السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    السيسي: سنعمل على تذليل أي عقبات لضمان نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر    وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة "XD" الصينية لبحث سبل دعم وتطوير الشراكة    الدوري الإنجليزي.. موعد مباراة مانشستر سيتي وسندرلاند والقناة الناقلة    وفاة طالب صدمه قطار أثناء عبور مزلقان في دمنهور بالبحيرة    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    تموين المنيا: تحرير 3541 مخالفة خلال حملات على المخابز والأسواق في نوفمبر الماضي    6 مصابين في انقلاب ميكروباص على طريق أسيوط الغربي بالفيوم    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    الزمالك يتحرك لمنع محمود بنتايج من فسخ تعاقده من طرف واحد    محافظ الشرقية يتابع سير أعمال إنشاء مجمع مواقف منيا القمح    طبق البيض ب 112 جنيه.. أسعار البيض فى القليوبية اليوم السبت 6-12-2025    الرئيس الفلسطيني تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية مع المستشار الألماني    رئيس الوزراء القطري: مفاوضات السلام في غزة تمر بمرحلة حرجة    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمصنع مراتب في قرية بالبدرشين    شهر و 5 أيام إجازة نصف العام لهؤلاء الطلاب.. اعرف التفاصيل    صور.. عمرو دياب يتألق بحفل جديد في الدوحة    القومي للمسرح يطلق مسابقة مسرحية كبرى لإحياء الفرعون الذهبي    المشاط: الالتزام بسقف الاستثمارات عند تريليون جنيه العام الماضي فتح المجال لمزيد من استثمارات القطاع الخاص    إحالة طاقم النوبتجية بمستشفى رمد وصدر منوف للتحقيق بسبب الغياب    جامعة كفرالشيخ تشارك في اللقاء التنسيقي السنوي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا    رئيس الموساد الجديد يثير عاصفة سياسية في إسرائيل.. وتقارير عن استقالات جماعية    بعد الهجوم على منى زكي.. حمزة العيلي يوجه رسالة للجمهور: أنتم سندنا ومحدش فينا خالِ من العيوب    أسماء جلال تستمر في نشاطها الفني باللعب في مساحات تمثيلية آمنة    «ساعة بلا كتاب.. قرون من التأخر» شعار معرض القاهرة ونجيب محفوظ شخصية العام    الجيش الباكستاني: مقتل 9 مسلحين خلال عمليتين أمنيتين بإقليم "خيبر بختونخوا"    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    القومي للمرأة ينظم فعالية «المساهمة في بناء المستقبل للفتيات والنساء» بحديقة الأزهر    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    كاف عن مجموعة مصر في كأس العالم 2026: فرصة ذهبية للتأهل    القومي للمرأة: مبادرة ملهمات عربيات تبني نموذج القدوة والتنمية    صندوق النقد الدولي: الرؤية الاقتصادية لمصر أصبحت أكثر وضوحًا واتساقًا    عاشور يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي    أدوار متنوعة ومركبة.. محمد فراج يحقق نجاحا مختلفا في 2025    مصر تبحث مع وكالة الطاقة الذرية الاستخدامات النووية السلمية بمحطة الضبعة وملف إيران    وزير الاتصالات يفتتح عددًا من المشروعات التكنولوجية بالدقهلية| اليوم    وزيرا الأوقاف والرياضة يفتتحان فعاليات المسابقة العالمية ال32 للقرآن الكريم| صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-12-2025 في محافظة الأقصر    بحضور وزير الأوقاف بدء المؤتمر العالمي لافتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم في "نسختها ال32"    946 شكوى للأوقاف و9 آلاف للبيئة.. استجابات واسعة وجهود حكومية متواصلة    التخصصات المطلوبة.. ما هي شروط وطريقة التقديم لوظائف وزارة الكهرباء؟    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    «مدبولي» يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال نوفمبر 2025    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    بيراميدز يسعى لمواصلة انتصاراته في الدوري على حساب بتروجت    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    وزارة الصحة تعلن تفاصيل الإصابات التنفسية فى مؤتمر صحفى غدا    بعتيني ليه تشعل الساحة... تعاون عمرو مصطفى وزياد ظاظا يكتسح التريند ويهيمن على المشهد الغنائي    استكمال محاكمة 32 متهما في قضية اللجان المالية بالتجمع.. اليوم    مروة قرعوني تمثل لبنان بلجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته 25    رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا ومرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    رويترز: كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شعيب: الطاقة المنتجة في مصر لا تتناسب مع إمكانياتها
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 02 - 2015

شعيب: المستثمرون في الطاقة يصطدون بمشكلة التسعير وعلى الحكومة وضع آليات محددة لها
عقدت– مركز الاقتصاد في مصر والشرق الأوسط - بوابة المركزي – ندوة بعنوان " مستقبل اقتصاديات البترول في مصر" والتي استضافت فيها عدداً من قيادات قطاع البترول المصري وعلى رأسهم وزير البترول الأسبق أسامة كمال والمهندس محمد شعيب العضو المنتدب لشركة طاقة إحدى شركات مجموعة القلعة.
