عبدالعزيز الدالي رئيسا للجمعية الزراعية ب«تفهنا العزب» في الغربية    موعد مع مصر    رياضة ½ الليل| انتصار الرجال وهزيمة الستات.. المصري يخمد التمرد.. ومفاجأة الرأس الأخضر    تعادل مثير بين فرنسا وأيسلندا في تصفيات كأس العالم    تأييد حكم ل 5 متهمين خطفوا شابين وأجبروهما على ارتداء ملابس نسائية بالصف    السيطرة على حريق نشب أعلى عقار بمنطقة طوسون في الإسكندرية    محافظ الجيزة: إحياء منطقة نزلة السمان كمقصد سياحي وثقافي عالمي    كرة يد - الثالث على التوالي.. الأهلي يواصل انتصاراته في بطولة إفريقيا    رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر تؤكد ريادتها في ترسيخ السلام بقمة شرم الشيخ    هل الحزن علامة ضعف؟.. أمين الفتوى يجيب    الجبلي: الزراعة تشهد طفرة غير مسبوقة بدعم من الرئيس السيسي    حالة الطقس غدا الثلاثاء 13/10/2025 الأرصاد: رطوبة معتدلة وأجواء جافة غدًا    بعد إشادة ترامب بانخفاض معدل الجريمة.. إحصائيات تؤكد: مصر واحة الأمان    ضبط مركز حجامة غير مرخص ببنى سويف يديره طالب بكلية التربية الرياضية    محافظ القاهرة يستقبل وفدا صينيا لتعزيز التعاون    إقبال كبير على تذاكر حفل آمال ماهر فى مهرجان الموسيقى العربية    خبير استراتيجي ل"كلمة أخيرة": تصريحات ترامب تهدف لإعادة ترسيم الحدود    12 عرضا مسرحيا.. برنامج ملتقى شباب المخرجين بمسرحى السامر وروض الفرج    وزير البترول: تعظيم الاعتماد على التكنولوجيا في البحث وزيادة إنتاج الغاز أولوية    هل يجوز إخراج زكاة الذهب للأقارب؟ .. عضو بمركز الأزهر تجيب    وكيل الصحة بالمنوفية: إنشاء صندوق لتلقي الشكاوى داخل المستشفيات    الصحة العالمية تحذر: البكتيريا المقاومة للأدوية تزداد خطورة في جميع العالم    مدير مستشفى كفر الشيخ العام يحيل واقعة إعداد موظفات لإفطار جماعي للتحقيق    «طلب العلم واجب على كل إنسان».. أمين الفتوى يوضح حكم منع الأب بناته من التعليم    البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تفتح أبوابها لكل من يسعى إلى معرفة المسيح (صور)    محافظ المنوفية يتابع منظومة التصالح على مخالفات البناء وتقنين أراضي أملاك الدولة    وزير خارجية النرويج: قمة شرم الشيخ للسلام محطة بالغة الأهمية    انطلاق الدورة الرابعة من معرض الأقصر للكتاب.. و«شمس الدين الحجاجي» شخصية العام    مؤتمر رينار: مواجهة العراق أهم مباراة بتاريخي كمدرب.. وأحب التحديات والصعوبات    الرئيس السيسي يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع إيطاليا في مختلف المجالات    المجلس الإعلامي الأوروبي يدين مقتل الصحفيين في غزة    حسن الدفراوي: منافسات المياه المفتوحة في بطولك العالم صعبة    رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية يستقبل وفد المعهد الكوري للاقتصاد الصناعي والتجارة    إحالة العاملين المتغيبين في مركز الرعاية الأولية بالعريش للتحقيق بعد زيارة مفاجئة    فوز الطالب محمد ربيع بمنحة الدكتورة ريم بهجت بمصر للمعلوماتية    جامعة عين شمس تستقبل وفدا من أبوجا النيجيرية لبحث التعاون    بيطري الإسماعيلية يشرف على ذبح 1646 رأس ماشية و2 مليون طائر    وزير الري: مصر كانت وما زالت منبرًا للتعاون والعمل العربي والإسلامي المشترك    أحمد ياسر يعتذر لطارق مصطفى بعد تصريحاته الأخيرة: حصل سوء فهم    ضبط صانع محتوى في الإسكندرية نشر فيديوهات بألفاظ خادشة لتحقيق أرباح    وزير الري يسلم شهادات