مضى 18 عامًا على توقيع مصر اتفاقية السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا" والتي شهدت فيما بعد تطور ملحوظ بإنشاء منطقة التجارة الحرة بين 8 دول منهم مصر. ترتبط مصر بالقارة الأفريقية روابط تاريخية وثيقة، لذا تهتم مصر بدعم علاقات التعاون مع الدول والتكتلات الأفريقية، انضمت مصر للكوميسا لما لها من أهمية إستراتيجية للمحيط الجغرافي وعلاقاتنا بدول الجوار وبالأخص دول حوض النيل حيث أتاحت عضوية مصر في الكوميسا فرصا أرحب لفتح الأسواق والحصول على مزايا نسبية جديدة. انضمت مصر إلى اتفاقية منطقة التجارة التفضيلية لدول شرق وجنوب أفريقيا في مايو 1998، والتي تم توقيعها في 21 ديسمبر 1981 ودخلت حيز التنفيذ في 30 سبتمبر 1982، ونتيجة للنجاح الذي حققته هذه الاتفاقية قررت الدول الأعضاء تطوير التعاون فيما بينها وذلك بإقامة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "كوميسا" كخطوة جديدة نحو تحقيق الجماعة الاقتصادية الأفريقية وتم توقيع اتفاقية السوق في 8 ديسمبر 1994 لتحل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا محل اتفاقية منطقة التجارة التفضيلية. وتضم "الكوميسا" في عضويتها 20 دولة وهى مصر، ليبيا، أنجولا، بوروندي، جزر القمر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، أثيوبيا، كينيا، مدغشقر، مالاوي، موريشيوس، ناميبيا، رواندا، السودان، سوازيلاند، أوغندا، زامبيا وزيمبابوى. أهم اتفاقيات التي وقعتها الكوميسا إنشاء التجارة الحرة تعني أن تتفق مجموعة من الدول على إلغاء التعريفات الجمركية على وارداتها البينية بشكل كامل، ولكن تحتفظ الدول الأعضاء بحق الإبقاء على تعريفات جمركية مختلفة على وارداتها من باقي دول العالم من خارج منطقة التجارة الحرة. أما الاتحاد الجمركي فيعني أن تتفق مجموعة من الدول على إلغاء التعريفات الجمركية فيما بينها بالإضافة إلى استخدام تعريفة موحدة لوارداتها من باقي دول العالم، وتتقاسم الدول الأعضاء الإيرادات الجمركية. والسوق المشتركة تضيف إلى حرية انتقال السلع وتوحيد التعريفة الجمركية، حرية انتقال عناصر الإنتاج "العمال ورؤوس الأموال" بين الدول الأعضاء. وتتم معاملة الاستثمارات من الدول الأعضاء معاملة الاستثمارات المحلية من حيث الاستفادة من جميع التسهيلات والإعانات والضرائب، ويحصل مواطنو الدول الأعضاء على نفس المميزات داخل الدول الأعضاء من حيث فرص العمل في القطاع العام والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، والاستفادة من نظام التأمينات الاجتماعية.