«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبعوث الجامعة العربية لدى الخرطوم: يجب إعادة النظر في قضايا السودان
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 04 - 2015

طالب مبعوث الجامعة العربية لدى السودان السفير صلاح حليمة، الدول الغربية وأمريكا بإعادة النظر في مواقفها من القضايا والملفات المتعلقة بالشأن السوداني.
ونوه إلى أنه يطالب أيضا بتغيير موقفها -الذي وصفه "بالغريب والشاذ"- من الاستحقاق الدستوري الانتخابي للشعب السوداني الذي يجرى حاليا، ولكن أيضا من كافة القضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة بدولة السودان.
وأكد السفير صلاح حليمة-في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، بمناسبة بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالسودان الاثنين 13 إبريل-أنه في الوقت الذي يوجد فيه شبه إجماع من كافة المنظمات الإقليمية، والعديد من دول العالم سواء في أفريقيا أو خارجها على المشاركة في مراقبة الانتخابات السودانية، نجد هذا الموقف المسبق والغريب من الدول الغربية وأمريكا، مشيرا إلى أن تلك الدول يجب أن تعيد النظر في مواقفها من القضايا السودانية بشكل عام على ضوء أن السودان يواجه تحديات مختلفة سواء سياسية أو اقتصادية، فضلا عن الأوضاع الأمنية.
وقال حليمة، إن مثل هذه الدول إذا تفهمت الأوضاع القائمة في السودان بشكل أوضح، ورأت مواقف الدول الأفريقية والدول العربية بشكل ورؤية مختلفة، فإنها بلا شك ستغير موقفها الذي يستند على استنتاجات وتقارير مسبقة.
وأوضح السفير صلاح حليمة، أن الانتخابات التي بدأت اليوم بالسودان، هي استحقاق دستوري طبقا لدستور عام 2005 الانتقالي يتعين تنفيذه باعتباره نصا دستوريا وافقت عليه كافة الأحزاب والقوى السياسية، عند وضع الدستور وبمشاركتهم جميعا، مشيرا إلى أنه كان البديل لإجراء الانتخابات في هذا الموعد هو أن تتوافق كافة القوى والأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني على أن تكون الانتخابات إحدى مخرجات هذا الحوار الوطني، لافتا إنه عندما لم يحدث ذلك أصبح من الضروري الالتزام بالدستور وأن تجرى الانتخابات في موعدها المحدد.
وتابع "من هذا المنطلق جاء موقف الجامعة العربية في المشاركة في العملية الانتخابية بالسودان ببعثة للمراقبة تضم 40 عضوا تم توزيعهم في مجموعات على الولايات السودانية المختلفة، كما تم إنشاء غرفة عمليات في مكتب مبعوث الجامعة بالخرطوم."
وأشار السفير حليمة، إلى أن الحوار الوطني السوداني المتوقف حاليا، مرتبط مع المسارات المختلفة التي تجري في منبر "أديس أبابا" سواء المفاوضات بين حكومة الخرطوم وقطاع الشمال، أو مسار المفاوضات الداخلي للحوار الوطني ذاته، أو حتى المسار الخاص بالعلاقات بين السودان وجنوب السودان فضلا عن المسار الخاص بدارفور،لافتا إلى أن هناك جولة من المفاوضات انتقلت من منبر الدوحة إلى منبر أديس أبابا.
ورأى حليمة، أن سير المفاوضات على هذه المسارات يتسم بالبطء الشديد، ولا يحقق الانجاز المنشود في التوقيتات المطلوبة، مؤكدا أن ذلك يستلزم عمل مقاربة جديدة في الرؤى لكيفية التعامل مع القضايا السودانية، مشيرا إلى أن الحوار الوطني هو انسب الوسائل لتحقيق التقدم للقضايا السودانية، مشددا على ضرورة أن يكون هذا الحوار "سوداني- سوداني"، بمشاركة كافة القوى والأحزاب بما فيها المعارضة والحركات المسلحة التي اتخذت موقفا أثرت سلبا على الحوار، كما توقع السفير حليمة، أن تكون الأجواء بعد الانتخابات متاحة والظروف أفضل لاستئناف الحوار سواء في ظل تطورات وتشجيع النظام في الولاية الجدية وللرئيس المنتخب والحكومة والبرلمان الجديد بحيث يكون هناك سبل جديدة لتشجيع الأطراف التي لم تشارك للانضمام في هذا الحوار.
