لبس الأب (53 عاماً) عباءة إبليس وتجرد من كل مشاعر البنوة، وتسلل بخفة وبقلب غليظ إلى غرفة نوم ابنه الطالب بالمرحلة الثانوية ممسكاً بيده آلة حادة، وبخطوات شيطانية بعد أن اتخذ القرار معتقداً تأديب الابن لإصراره وعدم موافقته على زواجه من أخرى. جحظت عين الابن أثناء تقلبه في فراشه ماكاد يصدق ما قد رأى ارتعدت إطرافه وارتجفت أنامله وتقطعت أنفاسه من هول المشهد وقبل أن يحاول النهوض انهال الأب الذي لم تراوده نفسه ولو برهة وانهال عليه بالضربات المتتالية فوق رأسه ولم يرحم أنينه وصرخاته المكتومة حتى انفجرت الدماء التي غطت وجهه وتركه بعد أن فقد الوعي. سارع الأطباء داخل مستشفى الزقازيق الجامعي في محاولة لإنقاذ الشاب وهو داخل العناية المركزة يصارع الموت لمدة 35 يوماً حسبما يمتد الأجل ليروي ما قد حدث ويكون شاهداً على والده غليظ القلب وارتكابه الجريمة دون ريبة أو ظن. باءت كل محاولات الأطباء بالفشل حيث شاء القدر أن يلفظ الشاب أنفاسه الأخيرة ويلقى مصرعه متأثراً بجراحه. وبإخطار اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية كان قد توصلت التحريات المكثفة التي أشرف عليها اللواء هشام خطاب مدير المباحث والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث وقادها المقدم ماهر سالم رئيس مباحث قسم شرطة مشتول السوق بمحافظة الشرقية وتمكن من القبض على الأب الذي اعترف بارتكابه الواقعة أمام العقيد محمود جمال رئيس فرع البحث بالجنوب وأنه في يوم الحادث حدثت مشادة كلامية بينه وبين ابنه المجني عليه لإصراره ورفضه على عدم زواجه من امرأة أخرى بعد أن توفيت والدة الطالب، وأنه لم يقصد قتله وإنما كان يريد تأديبه. تم إحالة الأب المتهم إلى النيابة التي تولت التحقيقات بإشراف المستشار أحمد الفقي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية.