«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء المياه الجوفية يؤكدون : مصر تعوم علي خزانات مياه ضخمة تكفي 1700عام
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 05 - 2015

الخبراء: الماء يتوفر علي أعماق من 3 إلي 1000 متر في الدلتا والواحات والصحراء الغربية وسيناء
آبار المياه الجوفية تبعث الحياة فى الصحراء
يتساءل البعض عن جدوي الإعلان عن استصلاح 5 ملايين فدان في ظل تناقص موارد نهر النيل.. الاخبار لجأت لأهل العلم لوضع النقاط علي الحروف وتحديد ماذا كان مشروع الاستصلاح ضربا من الخيال أم أن الواقع يجعله مشروعا ممكن التنفيذ وان المياه اللازمة للمشروع يمكن توفيرها ؟
اجابات الخبراء جاءت مبشرة حيث أكدت أن مصر تعوم علي بحر من المياه الجوفية يكفي لاستصلاح ملايين الأفدنة بشرط خضوع الاستخدام لضوابط علمية. تعالوا الي التفاصيل
نعتمد علي الأقمار الصناعية في رسم الخرائط الجيولوجية الدقيقة
مطلوب استخدام الطاقة الشمسية في استخراج المياه وتغليظ
عقوبة الاستخدام الجائر لها
د. عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والموارد المائية المساعد بمعهد البحوث والدراسات الافريقية بجامعة القاهرة يزف البشري للمصريين قائلا : اذا نظرنا إلي موارد مصر المائية سنجد الجزء الأكبر هو نهر النيل وهذا يشكل 55.5 مليار متر مكعب ويعادل 97% من استخدامات مصر من المياه، اذا المتبقي وهو 3% نعتمد فيه علي المياه الجوفيه وهي نوعان، الأول في الصحراء الغربية ومعظم الاجزاء في سيناء وخاصة الجنوبية حيث يوجد بها خزانات علي اعماق كبيرة جدا تصل إلي أكثر من 1000 متر، مثل ما هو موجود في الواحات الخارجه والداخله والفرافرة وسيوه، وهذا الخزان العملاق الموجود في الصحراء الغربية المياه به تكونت من قديم الزمن عن طريق الامطار الغزيرة وحجم المياه به يقدر بما جاء به نهر النيل في 1700 عام ويعتبر بحر تحت الأرض، ولكنه غير متجدد وكل متر مياه يستخرج منه لا يأتي غيره، والمياه التي يستخدمها السكان منه في هذه المنطقة لا تشكل أكثر من 1 إلي 2 % من إستخدامات مصر من المياه، ولابد من استخدامه بحساب لتجنب المشاكل وبكميات محددة طبقا للدراسات التي توصي بكميات المياه التي تستخرج يوميا وإلا تحدث مشاكل للإستخدام الجائر في الخزان نفسه وهذه المشاكل منها ان نوعية المياه قد تختلف أو تزيد بها نسبة الملوحة وبالتالي تتغير طبيعة المياه في الخزان بالكامل أو يحدث انخفاض لمنسوب المياه وبعض الآبار ممكن ان تجف أو ضغط المياه ينخفض مما يؤدي إلي إنشاء بئر آخر وهذه عملية مكلفة للغايه أو يتم إستخدام مضخات علي البئر وهذه تكلفة عاليه ايضا بالإضافة إلي إستخدام الطاقة وهذا ينطبق علي المياه الجوفية الموجودة في وادي النطرون وطريق مصر اسكندرية الصحراوي، كما أن مصر تستخدم من هذا الخزان من مليار إلي مليار ونصف متر مكعب سنويا في الزراعة وقد تزيد هذه الكمية لتصل إلي 2،5 مليار وهذا اقصي تقدير، ونحن في مصر نستخدم من المياه 80 مليار متر مكعب سنويا، والفرق بين هذا الرقم وحصة مصر من مياه النيل فرق كبير ونعوضه من المياه الجوفية البسيطة التي لا تزيد عن 3 مليارات متر والباقي نعوضه من مياه الصرف الزراعي التي تصب مرة أخري في نهر النيل ومياه الصرف الصحي والصناعي ايضا، وبالتالي يخيل لنا أن لدينا كمية مياه كبيرة وتكفي لسد احتياجاتنا، واذا منعنا المياه الملوثة من الوصول لنهر النيل سيكون لدينا فجوة كبيرة جدا في استخدامات المياه، اما النوع الثاني من المياه الجوفية هو الخزان الجوفي الموجود في الوادي والدلتا وهو قريب من سطح الأرض لأن المياه الخاصة به جاءت من تسرب مياه نهرالنيل في التربة وعن طريق الزراعة مما ساهم في تكون هذه المياه، وهذا الخزان مياهه متجددة طالما هناك نهر النيل وطالما هناك زراعة ونفس هذه المياه هي جزء من حصة مصر من مياه النيل التي تتسرب ويعاد استخدامها، وهذه الكميات من المياه الجوفية نستخدم منها تقريبا 7 مليارات متر مكعب، وهي لها مشاكلها لأنها في الأساس مياه ري زراعي وبالتالي أضيف إليها عناصر من الأسمدة والمبيدات المستخدمة في الزراعة.
