع ردم يصل إلى 120 مترا. أهمية الطريق وفيما يتعلق بأهمية الطريق، قال «الوزير» إن أول فائدة من الطريق، هي منع الحوادث التي تقع على الطريق الساحلي الموجود حاليا، كما أنه أيضا لخدمة القرى السياحية، والمناطق الصناعية والتجارية التي تقع بالمنطقة، والمهمة الثانية للطريق هي ربط جميع المشروعات السياحية والصناعية والزراعية والتجارية والموانئ التي يتم تنفيذها حاليا في إطار خطة تنمية قناة السويس، والتي بدأت منذ أسابيع بإعلان الرئيس بدء مشروع شرق التفريعة ببورسعيد، وستصل المشروعات حتى العين السخنة، كما أنه جار تطوير محطة كهرباء «عتاقة» لكي تستوعب مشروع «طريق ومدينة الجلالة» الجديد. مشاريع اقتصادية كبيرة كشف رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن أن طريق «الجلالة» الذي يتم إنشاؤه حاليا، «يمُر» بمنطقة محاجر، يوجد بها جميع أنواع الخامات والمواد اللازمة للصناعات، والطريق بالكامل به جبال من الرخام، ومنطقة الجلالة مشهورة بأفضل أنواع الرخام في العالم، والمعروف باسم «الجلالة» ويتم تصديره، وسيساهم في تشغيل العديد من المصانع بالمنطقة على الطريق الجديد، كما يوجد بالمنطقة خام «الخولينا»، والذي يدخل في صناعات الأسمنت و«الطفلة» ورمل الزجاج، وتوجد العديد من المناجم. وقال إنه في اتجاه الشرق من طريق «الجلالة» في العين السخنة، توجد منطقة صناعية كبرى، وهي المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب خليج السويس، حيث تضم مصانع «حديد - سيراميك - أسمنت – بتروكيماويات»، وإن طريق «الجلالة» سيسهل الحركة من الجنوب، إلى ميناء العين السخنة والزعفرانة، وميناء الغردقة وميناء سفاجا، وبذلك يتم الربط بين المجمعات الصناعية وموانئ التصدير، كما أنه سيتم عمل مشاريع زراعية وصناعية واقتصادية كبيرة على جانبي طريق الجلالة، وسيتم إنشاء مصنع «الأسمدة الفوسفاتية» يقوم بإنشائه جهاز الخدمة الوطنية، وينتج مليون طن سنويا. شركات وطنية مصرية تعمل في المشروع قال اللواء أركان حرب كامل الوزير، إن طريق «الجلالة» تعمل به 40 شركة مصرية، تعمل في مجال الطرق، إلى جانب 5 شركات تعمل في مجال الإنشاءات، والتي تقوم بعمل الكباري والأنفاق ومحطات الوقود والبوابات، كما أن هناك 8 شركات تعمل في منطقة «مجمع الجلالة السياحي» برأس «أبو الدرج»، ليصل إجمالي عدد الشركات إلى 53 شركة بطاقة عمالية 10 آلاف عامل بالطرق، بجانب 5 آلاف مهندس وعامل وفني ومتخصص بالإنشاءات. منتجع سياحي ومدينة كبرى كشف رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن أن مشروع «الجلالة» يشمل إنشاء منتجع سياحي أعلى هضبة الجلالة، وبدأ التنفيذ في المنتجع في سبتمبر الماضي، وسيتم الانتهاء من المنتجع السياحي في أبريل المقبل، كما يتم إنشاء «مدينة الجلالة» وتضم فندقا أعلى الجبل، وسوف تنتهي في 25 مايو المقبل، إلى جانب إنشاء «مارينا لليخوت»، ويتم حاليا عمل دراستها مع كبرى الشركات العالمية، كما تشمل المدينة إنشاء جامعة الملك «عبد الله بن عبد العزيز»، موضحا أن المدينة تقام على مساحة 17 ألف فدان.