واتفق الحاضرون في الندوة على أن الطاقة هي محور التنمية بالنسبة لمصر خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، والتي تسببت في زيادة عجز الموازنة وتحريك أسعار الوقود، التي بدأته الحكومة الحالية في يوليو الماضي، وذلك ضماناً منها لوصول الدعم الذي يصل لنحو 100 مليار جنيه لمستحقيه.
واستهل المهندس محمد شعيب الندوة، باستعراض أهم مصادر الطاقة التي تمتلكها مصر، والتي تساعد على حل الأزمات الموجودة حالياً، حيث أكد العضو المنتدب لشركة طاقة، أن مصر لن تشهد تنمية بدون طاقة، سواء منتجات بترولية أو طاقة كهربائية.
وقال شعيب:" مصر بلد منتجة للطاقة، ولكن الطاقة المتاحة حالياً لا تتناسب مع الإمكانيات التي تمتلكها، ولا تتناسب مع الاستهلاك المتزايد، مقارنة بدول أخرى لا يوحد لديها أية مصادر للطاقة، في حين تستطيع توفير احتياجاتها من خلال بدائل تعتمد عليها.
وأضاف شعيب أن مصر لديها من الإمكانيات البشرية واللوجسيتية تمكنها أن تحتل مكانة متقدمة في ترتيب الدول التي تنتج الطاقة في العالم، خاصة وأن بعض مصادر الطاقة في مصر تحتاج إلى تكنولوجيا معينة، فضلاً عن وجود الشركات العالمية في مصر والتي لها باع كبير في استخراج مصادر الطاقة.
ولفت العضو المنتدب لطاقة، أن أزمة نقص الطاقة بدأت بشكل واضح في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير، ولم تظهر مشكلة انقطاع التيار الكهربائي إلا في صيف 2010، حيث لجأت وزارة الكهرباء حينها لخطط إسعافية لحل تلك الأزمة.
وتابع: لا نستطيع ان نفصل بين المنتج وتوفيره واقتصاديات توفيره وبين قدرة الدولة على توفيره، مشيراً إلى أن اليابان ليس لديها أية موارد للطاقة، ولكن لديها القدرة المالية التي توفر لها اسيتراد غاز وفحم ومشتقات بترولية.
وأكد شعيب أن مصر لديها مشكلة في تسعير الطاقة للمواطنين، فضلاً عن تسعيرها لأجهزة الدولة، ضارباً مثلاً بوزارة البترول التي تقوم بإمداد الكهرباء بالغاز بسعر 85 سنتاً للمليون وحدة حرارية، والتي تكلف الدولة مليارات الجنيهات في الموازنة العامة، إلا أن البترول لا تستطيع أن تحصل تلك المبالغ بسهولة.
وأشار إلى أن المشكلة لا تقتصر على التسعير فقط ولكن كفاءة محطات الكهرباء في مصر لا توجد مثيلتها في الدول الضعيفة والمتوسطة، وهذا غير معقول في أقدم دول العالم إنتاجاً للطاقة.
وقال:" مصر لديها ثروات في باطن الأرض من الطاقة لا تحسن الحكومات استغلالها، فضلاً عن عدم وجود بنية تشريعية جيدة لصناعة البترول والتي تمنح للشركات العالمية سهولة استخراج تلك الثروات، وتحويلها إلى معامل تكرير أو حتى تحميلها على الشبكة القومية للغاز".
