لم تراودها نفسها ولو لبرهة، وتجردت من كل مشاعر الإنسانية، والرحمة، والأمومة ولم تعلم بأن الأطفال زينة الحياة، ونفوس ذهبية خالصة نقية، لاتشوبها شائبة ولا يعتريها دخن، ولا يسلط عليها وسواس، وبهم تدُر السماء رزقها، وبهم أيضاً تُرحم الأرض ومن فيها. أذاقت شقيقها من الأم ابن ال 5 سنوات أبشع أنواع التعذيب عندما اكتشف خيانتها ووقعت عيناه عليها وهي في وضع مخل مع أحد الأقارب، وببراءة شديدة أخذ يروي لزوجها الذي غلى الدم في عروقه ولقنها علقة ساخنة ووصلت الحياة بينهما إلى طريق مسدود. انزوى الطفل الصغير بأحد أركان الغرفة يتابع بخوف ورهبة، المشادة الكلامية بين شقيقته وزوجها والتي تطورت إلى معركة انهال فيها الزوج عليها بالضرب والسب بأبشع الألفاظ، بينما تتفادى الزوجة الضربات وترمق الطفل الصغير بنظرات الانتقام والوعيد. جلس الطفل القرفصاء، وارتعدت أنامله وتملكت القشعريرة من جسده، وانسابت الدموع فوق خديه، طالباً العفو منها والصفح عنه، لكنها لبست عباءة إبليس، ووجهت له السباب والشتائم، وتوجهت إلى المطبخ وأحضرت كمية من الماء المغلي، الذي تتصاعد منه الأبخرة الكامنة من شدة الغليان، وما أن وقعت عيناه عليها، أطلق صرخات مكتومة وأجهش في بكاء هستيري من شدة الرعب والهلع، كلما تساقطت قطرات الماء المغلي على جسده النحيل، ولم ترحم بكاؤه وتوسلاته، وأمسكت بعصا غليظة وانهالت عليه ضرباً حتى فقد الوعي. وبتوقيع الكشف الطبي المبدئي، أسرع الأطباء بإيداعه العناية المركزة نظراً لخطورة حالته، وإصابته بنزيف في المخ وفقدان للوعي ووجود سجحات وكدمات بأماكن متفرقة بالجسد. وبإخطار اللواء عاصم حمزة مساعد الوزير لأمن الدقهلية، قرر تشكيل فريق بحث لكشف غموض الجريمة، خاصة بعد أن اعترفت الشقيقة المتهمة بأن الإصابات التي لحقت به كانت نتيجة اللهو مع أقرانه. وبمواجهتها بالتحريات التي أشرف عليها اللواء مجدي القمري، مدير المباحث، والمقدم رامي الطنطاوي، رئيس مباحث مركز شرطة المنصورة، اعترفت بصحة الواقعة، وأنها قامت بتعذيبه والاعتداء عليه بالضرب بعصا خشبية، وحرقه بسكب المياه الساخنة انتقاماً منه لأنه أخبر زوجها بأنه شاهدها في وضع مخل مع أحد أقاربها بالمنزل. تم تحرير المحضر اللازم وأحيلت إلى النيابة التي تولت التحقيق.