دعت جامعة الدول العربية إلى تضافر الجهود من أجل تعزيز دور المرأة في الإعلام وترسيخ دورها كشريك أساسي في المجتمع لحماية الأمن القومي العربي . وحذرت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة في كلمتها اليوم الاثنين 4 مايو أمام الجلسة الافتتاحية لملتقى "الإعلام وتعزيز دور المرأة في حماية الأمن القومي " الذي نظمته الجامعة العربية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية ، من تنامي العصابات الإرهابية التي باتت تهدد الأمن القومي وتستغل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل استهداف الشباب واستغلالهم في الجرائم . وأكدت أبوغزالة أهمية انعقاد هذا الملتقى والذي يواكب الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة حيث يركز على دور المرأة في المجال الإعلامي ومراكز صنع القرار . وأشارت إلى أن الدول العربية تواجه تحديا استراتيجيا جديدا للحفاظ على أمنها الوطني والقومي يتطلب تعزيز الخطاب الموجه للخارج للدول الكبرى والرأي العام فيها ومواقع التأثير في القرار لديها . ونوهت السفيرة أبوغزالة في هذا الإطار بأهمية اجتماع وزراء الإعلام العرب المقرر انعقاده خلال الشهر الجاري والذي سيناقش خطة التحرك الإعلامي في الخارج والتي تشكل أحد الاستراتيجيات التي تستخدمها الأمانة العامة للجامعة العربية لمخاطبة الخارج ومن بين أهدافها عقد منتديات مختلفة بدول العالم والاستعانة بكافة الآليات ومؤسسات العمل العربي ومنها الدبلوماسية الرسمية المعتمدة في الخارج والعلاقات العامة الدولية وبعثات الجامعة العربية بالخارج والدبلوماسية الشعبية والزيارات الرسمية والشخصية والمعارض والمهرجانات الثقافية والفنية والرياضية ووسائل الإعلام الجماهيرية . وقالت أبو غزالة إن وزراء الإعلام العرب سيناقشون تفعيل الإستراتيجية العربية لمخاطبة الخارج التي أقرت من مجلس الجامعة العربية لمكافحة الإرهاب وتفعيل دور المرأة والاستفادة من مؤسسات العمل العربي المشترك وصولا إلى حماية أمننا القومي العربي . ومن جانبها أكدت مدير عام منظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت التلاوي أهمية الملتقى والذي يعد الثاني ضمن سلسلة ملتقيات تنظمها المنظمة لخدمة قضايا المرأة ، موضحة أن الملتقى يركز بشكل أساسي على العلاقة بين المرأة والأمن القومي العربي باعتبار أن التحدي الأساسي أمام المرأة لا يتمثل فقط في التشريعات والقوانين وإنما في بعض العادات والموروثات التي تحول دون تنفيذ هذه القوانين ، مؤكدة أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في النهوض بثقافة المجتمع والتوعية بقضايا المرأة التي تصب في صلب الأمن القومي العربي . ودعت السفيرة التلاوي إلى مقاربة عربية جديدة من أجل تحسين أوضاع المرأة كشريك أساسي في المجتمع ، مؤكدة أن حماية كيان الدولة لا يقتصر على الجوانب العسكرية والاقتصادية والبيئة والاجتماعية وإنما لابد أن يراعي دور المرأة التي تشكل نصف المجتمع والعمل على تمكينها نظرا لدورها الفاعل في الدفاع عن الأمن القومي . ولفتت إلى معاناة المرأة في مناطق النزاعات المسلحة والأماكن التي تشهد عمليات إرهابية تهدد المجتمع ككل والمرأة بشكل خاص ،موضحة أن النازحات واللاجئات يفتقرن للحد الأدنى من الاهتمام والرعاية وقد أصبحن ضحايا ضعف الأمن القومي . وأعربت السفيرة التلاوي عن أملها في الخروج من هذا الملتقى بتصور ينهض بالتناول الإعلامي لقضايا المرأة وترجمة ذلك من خلال سياسات وتشريعات نافذة تعزز من دور المرأة في الأمن القومي العربي وضرورة أن يقف الإعلام كحائط صد لمواجهة "الجماعات الجاهلية الإرهابية" الساعية لتغيير عادة وتقاليد المجتمع والتقليل من شأن المرأة ودورها الفاعل في المجتمع . وناقش الملتقى الدور المهم الذي يلعبه الإعلام العربي نحو لفت نظر الدولة والمجتمع لأهمية التفكير في قضايا المرأة بصفتها جزء لا يتجزأ من قضايا الأمن القومي للبلاد ككل، وكذلك نحو تأكيد دور المرأة كمواطن يتحمل مسؤولية الدفاع عن الأمن القومي بكافة صوره، ويشارك في اتخاذ القرارات المجتمعية المهمة خلال السلم و خلال النزاعات المسلحة . شارك في الملتقى عدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول العربية وخبراء في الأمن القومي وإعلاميون وشخصيات عامة . ويأتي الملتقى ضمن سلسلة الملتقيات التي تعقدها منظمة المرأة العربية في إطار برنامجها الخاص بتعزيز دور قطاع الإعلام في تغيير ثقافة التمييز ضد المرأة .