تفاصيل الواقعة كما جاءت في محضر الضبط والتحريات التي قدمتها مباحث أوسيم للنيابة، كانت كافيه بحبس المتهمة على الفور.. خاصة مع تطبيق قانون حماية الطفل عليها . حيث ضبطها أحد المارة وهي تحاول التخلص من جنينها الذي وضعته في الطريق بعد أن فاجأتها أعراض الولادة وعرضت حياته للموت . وقبل أن يصدر وكيل أول نيابة أوسيم محمد صالح الذي حقق معها واستمع إلى اعترافاتها كاملة قراراً بإدانتها لكنه اكتشف الواقع المرير الذي تعيشه الفتاة المتهمة التي تجلس أمامه وتكاد أن تلفظ أنفاسها وغير قادرة على تمالك صحتها أو نفسها . فالمتهمة المسكينة ليست سوى مأساة دامية تستحق الشفقة والرحمة، بدلا من الرجم فهي ليست فقط ضحية ذلك الذئب البشري الذي غرر بها وسلبها أغلى ما تملك في لحظات ضعف بشري . وإنماً أيضاً ضحية القدر أنها مصابة بالمرض الخبيث في مرحلة متقدمة ينهش خلالها جسدها النحيل.. ولم يملك المحقق سوى إيداع الطفل إحدى دور الرعاية وإخلاء سبيلها بعد عرض الأمر على شريف عبد الرحمن رئيس النيابة نظراً لحالتها الصحية السيئة .