نقطة في بحر
وقال أنه يوجد بعض الخزانات الأخري موجودة في الطريق الصحراوي وغرب وادي النطرون وتعتمد علي مياه قديمة ومياه متسربة ايضا من نهر النيل، وهذا الخزان حساس جدا في الاستخدام بسبب انه ليس قريبا من نهر النيل ليكون التسرب إليه بصورة سريعة أو منتظمة والمياه عندما تصل إليه تأخذ مئات السنين وبالتالي السحب السريع منه يؤدي إلي زيادة الملوحة، ولا يجب أن نضحي بالمياه الجوفية غير المتجددة إلا عندما يكون العائد مجزيا أو أكبر بكثير من فقد المياه، واستخدام المياه الجوفية بصفة عامة له مشاكل وتزيد هذه المشاكل اذا كانت المياه المستخرجة بكميات كبيرة وحسب مواصفات الخزان صغير أم كبير ومدي العمق له، وبالتالي كل مشاكل استخدام المياه الجوفية علي مستوي العالم ليست واحدة وإنما تتشابه في انها قد تتسبب في حدوث زلازل أو هبوط أرضي، والخطورة تتعلق بنوع الخزان وعمقه وسعته وحركة المياه بداخله وهل الاستخدامات له رشيده أم علي فترات معينة طبقا لخصائص الخزائن، ونحن في مصر لا نشعر بمشاكل استخدام المياه الجوفية في الوادي والدلتا بسبب ان هذا الخزان متجدد وما نسحبه من المياه يتسرب إليه غيره، وايضا الخزان الموجود بالصحراء الغربية كبير جدا وما نسحبه منه يمثل نقطة في بحر وبالتالي لا توجد خطورة أو مشاكل من سحب المياه الجوفية طالما هذا السحب غير جائر وبمعايير محددة، أما إذا كانت هناك مباني قريبة من هذه الآبار فممكن أن يحدث لها تشققات أو تصدعات إذا حدث هبوط في الأرض بسبب سحب المياه الجوفية.
حفر الآبار
وتحدث شراقي عن طرق البحث عن وجود مياه جوفية قائلا: هناك طرق جيوفيزيقية وهي توفر الجهد والمال ونستخدم فيها بعض الأجهزة علي سطح الأرض لترشدنا عن مكان المياه ومدي العمق لها وهذه الطريقة غير مفيدة في المناطق التي يوجد بها المياه الجوفية علي أعماق بعيدة، والطرق العملية وهي حفر الآبار الاستكشافية والغرض منها سحب عينه من التربة كل واحد متر ونقوم بتحليلها لمعرفة خصائص الخزان ومنسوب المياه ونستمر في الحفر لنهاية الخزان بعد ان نتقابل مع الطبقة الصخرية الصلبة، وبهذه الطريقة نعرف سمك الخزان ونوعية الصخور ونوعية المياه، ومن خلال بعض الدراسات نعرف حركة المياه داخل الخزان وهل تتحرك من الجهة التي بها مياه مالحة إلي الجهة التي بها مياه عذبة أم العكس، وبناء علي كل هذه المعلومات نقدر ان نصل إلي عدد الآبار التي يمكن حفرها وكمية المياه التي يتم استخراجها، وبعد حفر هذا البئر الاستكشافي يتحول إلي انتاجي ويتم استخراج المياه منه إذا كانت مواصفات الخزان جيدة، ومن كل ذلك نجد ان استخراج المياه الجوفية مكلف بالاضافة الي ان معظم هذه المياه غير متجدد وهذا يجعل المياه غالية الثمن وبالتالي يجب ان يكون استخدامنا منها رشيدا وليس فقط في الزراعة وإنما ايضا في اختيار نوعية المحاصيل وطريقة الري بعيدا عن الغمر.