وطالب مبعوث الجامعة العربية بالسودان، بأن لا يكون هناك دور للقوى الدولية بصفة خاصة في الملف السوداني، لافتا إلى أنه إذا كان هناك ضرورة لهذا الدور فيجب أن يقتصر فقط على دور المراقب وأن يكون فقط للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي باعتبار أن السودان دولة عربية افريقية وهويتها تجمع بين العرب والأفارقة، وزاد "يجب أن يكون هناك تعاون عربي أفريقي كمراقبين فقط في العملية التفاوضية بالسودان"، معربا عن أمله أن يكون هذا التصور مدعاة لمواقف إيجابية من كافة الأطراف السودانية ومن جانبي طرفي المعادلة السودانية.
وأضاف أن الجامعة العربية تركز حاليا على الدور الإنساني، مشيرا إلى دور الجامعة المتميز في السودان والذي يعد محل تقدير وإشادة كافة القوى والأحزاب السودانية وكافة أعضاء المجتمع السوداني والدولي، لافتا إلى أن الجامعة قدمت نموذجا يحتذى به حاليا من جانب المنظمات الإقليمية والدولية، وقال "إن أكبر دور اضطلعت به الجامعة مؤخرا كان في دارفور حيث تم إنشاء 15 قرية نموذجية لتشجيع النازحين واللاجئين على العودة لقراهم الأصلية، كما تم إنشاء 3 مستشفيات ومشروعات بناء قدرات ومشروعات لسبل كسب العيش".
وأضاف أن الجامعة العربية من خلال دورها في المجال الإنساني قامت بأدوار إنسانية كذلك في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وولايات بشرق السودان، كما طرحت مبادرة عربية انضم إليها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في مرحلة لاحقة سميت "بالمبادرة الثلاثية"، وحظيت بقبول وتأييد دولي واسع وتم تضمينها في قرار مجلي الأمن للأمم المتحدة لتنفيذها.
وكشف السفير حليمة عن توجه لعقد "مؤتمر للمانحين" لدعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية بالولايات الجنوبية بالسودان، مشيرا إلى وجود تحرك لحث الدول العربية التي لم تف بتعهدات سابقة لدعم معالجة والأوضاع الإنسانية بدارفور للوفاء بالتزاماتها، وقال "أنه جاري حاليا إنشاء آلية لتنسيق المساعدات الإنسانية بين كافة المنظمات العربية والإسلامية العاملة بالسودان تحت مظلة الجامعة العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي".
وأضاف "أننا نسلك في تعاملنا مع القضايا السودانية بضرورة أن يكون هناك تعاون عربي أفريقي، باعتبار أن السودان دولة عربية أفريقية كما أن الجامعة العربية تضم أكثر من 10 دول عربية في أفريقيا، ويجب بالتالي أن يكون العالم العربي امتداد لأفريقيا وأن يكون البحر الأحمر في إطار نظرة إستراتيجية شاملة "كبحيرة تربطنا بعضنا ببعض".
وبشأن الوضع الداخلي للسودان، قال إن الرئيس عمر البشير، اتخذ مؤخرا العديد من لقرارات التي تتيح طرق أفضل للحريات وتعزز من لأوضاع الديمقراطية، ربما يكون هناك خطوات مرتقبة تجعل الأوضاع أكثر شمولا واتساعا مما هي عليه الأن، لافتا إلى قرار الإفراج عن المعتقلين السياسيين مؤخرا، وهي خطوة إيجابية تعقبها مزيد من الخطوات يجب أن يقابلها خطوات أخرى في المقابل من الطرف الأخر حتى يكون الحوار مجديا.
وحول الأمن الغذائي العربي وتجاوب الجامعة العربية مع تلك المبادرة السودانية، أشار حليمة إلى أنه بعد مؤتمر القمة العربية الأخير بشرم الشيخ، هناك تحركات في هذا الصدد على مستوى المنظمة العربية للتنمية الزراعية ووزارات الزراعة بالدول العربية، لخروج هذا المشروع الضخم لحيز التنفيذ، وقال "إن هذه فرصة للحديث على التعاون العربي الأفريقي وأن نفكر أن تكون هناك مثل هذه المشروعات العملاقة التي يمكن من خلالها تعزيز وتعميق التعاون العربي الأفريقي، وأن تساهم في حل كثير من المشاكل خاصة الحدودية بين الدول العربية والأفريقية".
وأضاف السفير حليمة، أنه من المفيد دعما للتعاون العربي الأفريقي أن تكون هناك رؤى جديدة ومستحدثة مثل إنشاء تجمع يضم دول مصر والسودان وأثيوبيا، ويضم فيما بعد ليبيا، وهذه الدول مجتمعة ممكن أن تشكل مع بعضها قوة اقتصادية ضخمة بما لديها من إمكانيات وموارد بها قدر كبير من التكامل، وسيكون لها تأثير كبير في مجريات الأمور السياسية.
