بحث الرئيس التنفيذي للوحدة الفنية لاتفاقية أغادير، العيد محسوسي، التي تتخذ من عمان مقرا لها ، مع وفد من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أوجه التعاون في الميادين الإستراتيجية ذات الأولوية في المنطقة والمجالات ذات الاهتمام المشترك. وأفاد بيان صادر عن الوحدة الفنية، بأن المحسوسي (مغربي) قدم خلال اللقاء عرضا موجزا عن اتفاقية أغادير ومميزاتها التفاضلية باعتبار بعدها الأورومتوسطي واستهدافها للتعاون جنوب - جنوب كخطوة مهمة نحو تحقيق أهداف إعلان برشلونة وخلق منطقة تجارة حرة أورومتوسطية ، وباعتبارها تتوافق مع مبادئ ومتطلبات المنظمة العالمية للتجارة والتي تتمتع دول الاتفاقية الأربع بعضويتها. وصنف المحسوسي، اتفاقية أغادير كإحدى اتفاقيات الجيل الجديد التي تمنح إعفاءات كاملة من الرسوم الجمركية، والرسوم والضرائب الأخرى، ذات الأثر المماثل للسلع الصناعية والزراعية المصنعة المتبادلة بين الدول الأعضاء، كما تسمح بتحقيق تراكم المنشأ بين المنتجات والمدخلات ذات منشأ دول أغادير عند التصدير البيني أو باتجاه الاتحاد الأوروبي. ونوه بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم الفنية التي نجحت الوحدة الفنية في إبرامها بين الدول الأعضاء خاصة في مجالات الاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة والتعاون الجمركي وفض النزاعات والملكية الصناعية وصولا إلى اتفاقية إنشاء مجلس أعمال أغاديري. وبدورها .. استعرضت ممثلة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ، التي تتخذ من باريس مقرا لها ، أهم المجالات والموضوعات التي تعمل عليها ومنها سياسات الاستثمار ومناخ الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمرأة في الحياة الاقتصادية والاندماج الاقتصادي. وأفادت ممثلة برنامج التنافسية لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بالمنظمة بأن البلدان الأربعة الممثلة لاتفاقية أغادير تعتبر هي الأكثر نشاطا وحركية في المنطقة من الناحية الاقتصادية ، وهو ما يفسر اهتمام منظمتها بالتعاون مع الوحدة الفنية لمزيد تدعيم هذه الدول ومساعدتها على تخطي المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة على مختلف الأصعدة. وأبدت اهتماما كبيرا بما حققته الوحدة الفنية من أجل إنشاء مجلس أعمال أغاديري ، وعبرت عن استعداد المنظمة لمساندة الوحدة في الأنشطة التي تستهدف القطاع الخاص. واقترحت أن تتم دعوة الوحدة الفنية خلال الفترة القريبة القادمة لعقد اجتماع بمقر المنظمة والالتقاء بالمسئولين عن مختلف البرامج والمشاريع ذات الاهتمام المشترك ، معتبرة أن هذا اللقاء سيكون فرصة مناسبة للتعريف بالوحدة الفنية وبمميزات اتفاقية أغادير وبالأنشطة التي قامت بها في مجال تعزيز الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي. جدير بالذكر أن اتفاقية إقامة منطقة التبادل التجارى الحر بين الدول العربية المتوسطة المعروفة باسم (اتفاقية أغادير) تهدف إلى زيادة التبادل التجاري بين مصر وتونس والمغرب والأردن من ناحية ومع الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى..وأيضا زيادة التكامل الاقتصادي بين هذه الدول (تحديدا التكامل الصناعي) من خلال تطبيق قواعد المنشأ الأورومتوسطية وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة الأوروبية والعالمية. وقد تم إطلاق إعلان أغادير بالمغرب في مايو 2001 حيث أعلنت الدول الأربع عن رغبتها في إقامة منطقة تجارة حرة فيما بينها وذلك بتشجيع من الاتحاد الأوروبي فيما وقعت على الاتفاقية بالرباط في 25 فبراير 2004 ..ودخلت حيز التنفيذ في 6 يوليو 2006 عقب اكتمال إجراءات المصادقة عليها ..أما التنفيذ الفعلي فقد بدأ في 27 مارس 2007 . وتأتي اتفاقية أغادير كخطوة مهمة نحو تحقيق أهداف إعلان برشلونة والذي يقضى بخلق منطقة تجارة حرة أورومتوسطية كما أنها تتوافق مع مباديء ومتطلبات منظمة التجارة العالمية والتي تتمتع الدول الأربع بعضويتها .. وتأتي أيضا اتساقا مع ميثاق جامعة الدول العربية والذي يدعو إلى تعزيز ودعم التعاون العربي المشترك بالإضافة إلى انسجامها مع تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.