وأضاف شعيب، أنه يجب اصدار قوانين خاصة لزيادة استثمارات الشركاء الأجانب في قطاع الطاقة في مصر، مع تحيد حصة الشريك، بشكل مقنن، بالإضافة إلى وجود آلية محددة لشراء حصة الشريك وسداد مديونيات الحكومة يستطيع من خلالها الشريك الأجنبي ضح استثمارات أخرى لزيادة الاحتياطيات وإضافة استشكافات آبار جديدة على جدول أعماله.
ولفت إلى أن الفرصة مواتية لاستغلال تراجع أسعار البترول والتي هبطت إلى نحو 41 دولاراً، قبل أن ترتفع مرة أخرى إلى 62 دولار للبرميل إلا أنها مازالت أقل من معدلات ارتفاعها التي وصلت لنحو 120 دولاراً.
واستعرض شعيب تطور أسعار الغاز في السبعينيات والتي بدأت تتحرك من 2 إلى 3 دولار ثم قفزت إلى 13 دولار في عام 1975، إلا أنها تراجعت في الثمانينيات والتسعينيات وحتى بداية الألفية الثالثة إلى نحو 20 دولار، مشيراً إلى أن مصر كانت في هذه الآونة بلد مصدر للطاقة، إلا أن زيادة الاحتياجات جعل مصر مستوردة للطاقة، الأمر الذي رفع فاتورة الشريك الأجنبي إلى معدلات تثقل كاهل الموازنة العامة والدولة.
وقال شعيب أن هيئة البترول هي الجهة المسئولة في السوق المحلية طبقاً لقانون20، وذلك لتوفير المنتجات البترولية، حيث تلتزم الخزانة العامة بسداد قيمة الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة لهيئة البترول والتي يطلق عليها مسمى "الدعم"، حيث توجد أولويات للدولة أصبحت معها هيئة البترول غير قادرة على سداد فاتورة الشركاء مما جعله معه الشركاء يتباطاً في الاستثمار والاستكشاف، الأمر الذي جعل معدلات الإنتاج تتراجع.
وأشار العضو المنتدب لشركة طاقة أن مصر كانت تنتج نحو 6 مليارات قدم مكعب غاز في 2012 إلا أن تلك النسبة تراجعت الآن لنحو 4.5 مليار قدم مكعب نتيجة لعدم وجود استكشافات، فضلاً عن زيادة الاستهلاك التي أدت لاستيراد مصر من المازوت لتوفير احتياجات المصانع والمنازل من الكهرباء.
وأكد أن الكهرباء المنتجة حاليا في مصر تهدر الثروة الناضبة المتمثلة في الزيت والغاز فضلا عن تلويث البيئة بانبعاثات كربونية وتهالك المحطات الكهربائية.
وثمن شعيب موقف الدول العربية الداعمة لمصر بعد 30 يونيو والتي دعمت مصر في توفير المنتجات البترولية، للاستهلاك المحلي، فضلاً عن المساعدات المادية التي استطاعت من خلالها مصر استيراد تلك المنتجات.
وقال شعيب:" مصر دولة كبيرة ولها ثقل عالمي، مؤكداً أن المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شرم الشيخ منتصف الشهر القادم سيقوم بدعوة كبريات الشركات للاستثمار في جميع القطاعات، ولكنه رهن نجاح تلك الاستثمارات بتوفير الطاقة، متسائلاً هل هناك استثمار من غير تأمين مصادر الطاقة ووضع رؤية محددة على الأقل لعام 2030.
وأضاف أن الطاقة الناضبة تمثل حالياً 96% من الطاقة المستهلكة في مصر وأن النسبة الباقية تتوزع على السد العالي والقناطر وطاقة الرياح، مشيرا إلى أن الطاقة الشمسية في مصر ليس لها نسبة تذكر، وهذا مصادر لا تناسب إمكانيات مصر من تنوع مصادر الطاقة.
وأشار إلى أنه لابد أن ننظر إلى المصادر الخاصة بالطاقة التي تمتلكها مصر إذا أردنا أن نتكلم عن مستقبل الطاقة فلابد أن تتصدر الطاقة الشمسية أولى تلك المصادر، خاصة أن معدلات سطوع الشمس في مصر تتراوح ما بين 9 ساعات كحد أدنى وتصل إلى 13 ساعة، تستطيع الحكومة توفير احتياجاتها من الطاقة سنوياً، فضلا عن تصدير الفائض لعدة دول.
