قال الجيش الباكستاني اليوم الأربعاء إن سلاح الجو التابع له أسقط خمس طائرات حربية هندية، معلناً حالة التأهب القصوى على كل الأصعدة، مع تواصل الاشتباكات العنيفة على الحدود بين البلدين بعدما شن الجيش الهندي، في وقت متأخر أمس الثلاثاء، هجمات صاروخية على ثلاث مدن باكستانية، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 36 آخرين. وأشار مكتب العلاقات العامة التابع للجيش الباكستاني، في بيان، إلى أن كل تلك الطائرات أُسقطت داخل الأجواء الهندية، علاوة على إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة الهندية.
وأوضح الجيش الباكستاني أن اشتباكات عنيفة بين قوات البلدين متواصلة على الحدود، متحدثا عن تدمير مواقع هندية على الحدود. كما أعلنت الحكومة الباكستانية حالة الطوارئ في كل المستشفيات بإقليم البنجاب وإقليم كشمير، والعاصمة إسلام أباد، علاوة على وقف الملاحة الجوية من وإلى باكستان لمدة 48 ساعة، وكذلك إغلاق الجامعات والمدارس في إقليم البنجاب وإسلام أباد اليوم الأربعاء.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الجيش الباكستاني إن الصواريخ الهندية سقطت على مدينة بهاولبور بإقليم البنجاب، ومدينتي مظفر آباد وكوتلي في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير. وذكر الناطق باسم الجيش الجنرال أحمد شريف أن الصواريخ الهندية استهدفت مواقع مدنية ولم تجرأ الطائرات الهندية على دخول الأجواء الباكستانية، لذا استهدفت المناطق الباكستانية من الجو.
كما أضاف المتحدث ذاته أن الصواريخ الهندية استهدفت مسجدين، مؤكدًا في حديث له مع قناة "جيو" المحلية أن الرد الباكستاني قد بدأ جوًا وبرًا. من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف إن دماء المدنيين لن تذهب سدى، وأن باكستان سترد على ذلك. كما أكد الوزير أن بلاده بالإضافة إلى مواجهة العدوان الهندي تتواصل مع القوى العالمية والدول الصديقة من أجل توضيح موقف باكستان، وأنها لم تكن ترغب في الحرب لكن الهند هي التي بدأت، وباكستان لديها حق الرد والدفاع.
في الوقت ذاته، قال الجيش الهندي إن 3 مدنيين قتلوا في قصف للقوات الباكستانية في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، فيما أفادت الحكومة الهندية بأن ضرباتها كانت دقيقة ضد المعسكرات الإرهابية في باكستان، وأنها تهدف إلى الرد على انتهاك باكستان لاتفاق وقف إطلاق النار في ولاية جامو وكشمير، وقالت إن باكستان تواصل انتهاك الاتفاق في الولاية. وأكد الجيش الهندي أن القوات الباكستانية قصفت بالمدفعية أراضي هندية، رداً على الهجمات.
من جهة أخرى، أعلنت السفارة الهندية في واشنطن أن مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال أبلغ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالضربات التي شنّتها بلاده ضدّ جارتها باكستان، بعد حصولها. وقالت السفارة في بيان إنّ "أفعال الهند كانت مركّزة ودقيقة"، مضيفة أن روبيو الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الأميركي، تمّ اطلاعه على "الإجراءات المتّخذة".
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أغلقت الهند جميع بوابات سد سالال على نهر جناب، ما أدى إلى جفاف النهر وتوقف تدفق المياه إلى باكستان، كما أوقفت السلطات الهندية تدفق المياه عبر سد باغليار، فيما يخشى الباكستانيون من أن تكون هذه الخطوة بداية لمنع تدفق المياه إلى باكستان عبر سدود أخرى.
وتلقت الأصعدة الرسمية والإعلامية والشعبية نبأ وقف الهند المياه عن باكستان بكل قلق، واصفة الخطوة ببدء حرب المياه. وكانت نيودلهي قد أعلنت عن إنهاء الاتفاق المائي بين الدولتين المعروف باتفاق "سند طاس"، والذي أُبرم بين الدولتين عام 1960. وتعد المياه التي أقدمت الهند منذ أمس على منعها بعد إغلاق سد سلال وسد باغليار، مصدراً أساسياً لري الأراضي الزراعية الكبيرة في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير. وشن الجيش الهندي، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، هجومًا على مناطق عدة في باكستان، أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 35 آخرين، وفقًا لما أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، فيما نقلت وسائل إعلام باكستانية عن مصادر عسكرية بأن "الرد الباكستاني قد بدأ براً وجواً".