قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إن محادثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تناولت موضوعات في غاية الأهمية على رأسها الأنفاق وشروط السلطة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل . وأوضح أبو مازن في لقائه مساء الأحد 8 نوفمبر بالقاهرة مع عدد من الصحفيين والإعلاميين أنه فيما يتعلق بالإنفاق نرى أنها غير شرعية وغير مشروعة على الإطلاق ونحن نؤيد تأييدا مطلقا كل الإجراءات التي اتخذتها مصر لإغلاقها . وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هناك معابر تستطيع أن تكون منفذا مهما ومشروعا لتلبية احتياجات شعبنا في غزة موضحا أن ما تناوله مع الرئيس عبد الفتاح السيسي هو كيفية استخدام المعابر في تلبية احتياجات الفلسطينيين سواء في توفير حاجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء وغيره من متطلبات الحياة اليومية وكل ما يلزمهم نتيجة الحصار الإسرائيلي أو ما يتعلق بانتقال الفلسطينيين من غزة والسفر عبر مصر أو إلى مصر للعلاج أو التعليم وما إلى ذلك . وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائه مع عدد من الصحفيين والإعلاميين أن المعابر عندما تكون مشروعة وشرعية وخاضعة للرقابة فلن يكون هناك أي حاجة للأنفاق، مشيرا إلى أن الأنفاق غير مشروعة ولا ينبغي أن تكون موجودة. وردا على سؤال حول شروط السلطة الفلسطينية من أجل استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل قال أبو مازن إن للسلطة شرطين أساسيين، الأول أن تتوقف إسرائيل عن أي أنشطة استيطانية والثاني أن تطلق سراح ال ٣٥ أسيرا فلسطينيا من بين ١٠٥ أسرى كان قد تم الاتفاق على إطلاق سراحهم ولم تطلق إسرائيل منهم حتى الآن سوى ٧٠ أسيرا . وحذر الرئيس الفلسطيني من أنه في حالة ما إذا رفضت إسرائيل هذين الشرطين فلن يكون أمامنا سوى اللجوء للأمم المتحدة للحصول على مزيد من الدعم الدولي ومزيد من الشرعية لدولة فلسطين وأن تكون هناك هبة شعبية فلسطينية سلمية تشبه السياسة التي اتبعها غاندي في مواجهته للاستعمار الانجليزي عندما قاطع البضائع الانجليزية. وأوضح أبو مازن أن إسرائيل لا تحترم أي تعهدات معنا منذ توقيع اتفاق أوسلو وهناك قرار من البرلمان الفلسطيني بأنه طالما لم تحترم إسرائيل اتفاقاتها وتعهداتها فمن حق الفلسطينيين ألا يلتزموا بأي اتفاقيات معها . وأكد أنه ليس لديه ما يخسره ، " فأنا رئيس دولة أخرج بإذن وأدخل بإذن، لكن إسرائيل سيكون عليها التزامات تجاه الشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي ، باعتبارها قوة احتلال". وردا على سؤال حول وجود مفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن هناك اتصالات سرية بين حماس وإسرائيل تحت إشراف توني بلير رئيس اللجنة الرباعية الدولية السابق مشيرا إلى أن مشروع حماس الهادف إلى استقطاع جزء من سيناء لإقامة ولاية إسلامية والذي كان مطروحا في عهد مرسي لا يزال قائما في عرف حماس ولكننا كسلطة فلسطينية لا نريد أرض مصر، بل نريد أرض فلسطين، وقد رد عليهم الرئيس السيسي عندما كان وزيرا للدفاع بأن "أرض سيناء أمن قومي ووطني ولا مساس بشبر واحد منها" كما أعرب الرئيس أبو مازن عن رفضه القيام بأي عمل عسكري ضد إسرائيل أو قيام انتفاضة ثالثة حفاظا على المدن والشعب الفلسطيني ، مشيرا إلى أن حماس خاضت ٣ حروب ضد إسرائيل لم تسفر إلا عن سقوط ألاف القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير ألاف المنازل والقرى والمنشآت العامة الخاصة والبني التحتية وخلفت الخراب والدمار . من جهة أخري كشف أبو مازن عن لقاء روسي سويسري فلسطيني سيعقد في سويسرا الشهر القادم لاستكمال التحقيق في وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات بعد أن أعلنت فرنسا عدم وجود شبهة جنائية في وفاته، مرجحا أن يكون الرئيس الشهيد قد تم قتله . وحول اتهامات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مفتي القدس الراحل أمين الحسيني بتحريض الزعيم النازي أدولف هتلر على إحراق اليهود سخر أبو مازن من هذه المزاعم، مشيرا إلى أن لقاء هتلر مع الشيخ أمين الحسيني كان عام ١٩٤١ في حين أن هتلر طالب في كتاب له صدر عام ١٩٢٥ بعنوان "كفاحي" بإبادة اليهود . كما كان هناك اتفاق رسمي بين الوكالة اليهودية وألمانيا عام ١٩٣٣ يقضي بتشجيع هجرة اليهود من ألمانيا إلى فلسطين . وردا على سؤال حول تجديد دماء القيادة الفلسطينية قال أبو مازن نحن نسير في هذا الاتجاه بالفعل فقد آن الأوان للدفع بالقيادات الشابة المؤهلة للقيادة. وحول الخلاف بينه وبين القيادي الفلسطيني محمد دحلان قال أبو مازن إن "الموضوع أقل من أن يحظى بأي اهتمام من جانبي". وحول الدعم الدولي لقضية فلسطين عبر أبو مازن عن تفاؤله في هذا الشأن مشيرا إلى أنه عندما تم التوجه للأمم المتحدة للحصول على صفة مراقب لم يكن هناك سوى ٩ أصوات رافضة وعندما تم التصويت على رفع العلم الفلسطيني على مقر الأممالمتحدة انخفض عدد المعارضين إلى ٨ فقط "وعند إعلان دولة فلسطين لن يكون هناك سوى صوت معارض واحد هي الولاياتالمتحدةالأمريكية ".