عاد الطالب (18 عاماً) بعد مقابلة عاطفية بفتاة أحلامه التي شغف قلبه بحبها، تراود مخيلته لهفة اللقاء، ورجفة الوادع، واعداً إياه بزيارة عائلية لخطبتها ورغبة في الارتباط بها لحين الانتهاء من دراسته، وتمهيداً للزواج بها. راودته الأحلام طوال الطريق، وأخذ يقلب الأفكار في رأسه وإيجاد الحلول، في محاولة لإقناع والده المسن بالمعاش ووالدته الموجهة الفنية بإدارة طوخ التعليمية. وما أن وصل للمنزل، وبابتسامة عريضة وبوجه يعلوه حمرة الخجل يطلب من والده أن يصاحبه لزيارة محبوبته، ورغبته في خطبتها والزواج منها بعد أن ينهي دراسته، اعتدل الأب في جلسته وبوجه مقطّب الجبين، يرفض المبدأ، وبكلمات موجزة ومختصرة يطلب منه الالتفات لدراسته حيث أنه مازال صغير السنن ويتوجب عليه الاهتمام والتخطيط لمستقبله. علت علامات الغضب وجه الطالب، وانتفض من فوق مقعده بعد أن اتخذ القرار وتوجه إلى غرفته ولم يبرحها، وبغريزة الأبوة، وبعد أن انتهى الأب من الوضوء استعداداً لصلاة الفجر، توجه إلى غرفة الابن بمصاحب، الأم التي استيقظت أيضاً في محاولة لإرضائه، ومصالحته والاعتذار له عن حوار مناقشته واحتدام الكلمات، وإقناعه بهدوء وإثنائه عن هذه الفكرة، أطلقت الأم صرخات مدوية صاحبها طرقات يشوبها ذعر وهلع كادت أن تحطم باب الغرفة، خاصة وأن الابن لم يستجيب ويقوم بالرد عليهما. هدأ الأب من روع الأم وتسلل داخل الغرفة عن طريق شباك مطل على غرفة الابن، حيث جحظت عيناه واغرورقت بالدموع وتقطعت أنفاسه من هول المشهد، فالابن جسده يتدلى من أعلى سقف الغرفة بعد أن قام بشنق نفسه، بينما تقع الأم مغشياً عليها. تجمع الجيران ووسط نظرات الدهشة وعلامات الاستفهام يكتشفوا عبارات "قصيدة شعر" شهيرة للشاعر "أمل دنقل"، دونها الطالب فوق حائط غرفته (معلق أنا على مشانق الصباح وجبهتي للموت محنية التي لم أحنيها حية، أتمنى ألا نلتقي مجددًا.. النهاية). وبإخطار اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية بالواقعة، تم تحرير المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق، وصرحت بدفن جثة الطالب بعد العرض على الطب الشرعي وتحريات المباحث حول الواقعة.