قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن دبابات ومدفعية تركية قصفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا على مدى الساعات الثماني والأربعين الماضية مما أدى إلى مقتل 200 تقريبا من مقاتلي التنظيم ردا على تفجير انتحاري في اسطنبول. وفجر انتحاري من التنظيم -دخل تركيا بصفته لاجئا سوريا- نفسه وسط مجموعات من السائحين في منطقة أثرية في اسطنبول فقتل عشرة ألمان وأصاب أجانب آخرين بجروخ خطيرة. وقال داود أوغلو خلال مؤتمر لسفراء تركيا عُقد في أنقرة إن تركيا -وهي عضو في حلف شمال الأطلسي وجزء من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الدولة الإسلامية- ستنفذ ضربات جوية إذا اقتضت الضرورة وستحافظ على "موقفها الحازم" حتى يغادر التنظيم المناطق الحدودية. وأضاف "بعد أن أصبح مفهوما أن هذا الهجوم الشنيع نفذه داعش أطلقت دبابات ومدفعية نحو 500 قذيفة على مواقع لداعش في سورياوالعراق." وتابع "تم ضرب ملاذات لداعش في بعشيقة بالعراق بالاضافة إلى سوريا على امتداد حدودنا... تم القضاء على ما يقرب من 200 من أعضاء داعش بينهم قادة إقليميون مزعومون خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية." وأوضح داود أوغلو أن الضربات التركية استهدفت مواقع للتنظيم حول بعشيقة في شمال العراق حيث نشرت أنقرة في الآونة الأخيرة وحدة حماية للدفاع عن الجنود الأتراك الذين يدربون فصيلا عراقيا في المعركة ضد التنظيم المتشدد. واستهدفت ضربات عبر الحدود في سوريا منطقة حول بلدة مارع التي تسيطر عليها المعارضة على بعد نحو 20 كيلومترا من الحدود التركية وقرب مشارف "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إقامتها في شمال سوريا لإبعاد التنظيم. وقال داود أوغلو "اعتبارا من الآن أي يد سترفع بالأذى لتركيا وكل تهديد ضد ضيوفنا سيقابل بالرد. كفاحنا سيستمر حتى يتم محو تنظيم داعش الارهابي تماما من حدودنا في المدى القصير طلما يواصلون تشويه الإسلام في المنطقة وفي العالم." ومضى قائلا "اذا حاولوا تنفيذ هجمات ارهابية ضد شعبنا وضيوفنا يتعين ان يعرفوا اننا سوف نتخذ كل الاجراءات وسوف نرد. حتى الان ضرباتنا البرية على هذه المواقع مستمرة وإذا اقتضت الضرورة ستلعب قواتنا الجوية دورا." ولطالما كانت تركيا شريكا مترددا في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الدولة الإسلامية حيث ترفض لعب دور عسكري في الصفوف الأمامية وتقول إن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وليس قصف الجهاديين فقط هو ما سيجلب السلام لسوريا. لكنها واجهت سلسلة من الهجمات المميتة التي نفذها التنظيم المتشدد خلال الأشهر الستة الماضية بما في ذلك تفجير انتحاري في بلدة سروج الحدودية في يوليو تموز الماضي وتفجير مزدوج في أنقرة في أكتوبر تشرين الأول تسبب في مقتل مئة شخص وكان أسوأ هجوم من نوعه تشهده الأراضي التركية.