وتابع: مصر من أكبر 5 دول في العالم تمتلك القدرات لتوليد الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن دولة مثل ألمانيا تنتج 30 ألف ميجاوات شمسي، وليس لديها قدراتنا.
ولفت إلى أن أهم المعوقات التي تواجه الحكومة هي قضية التسعير والدعم، مشيراً إلى أن الفقراء هما من يعانون على الدوام في حين من يتكلم في قضية الدعم هم الأغنياء، مشيرا إلى أن هناك نحو 48% من مستهلكي الكهرباء في مصر استهلاكهم أقل من 200 كيلوات/ ساعة أي يجب أن يحصلوا على هذا الدعم نقدي أو بتوفير منظومة الكارت الذكي على غرار منظومة التموين
وطالب شعيب بالعمل سريعاً لتأمين مصادر الطاقة من مخلفات الوقود وطاقة حرارة باطن الأرض، فضلا عن طاقة الرياح، فضلا عن توفير لمبات "الليد" والتي تحتاج إلى نحو 400 مليون لمبة بتكلفة 1.5 مليار دولار توفر نحو 4.5 مليار دولار من شراء الوقود سنوياً.
واقترح أن تقوم الحكومة بطرح ممارسة لمنتجي تلك اللمبات وذلك لتوفير أفضل سعر وجودة، وبالتالي تستطيع الدولة توفر عملة صعبة تعمل على زيادة الاحتياطيات النقدية الأجنبية وارتفاع سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية، حيث إن الطاقة يتم استيرادها بالدولار.
وقال يجب أن يكون هناك حسن استخدام بين الطاقة والنقل و تقليل حجم التلوث، فضلا عن استخدام بدائل أخرى مثل البتروكيماويات وتفعيل الاتفاقيات بين الحكومة ومنتجي الطاقة الشمسية على غرار المعمول به في قطاع البترول وإصدار قانون خاص ينظم تلك العلاقة، خاصة وأن إنتاج الطاقة الشمسية لا يحمل أية مخاطر كالتي يجدها الشريك الأجنبي في استخراج الزيت والغاز.
شعيب: الطاقة المنتجة في مصر لا تتناسب مع إمكانياتها
شعيب: المستثمرون في الطاقة يصطدون بمشكلة التسعير وعلى الحكومة وضع آليات محددة لها
عقدت– مركز الاقتصاد في مصر والشرق الأوسط - بوابة المركزي – ندوة بعنوان " مستقبل اقتصاديات البترول في مصر" والتي استضافت فيها عدداً من قيادات قطاع البترول المصري وعلى رأسهم وزير البترول الأسبق أسامة كمال والمهندس محمد شعيب العضو المنتدب لشركة طاقة إحدى شركات مجموعة القلعة.
واتفق الحاضرون في الندوة على أن الطاقة هي محور التنمية بالنسبة لمصر خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، والتي تسببت في زيادة عجز الموازنة وتحريك أسعار الوقود، التي بدأته الحكومة الحالية في يوليو الماضي، وذلك ضماناً منها لوصول الدعم الذي يصل لنحو 100 مليار جنيه لمستحقيه.
واستهل المهندس محمد شعيب الندوة، باستعراض أهم مصادر الطاقة التي تمتلكها مصر، والتي تساعد على حل الأزمات الموجودة حالياً، حيث أكد العضو المنتدب لشركة طاقة، أن مصر لن تشهد تنمية بدون طاقة، سواء منتجات بترولية أو طاقة كهربائية.
وقال شعيب:" مصر بلد منتجة للطاقة، ولكن الطاقة المتاحة حالياً لا تتناسب مع الإمكانيات التي تمتلكها، ولا تتناسب مع الاستهلاك المتزايد، مقارنة بدول أخرى لا يوحد لديها أية مصادر للطاقة، في حين تستطيع توفير احتياجاتها من خلال بدائل تعتمد عليها.
وأضاف شعيب أن مصر لديها من الإمكانيات البشرية واللوجسيتية تمكنها أن تحتل مكانة متقدمة في ترتيب الدول التي تنتج الطاقة في العالم، خاصة وأن بعض مصادر الطاقة في مصر تحتاج إلى تكنولوجيا معينة، فضلاً عن وجود الشركات العالمية في مصر والتي لها باع كبير في استخراج مصادر الطاقة.