طالب مبعوث الجامعة العربية لدى السودان السفير صلاح حليمة، الدول الغربية وأمريكا بإعادة النظر في مواقفها من القضايا والملفات المتعلقة بالشأن السوداني.
ونوه إلى أنه يطالب أيضا بتغيير موقفها -الذي وصفه "بالغريب والشاذ"- من الاستحقاق الدستوري الانتخابي للشعب السوداني الذي يجرى حاليا، ولكن أيضا من كافة القضايا السياسية والاقتصادية المتعلقة بدولة السودان.
وأكد السفير صلاح حليمة-في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، بمناسبة بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالسودان الاثنين 13 إبريل-أنه في الوقت الذي يوجد فيه شبه إجماع من كافة المنظمات الإقليمية، والعديد من دول العالم سواء في أفريقيا أو خارجها على المشاركة في مراقبة الانتخابات السودانية، نجد هذا الموقف المسبق والغريب من الدول الغربية وأمريكا، مشيرا إلى أن تلك الدول يجب أن تعيد النظر في مواقفها من القضايا السودانية بشكل عام على ضوء أن السودان يواجه تحديات مختلفة سواء سياسية أو اقتصادية، فضلا عن الأوضاع الأمنية.
وقال حليمة، إن مثل هذه الدول إذا تفهمت الأوضاع القائمة في السودان بشكل أوضح، ورأت مواقف الدول الأفريقية والدول العربية بشكل ورؤية مختلفة، فإنها بلا شك ستغير موقفها الذي يستند على استنتاجات وتقارير مسبقة.
وأوضح السفير صلاح حليمة، أن الانتخابات التي بدأت اليوم بالسودان، هي استحقاق دستوري طبقا لدستور عام 2005 الانتقالي يتعين تنفيذه باعتباره نصا دستوريا وافقت عليه كافة الأحزاب والقوى السياسية، عند وضع الدستور وبمشاركتهم جميعا، مشيرا إلى أنه كان البديل لإجراء الانتخابات في هذا الموعد هو أن تتوافق كافة القوى والأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني على أن تكون الانتخابات إحدى مخرجات هذا الحوار الوطني، لافتا إنه عندما لم يحدث ذلك أصبح من الضروري الالتزام بالدستور وأن تجرى الانتخابات في موعدها المحدد.
وتابع "من هذا المنطلق جاء موقف الجامعة العربية في المشاركة في العملية الانتخابية بالسودان ببعثة للمراقبة تضم 40 عضوا تم توزيعهم في مجموعات على الولايات السودانية المختلفة، كما تم إنشاء غرفة عمليات في مكتب مبعوث الجامعة بالخرطوم."
وأشار السفير حليمة، إلى أن الحوار الوطني السوداني المتوقف حاليا، مرتبط مع المسارات المختلفة التي تجري في منبر "أديس أبابا" سواء المفاوضات بين حكومة الخرطوم وقطاع الشمال، أو مسار المفاوضات الداخلي للحوار الوطني ذاته، أو حتى المسار الخاص بالعلاقات بين السودان وجنوب السودان فضلا عن المسار الخاص بدارفور،لافتا إلى أن هناك جولة من المفاوضات انتقلت من منبر الدوحة إلى منبر أديس أبابا.
ورأى حليمة، أن سير المفاوضات على هذه المسارات يتسم بالبطء الشديد، ولا يحقق الانجاز المنشود في التوقيتات المطلوبة، مؤكدا أن ذلك يستلزم عمل مقاربة جديدة في الرؤى لكيفية التعامل مع القضايا السودانية، مشيرا إلى أن الحوار الوطني هو انسب الوسائل لتحقيق التقدم للقضايا السودانية، مشددا على ضرورة أن يكون هذا الحوار "سوداني- سوداني"، بمشاركة كافة القوى والأحزاب بما فيها المعارضة والحركات المسلحة التي اتخذت موقفا أثرت سلبا على الحوار، كما توقع السفير حليمة، أن تكون الأجواء بعد الانتخابات متاحة والظروف أفضل لاستئناف الحوار سواء في ظل تطورات وتشجيع النظام في الولاية الجدية وللرئيس المنتخب والحكومة والبرلمان الجديد بحيث يكون هناك سبل جديدة لتشجيع الأطراف التي لم تشارك للانضمام في هذا الحوار.
