مدينة السويس الباسلة من المحافظات التى لم تكن محظوظة من بين مدن القناة الثلاث.. وأخيرا آن الأوان لها لتنطلق بعد تدشين المشروعات القومية الكبرى بها والتى ستعود بالخير على مصر كلها، وعلى شباب السويس بشكل خاص .. فما هى أخبار تلك المشروعات وما تستهدفه ومتى سيتم الانتهاء منها ؟ من هذه المشروعات ، مشروع «طريق ومدينة الجلالة» والذى يعد بمثابة الحلم الذى تحول الى حقيقة على الارض ، ويشمل مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك عبدالله ومنتجعا سياحيا يطل على خليج السويس بالاضافة لطريق العين السخنة الزعفرانة الذى يشق جبل الجلالة. يعمل بالمشروع الذى تشرف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة 53 شركة مدنية منها 40 شركة فى مجال الطرق و5 فى مجال الانشاءات والأعمال الصناعية والكبارى والانفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم ، و8 شركات تعمل فى منطقة رأس أبوالدرج فى المنتجع السياحى باجمالى عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفنى ومهندس ، وتم تدشين المشروع فى إطار خطة تنموية تنهض باقتصاد الدولة وترفع معدلات النمو وتوفر الآلاف من فرص العمل للشباب. ولم يكن اختيار هذا المكان محض مصادفة، بل لأن هذا الموقع متميز وغنى بالثروات التى ستحقق التنمية حيث يوجد به رخام ، وسيساعد الطريق الذى سينشأ فى الجبل على سهولة نقل الخامات الى المحاجر نظرا للطبيعة الجغرافية لموقع المشروع. وهضبة الجلالة جزء من سلسلة الجبال الواقعه غربى البحر الأحمر والتى يقابلها فى الجهة الشرقية وضمن الأراضى السعودية جبال الحجاز ، يتكون الجبل من صخور أركية قديمة وتكثر به العروق المعدنية ، وهضبة الجلالة الشمالية 1223 مترا والجنوبية 1472 مترا وبينهما وادى ويتكونان من صخور جيرية ، وبداخل الهضبة وديان منها وادى ابورسيس ووادى حانوت ووادى حورس. طريق ومدينة الجلالة ويتكون المشروع من عدة محاور أهمها مدينة الجلالة التى تقع أعلى الهضبة بين العين السخنة والزعفرانة على ارتفاع 700 متر من سطح البحر بمساحة 17 ألف فدان ، والمدينة كاملة المرافق والخدمات على أعلى مستوي. تحتوى على مدينة طبية عالمية وأول قرية أوليمبية تقام عليها الألعاب الأوليمبية المختلفة ومناطق سكنية سياحية وأخرى لمحدودى الدخل ومناطق خدمية لقاطنى المدينة ومنتجع الجلالة السياحى على شاطئ خليج السويس بمنطقة«رأس ابو الدرج« على مساحة 1000 فدان ، ويضم المنتجع فندقين أحدهما جبلي والآخر ساحلى ، الجبلى يضم 300 غرفة و40 شاليها، والساحلى يضم 300 غرفة و60 شاليها وأجنحة مختلفة المستويات، ومولا متطورا، وسيتم ربطه بطريق 17 كيلو مترا وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية بطول 6 كيلومترات وينفذ بأياد مصرية ، بالاضافة لمدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت تنفذها كبرى الشركات العالمية. تم البدء فى مشروع المنتجع فى العاشر من أكتوبر الماضى ومن المنتظر الانتهاء منه فى أبريل من العام الحالى عدا الفندق الجبلى ومارينا اليخوت حيث تم الانتهاء من التصميم وفى انتظار أفضل الاسعار للتنفيذ ليكون جاهزا يوليو عام 2017 ، وسيتم انشاء محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع ومدينة الجلالة وأيضا الكهرباء اللازمة. جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهناك أيضا مشروع »جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز« والتى تقام على مساحة مائة فدان فى اطار مدينة الجلالة العالمية ، وتعمل وفق أحدث النظم العلمية، وستضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصرى فى تخصصات غير نمطية وغير موجودة فى الجامعات المصرية الاخرى وتشمل تخصصات الزراعة الحديثة وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين والطب. أما طريق العين السخنة الزعفرانة فيعد من أصعب المشروعات التى يتم تنفيذها نظرا لوعورة المنطقة الجبلية ذات الكتل الصخرية الشديدة التى يقام عليها المشروع ، واستلزم الامر القيام بعمليات نسف وتدمير لقطع الطريق من خلال معدات خاصة تم زرعها وسط الجبل ، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة 230 مترا ، أى مايعادل ارتفاع 80 طابقا فى برج سكنى ، وعملية النسف تتم بدقة حتى لايتم التأثير على البيئة الجيولوجية والاستفادة من الصخور التى تم نسفها فى أعمال الردم خاصة ان هناك 120 مليون متر مكعب ناتجة عن اعمال الحفر والنسف. بينما يعتبر طريق جبل الجلالة العين السخنة الزعفرانة جزءا من مشروع طريق مصر افريقيا فى اتجاهين بعدد 3 حارات مرورية بكل اتجاه ، ويبدأ من جنوب بورسعيد حتى الكيلو 92 طريق الاسماعيلية الصحراوى ، ويقطع طريق السويس والعين السخنة فى منطقة وادى حجول ويتجه