أوصت الندوة الثقافية العامة التي نظمتها اللجنة الاجتماعية بكلية الهندسة جامعة السلطان قابوس، وقدمها الإعلامي الدكتور سمير محمود أستاذ الإعلام بكلية الآداب، بضرورة تبني أجهزة الإعلام في السلطنة لبرامج وورش عمل تدريبية في إعداد الإعلامي العلمي المتخصص وفي إعداد المحتوى الإعلامي المتخصص. وركزت الندوة التي نظمتها اللجنة الاجتماعية بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس، حول "التحديات التي تحول دون تحقيق التواصل الفعال بين العلماء والباحثين ووسائل الإعلام"، على أن قطاعات متعددة تشكو الندرة في الإعلاميين المتخصصين ومنها، الإعلامي المتخصص في شؤون الطاقة والنفط والغاز، وكذلك البيئة والمناخ، والطب والعلوم والصحة العامة، والشؤون الزراعية والأراضي بالسلطنة. كما حثت على ضرورة تنظيم كليات الجامعة عامة ورش عمل تدريبية موسعة على المهارات الإعلامية توجه للأساتذة والطلاب على وجه سواء وتتولى كلية الآداب بيت التخصص حيث قسم الإعلام، مهمة إعداد وتنفيذ هذه الورش التدريبية. ودعت الندوة جموع العلميين المتخصصين بضرورة التعاون مع وسائل الإعلام وتزويدها بالمعلومات والتقارير والدراسات الحديثة، حول تجاربهم وأبحاثهم وزيارتهم العلمية وتجاربهم المعملية على وجه الخصوص متى اجتازت مرحلة السرية المطلوبة وخرجت بنتائجها للمجتمع العلمي. من جانبه، طالب الدكتور سمير محمود، خلال ندوته التي حضرها عدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة من مختلف التخصصات وأساتذة من الجامعة من تخصصات أخرى، أجهزة ووسائل الإعلام بأن تضع العلم والمحتوى العلمي المتخصص ضمن أولوية ما تقدمه للجمهور، وبحيث تتسع دائرة النشر والبث والإذاعة للمضمون العلمي وبحيث تتاح فرص أوسع للعلماء والمتخصصين لمخاطبة الجمهور. وشدد على ضرورة ألا يظل العلم حكرًا على أهله فقط ولا حبيسًا لجدران المعامل والمراكز العلمية والبحثية أو في أحسن الأحوال حبيس الأدراج والأرفف في المكتبات فقط. ودعا الدكتور محمود وسائل الإعلام العمانية إلى تبني برامج العلوم ومسابقاتها وتوسيع نطاقها على مستوى السلطنة، وأن يتم ذلك برعاية ودعم وإشراف مشترك بين وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون ومجلس البحث العلمي. وأشار إلى ضرورة التوسع في نشر أفكار جديدة مثل متاحف العلوم، وإتاحة الزيارات العلمية لطلاب المدارس إلى المراكز البحثية المتخصصة، مع التفكير الجدي في تدشين إصدارات إعلامية متخصصة سواء صحف أو مجلات أو محطات إذاعية وتليفزيونية وقنوات وبرامج، وبحيث يتحول العلم إلى اهتمام جماهيري، وبحيث يتعرف الجمهور على نجوم العلوم كما سبق وتعرفوا عن ظهر قلب على نجوم الفن والرياضة والمجتمع. وفند الإعلامي الدكتور محمود مزاعم أن العلم جامد وجاف وصعب الفهم، مشيرًا إلى أنه ليس بالضرورة أن يحب الناس جميعًا العلوم أو العكس، مدللاً على ذلك بأن الكل يحب أن يستعمل أفضل هاتف ذكي ويستعين بتكييف قوي التبريد يحميه من الحر الشديد، كما يفضل الجميع السيارات ذات المواصفات الهندسية والفنية الفائقة في القوة والسرعة ومعايير السلامة والكلفة الاقتصادية، ويسعى الجميع إلى الحصول على الدواء حال الإصابة بالأمراض ، وكل هذه الأشياء هي نواتج للعلوم وتطبيقاتها والتقنية واستعمالاتها. كانت الندوة بنقاشها المفتوح قد شددت على التكامل بين العلوم وأسقطت الجدران والحواجز الوهمية بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، مؤكدة أن الإنسان يظل محوراً فاعلاً في حركة العلوم وموضوعاً لها سواء تشريح الإنسان وحالته الصحية والطبية أو حالته النفسية والمزاجية، وكلاهما يختلطان ويجمعان علوم الطب والصيدلة والتمريض والتشريح مع علوم النفس والاجتماع والطب النفسي في كيان واحد.