وطالب مبعوث الجامعة العربية بالسودان، بأن لا يكون هناك دور للقوى الدولية بصفة خاصة في الملف السوداني، لافتا إلى أنه إذا كان هناك ضرورة لهذا الدور فيجب أن يقتصر فقط على دور المراقب وأن يكون فقط للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي باعتبار أن السودان دولة عربية افريقية وهويتها تجمع بين العرب والأفارقة، وزاد "يجب أن يكون هناك تعاون عربي أفريقي كمراقبين فقط في العملية التفاوضية بالسودان"، معربا عن أمله أن يكون هذا التصور مدعاة لمواقف إيجابية من كافة الأطراف السودانية ومن جانبي طرفي المعادلة السودانية.
وأضاف أن الجامعة العربية تركز حاليا على الدور الإنساني، مشيرا إلى دور الجامعة المتميز في السودان والذي يعد محل تقدير وإشادة كافة القوى والأحزاب السودانية وكافة أعضاء المجتمع السوداني والدولي، لافتا إلى أن الجامعة قدمت نموذجا يحتذى به حاليا من جانب المنظمات الإقليمية والدولية، وقال "إن أكبر دور اضطلعت به الجامعة مؤخرا كان في دارفور حيث تم إنشاء 15 قرية نموذجية لتشجيع النازحين واللاجئين على العودة لقراهم الأصلية، كما تم إنشاء 3 مستشفيات ومشروعات بناء قدرات ومشروعات لسبل كسب العيش".
وأضاف أن الجامعة العربية من خلال دورها في المجال الإنساني قامت بأدوار إنسانية كذلك في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وولايات بشرق السودان، كما طرحت مبادرة عربية انضم إليها الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في مرحلة لاحقة سميت "بالمبادرة الثلاثية"، وحظيت بقبول وتأييد دولي واسع وتم تضمينها في قرار مجلي الأمن للأمم المتحدة لتنفيذها.
وكشف السفير حليمة عن توجه لعقد "مؤتمر للمانحين" لدعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية بالولايات الجنوبية بالسودان، مشيرا إلى وجود تحرك لحث الدول العربية التي لم تف بتعهدات سابقة لدعم معالجة والأوضاع الإنسانية بدارفور للوفاء بالتزاماتها، وقال "أنه جاري حاليا إنشاء آلية لتنسيق المساعدات الإنسانية بين كافة المنظمات العربية والإسلامية العاملة بالسودان تحت مظلة الجامعة العربية ومؤتمر التعاون الإسلامي".
وأضاف "أننا نسلك في تعاملنا مع القضايا السودانية بضرورة أن يكون هناك تعاون عربي أفريقي، باعتبار أن السودان دولة عربية أفريقية كما أن الجامعة العربية تضم أكثر من 10 دول عربية في أفريقيا، ويجب بالتالي أن يكون العالم العربي امتداد لأفريقيا وأن يكون البحر الأحمر في إطار نظرة إستراتيجية شاملة "كبحيرة تربطنا بعضنا ببعض".
وبشأن الوضع الداخلي للسودان، قال إن الرئيس عمر البشير، اتخذ مؤخرا العديد من لقرارات التي تتيح طرق أفضل للحريات وتعزز من لأوضاع الديمقراطية، ربما يكون هناك خطوات مرتقبة تجعل الأوضاع أكثر شمولا واتساعا مما هي عليه الأن، لافتا إلى قرار الإفراج عن المعتقلين السياسيين مؤخرا، وهي خطوة إيجابية تعقبها مزيد من الخطوات يجب أن يقابلها خطوات أخرى في المقابل من الطرف الأخر حتى يكون الحوار مجديا.
وحول الأمن الغذائي العربي وتجاوب الجامعة العربية مع تلك المبادرة السودانية، أشار حليمة إلى أنه بعد مؤتمر القمة العربية الأخير بشرم الشيخ، هناك تحركات في هذا الصدد على مستوى المنظمة العربية للتنمية الزراعية ووزارات الزراعة بالدول العربية، لخروج هذا المشروع الضخم لحيز التنفيذ، وقال "إن هذه فرصة للحديث على التعاون العربي الأفريقي وأن نفكر أن تكون هناك مثل هذه المشروعات العملاقة التي يمكن من خلالها تعزيز وتعميق التعاون العربي الأفريقي، وأن تساهم في حل كثير من المشاكل خاصة الحدودية بين الدول العربية والأفريقية".
وأضاف السفير حليمة، أنه من المفيد دعما للتعاون العربي الأفريقي أن تكون هناك رؤى جديدة ومستحدثة مثل إنشاء تجمع يضم دول مصر والسودان وأثيوبيا، ويضم فيما بعد ليبيا، وهذه الدول مجتمعة ممكن أن تشكل مع بعضها قوة اقتصادية ضخمة بما لديها من إمكانيات وموارد بها قدر كبير من التكامل، وسيكون لها تأثير كبير في مجريات الأمور السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.