قال زعيم المعارضة الموالية للأكراد في تركيا صلاح الدين دمرداش، إن الصراع الدائر في جنوب شرق البلاد تحول إلى مشكلة دولية إذ يغذي الحرب الدائرة في سوريا المجاورة وحث حلفاءه على بذل المزيد من الجهد من أجل وقف إطلاق النار. وحولت الاضطرابات في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تتفاوض على الانضمام للاتحاد الأوروبي أجزاء من جنوب شرق البلاد إلى منطقة حرب، فحفر المسلحون الأكراد الخنادق وأقاموا الحواجز في بلدات ومدن وارتفعت أعداد القتلى إلى المئات بينما تحاول قوات الأمن طردهم. وصرح دمرداش - الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي - أنه "يتعين على المجتمع الدولي أن يدعو كلا من الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات السليمة، ويتعين عليهم توجيه هذه الدعوة مرارا وتكرارا." وأضاف "السلام الداخلي في تركيا لا يتعلق بتركيا وحدها، فهو متصل بشكل مباشر بحل الصراع الدائر في سوريا وبمشكلة الهجرة في أوروبا." ويقاتل الجيش التركي ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي على جبهتين للتصدي لحزب العمال الكردستاني من ناحية وخطر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق من ناحية أخرى. وشهدت البلاد سلسلة من التفجيرات كان احدثها هجوم انتحاري في اسطنبول قتل فيه عشرة سياح المان. وعقد الصراع مع حزب العمال الكردستاني بعد انهيار وقف لإطلاق النار استمر عامين ونصف العام جهود التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ويضم في عضويته تركيا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، وتصنف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية ويقول الحزب انه يقاتل من أجل حكم ذاتي للأكراد. لكن واشنطن تنظر إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا الذي يرتبط بصلات بحزب العمال الكردستاني باعتباره حليفا مفيدا، وتعتبره أنقرة جماعة إرهابية ولا تريد أن يكسب أراضي وهو ما من شأنه تعزيز النزعة الانفصالية لدى أكراد تركيا. ووصف دمرداش معارضة تركيا لمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في محادثات السلام السورية المقرر عقدها في جنيف بأنه "رد فعل عاطفي" قائلا إن وجود الحزب ضروري للمحادثات. وتفيد بيانات الأممالمتحدة وبيانات حكومية أن تركيا تأوي أكثر من 2.5 مليون مهاجر سوري واتفقت مع الاتحاد الأوروبي على بذل المزيد من اجل وقف تدفق اللاجئين على أوروبا. وقال دمرداش الذي ينفي وجود صلة لحزبه بالمسلحين إن العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة قتلت نحو 200 مدني منهم 70 طفلا، وتضرر مئات الألوف من المدنيين وأضطر الكثيرون إلى مغادرة ديارهم. وتقول الحكومة إن المدنيين لا يستهدفون في العمليات ويلقي اللوم على حزب العمال الكردستاني في نقل حملته التي قتل فيها أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984 إلى المدن. وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بتدمير حزب العمال الكردستاني، وكان في الأعوام الأولى من حكمه قد خفف بعض القيود المفروضة على الثقافة الكردية. ووسعت السلطات نطاق حظر تجول في مدينة ديار بكر أكبر مدن المنطقة أمس الأربعاء 27 يناير، وفر مئات منهم أطفال ومسنون من مناطق حظر التجول في حي سور التاريخي حيث يسمع دوي الإنفجارات وأصوات إطلاق النار.