للفائزين في المسابقة الإقليمية "هاكاثون الاستدامة المائية"    مدبولي يُتابع مشروع إنشاء القوس الغربي لمحور اللواء عُمر سليمان بالإسكندرية    حزب الإصلاح والنهضة: قمة شرم الشيخ تمثل تتويجًا لمسار دبلوماسي طويل بدأته مصر    أسبوع القاهرة 2025.. الشباب يقدمون حلولًا في هاكاثون استدامة المياه    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    خالد جلال ضيف بودكاست كلام فى السينما مع عصام زكريا الليلة على الوثائقية    10 آلاف سائح و20 مليون دولار.. حفل Anyma أمام الأهرامات ينعش السياحة المصرية    ضبط 9 متهمين وتشكيل عصابي تخصصوا في سرقات السيارات والدراجات والبطاريات بالقاهرة    الكنيست يوزع قبعات بشعار «ترامب رئيس السلام» بمناسبة خطابه في المجلس (صور)    ماكرون: سنلعب دورا في مستقبل قطاع غزة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية    استبعاد فيران توريس من معسكر منتخب إسبانيا قبل مواجهة بلغاريا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    مصطفى شوبير: لا خلاف مع الشناوي.. ومباريات التصفيات ليست سهلة كما يظن البعض    اليوم.. بدء استيفاء نموذج الطلب الإلكتروني للمواطنين المخاطبين بقانون «الإيجار القديم» (تفاصيل)    محافظ القاهرة: تكثيف أعمال الرقابة علي كافة السلع وضبط الأسواق    محدش يعرف حاجة عنهم.. 5 أبراج تكتم أسرارها وخطوات حياتها عن الناس    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    سعد خلف يكتب: السلاح الروسى الجديد.. رسالة للردع أم تجديد لدعوة التفاوض؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



8 ملايين ينتظرون العلاج.. وقرار وزاري يهدد إنتاج السوفالدي

في الوقت الذي ينتظر فيه أكثر من ثمانية ملايين مريض طرح المثيل المصري للسوفالدي في الأسواق.. فإن هناك حالة من التخبط يشهدها سوق الدواء المصري وتهدد بعرقلة طرح الإنتاج المصري الكفيل بتغطية السوق بالسعر المناسب والسرعة الكافية.
الأزمة سببها صدور قرار من اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة بإلزام الشركات التي ستتولى إنتاج المثيل المصري للسوفالدي بإجراء تجارب سريرية تضاف إلي تجارب التكافؤ الحيوي التي أجرتها الشركات.. وقررت اللجنة أن تتم التجارب علي 1000 مريض مع متابعتهم بالتحاليل وتسجيل البيانات والإشراف الطبي.
القرار يلزم الشركات المصرية بإجراء تجارب علي 1000 مريض كشرط للإنتاج، والوزارة تبرر القرار بأن العقار جديد دخل مصر بمجرد إنتاجه.. وأن الدراسات ضرورة لضمان حماية المرضي.
أما الشركات فتري أن القرار تعجيزي يضع العراقيل ويتسبب في تأخير إنتاج العقار المصري الذي لن يتجاوز سعره 2670 جنيها.. وأن المريض المصري لن يجد أمامه سوي المنتج الأجنبي الذي يصل سعره إلي 14940 جنيهًا.. وهو ما يعني أن القرار سيخلي السوق أمام عقار الشركة الأجنبية.. وربما تشاركها الكعكة شركة أو شركتان من الشركات المصرية الكبرى التي ستقبل تحمل هذه التكاليف الإضافية مقابل إخلاء السوق المصري أمامها من عشرات الشركات المصرية .
وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت منذ أكثر من شهرين أن البدائل المصرية تخضع للرقابة الصارمة من قبل وزارة الصحة.. وأنها خضعت لدراسات استثنائية للتكافؤ الحيوي أثبتت كفاءتها ووعدت الوزارة المرضي أنه بحلول مايو المقبل سيكون هناك مخزون كبير للسوفالدي بالأسواق وسيتراوح السعر بالصيدليات بين 2400 جنيه إلي 2700 جنيه للعبوة.
