الحمد لله.. تم إخلاء سبيل الشاب الصغير محمود محمد (الطالب بالمرحلة الثانوية)!.. والشهير بمعتقل «التي شيرت» والمحبوس منذ أكثر من عامين، فقط لأنه ارتدي في تظاهرات يناير 2014 تي شيرت كتب عليه (وطن بلا تعذيب)..!! قررت أمس الدائرة 22 بجنايات القاهرة، إخلاء سبيل محمود محمد، وزميله إسلام طلعت، بكفالة 1000 جنيه، بعد عامين وشهرين من الحبس الاحتياطي.. يعني تم إخلاء السبيل بعد انتهاء أقصي مدة عقوبة للحبس الاحتياطي!!.... لكن عودة الحق، واستعادة الحرية، حتي ولو جاءت متأخرة.. حتي لو جاءت استجابة لمناشدات ونداءات ورجاءات.. تظل فرحة كبيرة جديرة بالحمد والشكر والرضا.. ورغم أن قرار إخلاء سبيل الطالب، صدر بقرار المحكمة أمس.. فقد تصادف أن ناشد الكاتب إبراهيم عبد المجيد خلال لقاء المثقفين بالرئيس السيسي أمس، الإفراج عن محمود محمد.. وهو ما حدث بالفعل بعد ساعات قليلة من لقاء الرئيس... ولو لم يسفر اللقاء إلا عن إخلاء سبيل الشابين الصغيرين، لكان اللقاء كثيرا وإيجابيا... ورغم التحفظ علي وجوه المثقفين المكررة سنوات وسنوات في لقاء كل الرؤساء، منذ السادات إلي مبارك وحتي مرسي إلي اليوم... نفس الأسماء، ونفس الوجوه التقليدية القديمة، لكن ما نشر حول تفاصيل اللقاء يعكس أهمية بالغة... ربما هي المرة الأولي التي يلتقي فيها رئيس الجمهورية بمجموعة من المثقفين، ويكون محور اللقاء وموضوعه الوحيد، هو الحريات، وسجن الكتاب والأدباء، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الشباب، والمطالبة بإلغاء قانون ازدراء الأديان، وقانون التظاهر، والحديث عن إهدار حقوق الإنسان في مصر.. هل هي شجاعة المثقفين، أم هي رحابة الرئيس، أم هو الحوار الجاد والصادق والمسئول والإيجابي؟.