جودة المياه
يقول د. محمد البسطويسي أستاذ مساعد بهيئة الاستشعار عن بعد إن المياه عبارة عن محلول كيميائي به تركيز لعدد كبير من العناصر وهي عناصر اساسية وثانوية وهامشية « نادرة » أو مشعة، وإذا حدثت زيادة في تركيز بعض العناصر الثانوية علي الرئيسية تؤدي إلي تغير جودة المياه، وإذا زاد تركيز العناصر الهامشية تصبح هذه المياه مشعة وغير صالحة للإستخدام أو ملوثة نتيجة لطبيعة الصخور التي مرت عليها، والمياه الجوفية أثرت علي ترسيب معادن علي مر التاريخ منها الحديد والمنجنيز والمغنسيوم والكربونات والنحاس وايضا نسب من الرصاص الذي إذا زادت تكون المياه ضارة، والمياه الجوفية هي أي مياه حبيسة في باطن الأرض ويختلف مصدرها ونوعها وكمياتها واتجاهات حركتها ومنسوبها، حيث تتوقف كل هذه العوامل علي الخزانات الموجودة بها في باطن الأرض، وخصائص طبقات الأرض وهل لها تأثير كيميائي علي المياه الموجودة بها نتيجة نوعية الصخور أم لا، وهل هذه الصخور والطبقات الأرضية تقوم بعمل فلترة لهذه المياه أم تضيف أملاحا وعناصر معدنية غير مرغوبة، بالإضافة إلي أن تراكيب الصخور نفسها تؤثر علي حركة المياه الجوفية بمعني انها ممكن ان تسير من المصدر إلي مكان آخر وهو المصب، كما يمكن ان توجد خزانات جوفية عابرة للحدود بحيث تشترك أكثر من دولة في هذه الخزانات، مثل الخزان الجوفي النوبي لدينا الموجود في الصحراء الغربية وهو خزان مشترك بيننا وبين السودان وليبيا وتشاد.
الطلمبات الحبشية
وأشار إلي ان طبيعة الفواصل في الأرض وميل طبقاتها هي التي تحدد اتجاه المياه وكمياتها وطبيعة الطبقات الأرضية التي تسير فيها هذه المياه وتحدد ايضا جودة المياه ونوعيتها وإذا كانت صالحة للشرب أو الزراعة أو تحتاج لأي معالجات لها، كما تحدد معدل السحب الآمن لهذه الخزانات أي حجم الكميات التي يمكن سحبها دون ان يحدث أي تأثير علي هذه الخزانات وهل ستستمر في ضخ المياه أم ستجف لفترات وهل هذا الخزان متجددا أم غير متجدد وايضا هل هو حبيس أم له مصدر تغذيه سطحي من المياه أم حر، وكل هذا يؤثر علي طبيعة استخدام الأرض بعد ذلك مثل خزان الدلتا، وهو خزان حر في منطقة وادي النيل والدلتا حيث يتم سحب المياه منه واستخدامها في المناطق الريفية، وهذه المياه يتوقف استخدامها علي حجم الملوثات المتسربة إليها من الصرف الصحي بسبب ان هذا الخزان غير محكم لأنه يتأثر بمياه الترع والقنوات ومياه الصرف والملوثات التي يمكن أن تكون كثيرة وقد تكون عضوية أو كيماوية، ويوجد لدينا المعامل المركزية التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب تقوم دائما بالكشف علي المياه الجوفية وتحليلها، إلا ان هناك أماكن خارج هذه المراقبة مثل الآبار والطلمبات الحبشية التي يعتمد الأهالي في هذه الأماكن في إستخدامها علي حاسة التذوق فقط لمعرفة مدي صلاحية المياه للإستخدام الآدمي.
طبيعة الطبوغرافيا
وأضاف أن الأنهار مصدر من مصادر المياه الجوفية والأمطار ايضا وتكون هذه المياه مرتبطا بالغلاف الجوي نتيجة حدوث عمليات بخر ينتج عنها تساقط للأمطار تتسرب هذه الأمطار في التربة لتتكون المياه الجوفية وتترشح في باطن الأرض، ويتوقف سريانها علي نوعية القشرة الأرضية وعلي وجود قطوع تؤدي إلي توقف سريانها أم لا، كما يمكن ان تكون المياه الجوفية ناتجة من مياه جوفية قديمة، والمياه القديمة دائما العناصر المكونة لها تتغير بسبب تكون نسب الحديد أو الأملاح أو بسبب تغير في درجات الحرارة، وايضا خصائص المياه تختلف من مكان لآخر نتيجة مكان التخزين ونوعيته حيث هناك أماكن يوجد فيها مياه جوفيه بها زيادة في نسبة العناصر الموجودة بها وأماكن أخري يكون بها هذه النسب أقل، وليس شرطا في المياه الجوفية ان يكون عمقها متساويا علي مستوي الجمهورية، والعمق يتوقف دائما علي طبيعة الطبوغرافيا للمكان، ففي الدلتا ممكن ان نستخرج المياه الجوفية علي عمق 15 مترا أما في الواحات تظهر علي 400 متر وفي الواحات الداخلة علي عمق 1000 متر.
القمر الصناعي
وأوضح البسطويسي ان الهيئة لها دور في البحوث العلمية الخاصة بالمياه الجوفية وأغلب الدراسات تقوم بتأكيدها بوسائل كهربية للتأكد من وجود مياه قبل الحفر إلا ان الهيئة ليست جهة تنفيذية مثل وزارة الموارد المائية والري ولا يوجد لديها الإنفاق الجيد لعمل الدراسات، والمفروض ان يكون هناك ربط بين جهة الإختصاص وجهات التخصص وتوفير الدعم المالي لإستكمال العمل، مشيرا إلي ان الهيئه لديها دراسات دقيقة عن المياه الجوفية علي مستوي المساحة التي نعيش عليها في الوادي والدلتا، وتعتمد علي القمر الصناعي في رسم خرائط جيولوجية مضبوطة يمكن من خلالها تكثيف البحوث علي هذه المناطق.