لكن الأزمة بدأت - في صمت - منذ أكثر من شهر حينما طالب مركز اليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة برئاسة د.عمرو سعد.. شركات الأدوية ال19 التي تمت الموافقة لها بتسجيل المثيل المصري للسوفالدي.. بضرورة إجراء وتقديم دراسة علي 1000 مريض استخدموا السوفالدي.. ووافقت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة علي اقتراح مركز اليقظة.. وتم إرسال خطاب للشركات موجه من اللجنة الفنية وموقع من مقررة اللجنة د.هبة نبيل ومدير عام التسجيل د.نهلة حافظ يقضي بإلزام كل شركة بإجراء الدراسة علي 1000 مريض مع اشتراط تقديم بروتوكول الدراسة والموافقة عليه من خلال مراحل تسجيل المستحضر.. لضمان التنفيذ بمجرد الحصول علي إخطار التسجيل.
الشركات المصرية فوجئت بالقرار.. ورأت أن هذا الإجراء تعجيزي يضع العراقيل ويتسبب في تأخير الإنتاج المصري ويقضي علي الأمل في قلوب ملايين المرضي المنتظرين للمنتج المصري الرخيص الذي لن يتجاوز سعره 2670 جنيها.
وأكدت أن هذا القرار لن يخدم سوي مصالح الشركة الأجنبية المنتجة للعقار والتي تطرحه في السوق المصري بسعر 14940 جنيها.. وقد يخدم أيضا مصالح شركة أو شركتين فقط يمكن أن تكون لديهما القدرة علي كل هذه التكاليف.
وكانت حالة التخبط قد بدأت حينما تم السماح لأول شركة منتجة للبديل المصري منذ شهر بطرح أول دفعة من العقار ثم عادت وزارة الصحة وسحبتها بهدف توفير مخزون استراتيجي جيد.
وفي إطار التخبط أيضا..اكتشف المسؤولون فجأة أن العقار سوفالدي عقار جديد.. وأنه في حاجة لإجراء تجارب سريرية علي آلاف المرضي قبل السماح بإنتاجه.. رغم أن وزارة الصحة سمحت بعلاج أكثر من 40 ألف مريض بالعقار الأمريكي – من خلال مراكز الكبد - منذ سبتمبر الماضي دون إجراء مثل هذه الدراسات عليهم.
حماية المريض أولا
يقول دكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن السوفالدي عقار جديد دخل مصر بمجرد إنتاجه عالميا.. لذلك كان لابد من إضافة التجارب الإكلينيكية علي 1000 مريض وهدفنا الوحيد في ذلك هو حماية صحة المريض المصري.. وهذه الدراسات تطبق في كل أنحاء العالم علي العقاقير الجديدة.. وقرار اللجنة الفنية لم يستثن أي شركة.. والشركة التي طرحت إنتاجها بالفعل تعهدت بإجراء الدراسة.. أما الادعاء بأن هذا الإجراء سيأتي لصالح الشركة الأجنبية الأم.. فهو ادعاء مرفوض قد ألزمنا الشركة الأم أيضا بإجراء الدراسة علي 4000 مريض وليس 1000 فقط.. وقلنا إننا سنمنح الشركات عاما كاملا لتنفيذ الدراسة.. وإلا يتم سحب الترخيص.
وعن عدم قدرة الشركات علي تحمل التكاليف الباهظة.. قال : القرار لا يلزم الشركات بتحمل تكلفة العقار.. ولكن تكاليف التحاليل والإشراف الطبي وتحليل المعلومات والبيانات.. وتتم حاليا دراسة الأمر في الجهات التابعة للوزارة.. وبالتأكيد سيكون هناك حوار للوصول إلي أفضل الحلول لصالح المريض المصري.
يقول د.أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الدواء إن هذا القرار ليس له مبرر.. وأن دراسات التكافؤ الحيوي التي التزمت بها الشركات والتي نلتزم بها في إنتاج جميع العقاقير السابقة كافية تماما لأنها تثبت أن فاعلية الدواء المصري مثل الأجنبي..
شرعي.. ولكن !!
أما الدكتور جمال الليثي رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الدواء وعضو غرفة صناعة الدواء يؤكد أن الشركات المصرية لا تخترع مادة فعالة بل تستورد المادة الفعالة وتصنعها في عبوات كمنتج محلي.. وأن في مصر 13 ألف دواء تقوم الشركات المصرية بإنتاجها بعد الالتزام بإجراء تجارب التكافؤ الحيوي فقط..
