! 19/11/2011 04:28:43 ص إنتصار دردير للمرة الثانية خلال فترة قليلة تدخل الفنانة الكبيرة مديحة يسري المستشفي أثر متاعب صحية طارئة.. وقد خضعت هذه المرة لفحوص طبية شاملة كشفت عن اصابتها بارتفاع شديد في ضغط الدم وزيادة في ضربات القلب.. ونصحها الاطباء بالراحة وعدم الانفعال ومقاطعة برامج التليفزيون الاخبارية التي قد.. تثير أعصابها.. لكن من أين لها ان تنعم بالهدوء والراحة وسط الفوضي التي ضربت المجتمع كله؟ إنتصار دردير رغم متاعبها فان الفنانة الكبيرة قالت لي: متاعبي لا تساوي شيئا وتهون وتتضاءل أمام ما يحدث في بلدي.. لا اظن أنني يمكنني أن أهدأ والمجتمع في حالة فوضي.. لا يمكن أن أطمئن وسط كل هذا والخوف أنني أعتقد أن هذا هو حال كل المحبين لمصر.. نحن كمن ينتظر نتيجة الامتحان الذي يتوقف عليه مستقبله كله.. مصر الآن في امتحان صعب.. أنا خايفة جدا علي مصر.. وأشعر أنني أعيش في كابوس.. أحيانا استيقظ من النوم في حالة فزع وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأقول أنه حلم مزعج وكابوس مخيف . قلت لها : ما أكثر ما يثير مخاوفك الآن؟ وقبل أن أكمل سؤالي بادرتني بسؤال قائلة: وهل هناك شيء لم يعد يثير مخاوفنا.. كل شيء حولنا يدعو الي الخوف والفزع.. هذا ليس احساسي فقط بل احساس كل من أعرفهم من كافة طبقات المجتمع.. اثناء وجودي في المستشفي تحدث معي الاطباء وقالوا ليست هذه هي مصر. لا احد يعرف حقيقة ما يجري.. لا تفهم أسبابه ولا دوافعه.. اللي حاصل ده غير طبيعي.. ناس تحمل مسدسات ورشاشات وتخطف وتقتل وتسرق وتغتصب علنا وفي وضح النهار.. البلد دخلتها كمية مخدرات عملت خلل في عقول بعض الناس.. حوادث مخيفة. ومرعبة وجديدة علي مصر.. أنا لا أصدق أن من يقومون بذلك مصريين.. لا أؤمن بنظرية المؤامرة.. لكن هناك مؤامرات عديدة تحدث.. مصر مستهدفة وهناك أناس من مصلحتهم أن يحدثوا كل يوم مصيبة في البلد.. حتي تبقي مصر في حالة فوضي وعدم استقرار ولابد ان نتكاتف في مواجهة ذلك كفانا فرقة وانقسام.. ضعوا مصلحة مصر قبل مصالحكم وطموحاتكم.. الناس لازم يكون عندها ضمير وحب وانتماء لبلدها.. والسادة المسئولون الذين يحكمون البلد الآن لابد ان يتخذوا قرارات حاسمة تواجه هذا الانفلات الأمني والاخلاقي. ألا ترصدين أيضا انفلاتا إعلاميا؟ هناك حالة ارتباك وحالات انفلات وهناك برامج وصحف تعمل علي إثارة الناس واشعال المواقف.. هم يساهمون في اشعال الحرائق ولا يسعون الي إطفائها ولا أعرف لمصلحة من يفعلون ذلك وأين ميثاق الشرف الاعلامي.. ومن يحاسب علي كل هذا التجاوز. هل هو أصعب مشهد تعيشينه في الواقع؟ نعم هو أصعب مشهد عشته علي مدي ستين عاما.. لقد عاصرت نكسة 76 ورغم ظلالها الكئيبة علي المجتمع في ذلك الوقت فقد كان لدي الجميع رغبة واصرار علي عبورها كان حب مصر والانتماء لها أقوي من أية هزائم.. وأذكر أنني في عز النكسة قمت بانتاج فيلم »أرض الاحلام« وصورته في الاقصر وأسوان وذهبت لعرضه في لندن لأؤكد أن هذه روح بلدي التي تمرض ولا تموت.. وأن مصر ستظل بخير. هل تعتقدي أن الثورة قد سرقت؟ الثورة كانت حدثا كبيرا وقد شاهدت الشبان أمام بيتي في شارع البطل أحمد عبدالعزيز أثناء الثورة لكن هؤلاء الشباب الشرفاء اختفوا من الصورة والذين تصدروا المواقف الآن ليسوا من قاموا بها بل قافزين عليها ومتاجرين بها. كيف ترين الخلافات التي تفجرت بين بعض القوي السياسية والمجلس العسكري؟ سمعت د. علي السمان يقول أن الجيش عنده صبر كبير وأنا شخصيا أثق في المجلس العسكري فهذا الجيش هو الذي حمي مصر وحارب طويلا من أجل استقلالها ورغم ما تعرض له جنوده من اعتداءات ورغم الدبابات التي حرقت له والخسائر التي لحقت به فانه يظل القوة الامنية الوحيدة التي تحمي مصر الآن داخليا وخارجيا بعد غياب الشرطة ولابد أن نمنحه ثقتنا. طالب البعض بالغاء مجلس الشوري وأنت كنت عضوة به علي مدي سنوات.. كيف ترين هذا الأمر؟ مجلس الشوري يضم خيرة عقول مصر ودوره مهم في صياغة القوانين ودراستها قبل اقرارها ولا يجب ان نقلل من اهميته ونحن نتجه لاقامة دولة ديمقراطية. ل تخشين علي مستقبل الفن؟ الفن سيظل رسالة سامية.. ولا يمكن ان تتخلي مصر عن حضارتها وثقافتها وريادتها الفنية أنها أدوات التنوير في مصر والتي حملتها الي كل الدول العربية الفنون تمثل تأريخ لمصر.. ولن تتخلي مصر عن ريادتها الثقافية والحضارية والفنية مهما سعي آخرون لذلك.. لكنني لا أنكر خوفي علي اسم مصر هذا الاسم يجب ان يبقي كبيرا. ما الذي تتوقعينه من المواطن العادي الذي تعرض للقهر السياسي والاجتماعي؟ أفهم أن ظلما كبيرا تعرضت له فئات عديدة ومن الطبيعي ان تتطلع للحصول علي حقوقها لكن كيف يتحقق ونحن لم يعد لدينا انتاجا ولا سياحة ولا تصدير.. لماذا لا تكون الثورة دافعا للبناء وليس للهدم.. لماذا لا ينتظر اصحاب الحقوق ويعملوا باخلاص اولا ورغبة في النهوض بالبلد ثم سيحصلون حتما علي حقوقهم كاملة.. أنني لا أستوعب ما يحدث في قري وصعيد مصر هذه الايام ولا استبعد وجود ناس لها غرض في هدم مصر لكن مصر التي ذكرها الله في كتابه الكريم عشر مرات مصر التي قال عنها »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين« لن تسقط في الفوضي.. اثق في ذلك رغم انه بعد عشرة شهور من الثورة ينتابني الخوف علي بلدي وأتمني ان تجتاز هذه المرحلة الاصعب في تاريخها