يحلو للبعض أن يزين منزله بقطع من الفن الشرقي التقليدي، وهنا يجد ضالته في لوحات "السيرما"، أحد أقدم الفنون اليدوية العريقة التي اشتهرت بها دول شرق آسيا، لاسيما في الصين والهند. هذا الفن الذي يعتمد بشكل رئيس علي الحياكة والتطريز تطوَّر تدريجياَ ليشهد مراحل متعددة من إدخال الألوان والنقوش المختلفة، حتي وصل إلي مصر، حيث برز لأول مرة في العالم العربي في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، ومن ثم انتقل إلي العديد من بلدان البحر المتوسط، مثل تونس والمغرب في صورة لوحات صغيرة تحوي أنواعاَ متعددة من الزخارف الإسلامية. تقول مصممة الديكور رشا البدراوي ل"هي": لوحات السيرما تعتمد بشكل كبير علي الفن الزخرفي في تطريز أشكالها المتنوعة عبر استعمال خيوط ذهبية أو فضية، أوتلك التي تميل إلي اللون البرونزي، يتم حياكتها علي قاعدة من الصوف أو الحرير أوالقطيفة داخل إطار اللوحة، ثم يُضاف إليها الخرز الملون والزجاج الصغير، ويتميز هذا النوع من التطريز بجمال التأثير، حيث تتغير درجة لون الخيوط مع حركة الضوء لتعطي درجات متباينة من الألوان، تضفي علي سطح اللوحة مظهراً جذاباً وأنيقاً. وتشير رشا إلي أن تصاميم لوحات السيرما تختلف حسب بلد المنشأ التي صنعت فيها، فإذا كانت مستوردة من دول شرق آسيا، فهي تبرز بشكل أكبر الأشكال الحيوانية أو الزخارف النباتية، وهذا النوع يفضل استخدامه في غرف الصالون أو "الأنتريه"، وكذا غرفة الطعام، وتتناسب أكثر مع الأثاث الكلاسيكي متعدد الألوان، لامتصاص التداخل الزخرفي الموجود في اللوحة. أما لوحات السيرما محلية الصنع فتركز في تصميمها علي الآيات القرآنية والخط العربي والزخارف الإسلامية وتتحدد استخداماتها حسب مقاييس وأبعاد اللوحة نفسها، فاللوحات الصغيرة الأقل من 50 سنتيمتراً تصلح لغرف المعيشة، أما الأكبر حجماَ فتتناسب مع غرف الاستقبال، وعادة يتماشي هذا النوع من اللوحات بطريقة سلسة مع الألوان الهادئة، نظراَ لعدم وجود تنوع لوني كبير في اللوحة، التي تعتمد فقط علي لون الزخارف الموحد في داخلها، وكذا لون خلفية اللوحة السوداء.