أماكن بكر
وأكد أن مستقبل مصر في وجود مياه جوفية بكميات كبيرة مبشر علي الرغم من وجود أماكن لدينا في الصحراء الشرقية معروف انه ليس بها مياه سوي في بعض الأودية، إلا أن أغلب المناطق والصحاري علي مستوي الجمهورية بها أماكن بكر لم يتم إكتشافها إلي الآن لسبب واحد هو اننا ما زلنا متمركزين في العيش علي مساحة لا تزيد علي 5 أو 6 % من مساحة مصر ولذلك أغلب المعلومات المعروفة عن المياه الجوفية معروفة عن الأماكن الموجود بها تنمية، وممكن ان يكون المكان الذي به تنمية به خزانا جوفيا غير متصل بالمكان ، وكل التنمية علي سطح الأرض في الصحراء منصبة علي السواحل فقط، وايضا ممكن ان تكون الخزانات الجوفية غير متصلة ببعضها، فنأخذ انطباع ان المياه الجوفية تنضب.
موارد أساسية
وأوضح الدكتور سامح عطية صقر رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري أنه في الفترة القادمة سيتم استخدام المياه الجوفية من جانب الدولة، والمفروض من وزارة الري إذا كانت تعتمد علي المياه الجوفية كمصدر إضافي لمياه نهر النيل أو في المناطق البعيدة عن النهر أن تعتبر المناطق الجوفية هي بمثابة موارد اساسية، ومصر لديها معرفة كافية عن الخزانات الجوفية الموجودة داخل الأرض علي مستوي الجمهورية ونوعيتها وكميتها وكيفية استغلالها، ولكن المشكلة لدينا هي عدم التجانس في طبقات الأرض علي مستوي العالم، واختلاف طبقات الارض والصخور المكونة له أحيانا تؤدي إلي حدوث بعض التغيرات الطفيفة ولكنها لا تؤثر علي تقييمنا وإدارتنا للخزان الجوفي.
التين والزيتون
وقال إنه بعيدا عن نهر النيل تعتبر المياه الجوفية هي المصدر الأوحد للمياه بالإضافة إلي المناطق الساحلية التي تسقط عليها أمطار غزيرة مثل حدود مصر الغربية والسلوم وسيدي براني إلي مرسي مطروح، وهذه الأمطار الغزيرة تستخدم في بعض الزراعات التي تتغذي علي مياه الأمطار مثل التين والزيتون، فيما عدا ذلك لا يوجد لدينا أمطار إلا في سيناء والصحراء الشرقية وهي قليلة ولكن هذه المياه لا يمكن الاعتماد عليها في التنمية وسرعان ما تنحدر إلي البحر الأحمر عند الصحراء الشرقية أو خليج العقبة وخليج السويس في شبه جزيرة سيناء، وفي وادي العريش في شمال سيناء عندما تسقط الأمطار علي الجبال في وسط سيناء جزء من هذه المياه يتجه شمالا نحو البحر المتوسط، كما ان المياه في بعض المناطق تتحول إلي سيول ويكون من الصعب الاستفادة منها في بعض الزراعات الموسمية وجزء من هذه المياه يساهم في تغذية الخزان الجوفي ولكن ليس بدرجة كبيرة يمكن الاعتماد عليها، أما المياه الجوفية المتواجدة بالقرب من السواحل للأسف هي غير صالحة للاستخدام المباشر نتيجة ارتفاع درجة الملوحه لإختلاطها بمياه البحر المالحة، وفي سيناء توجد مياه جوفية وهي صالحة ولكن علي اعماق كبيرة جدا تصل لاكثر من 1000 متر وهي مياه متوسطة الملوحة أو ملوحتها أعلي من مياه الشرب الطبيعية ولكن يجب تحليتها قبل استخدامها.
الطاقة الشمسية
وأوضح ان الاحتياطي الاستراتيجي من المياه الجوفية لدي مصر لا يمكن التعامل معه مثل المياه الموجودة فوق السطح لاننا ممكن ان نستخدم المياه فوق السطح بالكامل ولكن المياه الجوفية لا يمكن استخراج اكثر مما هو مسموح به في حدود إمكانيات الخزان الجوفي، ولا يمكن ان نسحب أكثر من إمكانيات المضخة ومستوي الهبوط والطاقة المتاحة، وممكن ان يكون لدينا في الخزان الجوفي اكثر من 100 مرة من حصة مصر من السد العالي، والسؤال: هل يمكن الاعتماد علي المياه الجوفية كمخزون مستدام ؟ نعم ولكن هذا يتوقف علي طريقة استخدامنا لهذه المياه بعيدا عن سياسة الاهدار وبضوابط علمية وقانونية وأخلاقية.
