الأرابيسك من الإبداعات الفنية التي تحمل عبق التاريخ العربي الأصيل، وتمتد جذور هذا الفن إلي العصر الإسلامي الذهبي في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حين امتزجت فنون الحضارة العربية بفنون الحضارات الأخري، فازدهر هذا الفن في العصور الأندلسية، وظهر جلياً علي أعمدة وجدران وأسقف المساجد والمنازل وغيرها من فنون العمارة الخالدة في تاريخ الفن العربي. الأرابيسك كلمة تنقسم إلي شقين “أراب” و”يسك”، وتعني “الفن المشغول”، حيث كان الفنان العربي يتجه إلي ما يشبه الفن التجريدي عند إبداع وتصميم المنقوشات الزخرفية، مثل الزهور وأوراق النباتات والزوايا الهندسية في تصاميم هذا الفن بالتحديد، بأسلوب متميِّز انفرد به وحده، وجعله مواكباً لكل العصور. ولايزال فن الأرابيسك يحظي بمكانة راقية عند انتقاء قطع الأثاث المنزلي العربي، لما يتفرّد به من زخرفة وتصميم المقاعد والأرائك في غرف الاستقبال، حيث يضفي علي المنزل رونقاً خلاباً وشعوراً بالأصالة والتميُّز. يقول حسني أبو زيد صاحب أحد محلات صناعة أثاث الأرابيسك، إن قيمة وجمال الأرابيسك لا يدركه إلا قلة، حيث يمثل عنوان الأصالة للمنزل المصري قديماً وحديثاً، لافتاً إلي أن فن الأرابيسك تم إدخال الكثير من التعديلات عليه، في الحجم والتصاميم المستوحاة في الأساس من الفن الإسلامي، وبالتحديد فيما يتعلق بتصميم الأرائك والمقاعد والطاولات في غرف الاستقبال، التي أصبحت تتخذ أحجاماً أقل من ذي قبل، مع وجود شكل مبسّط للزخارف. ويتم استعمال دهانات تسمي “الأُستر” مع ذلك النوع من الأثاث من أجل الحفاظ علي القشرة الخارجية لخشب الزان الذي غالبا ما يتم استعماله في صناعة أثاث الأرابيسك، ولا يتم طلاؤه بدهانات لامعة بغية الإبقاء علي رونقه وجماله. ويمكن إضافة أكثر من طاولة واحدة له في الصالون الأرابيسك الواحد نظراً لصغر حجمها مقارنة بالصالون العادي، وهو ما يتماشي مع تصميمه المبسّط، مع استخدام العلب الصغيرة المزيّنة بالصدف علي سطحها لإبراز سحر النمط الشرقي للمكان.