الاندماج هو مفتاح السر في تجسيد أي شخصية يؤديها الممثل ومدى قوته في تقديمها، لدرجة أحيانا تعرضه للخطر أو تتسبب له في إصابات بالغة أو عاهة مستديمة. تظهر قدرات الفنان التمثيلية والإبداعية عندما يجسد بصدق وواقعية الدور الذي يقدمه في أي عمل فني دون أن يكون هناك مبالغة في الأداء، ولكنه خلال صدقه واندماجه في تجسيد تلك الشخصية لا يشعر بنفسه ولا يستطيع التحكم في انفعالاته التي قد تؤدي إلى إصابات الفنانين أو تعرض حياته للخطر، ومن هؤلاء الفنانين الذي تعرضوا لإصابات بالغة لأكثر من مرة خلال تجسيد الأدوار الفنان أحمد السقا الذي يرفض دائما الاستعانة ب"دوبلير" ليقوم بالمشاهد الخطرة خلال التصوير خاصة التي بها "أكشن"، وأصيب السقا مؤخرا خلال تصوير فيلمه الجديد "من 30 سنة"، حيث تعرض لإصابة طفيفة في ذراعه اليسرى، أثناء تصوير مشاهده في الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار من الأكشن والتشويق حول تجارة السلاح، كما أن هناك إصابة شهيرة للسقا منذ سنوات قليلة كادت أن تجعله يفقد عينيه، ففي أثناء تصويره لأحد المشاهد الخارجية من فيلم "الجزيرة" بالأقصر، والخاصة بإطلاق النار عليه أصيب الفنان أحمد السقا بشظية في عينه وأسرع المخرج بنقله في طائرة خاصة لعلاجه، حيث أجريت له عملية بعينه، وكذلك أصيب من قبل برباط صليبي أثناء تصوير أحد المشاهد بفيلم " الديلر". وتأتي غادة عبد الرازق ضمن هؤلاء الفنانين الذين اندمجوا في تجسيد الدور ولكنها هذه المرة لم يحدث لها إصابات ولكنها تسبب في إصابة للمثل الذي كان أمامها في المشهد، ففي تصوير فيلمها الجديد الأخير الذي تنتظر عرضه "اللي اختشوا ماتوا" اندمجت في شخصيتها حتى أصابت الممثل الشاب محمد محمود عبد العزيز بجروح في وجهه، وذلك أثناء تصوير مشاهد شجار بينهما حيث لم تكتف غادة بالصوت العالي خلال المشاجرة لكنها خرجت عن النص وضربت الممثل لتجعل المشهد أكثر واقعية، كما أن غادة تعرضت لإصابة خلال مسلسلها الجديد "الخانكة" الذي تقوم بتصويره حاليا، حيث أصيبت بكدمات في ساقها خلال تصوير أحد المشاهد وسقوطها من فوق دراجة بخارية نتيجة اندماجها في أداء الدور فجعل لديها حالة عدم تركيز في الطريق الذي كانت تسير به، هذه ليست المرة الأولى التي تصاب فيها غادة عبد الرازق أثناء تصوير أدوارها، حيث كسرت في وقت سابق ساقها خلال تصويرها فيلم "بون سوارية ". أما الفنان نضال الشافعي فقام بخياطة جرحه بنفسه في أحد مشاهد الجزء الثالث من مسلسل "شطرنج" حيث أصيب بجرح كبير في يده بعد مطاردة عنيفة خلال تجسيد مجموعة من مشاهد الأكشن العنيفة التي تحتوى على معارك ومطاردات ونتج عن ذلك إصابته ببعض الجروح الطفيفة، وقام بخياطة الجرح بنفسه لوقف النزيف في مشهد وصفه بأنه أصعب مشاهد العمل، وأصر نضال رغم الإصابات على مواصلة تصوير مشاهد الأكشن. وكذلك الحال بالنسبة للفنانة ريهام عبد الغفور التي أصيبت بثقب في الأذن خلال تصوير دورها في مسلسل "مريم" العام الماضي، ولكن ليس اندماجها في الشخصية التي قدمتها هو السبب في الإصابة بل اندماج الفنان خالد النبوي في الأداء والذي كان يجسد دور طليقها في الأحداث وكان أثناء انفعاله عليها في أحد المشاهد الذي تتطلب منه أن يصفع ريهام بالقلم على وجهها، وفى أثناء انفعاله في المشهد صفعها بقوة، ومع الألم وتصاعد إحساس ريهام عبد الغفور بوجود مشكلة، استشارت طبيبها المعالج وطلب منها الراحة لمدة يومين دون عمل. وفي أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم "قلب الأسد" للفنان محمد رمضان أصيب في عينه خلال تدريبه لعدد من الأسود في أحد مشاهد الفيلم، وتم على الفور محاولة إسعافه إلا أن الإصابة تركت ندبة في وجهه بالقرب من عينيه. وأصيب خالد سليم أثناء تصوير مشاهده بمسلسل "بعد البداية" الذي عرض العام الماضي، في إحدى يديه أثناء تصوير أحد مشاهد الأكشن، حيث كان يقوم بدور ضابط عمليات خاصة. عرض الفنان محمود حميدة حياته للخطر من أجل مشهد ضمن أحداث فيلم "إسكندرية نيويورك"، حيث أكد في أحد لقاءاته التليفزيونية أنه قام بكسر ثلاث فقرات كادت أن تؤدي به بعاهة مستديمة. وكاد الفنان محمد لطفي، أن يفقد صوته بعدما قام بمحاولة تغير في طبقة صوته، وأجرى تغييرا ليقوم بدور شخصية "فرعون" في فيلم "كبارية"، الذي يمتلك الكثير من القوة الجسدية لكن فقدانه لصوته في الحرب جعله بهذا الوضع، وقال: "قمت بعمل تمارين حتى وصلت لهذه الطبقة، وبعد انتهاء الفيلم قمت يوميا بقراءة ربع جزء من القرآن الكريم تبرعا مني لله حتى يعود صوتي لطبيعته". أما عمرو سعد بعد الاستعانة بعدسة لاصقة كبيرة الحجم في عينه اليمنى خلال تصوير دوره في فيلم "حديد"، أصيب بعاهة مستديمة، فبعد انتهاء الفيلم، قرر عمرو إجراء عملية جراحية لنزع هذه العدسة من عينه اليمنى التي بلغت تكلفتها 20 ألف دولار، لكنه فوجئ بأن عينه لم تعد إلى طبيعتها وأصبحت أضيق من نظيرتها اليسرى.