ويضيف: "نحن نعلم أن عقار سوفالدي مختلف.. لأنه دخل مصر بمجرد إنتاجه عالميا.. وبالتالي فلا يزال يخضع لمرحلة تجارب ما بعد التسويق.. ورغم أن الشركة الأم المنتجة هي المسؤولة أساسا عن إجراء هذه التجارب.. إلا أننا نري أن مطلب وزارة الصحة بإجراء هذه التجارب هو مطلب شرعي.. ونحن كشركات مصرية مستعدون للمساهمة.. ولكن بما لا يسبب خسائر ويضربنا في مقتل".
مذكرة للوزير والحل
يقول د.جمال الليثي، إنه اجتمعت الشركات التي حصلت علي الموافقة علي الإنتاج وعددهم 18 شركة يوم 23 فبراير الماضي وقمنا بإعداد مذكرة لوزير الصحة قلنا فيها إننا مستعدون للمساهمة في هذه التجارب بما لا يزيد عن 70 أو 80 مريضا فقط.. علي أن تحدد الوزارة مراكز تتبعها للإشراف علي هذه الدراسة من خلال مرضي هذه المراكز وأطبائها.. وأن الشركة التي يثبت عدم فاعلية عقارها تكون ملتزمة بإعادة ثمن الدواء للمركز.. وقلنا إننا فوجئنا بقرار اللجنة وأنه يفوق إمكانياتنا وإذا كان هناك إصرار علي تنفيذه فسنعتذر عن الإنتاج.
إحجام الشركات
نفس المعني يؤكده د.أسامة رستم عضو الغرفة ونائب رئيس شركة دواء من أكبر الشركات المصرية وهي أيضا من بين الشركات التي تقدمت للتسجيل..
ويقول د.أسامة: "للأسف قرار اللجنة يعني باختصار تعجيز للشركات المصرية.. سيؤدي بلا شك لإحجامنا عن الإنتاج.. وأقول هذا وأنا أمثل شركة كبري من أكبر شركات الدواء الوطنية.. فماذا سيكون الحال بالنسبة لباقي الشركات".
ويضيف: "فيروس سي.. من أكثر الأمراض انتشارا في مصر.. وإنتاج الدواء محليا ضرورة لا غني عنها إذا كنا جادين في القضاء علي المرض خلال وقت قصير.. وقد كان لوزارة الصحة ولجنة الفيروسات الكبدية دور إيجابي في توفير وطرح عقار سوفالدي بالسوق المحلية في نفس توقيت طرحه بالسوق الأمريكية والأوربية.. والوزارة تعاقدت علي 220 ألف عبوة تكفي 70 ألف مريض.. لكن وجود الإنتاج المحلي هو الضمان الوحيد لتوفير كميات كافية من الدواء بسعر مناسب للمريض المصري.. وخلال وقت قصير.. وأتصور أن هذا هو الهدف الذي تسعي إليه الحكومة لنجاح حملة مصر خالية من فيروس سي خلال من 5 إلي 10 سنوات.
في الوقت الذي ينتظر فيه أكثر من ثمانية ملايين مريض طرح المثيل المصري للسوفالدي في الأسواق.. فإن هناك حالة من التخبط يشهدها سوق الدواء المصري وتهدد بعرقلة طرح الإنتاج المصري الكفيل بتغطية السوق بالسعر المناسب والسرعة الكافية.
الأزمة سببها صدور قرار من اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة بإلزام الشركات التي ستتولى إنتاج المثيل المصري للسوفالدي بإجراء تجارب سريرية تضاف إلي تجارب التكافؤ الحيوي التي أجرتها الشركات.. وقررت اللجنة أن تتم التجارب علي 1000 مريض مع متابعتهم بالتحاليل وتسجيل البيانات والإشراف الطبي.
القرار يلزم الشركات المصرية بإجراء تجارب علي 1000 مريض كشرط للإنتاج، والوزارة تبرر القرار بأن العقار جديد دخل مصر بمجرد إنتاجه.. وأن الدراسات ضرورة لضمان حماية المرضي.