خبراء المياه الجوفية يؤكدون : مصر تعوم علي خزانات مياه ضخمة تكفي 1700عام
الخبراء: الماء يتوفر علي أعماق من 3 إلي 1000 متر في الدلتا والواحات والصحراء الغربية وسيناء
آبار المياه الجوفية تبعث الحياة فى الصحراء
يتساءل البعض عن جدوي الإعلان عن استصلاح 5 ملايين فدان في ظل تناقص موارد نهر النيل.. الاخبار لجأت لأهل العلم لوضع النقاط علي الحروف وتحديد ماذا كان مشروع الاستصلاح ضربا من الخيال أم أن الواقع يجعله مشروعا ممكن التنفيذ وان المياه اللازمة للمشروع يمكن توفيرها ؟
اجابات الخبراء جاءت مبشرة حيث أكدت أن مصر تعوم علي بحر من المياه الجوفية يكفي لاستصلاح ملايين الأفدنة بشرط خضوع الاستخدام لضوابط علمية. تعالوا الي التفاصيل
نعتمد علي الأقمار الصناعية في رسم الخرائط الجيولوجية الدقيقة
مطلوب استخدام الطاقة الشمسية في استخراج المياه وتغليظ
عقوبة الاستخدام الجائر لها
د. عباس شراقي استاذ الجيولوجيا والموارد المائية المساعد بمعهد البحوث والدراسات الافريقية بجامعة القاهرة يزف البشري للمصريين قائلا : اذا نظرنا إلي موارد مصر المائية سنجد الجزء الأكبر هو نهر النيل وهذا يشكل 55.5 مليار متر مكعب ويعادل 97% من استخدامات مصر من المياه، اذا المتبقي وهو 3% نعتمد فيه علي المياه الجوفيه وهي نوعان، الأول في الصحراء الغربية ومعظم الاجزاء في سيناء وخاصة الجنوبية حيث يوجد بها خزانات علي اعماق كبيرة جدا تصل إلي أكثر من 1000 متر، مثل ما هو موجود في الواحات الخارجه والداخله والفرافرة وسيوه، وهذا الخزان العملاق الموجود في الصحراء الغربية المياه به تكونت من قديم الزمن عن طريق الامطار الغزيرة وحجم المياه به يقدر بما جاء به نهر النيل في 1700 عام ويعتبر بحر تحت الأرض، ولكنه غير متجدد وكل متر مياه يستخرج منه لا يأتي غيره، والمياه التي يستخدمها السكان منه في هذه المنطقة لا تشكل أكثر من 1 إلي 2 % من إستخدامات مصر من المياه، ولابد من استخدامه بحساب لتجنب المشاكل وبكميات محددة طبقا للدراسات التي توصي بكميات المياه التي تستخرج يوميا وإلا تحدث مشاكل للإستخدام الجائر في الخزان نفسه وهذه المشاكل منها ان نوعية المياه قد تختلف أو تزيد بها نسبة الملوحة وبالتالي تتغير طبيعة المياه في الخزان بالكامل أو يحدث انخفاض لمنسوب المياه وبعض الآبار ممكن ان تجف أو ضغط المياه ينخفض مما يؤدي إلي إنشاء بئر آخر وهذه عملية مكلفة للغايه أو يتم إستخدام مضخات علي البئر وهذه تكلفة عاليه ايضا بالإضافة إلي إستخدام الطاقة وهذا ينطبق علي المياه الجوفية الموجودة في وادي النطرون وطريق مصر اسكندرية الصحراوي، كما أن مصر تستخدم من هذا الخزان من مليار إلي مليار ونصف متر مكعب سنويا في الزراعة وقد تزيد هذه الكمية لتصل إلي 2،5 مليار وهذا اقصي تقدير، ونحن في مصر نستخدم من المياه 80 مليار متر مكعب سنويا، والفرق بين هذا الرقم وحصة مصر من مياه النيل فرق كبير ونعوضه من المياه الجوفية البسيطة التي لا تزيد عن 3 مليارات متر والباقي نعوضه من مياه الصرف الزراعي التي تصب مرة أخري في نهر النيل ومياه الصرف الصحي والصناعي ايضا، وبالتالي يخيل لنا أن لدينا كمية مياه كبيرة وتكفي لسد احتياجاتنا، واذا منعنا المياه الملوثة من الوصول لنهر النيل سيكون لدينا فجوة كبيرة جدا في استخدامات المياه، اما النوع الثاني من المياه الجوفية هو الخزان الجوفي الموجود في الوادي والدلتا وهو قريب من سطح الأرض لأن المياه الخاصة به جاءت من تسرب مياه نهرالنيل في التربة وعن طريق الزراعة مما ساهم في تكون هذه المياه، وهذا الخزان مياهه متجددة طالما هناك نهر النيل وطالما هناك زراعة ونفس هذه المياه هي جزء من حصة مصر من مياه النيل التي تتسرب ويعاد استخدامها، وهذه الكميات من المياه الجوفية نستخدم منها تقريبا 7 مليارات متر مكعب، وهي لها مشاكلها لأنها في الأساس مياه ري زراعي وبالتالي أضيف إليها عناصر من الأسمدة والمبيدات المستخدمة في الزراعة.
