تمر اليوم الذكري ال 30 علي انفجار المفاعل النووي "تشيرنوبيل" شهد المفاعل أكبر كارثة نووية عرفها العالم، وقع الانفجار الساعة 1:24 ليلا. تعد " تشيرنوبيل" الكارثة الأضخم في التاريخ الحديث وهي أكبر كارثة تسرب نووي وتعتبر تشرنوبيل الكارثة الأضخم في تاريخ البشرية، بعد التكتم على الحادث لمدة يومين، أعلن الاتحاد السوفيتي أن منطقة تشيرنوبل منطقة منكوبة وبدأت عمليات إجلاء مئات آلاف السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل وقد جند أمهر الخبراء و المختصين في المجال النووي لدى السوفيتيين لتقليل خطر الانبعاث الإشعاعية واستمرت عمليات مكافحة الحرائق و تخفيض درجة الإشعاع لمدة 10 أيام و نصح الخبراء باستعمال الرمال والطين ومواد أخرى منها الرصاص و البور لإطفاء الحريق وتخفيف مستويات الإشعاع، وكان انبعاث المواد المشعة التي عادل تأثيرها ما لا يقل عن 200 قنبلة كتلك التي ألقيت على مدينة هيروشيما سببا في تلوث أجواء جزء كبير من أوروبا بالإشعاعات، لا سيما أوكرانيا، بيلاروسيا، روسيا، ألمانيا وحتى السويد. ويمكن تصور حجم الخطر القاتل في تلك الملحمة الفريدة من خلال معرفة أن التلوث الإشعاعي في تشيرنوبل فاق مثيله في هيروشيما 600 مرة، فقد 2920 شخصا حياتهم، وتسببت الكارثة ومضاعفاتها إجمالا في مقتل 167653 شخصا، فيما عانت أعداد كبيرة أخرى من المتضررين من أمراض مختلفة بسبب التلوث الإشعاعي، وظل الكثيرون من سكان المنطقة المنكوبة ومن فرق مكافحة الكارثة يحملون أكفانهم سنوات طويلة وهم يصارعون ما علق بأنسجتهم من تلك الأشعة المهلكة. وتلقت فرق الطوارئ بمحطة تشيرنوبل، بطبيعة الحال، صدمة الإشعاع الأولى، حيث قتل في اليوم الأولى للكارثة 24 شخصا من أفرادها، إلا أن هذا الموت الزؤام بكل صوره المرعبة لم يُوقف الآلاف من رجال الإطفاء والطيارين والخبراء من الاندفاع في مواجهة الخطر والانتصار في معركة فرضت عليهم من دون سابق إنذار. وتشيرنوبل هي مدينة أوكرانية تقع في شمال أوكرانيا بمقاطعة كييف، تبعد المدينة 122 كيلومترا من مدينة تشيرنوبل التي هجرت بسبب تلوثها بالإشعاع الناجم عن انفجار المفاعل. بعد نجاح عملية التحكم في الحرائق تنبه الخبراء إلى أن هناك خطر وشيك أخر و هو تسرب المادة المنصهرة المشعة إلى التربة ونهر دنيبر ما كان يحدث كارثة حقيقة لأن النهر كان يمول ملايين السكان بالمياه الصالحة للشرب إضافة إلى إمكانية وصول الإشعاع إلى المياه الجوفية ما يعني كارثة أخرى تستمر لمئات السنين لذلك تم اللجوء إلى بناء غرفة من الخرسانة المسلحة تحت المفاعل لمحاصرة صهارة المواد المتفاعلة المشعة بدرجة خطيرة و منعها من التسرب إلى باطن التربة و تشييد غلاف خرساني من 700 ألف طن من الحديد الصلب والاسمنت حول المفاعل بغرض أحكام الإغلاق على حوالي 200 طن من خليط الوقود المشع والاسمنت والرمال التي انصهرت. حشد حوالي 600 ألف شخص من كل الإنحاء اغلبهم كان من أفراد الجيش بالإضافة إلى قوات الإطفاء و الدفاع المدني و عمال المناجم شاركوا في عمليات إطفاء الحرائق و إزالة مخلفات الانفجار التي كانت مشبعة بالإشعاع إضافة إلى إخلاء المدن المجاورة و قتل كل الحيوانات بعد إصابتها بالإشعاع. أدى الحادث و ما نجم عن الإشعاعات إلى وفاة حوالي 2000 شخص حسب أرقام الاتحاد السوفيتي و 8000 آلاف حسبما صرحت به أوكرانيا بعد انفصالها و ذلك في الأشهر و الأعوام التي تلت الحادثة إضافة إلى إصابة مئات الآلاف بالإشعاعات بدرجات متفاوتة ما سبب للكثير منهم الأمراض خصوصا السرطان و الإعاقات والتشوهات و بلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار إضافة إلى تهجير أكثر من 200 ألف ساكن و تحول مدينتي شيرنوبل و برايبت إلى مدن أشباح، وكان عدم إبلاغ المواطنين بشكل فوري قد زاد من حجم الكارثة.