رغم مرور عامًا كاملاً على الحادث الإرهابي الذي قامت به عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بذبح 20 من أقباط قرى مركز سمالوط بمحافظة المنيا، إلا أنه ما زالت تعيش أسر هؤلاء الضحايا حالة من الحزن، والبكاء المستمر، حزنًا على أبنائهم الذين راحوا غدراً على يد الإرهاب، الذين تركوا الزوجات والأبناء والوالدين بعد أن أصبحوا فى" السماء والجنة ". حيث قامت صلوات قداس الذكري السنوية الأولي، لشهداء مصر بليبيا، بكنيسة البشيرين الأربعة بمطرانية سمالوط شمال المنيا..جاء ذلك بعد أن اختتمت كنيسة العذراء مريم من أسبوع النهضة الروحى، لضحايا أهالي القريه في مذبحة داعش بدولة ليبيا، والتي راح ضحيتها 20 شابا من أبناء قرية العور والقرى المجاورة. ترأس القداس 3 أساقفة هما الانبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار ، والانبا بفنتيوس أسقف سمالوط ، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، والانبا داود ناشد وكيل المطرانية وأسر الضحايا وعشرات الكهنة من كافة ايبارشيات مصر ،كما حضر الالاف من الشعب القبطي واسر الشهداء في الصفوف الأولي، وتكثيف اعلامي مصري وعالمي لتغطية الذكري . ووسط أجواء الفرحة والدموع تغيب اللواء طارق نصر محافظ المنيا عن الحضور لصلاة القداس التذكارى، وقام بعض الفتايات بالكنيسه بتوزيع كتاب "سحابه نورانيه" تلك الكتاب الذي يتحدث عن ابطال وشهداء ضحايا داعش. فى البداية ، أكدت زوجته الشهيد "هانى عبد المسيح "أحد ضحايا الارهاب: فى تصريح خاص ل "بوابة أخبار اليوم " أنه رحل وترك لها مسؤلية أربعة من الأبناء هم (بوخميوس ومارينا ورفقة وفيولا)، وبرحيله أصبح لا عائل لهم، ولا يوجد أي دخل لهم سوى المعاش الشهري الذي أقرته الحكومة المصرية بمقدار 1200 جنيه.. "أكثر ما يحزني هو سؤال أبنائي الأربعة عن والدهم، ويكون ردي الذى أصبح معتادًا، أبوكم في الجنة وإحنا هنرحله لما نكبر"، هكذا أشارت الزوجة إلى حالة الحزن التي تسيطر على أبنائها. والدة الشهيد هاني، قالت أن نجلها قتل على يد داعش ،ومات "نور عينى ،وهاتوحشك يابنى "، وترك أسرته بلا عائل، موضحة أن نجلها كان هدفه تربية وتعليم أبنائه، وأنه بوفاته أصبح المصير المجهول ينتظرهم. وقال شنودة ألهم ولسن، شقيق صموئيل ألهم ولسن، أحد ضحايا الحادث الإرهابي، أن شقيقه الهم قتل وعمره 28 سنة، ومتزوج ولديه 3 أطفال، وهم (بيتر 6 سنوت بالصف الأول الإبتدائي، وإريني 3 سنوات، وبولا عاما ونصف العام)، موضحًا أن أبناءه فى مراحل التعليم ويحتاجون الى أموال لكى تساعدهم على الحياة ولكن الدولة لن تتنازل عن تقديم الاعانه لهم عن طريق المعاش الشهرى حتى يعيشوا حياه كريمة . وقال سمير مجلي، والد جرجس، أحد ضحايا الحادث الإرهابي وأحد أبناء عزبة إبراهيم يوسف، التابعة لقرية منقطين، "إبني في الجنة ونعيمها، وأنا سعيد لأنه مات فداء للمسيح والوطن، فهو شهيد من ناحيتين الأولى الدفاع عن دينه وعدم الاستسلام لهم، والثاني هو الدفاع عن وطنه". وأضاف والد جرجس، أن نجله ذبحته داعش وهو يبلغ من العمر 23 سنة، وحاصل على دبلوم زراعة منذ عدة سنوات، وأنه سافر إلى الأراضي الليبية من أجل لقمة العيش، وتم اختطافه بعد وصوله لليبيا ب 15 يومًا، وسافر بطريق شرعي بتأشيرة مع بعض أهل القرية وهي قرية السمسون التابعة للعور بمركز سمالوط،مطالب المسؤلين بتوفير فرص عمل للشباب حتى لا يكون مصريهم الموت . وأضاف ماهر شقيق الشهد تواضروس يوسف أحد ضحايا الارهاب ، أن أسرة شقيقه،التى تتكون من زوجته وثلاث ابناء هم :" شنودة 15 سنة، ويوسف 7 سنوات، وإنجى 13 سنة"،أصبحوا بلا عائل، وأن المصدر الوحيد لحصولهم على الأموال من أجل تلبية متطلبات الحياة هو المعاش الشهري الذي أقرته الحكومة والمقدر ب 1200 جنيه مصري. "أصبحنا بلا عائل وحالنا يصعب على الكافر".. بهذه الجملة أشارت زوجة ماجد سليمان شحاته أحد ضحايا الارهاب ، إلى حالة الفقر التي تعاني منها أسرتها، والتي دفعت زوجها