أسعدني جدا ان أشارك الصديق العزيز أحمد أبوالغيط الذي تربطني به علاقة ذات جذور عميقة احتفاله باصدار كتابه القيم الذي يؤرخ لفترة حاسمة من تاريخ هذا الوطن. صدر الكتاب تحت عنوان »شهادتي« متناولا فيه مسيرته في خدمة الدولة وما صحبها من أفكار وانجازات علي مدي عمله الدبلوماسي الي أن تولي وزارة الخارجية ل7 سنوات شهدت أخطر مرحلة في التاريخ الوطني. كانت هذه السنوات وما حفلت به من أحداث جسام دافعا لانعاش ملكة الكتابة والجنوح إلي تسجيل وقائعها. ان هذا الكتاب وكما فهمت يعد باكورة المزيد من الكتب التي نحن في أشد الحاجة إليها لاجلاء بعض ما يمكن ان تكون قد تضمنته المسيرة التاريخية للوطن. ولا يمكن الحديث عن توجهات فكر أحمد ابوالغيط وزير الخارجية الاسبق في كتابه »شهادتي« دون الرجوع الي الخبرة التي اكتسبها سواء من ناحية الانضباط الذي غرسه فيه والده الطيار المرحوم علي أبوالغيط يضاف إلي ذلك الحس الدبلوماسي والامانة والمصداقية والانتماء الوطني الذي غرسه فيه العمل الي جانب شخصيات بارزة في العمل الدبلوماسي المصري من أمثال د. عصمت عبدالمجيد واسماعيل فهمي وعمرو موسي وأحمد ماهر وأسامة الباز. من ناحية فقد اكسبه عمله الدبلوماسي المتواصل في الاممالمتحدة علي مدي مسيرته الدبلوماسية خبرة هائلة في مجال التعامل مع القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهمية الوطنية . كانت احدي محطاته في هذا المجال.. مشاركته في مباحثات السلام مع اسرائيل ضمن الوفد المصري الذي رأسه د. عصمت عبدالمجيد. وقد خصني في نهاية عام 0102 وقبل اندلاع ثورة 52 يناير بخمسة أسابيع بعدة فصول مما أحاط بهذه المباحثات تناولتها في خمسة مقالات بعمود »خواطر« في الأخبار. وفي كتابة »شهادتي« الذي كان حفل اطلاقه فرصة تجمع للعديد من رموز العمل السياسي والدبلوماسي والاعلامي حرص ابوالغيط ان يتناول في 31 فصلا الكثير من الموضوعات والقضايا والاسرار التي تتسم بالاهمية البالغة في التاريخ السياسي والدبلوماسي للدولة المصرية. ابرز العديد من الجوانب لتوجهات واهتمامات هذا الدور السياسي الذي كتب علي مصر عربيا واقليميا ودوليا ان تضطلع به بحكم الموقع والتاريخ والبعد الحضاري. تحدث عما كان ومازال يربط مصر بالعالم العربي خاصة بعض دول الخليج وكذلك الدول الافريقية ذات الأهمية الاستراتيجية حول هذا الاطار قال ان ادارة المنظومة المصرية للسياسة الخارجية في عهود مصطفي النحاس وجمال عبدالناصر ومحمد انور السادات وحسني مبارك تطابقت في الأهداف وان اختلفت في التوجهات. ان الشيء الذي يجب ان يقال هو ان هذا الكتاب يستحق بجدارة القراءة لكل من يهمه متابعة المسيرة الوطنية المصرية.