علي ضوء المؤشرات وما تشهده الساحة العربية من استقطابات ومؤامرات. فإنه ليس zمباحثات جنيف الحالية إلي حل يحافظ علي دور الدولة السورية المستقلة الموحدة. ان كل الأطراف المتورطة في هذا الصراع الذي جعل من الأرض السورية مرتعا للتنظيمات الإرهابية لا تريد أن تشعر أو تقدر مدي فداحة وضخامة حجم الكارثة التي يعيشها الشعب السوري الذي يواجه الموت والجوع والتشرد. هل كُتب علي هذا الشعب أن يبقي فريسة لعمليات التآمر وتصفية الحسابات التي تصب كلها لصالح الخطر الصهيوني. ألم يحن الوقت بعد لتتحرك مشاعر الإنسانية والوطنية في قلوب من لهم صلة بما يجري في سوريا من أحداث وفتن ليس من هدف لها سوي الدمار والخراب والضياع. ألا من تحرك حقيقي وجاد من أجل ايجاد حل توافقي سياسي سلمي لهذه المحنة المتواصلة منذ ما يقرب من خمس سنوات. ألا يدعو ما وصل إليه حال الشعب السوري الذي كان مثالا للنشاط والحيوية والحياة المستقرة.. إلي ايقاظ النخوة الإسلامية والقومية لانتشال هذا الشعب من هول الصراعات التي حولت حياته إلي جحيم. كم أرجو من الذين ساهموا في اشعال نار الفتنة في سوريا تحت غطاء مساندة الثورة ضد استبداد أسرة الأسد.. أن تزور الرحمة قلوبهم. هل يدركوا أن مواقفهم كانت بمثابة شرك لمؤامرة كبري ضد العالم العربي. انهم لا يدركون أن هذه المخططات سوف تطولهم إن عاجلا أو آجلا. هذا المسلسل بدأ بالعراق الذي مازال يواجه الدمار منذ الغزو الأمريكي لينتقل بعد ذلك إلي السودان بانفصاله إلي شمال وجنوب ومنه إلي تونس وليبيا ومصر وسوريا ثم اليمن والبقية تأتي. كل هذه الأحداث وتداعياتها كانت مؤشرا لما يتم تدبيره للعالم العربي. إن ما يؤسف له ان بعض الدول العربية اعتقدت انها بعيدة عن هذه المؤامرة ووقعت فريسة للخداع والتضليل من جانب القائمين عليها وهو ما دعاها إلي اغماض الأعين عن الاخطار المحدقة بها قبل غيرها. أليس هذا الذي جري يدعو للتنبه واليقظة من جانب أصحاب العقول في الدول التي تم جرها لتكون ترسا في عجلة التآمر علي العالم العربي. إن الحقد وعدم الرضا.. ان تعيش شعوب هذه الدول بكرامة ورغد وتمدن واستقرار.. هي وقود هذا التآمر الأسود. لا نتيجة من وراء هذا السبات العميق الذي تعيشه القيادات العربية التي سيطر عليها الوهم.. سوي هذا الضياع الذي أصبحت عليه سوريا حاليا ومعها الجارة الشقيقة لبنان. في هذا الشأن لم يعد خافيا ان ثورة الشعب المصري الثانية في ٣٠ يونيو ادت إلي افشال واحباط كل ما تحقق من نجاح من جوانب هذه المؤامرة التي تتبناها وتقودها الادارة الحاكمة في الولاياتالمتحدة. استجابة للمباديء التي جاءت بها هذه الثورة علي المستويين الوطني المصري والقومي العربي كان لابد أن تتبني مصر الدعوة لترميم ما اصاب الدول التي سقطت ضحية لهذه المؤامرة المحبوكة. توافقا مع هذه التوجهات جاءت مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تضافر كل الجهود من اجل ايجاد حل سلمي لما يجري في سوريا. هذه الدعوة تستند إلي ان الشعب السوري وحده هو الذي يملك تقرير مصير بلده بعيدا عن أي ضغوط أو تسلطات. هذه التصريحات اكدت رفض مصر لاستمرار ما يجري علي الارض السورية من صراعات لا عائد من ورائها سوي مزيد من المشردين والضحايا وخدمة متطلبات المؤامرة. هل يمكن ان يعود التوازن العقلي لمن في يدهم الامر بهذا العالم العربي المضطرب الضائع لانقاذ ما يمكن انقاذه. اتمني ذلك!!