للسفر إلى ليبيا من أجل البحث عن لقمة العيش والانفاق على أبنائه، (صموئيل، ووفيفي، وميرنا)، مضيفةً، أن أبناءه أصبح الله سبحانه وتعالى العائل الوحيد لهم ثم معاش الدولة الشهرى . وفى السياق نفسه ،وزع اهالي الشهود جابر منير عدلي، احد ضحايا مذبحة داعش بدولة ليبيا، اثناء القداس التذكارى للضحايا صورا تذكاريه للشهيد وسط حالة من البكاء الشديد التي انتابت اقارب الشهيد. وقال "منير عدلى "والد الشهيد "جابر" أحد ضحايا الحادث الارهابى :أن من الطبيعي أن يكون اليوم هو يوم حزن، لأنه تم ذبح نجلى و 19آخرين على يد تنظيم داعش الإرهابى ، إلا انه يوجد أيضاً حالة من الفرحة تسيطر علينا، خاصة وأن أبناءنا في الجنة، واستشهدو دفاعاً عن المسيح ومصر ، مضيفاً أن نشوة الانتصار عادت لنا عندما تمكنت القوات المسلحة من الرد السريع على هذا العمل الاجرامى. وفى سياق متصل ،أكد عدد من أهالى ضحايا الحادث الارهابى : أننا نصلى لشهدائنا كل يوم ونطالب من "الرب أن ينتقم من الارهاب "،بالاضافة ان الكنيسة تحتفل اليوم بالذكرى الاولى لاستشهاد أبنائنا الذين قتلوا العام الماضى على يد تنظيم داعش الارهابى ،فى مشهد لن يمحى من ذاكرة المصريين والعالم اجمع ، مما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى باصدر تعليماته للقوات المسلحة للرد السريع والحاسم تجاة تنظيم داعش الارهابى ، وتوجيه ضربة جويه لقصف مواقع قيادات داعش والثأر لدماء الضحايا الأبرار. ومن ناحيته، قال القس مقار عيسى راعى كنيسة السيدة العذراء بقرية العور بمركز سمالوط شمال المنيا، فى تصريح خاص ل بوابة "أخبار اليوم "، إن القداس التذكارى للضحايا عقد ،اليوم، بمطرانية سمالوط برئاسة الأنبا بفنتويوس مطران سمالوط، وبمشاركة الأنبا داود ناشد وكيل المطرانية وأسر الضحايا، ومضيفاً أنه جاء ذلك بعد أن أنتهينا من أسبوع النهضة الروحى بكنيسة العذراء مريم والذى تناول عظات وصلوات روحية للضحايا إلى جانب تقديم بعض الفقرات التي تجسد رحلة الشباب المصري إلى لبيبا وزيارات لأسر الشهداء وذلك تخليداً لذكرى الشهداء ،مؤكداً أن الأنبا مكاريوس الاسقف العام بايبارشية المنيا وابوقراص زار مطرانية سمالوط فى ختام الاسبوع الروحى. وأكد "راعى كنيسة السيدة العذراء" : أننا جميعاً لن ننساهم والجيش ثأر لهم ولقن الإرهابيين درساً قاسياً ،وأشار إلى أن الضربة التى وجهتها القوات المسلحة المصرية لمواقع تنظيم داعش فى اليوم التالى للحادث كانت بمثابة وسام على صدر كل مصرى وأكدت أن مصر لديها جيش قادر على أن يحمى أبنائه ويضمن حقوق أبنائه فى الداخل والخارج . وقال الأنبا بفنتيوس مطران كنيسة سمالوط، خلال القداس إن أبناءنا شهداء عند الرب، وأن أرواحهم صعدت إلى السماء فى سلام من أجل أن يعيش العالم كله فى أمان وسلام. قال اللواء جمال قناوى رئيس مجلس مدينة سمالوط بالمنيا، فى تصريح خاص " ل بوابة "أخبار اليوم "انه تم الانتهاء من 60% من الأعمال الإنشائية لكنيسة شهداء مصر ليبيا، التى أصدر الرئيس السيسى قرارا ببنائها تخليدا لذكراهم...وأضاف قناوى أن الكنيسة عبارة عن طابقين ثم المنارة والقباب موضحا أنه تم الانتهاء من الدور الأرضى بالكامل وجار أعمال التشطيب وبالإضافة إلى الأعمدة الخرسانية الخاصة بالدور الثانى، وأشار إلى أن الانتهاء من بناء الكنيسة سوف يكون فى أقرب وقت. وأكد رئيس مجلس المدينة : إن اليوم هو تخليد لذكرى أبطال ضحوا بأرواحهم على أيدى جماعة إرهابية لكن الدولة تقدرهم وتعمل من أجل تخليد ذكراهم ولن تنساهم. يذكر أن قرية العور بمركز سمالوط بمحافظة المنيا ، قد شهدت مقتل 20 قبطياً من قرى العور وسمسون والجلاء على يد تنظيم داعش الإرهابى بدولة ليبيا، بعد اختطافهم أوائل يناير من العام الماضى. ويجدر بالأشارة ،كان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ،أمر ببناء كنيسة باسم شهداء الوطن والإيمان بقرية العور بمشقط رأس الشهداء ، على مساحة 1200 متر مربع تكريماً وتخليداً للشهداء.