تتحرى سلطات الضرائب في أستراليا ونيوزيلندا أمر عملاء محليين لمؤسسة قانونية وردت أسماؤهم في تسريبات ضخمة للبيانات، للتحقق من حالات تهرب ضريبي محتملة. ويتضمن التسريب أكثر من 11.5 مليون وثيقة من ملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية التي يقع مقرها في «بنما» وتكشف تفاصيل عن مئات الآلاف من العملاء. وهذه الوثائق هي محور تحقيق نشره، الأحد 3 إبريل، الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وصحيفة «زود دويتشه تسايتونج الألمانية» وأكثر من 100 مؤسسة إخبارية أخرى في مختلف أنحاء العالم، وذكرت الصحيفة أنها حصلت على عدد هائل من الوثائق ثم تبادلتها مع منافذ إعلامية أخرى. وتغطي «وثائق بنما» المسربة فترة تتجاوز 40 عاما من 1977 وحتى ديسمبر الماضي، ويزعم أنها تظهر أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تُستغل فيما يشتبه أنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب الضريبي. وقالت صحيفة جارديان البريطانية إن الوثائق كشفت عن شبكة من صفقات معاملات خارجية وقروض سرية بقيمة ملياري دولار تقود إلى أصدقاء مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يتسن لرويترز تأكيد هذه التفاصيل على نحو مستقل. وذكرت هيئة الضرائب الأسترالية، الاثنين 4 إبريل، أنها تتحرى أكثر من 800 عميل ثري لموساك فونسيكا. وأضافت الهيئة في بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني إلى رويترز "في الوقت الحالي حددنا هويات أكثر من 800 من الأفراد من دافعي الضرائب وربطنا الآن بين أكثر من 120 منهم وبين مقدم خدمات شريك موجود في هونج كونج"، ولم تذكر هيئة الضرائب الأسترالية اسم الشركة الموجودة في هونج كونج. "اختراق" قاعدة بيانات ونفى رئيس موساك فونسيكا ارتكاب أي مخالفة لكنه أقر بحدوث اختراق ناجح لكنه "محدود" لقاعدة بيانات المؤسسة، ووصف مدير المؤسسة رامون فونسيكا الاختراق والتسريب بأنه "حملة دولية ضد الخصوصية". وقال فونسيكا الذي ظل حتى مارس مسؤولا كبيرا في حكومة «بنما» في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز أمس الأحد إن المؤسسة التي تتخصص في تأسيس شركات المعاملات الخارجية (أوفشور) أسست أكثر من 240 ألف شركة وإن "السواد الأعظم" منها استخدم "في أغراض مشروعة". وأضاف مايكل كرانستون نائب مفوض هيئة الضرائب الأسترالية أن هيئته تعمل مع الشرطة الاتحادية الأسترالية ومفوضية مكافحة الجريمة في أستراليا وجهاز مكافحة غسل الأموال للتحقق من البيانات الواردة في الوثائق، قائلا: "قد تحال بعض الحالات إلى قوة مهام الجرائم المالية الخطيرة". ويشمل 800 شخص الذين يجري التحقيق بشأنهم بعض دافعي الضرائب الذين جرى التحقيق معهم فيما سبق إلى جانب آخرين تقدموا لهيئة الضرائب بموجب مبادرتها للكشف عن الدخل خارج البلاد، وسمحت المبادرة الطوعية للكشف عن الدخل والتي انتهت في أواخر عام 2014 بالتقدم للهيئة وتفادي العقوبات القاسية والاتهامات الجنائية، لكن هيئة الضرائب قالت إن الأفراد الذين يخضعون للتحقيق بينهم أيضا "عدد كبير من دافعي الضرائب الذين لم يتقدموا من قبل". وذكرت أيضا وكالة الضرائب في نيوزيلندا، الاثنين 4 إبريل، أنها "تعمل عن كثب" مع شركائها في معاهدة ضريبية للحصول على التفاصيل الكاملة لأي دافع ضرائب في نيوزيلندا قد يكون متورطا في ترتيبات عبر موساك فونسيكا. وأفاد جون ناش مدير استراتيجية الإيرادات الدولية في الوكالة في تصريحات عبر البريد الالكتروني بأنه هناك "برنامجا نشطا للاستجابة يركز على من يشاركون في ترتيبات معاملات خارجية فاسدة ولا ينفذون التزاماتهم الضريبية". من ناحية أخرى، ذكرت تقارير إعلامية أن البيانات المسربة تشير إلى صلة بين عضو في لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومسؤول كروي في أوروجواي اعتقل العام الماضي في إطار تحقيق أمريكي واسع النطاق بشأن مزاعم فساد في مجال الكرة. وذكرت لجنة القيم في الفيفا في بيان أمس الأحد أن خوان بيدرو دامياني وهو عضو في غرفة قضائية باللجنة يخضع للتحقيق؛ بسبب علاقة عمل محتملة بينه وبين يوجينيو فيجيريدو وهو مسؤول من أوروجواي اعتقل في زوريخ العام الماضي، وقال دامياني لرويترز في مونتيفيديو أمس الأحد إنه قطع علاقاته بفجويريدو عندما اتهم الأخير بالفساد.