ولفت العضو المنتدب لطاقة، أن أزمة نقص الطاقة بدأت بشكل واضح في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير، ولم تظهر مشكلة انقطاع التيار الكهربائي إلا في صيف 2010، حيث لجأت وزارة الكهرباء حينها لخطط إسعافية لحل تلك الأزمة.
وتابع: لا نستطيع ان نفصل بين المنتج وتوفيره واقتصاديات توفيره وبين قدرة الدولة على توفيره، مشيراً إلى أن اليابان ليس لديها أية موارد للطاقة، ولكن لديها القدرة المالية التي توفر لها اسيتراد غاز وفحم ومشتقات بترولية.
وأكد شعيب أن مصر لديها مشكلة في تسعير الطاقة للمواطنين، فضلاً عن تسعيرها لأجهزة الدولة، ضارباً مثلاً بوزارة البترول التي تقوم بإمداد الكهرباء بالغاز بسعر 85 سنتاً للمليون وحدة حرارية، والتي تكلف الدولة مليارات الجنيهات في الموازنة العامة، إلا أن البترول لا تستطيع أن تحصل تلك المبالغ بسهولة.
وأشار إلى أن المشكلة لا تقتصر على التسعير فقط ولكن كفاءة محطات الكهرباء في مصر لا توجد مثيلتها في الدول الضعيفة والمتوسطة، وهذا غير معقول في أقدم دول العالم إنتاجاً للطاقة.
وقال:" مصر لديها ثروات في باطن الأرض من الطاقة لا تحسن الحكومات استغلالها، فضلاً عن عدم وجود بنية تشريعية جيدة لصناعة البترول والتي تمنح للشركات العالمية سهولة استخراج تلك الثروات، وتحويلها إلى معامل تكرير أو حتى تحميلها على الشبكة القومية للغاز".
وأضاف شعيب، أنه يجب اصدار قوانين خاصة لزيادة استثمارات الشركاء الأجانب في قطاع الطاقة في مصر، مع تحيد حصة الشريك، بشكل مقنن، بالإضافة إلى وجود آلية محددة لشراء حصة الشريك وسداد مديونيات الحكومة يستطيع من خلالها الشريك الأجنبي ضح استثمارات أخرى لزيادة الاحتياطيات وإضافة استشكافات آبار جديدة على جدول أعماله.
ولفت إلى أن الفرصة مواتية لاستغلال تراجع أسعار البترول والتي هبطت إلى نحو 41 دولاراً، قبل أن ترتفع مرة أخرى إلى 62 دولار للبرميل إلا أنها مازالت أقل من معدلات ارتفاعها التي وصلت لنحو 120 دولاراً.
واستعرض شعيب تطور أسعار الغاز في السبعينيات والتي بدأت تتحرك من 2 إلى 3 دولار ثم قفزت إلى 13 دولار في عام 1975، إلا أنها تراجعت في الثمانينيات والتسعينيات وحتى بداية الألفية الثالثة إلى نحو 20 دولار، مشيراً إلى أن مصر كانت في هذه الآونة بلد مصدر للطاقة، إلا أن زيادة الاحتياجات جعل مصر مستوردة للطاقة، الأمر الذي رفع فاتورة الشريك الأجنبي إلى معدلات تثقل كاهل الموازنة العامة والدولة.
وقال شعيب أن هيئة البترول هي الجهة المسئولة في السوق المحلية طبقاً لقانون20، وذلك لتوفير المنتجات البترولية، حيث تلتزم الخزانة العامة بسداد قيمة الفرق بين سعر البيع وسعر التكلفة لهيئة البترول والتي يطلق عليها مسمى "الدعم"، حيث توجد أولويات للدولة أصبحت معها هيئة البترول غير قادرة على سداد فاتورة الشركاء مما جعله معه الشركاء يتباطاً في الاستثمار والاستكشاف، الأمر الذي جعل معدلات الإنتاج تتراجع.