نقطة في بحر
وقال أنه يوجد بعض الخزانات الأخري موجودة في الطريق الصحراوي وغرب وادي النطرون وتعتمد علي مياه قديمة ومياه متسربة ايضا من نهر النيل، وهذا الخزان حساس جدا في الاستخدام بسبب انه ليس قريبا من نهر النيل ليكون التسرب إليه بصورة سريعة أو منتظمة والمياه عندما تصل إليه تأخذ مئات السنين وبالتالي السحب السريع منه يؤدي إلي زيادة الملوحة، ولا يجب أن نضحي بالمياه الجوفية غير المتجددة إلا عندما يكون العائد مجزيا أو أكبر بكثير من فقد المياه، واستخدام المياه الجوفية بصفة عامة له مشاكل وتزيد هذه المشاكل اذا كانت المياه المستخرجة بكميات كبيرة وحسب مواصفات الخزان صغير أم كبير ومدي العمق له، وبالتالي كل مشاكل استخدام المياه الجوفية علي مستوي العالم ليست واحدة وإنما تتشابه في انها قد تتسبب في حدوث زلازل أو هبوط أرضي، والخطورة تتعلق بنوع الخزان وعمقه وسعته وحركة المياه بداخله وهل الاستخدامات له رشيده أم علي فترات معينة طبقا لخصائص الخزائن، ونحن في مصر لا نشعر بمشاكل استخدام المياه الجوفية في الوادي والدلتا بسبب ان هذا الخزان متجدد وما نسحبه من المياه يتسرب إليه غيره، وايضا الخزان الموجود بالصحراء الغربية كبير جدا وما نسحبه منه يمثل نقطة في بحر وبالتالي لا توجد خطورة أو مشاكل من سحب المياه الجوفية طالما هذا السحب غير جائر وبمعايير محددة، أما إذا كانت هناك مباني قريبة من هذه الآبار فممكن أن يحدث لها تشققات أو تصدعات إذا حدث هبوط في الأرض بسبب سحب المياه الجوفية.
حفر الآبار
وتحدث شراقي عن طرق البحث عن وجود مياه جوفية قائلا: هناك طرق جيوفيزيقية وهي توفر الجهد والمال ونستخدم فيها بعض الأجهزة علي سطح الأرض لترشدنا عن مكان المياه ومدي العمق لها وهذه الطريقة غير مفيدة في المناطق التي يوجد بها المياه الجوفية علي أعماق بعيدة، والطرق العملية وهي حفر الآبار الاستكشافية والغرض منها سحب عينه من التربة كل واحد متر ونقوم بتحليلها لمعرفة خصائص الخزان ومنسوب المياه ونستمر في الحفر لنهاية الخزان بعد ان نتقابل مع الطبقة الصخرية الصلبة، وبهذه الطريقة نعرف سمك الخزان ونوعية الصخور ونوعية المياه، ومن خلال بعض الدراسات نعرف حركة المياه داخل الخزان وهل تتحرك من الجهة التي بها مياه مالحة إلي الجهة التي بها مياه عذبة أم العكس، وبناء علي كل هذه المعلومات نقدر ان نصل إلي عدد الآبار التي يمكن حفرها وكمية المياه التي يتم استخراجها، وبعد حفر هذا البئر الاستكشافي يتحول إلي انتاجي ويتم استخراج المياه منه إذا كانت مواصفات الخزان جيدة، ومن كل ذلك نجد ان استخراج المياه الجوفية مكلف بالاضافة الي ان معظم هذه المياه غير متجدد وهذا يجعل المياه غالية الثمن وبالتالي يجب ان يكون استخدامنا منها رشيدا وليس فقط في الزراعة وإنما ايضا في اختيار نوعية المحاصيل وطريقة الري بعيدا عن الغمر.