جنوبا حتى يصل الى الكيلو متر 10 فى محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف الزعفرانة وسيستكمل أيضا من جهة الجنوب حتى يصل الى غرب الغردقة وغرب سفاجا ثم ابورماد وحلايب وشلاتين حتى منطقة » بيرفوركيت« على الحدود الدولية مع السودان على خط عرض 22 . ويتم الآن تنفيذ هذا الطريق بطول 82 كيلومترا بالاضافة لعدد من الوصلات مع الطريق الساحلى مثل وصلة منطقة رأس ابو الدرج بطول 7 كيلومترات التى يقام فيها المنتجع السياحى على جبل الجلالة ، ووصلة وادى ملحة بطول 13 كيلومترا للربط بين الطريق الساحلى والطريق الرئيسى ، وأهمية هذا الطريق انه يتفادى سلبيات طريق التحرك من السخنة الى الزعفرانة ويربط مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر ودول القارة الإفريقية وكذلك ربط المشروعات الزراعية والمناطق الصناعية والموانى والمناطق السكنية المزمع انشاؤها ، ويمر الطريق بمنطقة محاجر الرخام والكاولينا والطفلة ورمل الزجاج مما يساهم فى دعم عمليات الاستخراج والتصنيع ويخدم المنطقة الصناعية شمال غرب السويس حيث مصانع الحديد والسيراميك والاسمنت والبتروكيماويات ويسهل الحركة من الجنوب الى موانئ العين السخنة والغردقة وسفاجا . وتقام المنطقة الصناعية على جانب الطريق وتشمل مصنعا عملاقا للاسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها بطاقة انتاجية تصل الى مليون طن سنويا. مجمع البتروكيماويات يوفر 120 ألف فرصة عمل شمال غرب السويس بتكلفة استثمارية 37 مليار دولار ويقام على مساحة مليونى متر مربع ويتكون من وحدة تكسير على الطراز العالمى بطاقة انتاجية سنوية 13 مليون طن بولى اثيلين و662 ألف طن بروبلين و414 ألف طن بنزين حلقى و214 الف طن بوتادين ويستوعب المشروع 20ألف موظف ، ومائة ألف عامل وثلاثة آلاف مهندس وفنى ، فضلا عن العمالة غير المباشرة التى يحتاجها المشروع. ويستهدف قطاع البتروكيماويات تعظيم القيمة المضافة للخامات والثروات البترولية ، خاصة انه يعد من أكثر القطاعات التى تستهدف فتح آفاق للآلاف من فرص العمل للشباب ، باعتبارها مشروعات تقوم على العديد من الصناعات التكميلية لانتاج المنتجات النهائية من البتروكيماويات ، وتلبية احتياجات السوق المحلية بدلا من استيرادها من الخارج . وعن جدوى هذه المشروعات لمصر ولمحافظة السويس يقول اللواء أحمد حلمى الهياتمى محافظ السويس : المشروعات القومية تعود بالنفع على مصر كلها سواء بتحسين الاقتصاد وتوفير فرص العمل لابنائنا ، وفى هذا الاطار بدأنا تنظيم دورات تدريبية تخصصية لتأهيل الشباب ومنحهم شهادة خبرة يمكن تقديمها لجهة العمل ، وبدأت بدورات عن الحراسة ، وستتبعها دورات اخري. وتشغيل الشباب تحظى لدى بأهمية كبرى وحتى لا تستغل أى جهة احتياجات الشباب فتتلاعب ، قررت ان يقتصر موضوع التشغيل على القوى العاملة فقط لأن القصة يتدخل فيها جهات اخرى مثل الجمعيات فتستغل هذا الموضوع . وعلاقتى كمحافظ بالمشروعات القومية اننى آمل ان يتم انجازها فى أقرب قت من اجل فائدة الوطن، وان توفر فرص عمل لشباب السويس ، وقد زرت طريق وادى حجول وموقعه »جيد« بالفعل. منطقة واعدة يرى الدكتور رشاد عبده (الخبير الاقتصادي) ان مشروعات جبل الجلالة رائعة لأن هذه المنطقة واعدة وغنية بالثروات وكنت أتمنى ان تكون فكرة الحكومة حتى تهتم بها لكنها فكرة الرئيس الذى يسير بخطى وبفلسفة جديدة واعدة والحكومة دائما لا تتحرك بل تنتظر توجيهاته ، وقد تعودنا كل أسبوع على انجاز جديد للرئيس يفاجئ به شعبه والجديد أنه لا يعلن الا بعد بدء المشروع وليس قبله ، والجلالة والمجمع تقع ضمن مشروعات محور قناة السويس ، ولمحافظة السويس نصيب منها وهى المحافظة التى لم تكن تنعم بتنمية استثمارات مثلها مثل محافظات الصعيد. وقد أعلن الرئيس من قبل عن المدينة السياحية العالمية التى تقع على خليج السويس، والآن فى كل مدن القناة توجد مشروعات تنموية يجرى تنفيذها فى مجالات مختلفة ، وهى مشروعات تكاملية: اسكان وسياحة واقتصاد وتعدين مما يدل على ان الرئيس يتحرك بفلسفة واضحة مدروسة وفكر تنموى متكامل رغم انه غير تخصصه وكان من الأولى ان تكون تلك افكار الحكومة التى لديها خبراء متخصصون فى تخصصات عدة ، وطبعا هذه المشروعات تحتاج بنية تحتية يجرى تنفيذها على أرض الواقع وطرق, ومن المتوقع ان توفر هذه المشروعات العملاقة فرصا وطاقات عمل جديدة وتحقق تنمية وتحديثا وتطويرا للمنطقة المحيطة بالمشروع. ولاننسى أن كل مشروع يحقق تنمية عمرانية جديدة واعادة توزيع لخريطة السكان وتحقيق قيمة مضافة للثروات التعدينية وهذا ما كنا نفتقده فى الماضى ، والأكثر من ذلك فى طريق الجلاله ربط مصر بإفريقيا وهى بداية حيث سيوجد بعد ذلك خط سكة حديد يربط مصر بجوهانسبرج فى جنوب افريقيا وأيضا خط ملاحي.