توجه الأطراف المتحاربة في اليمن إشارات تصالحية قبيل المحادثات المدعومة من الأممالمتحدة المقرر أن تبدأ، الاثنين 18 أبريل، في بادرة نادرة من نوعها على الاستعداد المتبادل لإنهاء الصراع المستمر منذ عام والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ويساعد الاتفاق على نزع فتيل التوتر بين القوتين الإقليميتين إيران والسعودية اللتين تتحالف كل منهما مع طرف من أطراف الصراع، وأدى تناحرهما إلى إشعال حروب وصراعات سياسية في مختلف أرجاء الشرق الأوسط. ومع استمرار الضربات الجوية واحتدام القتال في أجزاء كثيرة من البلاد ما زالت تلوح في أفق الساحة السياسية اليمنية كذلك قوات مسلحة مازالت قادرة على القيام بدور مفسد مما يزيد الوضع تعقيدا. وقالت الشرطة إنها أحبطت هجومين بسيارات ملغومة في عدن اليوم الأحد، وفي واقعة منهما قتل شرطي عندما انفجرت سيارة بعد أن فتحت الشرطة النار عليها لدى توجهها بسرعة كبيرة نحو نقطة تفتيش، لكن أسلوب خطاب الأطراف المتحاربة الرئيسية بدا معتدلا على غير العادة. وأفاد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي بأنه سيكون لدينا الاستعداد إلى الانتقال السياسي على أساس استكمال المبادرة الخليجية إضافة إلى مخرجات الحوار الوطني ولن نستثن أحدا بمن فيهم الحوثيين، مضيفا: "العالم يتطلع حاليا إلى الكويت لتكون محطة سلام لليمنيين.. وسنقدم كل ما بوسعنا للتخفيف عن معاناة الشعب". وتحدث محمد عبد السلام الناطق باسم الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والذين تقول دول الخليج العربية إنهم متحالفون مع إيران بنبرة تصالحية كذلك في حديث مع صحيفة الرأي الكويتية أمس السبت. وقال "مطلبنا هو أن تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي.. فلا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي ولسنا أدوات بيد أحد". وانضمت السعودية وحلفاؤها من دول الخليج العربية للحرب يوم 26 مارس من العام الماضي لمساندة الحكومة اليمنية بعد أن أخرجها الحوثيون إلى المنفى. ولم تتمكن محادثات الأممالمتحدة في يونيو وفي ديسمبر من إنهاء الحرب التي قتل فيها نحو 6200 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، وسمحت الحرب لمقاتلي تنظيم القاعدة بالسيطرة على أراض وفتحت طريقا لمقاتلي تنظيم داعش ليكون له موطئ قدم في البلاد. وتسبب الحصار البحري الجزئي الذي يفرضه التحالف العربي في نقص الغذاء وارتفعت بشدة أسعار الاحتياجات الضرورية في اليمن أفقر دول المنطقة. ويشير الهدوء الذي لم يسبق له مثيل والذي تحقق بين الطرفين المتحاربين الرئيسيين والذي بدأ في مارس أن إلى الإنهاك بسبب التكاليف وزيادة الضحايا، واتفق الحوثيون مع السعودية على خفض الهجمات على المملكة في مقابل وقف الضربات الجوية التي تقودها السعودية على صنعاء وتبادل الطرفان السجناء. وقال أدم بارون الزميل الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هذا يمثل أفضل فرصة لإنهاء الحرب منذ بدئها- تم إحراز تقدم حقيقي". المفسدون.. ومازال مصير علي عبد الله صالح رئيس اليمن السابق الذي حكم البلاد 33 عاما إلى أن أطاحت به احتجاجات الربيع العربي عام 2012 والذي تحالف مع الحوثيين غير محسوم وهذا من شأنه أن يعقد خطط التحول السياسي. ويشارك حزب صالح في المحادثات لكن الرئيس السابق رفض مغادرة المشهد السياسي اليمني، ويزيد انتشار مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في الجنوب كذلك من صعوبة حل الصراع. وقال بارون "هناك حفنة من المفسدين المحتملين. في العام الماضي شهدنا انتشار قادة الفصائل الذين يرتبط نفوذهم باستمرار الصراع". وأعلن الحوثيون المنتمون للطائفة الشيعية التي قادت مملكة في شمال اليمن لآلاف السنين حتى عام 1962 إنهم يقودون ثورة على الفساد، وأطاحوا بالرئيس هادي من السلطة في سبتمبر عام 2014 وشكلوا تحالفا مع صالح، وتتهم الدول العربية في المنطقة الحوثيين بالاستيلاء على السلطة مما يخدم مصالح إيران وقاتلوا لإعادة هادي إلى الحكم.