جنازة عسكرية لعمر سليمان السبت .. ومنع تشريح الجثمان

توفي، في ساعة مبكرة من صباح الخميس 19 يوليو ، اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق،عن عمر يناهز ال 74 عاما أثناء تلقيه العلاج بأحد المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت مصادر مقربة من اللواء الراحل أن حالته الصحية تدهورت بشكل مفاجئ أثناء تواجده مع أسرته بالإمارات لقضاء إجازة قصيرة وكان قبلها بأسابيع قد أجرى عملية لإزالة مياه على الرئة بإحدى المستشفيات في العاصمة الألمانية برلين .
ونصحه الأطباء وهو في الإمارات بالسفر فورا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء فحوصات دقيقة على القلب و الرئة بعد أن شعر بآلام شديدة واشتباه بوجود ورم من النوع الحميد .
وبعد يومين فقط من تواجده بالولايات المتحدة أعلن طبيبه عن وفاته دون إعلان عن سبب الوفاة .
وأضافت المصادر انه ستجري ترتيبات نقل الجثمان إلى مصر السبت 21 يوليو، على أن تقام له جنازة عسكرية لم يتم تحديد موعدها بعدها ...ونفت المصادر طلب أسرته تشريح جثة الراحل لشكوكهم حول قيام إحدى الجهات الأجنبية باغتياله كما تردد على عدد من مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وستجرى مراسم جنازة عسكرية يحضرها كبار قادة الدولة وتقام صلاة الجنازة بعد ظهر نفس اليوم في مسجد آل رشدان بمدينة نصر.
وفى تصريح خاص" لبوابة أخبار اليوم " قالت المستشارة هايدى فاروق إحدى معاوني اللواء عمر سليمان خلال فترة عمله إن الراحل أخبرها قبل وفاته بفترة قصيرة أنه سيظل جنديا يخدم مصر طوال حياته ولم يحزن لدقيقة بسبب استبعاده من قائمة مرشحي رئاسة الجمهورية وأنه اضطر للترشح بسبب ضغوط من محبيه رغم رفضه ورفض أسرته والمقربين منه للترشح وقال لها خلال مكالمة هاتفية إنه حزن بشدة فقط عندما وجهت إليه اتهامات باطلة بالخيانة والتزوير والتربح من منصبه والترويج لهروبه من مصر ولجوئه سياسيا إلى إحدى الدول العربية .
وأضاف أن التاريخ سينصفه عندما تتضح الحقائق وأكد لها أنه لن يترك مصر "

ووجه أنصار اللواء عمر سليمان دعوة إلى كل محبيه للمشاركة في جنازة الراحل ووضعوا صورته وعليها شريط أسود في صدر الصفحات الرسمية له على مواقع التواصل الاجتماعي.. وتحت عنوان " لن ننساك يا جنرال" كتب أعضاء الصفحات "إلى كل مصري ومصرية اجعلوا يوم جنازة هذا الرجل يوما ينظر فيه العالم إلى حجم حب المصريين لهذا الرجل ..إلى كل مصري ومصرية اجعلوا جنازة هذا الرجل يوما نقول فيه لن يحكم مصر غير أمثال الجنرال".


الصندوق الأسود

ويعتبر اللواء عمر سليمان هو صاحب الصندوق الأسود لفترة كبيرة ومهمة من تاريخ مصر المعاصر حيث تنقل في عدة مناصب عسكرية مهمة حتى وصل لرئاسة جهاز المخابرات العسكرية ثم عين رئيسا للمخابرات العامة في يناير 1993 وتولى إدارة أكثر الملفات الشائكة في العلاقات الخارجية خاصة إدارة الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكذلك ملفات الإرهاب وقام الرئيس السابق حسنى مبارك في 29 يناير 2011 بتعيينه نائباً له عقب ثورة 25 يناير والإطاحة به إلا أنه بعد 13 يوما فقط من توليه منصب نائب الرئيس أعلن عن تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

تاريخ مشرف
وولد عمر محمود سليمان في الثاني من يوليو 1936، وهو متزوج، وله ثلاث بنات هن عبير وداليا ورانيا..تلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة.وفي عام 1954 انضم للقوات المسلحة المصرية ومن بعد ذلك تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.
وفي ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة و ماجستير العلوم العسكرية.
وخلال خدمته بالقوات المسلحة ترقى بالوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية، وفي عام 1993 عين رئيسًا لجهاز المخابرات العامة .


تولى عمر سليمان العديد من الملفات أثناء رئاسته لجهاز المخابرات منها ملف القضية الفلسطينية وتوليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين حماس وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين،كما كلفه الرئيس السابق بالقيام بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها السودان ودول حوض النيل .

كانت تظهر بين فترة وأخرى في السنوات الأخيرة من حكم مبارك معلومات تدور حول نية الرئيس السابق مبارك بتعيينه نائبًا للرئيس وفي سبتمبر من عام 2010 خرجت حملة شعبية تطالب بانتخابه رئيسًا للجمهورية وتم على الفور البحث عن مصدر هذه الحملات .

13 يوم
و في اليوم الرابع من اندلاع ثورة 25 يناير وتحت ضغط شعبي قام الرئيس السابق حسني مبارك بتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية و كلفه مبارك بعد تعيينه مباشرةً بالحوار مع شباب الثورة وجماعة الإخوان و قوى المعارضة إلا أن قوى الثورة أصرت على تنحية مبارك وإسقاط النظام وفي 11 فبراير أعلن مبارك عن تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد، وقام عمر سليمان في خطابه الشهير إلى الشعب المصري عن تنحى مبارك وتكليف للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد وانتهت بذلك فترة عمر سليمان كنائب للرئيس بعد 13 يوم فقط .
وفي يوم 6 أبريل 2012 أعلن ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، قبل يومين من غلق باب الترشيح إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من التوكيلات التي قدمها.

بعد قرار استبعاده اختفى اللواء عمر سليمان عن الأنظار ..وتدهورت حالته الصحية حتى وافته المنية الخميس 19 يوليو.