إذا أخذنا بالقدرات والكفاءات العامة والخاصة في مجالات العمل السياسي والدبلوماسي علي المستويين العربي والدولي، مقياسا موضوعيا وعادلا لتولي المهام والمسئوليات،...، يكون وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط، هو المرشح الأكثر تأهلا واستحقاقا لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، خلفا للدكتور نبيل العربي. ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إن تلك مسئولية جسيمة وثقيلة في ظل الظروف الحالية بالغة الدقة والحساسية التي يمر بها العالم العربي الآن، والتي تحتاج فيها سفينة العرب إلي ربان علي قدر كبير من الحكمة والمهارة، ويتميز بالحنكة السياسية والخبرة اللازمة، مع الصبر والجلد، حتي يستطيع الإبحار بها وسط العواصف والأنواء التي تحيط بها من كل جانب. ولولا معرفتنا المؤكدة بكفاءة وخبرة الوزير أبوالغيط وثقتنا الكبيرة في قدراته العملية والإدارية، وما يتمتع به من حصافة سياسية ومرونة وكياسة دبلوماسية،...، لكنا قد اشفقنا عليه من عظم المسئولية وجسامة المهمة التي تنتظر الأمين العام القادم للجامعة العربية، وسط الأجواء المضطربة التي تغلف سماء المنطقة كلها، وحالة العنف والاقتتال السائدة والمشتعلة في انحاء كثيرة من عالمنا العربي. ورغم ادراكنا الواعي بأن دور الجامعة العربية إقليميا ودوليا هو محصلة إرادات دولها، والمتوسط الحسابي لثقل ووزن وقوة هذه الدول ومدي تأثيرها بالايجاب أو السلب علي الساحة الدولية،...، إلا اننا نؤمن بأن لشخص الأمين العام مساحة ليست قليلة من الحركة والنشاط يستطيع من خلالها تحقيق نقلة ايجابية في تحديث الميثاق وتطوير وتفعيل دور الجامعة كمنظمة إقليمية ناجحة،...، وهو ما نأمل ان يحققه الأمين العام الجديد بإذن الله، معتمدا علي خبراته الواسعة والمتعددة وكفاءته العالية كسياسي ودبلوماسي محترف رفيع المستوي، وما يتمتع به حس قومي ووطني قوي، ومعرفة والمام عميقين بالأوضاع والقضايا والأزمات بامتداد واتساع عالمنا العربي.