انتشرت شائعات قوية الفترة الأخيرة عن فساد جرعات تطعيم الحصبة للأطفال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، تثير مخاوف الجميع من التطعيم. كان ل"بوابة أخبار اليوم" هذا اللقاء مع أخصائي طب المناطق الحارة والأمراض المتوطنة والكبد والجهاز الهضمي بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد رمزي، ليوضح لنا حقيقة الأمر. - في البداية ما السبب وراء ظهور هذه الشائعات؟ بدأت الشائعة عندما قامت سيدة بكتابة "بوست" على أحدي مواقع التواصل الاجتماعية، وقالت أن شقيقتها سمعت أقوال من مكتب الصحة في دمنهور، تؤكد على تأجيل تطعيم الحصبة بسبب فساد الجرعات لأنها تسبب للأطفال صدمات كهربائية أو موت فجائي. والحقيقة كما قال دكتور أحمد، أنه بالفعل تم تأجيل موعد التطعيمات، ليس كما ذكر بسبب فساد الجرعات، وإنما بسبب الانتخابات البرلمانية التي تتسبب في إجازة معظم المدارس، والفئة المستهدفة من التطعيم هم الأطفال من سن 9 أشهر حتى 10 سنوات، والتي تتم في الحضانات والمدارس والوحدات الصحية. ومن ضمن الشائعات التي ظهرت الأيام الماضية، فساد التطعيم السنة الماضية، لكن هذا الحديث ليس له أي أساس من الصحة، لان أخر تطعيم للحصبة في مصر كان عام 2009، واستهدف الأطفال و الشباب حتى سن 20 عام و لم يحدث لهم أي مضاعفات. - تطعيم الحصبة و الحصبة الألماني يتم إعطاءه للأطفال بالفعل، فما الداعي من هذه الجرعات؟ بالفعل يتم إعطاء الأطفال التطعيم عند عمر عام و عام ونصف، تحت أسم التطعيم الثلاثي الفيروسي MMR"". والداعي من أخذ هذه الجرعة التنشيطية هو انتشار المرض العام الماضي بشكل وبائي كبير في مصر، لدرجة وجود حالات وفاة وهذا بتأكيد من وزارة الصحة في كل وسائل الإعلام، بالإضافة للتقرير السنوي الصادر عن منظمة الصحة العالمية الذي أكد على انه تم الإبلاغ عن عدد 2531 حالة مصابة وتم تأكيد تشخيص 1500 حالة منهم في مصر. وكان عدد الإصابات في مصر عام 2013 كان 412 حالة فقط، وهذا يعنى انتشار وبائي عنيف السنة الماضية، يدعي وجود حملات تنشيطية لتجنب انتشار المرض. - من أين تأتي جرعات التطعيم؟ ليس كما يقال من شركة المصل واللقاح، لكنه قادم من الهند من منظمة الأممالمتحدة للطفولة "unicef"، أحدي أكبر شركات تحضير التطعيمات من هذا النوع، وهي الجهة المسئولة عن شراء التطعيم بالتنسيق مع وزارة الصحة. - هل توجد فئة ممنوعة من التطعيم؟ التطعيم آمن جدًا لكل الأطفال، ماعدا الأطفال الذين يعانون من مشاكل في المناعة أو يتناولن أدوية للجهاز المناعي. والتطعيم قد يسبب ارتفاع في درجة الحرارة مثله مثل باقي التطعيمات. - البعض يري أن إصابة الطفل بالمرض يعطيه مناعة طبيعية دون اللجوء للتطعيم ، فما تعليقك؟ للأسف هذا الكلام صحيح بشكل جزئي، لكن قد يحدث مضاعفات للطفل مثل التهاب الأذن الوسطى – التهاب رئوي – التهاب في المخ وقد يؤدي للوفاة لا قدر الله. وبالفعل توفى السنة الماضية ما يقرب من 8 - 10 أطفال بسبب مرض الحصبة، و الخطورة الحقيقية تكمن في العدوى إذا انتقلت إلى أمرآة حامل، فقد تصيب بالإجهاض أو ولادة طفل مشوه ولديه عيوب خلقية. فالتطعيم مهم جدًا للمحافظة على صحة أولادنا وعلى حياتهم، ولا تستمعوا لأي إشاعات لأنها يمكن أن تؤثر على حياة الطفل بأكملها. من جهته أكد رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة دكتور عمرو قنديل، في مؤتمر صحفي أن الحملة سيتم إطلاقها 31 أكتوبر الجاري إلى 21 نوفمبر المقبل، وتستهدف تطعيم 24 مليون طفل، وأن الطعوم آمنة جدًا و السرنجات ذاتية التدمير. وأضاف أن الحملة تم الإعداد لها منذ 4 أشهر، وسيتم القضاء على الحصبة في مصر عام 2018.