جودة المياه
يقول د. محمد البسطويسي أستاذ مساعد بهيئة الاستشعار عن بعد إن المياه عبارة عن محلول كيميائي به تركيز لعدد كبير من العناصر وهي عناصر اساسية وثانوية وهامشية « نادرة » أو مشعة، وإذا حدثت زيادة في تركيز بعض العناصر الثانوية علي الرئيسية تؤدي إلي تغير جودة المياه، وإذا زاد تركيز العناصر الهامشية تصبح هذه المياه مشعة وغير صالحة للإستخدام أو ملوثة نتيجة لطبيعة الصخور التي مرت عليها، والمياه الجوفية أثرت علي ترسيب معادن علي مر التاريخ منها الحديد والمنجنيز والمغنسيوم والكربونات والنحاس وايضا نسب من الرصاص الذي إذا زادت تكون المياه ضارة، والمياه الجوفية هي أي مياه حبيسة في باطن الأرض ويختلف مصدرها ونوعها وكمياتها واتجاهات حركتها ومنسوبها، حيث تتوقف كل هذه العوامل علي الخزانات الموجودة بها في باطن الأرض، وخصائص طبقات الأرض وهل لها تأثير كيميائي علي المياه الموجودة بها نتيجة نوعية الصخور أم لا، وهل هذه الصخور والطبقات الأرضية تقوم بعمل فلترة لهذه المياه أم تضيف أملاحا وعناصر معدنية غير مرغوبة، بالإضافة إلي أن تراكيب الصخور نفسها تؤثر علي حركة المياه الجوفية بمعني انها ممكن ان تسير من المصدر إلي مكان آخر وهو المصب، كما يمكن ان توجد خزانات جوفية عابرة للحدود بحيث تشترك أكثر من دولة في هذه الخزانات، مثل الخزان الجوفي النوبي لدينا الموجود في الصحراء الغربية وهو خزان مشترك بيننا وبين السودان وليبيا وتشاد.
الطلمبات الحبشية
وأشار إلي ان طبيعة الفواصل في الأرض وميل طبقاتها هي التي تحدد اتجاه المياه وكمياتها وطبيعة الطبقات الأرضية التي تسير فيها هذه المياه وتحدد ايضا جودة المياه ونوعيتها وإذا كانت صالحة للشرب أو الزراعة أو تحتاج لأي معالجات لها، كما تحدد معدل السحب الآمن لهذه الخزانات أي حجم الكميات التي يمكن سحبها دون ان يحدث أي تأثير علي هذه الخزانات وهل ستستمر في ضخ المياه أم ستجف لفترات وهل هذا الخزان متجددا أم غير متجدد وايضا هل هو حبيس أم له مصدر تغذيه سطحي من المياه أم حر، وكل هذا يؤثر علي طبيعة استخدام الأرض بعد ذلك مثل خزان الدلتا، وهو خزان حر في منطقة وادي النيل والدلتا حيث يتم سحب المياه منه واستخدامها في المناطق الريفية، وهذه المياه يتوقف استخدامها علي حجم الملوثات المتسربة إليها من الصرف الصحي بسبب ان هذا الخزان غير محكم لأنه يتأثر بمياه الترع والقنوات ومياه الصرف والملوثات التي يمكن أن تكون كثيرة وقد تكون عضوية أو كيماوية، ويوجد لدينا المعامل المركزية التابعة للشركة القابضة لمياه الشرب تقوم دائما بالكشف علي المياه الجوفية وتحليلها، إلا ان هناك أماكن خارج هذه المراقبة مثل الآبار والطلمبات الحبشية التي يعتمد الأهالي في هذه الأماكن في إستخدامها علي حاسة التذوق فقط لمعرفة مدي صلاحية المياه للإستخدام الآدمي.
طبيعة الطبوغرافيا
وأضاف أن الأنهار مصدر من مصادر المياه الجوفية والأمطار ايضا وتكون هذه المياه مرتبطا بالغلاف الجوي نتيجة حدوث عمليات بخر ينتج عنها تساقط للأمطار تتسرب هذه الأمطار في التربة لتتكون المياه الجوفية وتترشح في باطن الأرض، ويتوقف سريانها علي نوعية القشرة الأرضية وعلي وجود قطوع تؤدي إلي توقف سريانها أم لا، كما يمكن ان تكون المياه الجوفية ناتجة من مياه جوفية قديمة، والمياه القديمة دائما العناصر المكونة لها تتغير بسبب تكون نسب الحديد أو الأملاح أو بسبب تغير في درجات الحرارة، وايضا خصائص المياه تختلف من مكان لآخر نتيجة مكان التخزين ونوعيته حيث هناك أماكن يوجد فيها مياه جوفيه بها زيادة في نسبة العناصر الموجودة بها وأماكن أخري يكون بها هذه النسب أقل، وليس شرطا في المياه الجوفية ان يكون عمقها متساويا علي مستوي الجمهورية، والعمق يتوقف دائما علي طبيعة الطبوغرافيا للمكان، ففي الدلتا ممكن ان نستخرج المياه الجوفية علي عمق 15 مترا أما في الواحات تظهر علي 400 متر وفي الواحات الداخلة علي عمق 1000 متر.
القمر الصناعي
وأوضح البسطويسي ان الهيئة لها دور في البحوث العلمية الخاصة بالمياه الجوفية وأغلب الدراسات تقوم بتأكيدها بوسائل كهربية للتأكد من وجود مياه قبل الحفر إلا ان الهيئة ليست جهة تنفيذية مثل وزارة الموارد المائية والري ولا يوجد لديها الإنفاق الجيد لعمل الدراسات، والمفروض ان يكون هناك ربط بين جهة الإختصاص وجهات التخصص وتوفير الدعم المالي لإستكمال العمل، مشيرا إلي ان الهيئه لديها دراسات دقيقة عن المياه الجوفية علي مستوي المساحة التي نعيش عليها في الوادي والدلتا، وتعتمد علي القمر الصناعي في رسم خرائط جيولوجية مضبوطة يمكن من خلالها تكثيف البحوث علي هذه المناطق.