وأشار العضو المنتدب لشركة طاقة أن مصر كانت تنتج نحو 6 مليارات قدم مكعب غاز في 2012 إلا أن تلك النسبة تراجعت الآن لنحو 4.5 مليار قدم مكعب نتيجة لعدم وجود استكشافات، فضلاً عن زيادة الاستهلاك التي أدت لاستيراد مصر من المازوت لتوفير احتياجات المصانع والمنازل من الكهرباء.
وأكد أن الكهرباء المنتجة حاليا في مصر تهدر الثروة الناضبة المتمثلة في الزيت والغاز فضلا عن تلويث البيئة بانبعاثات كربونية وتهالك المحطات الكهربائية.
وثمن شعيب موقف الدول العربية الداعمة لمصر بعد 30 يونيو والتي دعمت مصر في توفير المنتجات البترولية، للاستهلاك المحلي، فضلاً عن المساعدات المادية التي استطاعت من خلالها مصر استيراد تلك المنتجات.
وقال شعيب:" مصر دولة كبيرة ولها ثقل عالمي، مؤكداً أن المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في شرم الشيخ منتصف الشهر القادم سيقوم بدعوة كبريات الشركات للاستثمار في جميع القطاعات، ولكنه رهن نجاح تلك الاستثمارات بتوفير الطاقة، متسائلاً هل هناك استثمار من غير تأمين مصادر الطاقة ووضع رؤية محددة على الأقل لعام 2030.
وأضاف أن الطاقة الناضبة تمثل حالياً 96% من الطاقة المستهلكة في مصر وأن النسبة الباقية تتوزع على السد العالي والقناطر وطاقة الرياح، مشيرا إلى أن الطاقة الشمسية في مصر ليس لها نسبة تذكر، وهذا مصادر لا تناسب إمكانيات مصر من تنوع مصادر الطاقة.
وأشار إلى أنه لابد أن ننظر إلى المصادر الخاصة بالطاقة التي تمتلكها مصر إذا أردنا أن نتكلم عن مستقبل الطاقة فلابد أن تتصدر الطاقة الشمسية أولى تلك المصادر، خاصة أن معدلات سطوع الشمس في مصر تتراوح ما بين 9 ساعات كحد أدنى وتصل إلى 13 ساعة، تستطيع الحكومة توفير احتياجاتها من الطاقة سنوياً، فضلا عن تصدير الفائض لعدة دول.
وتابع: مصر من أكبر 5 دول في العالم تمتلك القدرات لتوليد الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن دولة مثل ألمانيا تنتج 30 ألف ميجاوات شمسي، وليس لديها قدراتنا.
ولفت إلى أن أهم المعوقات التي تواجه الحكومة هي قضية التسعير والدعم، مشيراً إلى أن الفقراء هما من يعانون على الدوام في حين من يتكلم في قضية الدعم هم الأغنياء، مشيرا إلى أن هناك نحو 48% من مستهلكي الكهرباء في مصر استهلاكهم أقل من 200 كيلوات/ ساعة أي يجب أن يحصلوا على هذا الدعم نقدي أو بتوفير منظومة الكارت الذكي على غرار منظومة التموين
وطالب شعيب بالعمل سريعاً لتأمين مصادر الطاقة من مخلفات الوقود وطاقة حرارة باطن الأرض، فضلا عن طاقة الرياح، فضلا عن توفير لمبات "الليد" والتي تحتاج إلى نحو 400 مليون لمبة بتكلفة 1.5 مليار دولار توفر نحو 4.5 مليار دولار من شراء الوقود سنوياً.
واقترح أن تقوم الحكومة بطرح ممارسة لمنتجي تلك اللمبات وذلك لتوفير أفضل سعر وجودة، وبالتالي تستطيع الدولة توفر عملة صعبة تعمل على زيادة الاحتياطيات النقدية الأجنبية وارتفاع سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية، حيث إن الطاقة يتم استيرادها بالدولار.
وقال يجب أن يكون هناك حسن استخدام بين الطاقة والنقل و تقليل حجم التلوث، فضلا عن استخدام بدائل أخرى مثل البتروكيماويات وتفعيل الاتفاقيات بين الحكومة ومنتجي الطاقة الشمسية على غرار المعمول به في قطاع البترول وإصدار قانون خاص ينظم تلك العلاقة، خاصة وأن إنتاج الطاقة الشمسية لا يحمل أية مخاطر كالتي يجدها الشريك الأجنبي في استخراج الزيت والغاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.