أما الشركات فتري أن القرار تعجيزي يضع العراقيل ويتسبب في تأخير إنتاج العقار المصري الذي لن يتجاوز سعره 2670 جنيها.. وأن المريض المصري لن يجد أمامه سوي المنتج الأجنبي الذي يصل سعره إلي 14940 جنيهًا.. وهو ما يعني أن القرار سيخلي السوق أمام عقار الشركة الأجنبية.. وربما تشاركها الكعكة شركة أو شركتان من الشركات المصرية الكبرى التي ستقبل تحمل هذه التكاليف الإضافية مقابل إخلاء السوق المصري أمامها من عشرات الشركات المصرية .
وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت منذ أكثر من شهرين أن البدائل المصرية تخضع للرقابة الصارمة من قبل وزارة الصحة.. وأنها خضعت لدراسات استثنائية للتكافؤ الحيوي أثبتت كفاءتها ووعدت الوزارة المرضي أنه بحلول مايو المقبل سيكون هناك مخزون كبير للسوفالدي بالأسواق وسيتراوح السعر بالصيدليات بين 2400 جنيه إلي 2700 جنيه للعبوة.
لكن الأزمة بدأت - في صمت - منذ أكثر من شهر حينما طالب مركز اليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة برئاسة د.عمرو سعد.. شركات الأدوية ال19 التي تمت الموافقة لها بتسجيل المثيل المصري للسوفالدي.. بضرورة إجراء وتقديم دراسة علي 1000 مريض استخدموا السوفالدي.. ووافقت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة علي اقتراح مركز اليقظة.. وتم إرسال خطاب للشركات موجه من اللجنة الفنية وموقع من مقررة اللجنة د.هبة نبيل ومدير عام التسجيل د.نهلة حافظ يقضي بإلزام كل شركة بإجراء الدراسة علي 1000 مريض مع اشتراط تقديم بروتوكول الدراسة والموافقة عليه من خلال مراحل تسجيل المستحضر.. لضمان التنفيذ بمجرد الحصول علي إخطار التسجيل.
الشركات المصرية فوجئت بالقرار.. ورأت أن هذا الإجراء تعجيزي يضع العراقيل ويتسبب في تأخير الإنتاج المصري ويقضي علي الأمل في قلوب ملايين المرضي المنتظرين للمنتج المصري الرخيص الذي لن يتجاوز سعره 2670 جنيها.
وأكدت أن هذا القرار لن يخدم سوي مصالح الشركة الأجنبية المنتجة للعقار والتي تطرحه في السوق المصري بسعر 14940 جنيها.. وقد يخدم أيضا مصالح شركة أو شركتين فقط يمكن أن تكون لديهما القدرة علي كل هذه التكاليف.
وكانت حالة التخبط قد بدأت حينما تم السماح لأول شركة منتجة للبديل المصري منذ شهر بطرح أول دفعة من العقار ثم عادت وزارة الصحة وسحبتها بهدف توفير مخزون استراتيجي جيد.
وفي إطار التخبط أيضا..اكتشف المسؤولون فجأة أن العقار سوفالدي عقار جديد.. وأنه في حاجة لإجراء تجارب سريرية علي آلاف المرضي قبل السماح بإنتاجه.. رغم أن وزارة الصحة سمحت بعلاج أكثر من 40 ألف مريض بالعقار الأمريكي – من خلال مراكز الكبد - منذ سبتمبر الماضي دون إجراء مثل هذه الدراسات عليهم.
حماية المريض أولا
يقول دكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن السوفالدي عقار جديد دخل مصر بمجرد إنتاجه عالميا.. لذلك كان لابد من إضافة التجارب الإكلينيكية علي 1000 مريض وهدفنا الوحيد في ذلك هو حماية صحة المريض المصري.. وهذه الدراسات تطبق في كل أنحاء العالم علي العقاقير الجديدة.. وقرار اللجنة الفنية لم يستثن أي شركة.. والشركة التي طرحت إنتاجها بالفعل تعهدت بإجراء الدراسة.. أما الادعاء بأن هذا الإجراء سيأتي لصالح الشركة الأجنبية الأم.. فهو ادعاء مرفوض قد ألزمنا الشركة الأم أيضا بإجراء الدراسة علي 4000 مريض وليس 1000 فقط.. وقلنا إننا سنمنح الشركات عاما كاملا لتنفيذ الدراسة.. وإلا يتم سحب الترخيص.