أماكن بكر
وأكد أن مستقبل مصر في وجود مياه جوفية بكميات كبيرة مبشر علي الرغم من وجود أماكن لدينا في الصحراء الشرقية معروف انه ليس بها مياه سوي في بعض الأودية، إلا أن أغلب المناطق والصحاري علي مستوي الجمهورية بها أماكن بكر لم يتم إكتشافها إلي الآن لسبب واحد هو اننا ما زلنا متمركزين في العيش علي مساحة لا تزيد علي 5 أو 6 % من مساحة مصر ولذلك أغلب المعلومات المعروفة عن المياه الجوفية معروفة عن الأماكن الموجود بها تنمية، وممكن ان يكون المكان الذي به تنمية به خزانا جوفيا غير متصل بالمكان ، وكل التنمية علي سطح الأرض في الصحراء منصبة علي السواحل فقط، وايضا ممكن ان تكون الخزانات الجوفية غير متصلة ببعضها، فنأخذ انطباع ان المياه الجوفية تنضب.
موارد أساسية
وأوضح الدكتور سامح عطية صقر رئيس قطاع المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية والري أنه في الفترة القادمة سيتم استخدام المياه الجوفية من جانب الدولة، والمفروض من وزارة الري إذا كانت تعتمد علي المياه الجوفية كمصدر إضافي لمياه نهر النيل أو في المناطق البعيدة عن النهر أن تعتبر المناطق الجوفية هي بمثابة موارد اساسية، ومصر لديها معرفة كافية عن الخزانات الجوفية الموجودة داخل الأرض علي مستوي الجمهورية ونوعيتها وكميتها وكيفية استغلالها، ولكن المشكلة لدينا هي عدم التجانس في طبقات الأرض علي مستوي العالم، واختلاف طبقات الارض والصخور المكونة له أحيانا تؤدي إلي حدوث بعض التغيرات الطفيفة ولكنها لا تؤثر علي تقييمنا وإدارتنا للخزان الجوفي.
التين والزيتون
وقال إنه بعيدا عن نهر النيل تعتبر المياه الجوفية هي المصدر الأوحد للمياه بالإضافة إلي المناطق الساحلية التي تسقط عليها أمطار غزيرة مثل حدود مصر الغربية والسلوم وسيدي براني إلي مرسي مطروح، وهذه الأمطار الغزيرة تستخدم في بعض الزراعات التي تتغذي علي مياه الأمطار مثل التين والزيتون، فيما عدا ذلك لا يوجد لدينا أمطار إلا في سيناء والصحراء الشرقية وهي قليلة ولكن هذه المياه لا يمكن الاعتماد عليها في التنمية وسرعان ما تنحدر إلي البحر الأحمر عند الصحراء الشرقية أو خليج العقبة وخليج السويس في شبه جزيرة سيناء، وفي وادي العريش في شمال سيناء عندما تسقط الأمطار علي الجبال في وسط سيناء جزء من هذه المياه يتجه شمالا نحو البحر المتوسط، كما ان المياه في بعض المناطق تتحول إلي سيول ويكون من الصعب الاستفادة منها في بعض الزراعات الموسمية وجزء من هذه المياه يساهم في تغذية الخزان الجوفي ولكن ليس بدرجة كبيرة يمكن الاعتماد عليها، أما المياه الجوفية المتواجدة بالقرب من السواحل للأسف هي غير صالحة للاستخدام المباشر نتيجة ارتفاع درجة الملوحه لإختلاطها بمياه البحر المالحة، وفي سيناء توجد مياه جوفية وهي صالحة ولكن علي اعماق كبيرة جدا تصل لاكثر من 1000 متر وهي مياه متوسطة الملوحة أو ملوحتها أعلي من مياه الشرب الطبيعية ولكن يجب تحليتها قبل استخدامها.
الطاقة الشمسية
وأوضح ان الاحتياطي الاستراتيجي من المياه الجوفية لدي مصر لا يمكن التعامل معه مثل المياه الموجودة فوق السطح لاننا ممكن ان نستخدم المياه فوق السطح بالكامل ولكن المياه الجوفية لا يمكن استخراج اكثر مما هو مسموح به في حدود إمكانيات الخزان الجوفي، ولا يمكن ان نسحب أكثر من إمكانيات المضخة ومستوي الهبوط والطاقة المتاحة، وممكن ان يكون لدينا في الخزان الجوفي اكثر من 100 مرة من حصة مصر من السد العالي، والسؤال: هل يمكن الاعتماد علي المياه الجوفية كمخزون مستدام ؟ نعم ولكن هذا يتوقف علي طريقة استخدامنا لهذه المياه بعيدا عن سياسة الاهدار وبضوابط علمية وقانونية وأخلاقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.