ذهب العقل وتحجر القلب وأغشيت الأعين عندما اشتدت به الحاجة لتعاطي الأقراص المخدرة، لبس عباءة إبليس وأمسك بعصاه واصطحب صديق السوء وعقدا عزمهما واستقر رأيهما على قتل الأم. توجه الابن المدمن متشبها بالحمل الوديع مدعياً الإعياء طالباً العون من أمه والعفو عنه لعودته إلى المنزل بعد أن قامت بطرده، فذرفت الدموع على وجنتيها وبعين زائغة ترقب صديقه وبقلب الأم تسلل الشك بداخلها عندما طلب منها مبلغاً من المال لصديقه حيث قام باستئجار غرفته طوال فترة ابتعاده عن البيت. اكتشفت الأم كذب الابن وما إن رفضت إعطاءه المبلغ وهمت بطردهما، تحول الحمل الوديع إلى وحش كاسر تجرد من كل معاني البنوة، وقام بتقييد يديها الضعيفتين بإيشارب، بينما قام الآخر بتكميمها، وهرولا مسرعين جيئة وذهابا للبحث عما خف وزنه وغلا ثمنه واستوليا على مصوغاتها ومبلغ من المال، جحظت عيناها، وتقطعت أنفاسها، وبصرخات مكتومة تحاول الاستغاثة ونظرات يصاحبها توسلات ودموع أم مسنة وهن العظم منها، اقترب منها الصديق وأخرج من بين طيات ملابسه "مقص" كان بحوزته وطعنها في رقبتها وإصابتها بجروح قطعية، وتسقط مضرجة في بركة من الدماء، وبأنين يمزق أحشاءها من هول المشهد، فالابن ذبحها منذ أن اكتشفت إدمانه للأقراص المخدرة وحاولت إثنائه وعلاجه وباءت كل محاولاتها بالفشل، ولتكون المرة الأخيرة وهو يستعين بصديقه لقتلها. توفت الأم وفي أحشائها ألم وغصة ومتأثرة بجراحها. وبإخطار اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، جاءت توجيهاته بسرعة الوصول إلى الجاني وحصر وفحص النوعيات الخطرة، والمترددين على مسكن المجني عليها. تبين للواء عبد العزيز خضر مدير المباحث الجنائية وبمناقشة أحد شهود العيان والذي يعمل "سايس" ذكر بأنه شاهد الابن بمصاحبة صديقا له أثناء محاولة تسليم المجني عليها بعض المتعلقات التي طلبت منه شراءها. تمكن رجال المباحث من القبض على الابن المدمن وصديقه واعترفا بجريمتهما واستيلائهما على مبلغ 50000 جنيه قاما بصرفها بالفيزا الخاصة بالأم. أحيل المتهمان إلى النيابة التي قررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات وصرحت بدفن الأم بعد العرض على الطب الشرعي.