وعن عدم قدرة الشركات علي تحمل التكاليف الباهظة.. قال : القرار لا يلزم الشركات بتحمل تكلفة العقار.. ولكن تكاليف التحاليل والإشراف الطبي وتحليل المعلومات والبيانات.. وتتم حاليا دراسة الأمر في الجهات التابعة للوزارة.. وبالتأكيد سيكون هناك حوار للوصول إلي أفضل الحلول لصالح المريض المصري.
يقول د.أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الدواء إن هذا القرار ليس له مبرر.. وأن دراسات التكافؤ الحيوي التي التزمت بها الشركات والتي نلتزم بها في إنتاج جميع العقاقير السابقة كافية تماما لأنها تثبت أن فاعلية الدواء المصري مثل الأجنبي..
شرعي.. ولكن !!
أما الدكتور جمال الليثي رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الدواء وعضو غرفة صناعة الدواء يؤكد أن الشركات المصرية لا تخترع مادة فعالة بل تستورد المادة الفعالة وتصنعها في عبوات كمنتج محلي.. وأن في مصر 13 ألف دواء تقوم الشركات المصرية بإنتاجها بعد الالتزام بإجراء تجارب التكافؤ الحيوي فقط..
ويضيف: "نحن نعلم أن عقار سوفالدي مختلف.. لأنه دخل مصر بمجرد إنتاجه عالميا.. وبالتالي فلا يزال يخضع لمرحلة تجارب ما بعد التسويق.. ورغم أن الشركة الأم المنتجة هي المسؤولة أساسا عن إجراء هذه التجارب.. إلا أننا نري أن مطلب وزارة الصحة بإجراء هذه التجارب هو مطلب شرعي.. ونحن كشركات مصرية مستعدون للمساهمة.. ولكن بما لا يسبب خسائر ويضربنا في مقتل".
مذكرة للوزير والحل
يقول د.جمال الليثي، إنه اجتمعت الشركات التي حصلت علي الموافقة علي الإنتاج وعددهم 18 شركة يوم 23 فبراير الماضي وقمنا بإعداد مذكرة لوزير الصحة قلنا فيها إننا مستعدون للمساهمة في هذه التجارب بما لا يزيد عن 70 أو 80 مريضا فقط.. علي أن تحدد الوزارة مراكز تتبعها للإشراف علي هذه الدراسة من خلال مرضي هذه المراكز وأطبائها.. وأن الشركة التي يثبت عدم فاعلية عقارها تكون ملتزمة بإعادة ثمن الدواء للمركز.. وقلنا إننا فوجئنا بقرار اللجنة وأنه يفوق إمكانياتنا وإذا كان هناك إصرار علي تنفيذه فسنعتذر عن الإنتاج.
إحجام الشركات
نفس المعني يؤكده د.أسامة رستم عضو الغرفة ونائب رئيس شركة دواء من أكبر الشركات المصرية وهي أيضا من بين الشركات التي تقدمت للتسجيل..
ويقول د.أسامة: "للأسف قرار اللجنة يعني باختصار تعجيز للشركات المصرية.. سيؤدي بلا شك لإحجامنا عن الإنتاج.. وأقول هذا وأنا أمثل شركة كبري من أكبر شركات الدواء الوطنية.. فماذا سيكون الحال بالنسبة لباقي الشركات".
ويضيف: "فيروس سي.. من أكثر الأمراض انتشارا في مصر.. وإنتاج الدواء محليا ضرورة لا غني عنها إذا كنا جادين في القضاء علي المرض خلال وقت قصير.. وقد كان لوزارة الصحة ولجنة الفيروسات الكبدية دور إيجابي في توفير وطرح عقار سوفالدي بالسوق المحلية في نفس توقيت طرحه بالسوق الأمريكية والأوربية.. والوزارة تعاقدت علي 220 ألف عبوة تكفي 70 ألف مريض.. لكن وجود الإنتاج المحلي هو الضمان الوحيد لتوفير كميات كافية من الدواء بسعر مناسب للمريض المصري.. وخلال وقت قصير.. وأتصور أن هذا هو الهدف الذي تسعي إليه الحكومة لنجاح حملة مصر خالية من فيروس سي خلال من 5 إلي 10 سنوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.