رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن 4 أشخاص    ارتفاع جماعى لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة نهاية الأسبوع    تعرف على أسعار الدواجن اليوم الخميس فى الإسماعيلية    وزير الخارجية يلتقى رئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية الهندية    السيسي يوافق على قرض من بنك الاستثمار الأوروبي بقيمة 90 مليون يورو    محافظ الجيزة يتابع استعدادات انطلاق المهرجان الدولي الثامن للتمور المصرية بالواحات البحرية    فنزويلا تدين العمليات السرية الأمريكية: انتهاك للقانون الدولي    بروكسل تستعد لإعادة تفعيل بعثتها المدنية عند معبر رفح    الإدارة الأمريكية: تركيا مستعدة للمشاركة في البحث والإنقاذ بغزة    القافلة ال12 للتحالف الوطنى تمهد لمرحلة إعادة الإعمار فى غزة بعد اتفاق وقف الحرب    بعثة الأهلي تغادر القاهرة إلى بوروندي لمواجهة إيجل نوار    سعد شلبي: لا ديون على الأهلي ونسعى لفرع جديد.. ونستهدف عقود الرعاة بالدولار    محمد صلاح يغادر الغردقة متجهاً إلى لندن لاستئناف مشوار ليفربول    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة والعظمى تسجل 27 درجة مئوية    السيطرة على حريق نشب فى بدروم بقنا    سقوط عصابة فرض السيطرة بعد الاعتداء على طفل بحلوان    الجريدة الرسمية تنشر قرار الداخلية برد الجنسية المصرية ل23 شخصا    الأقصر تفتح أبواب المعرض الرابع للكتاب بمشاركة 15 دار نشر من حول مصر    مصر والسعودية تبحثان تعزيز التعاون الصحي المشترك وتوطين الصناعات الدوائية    وزارة الصحة تنصح بتلقى لقاح الانفلونزا سنويا لهذا السبب    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    أغذية الشتاء الذهبية.. 10 أطعمة تمنحك الطاقة والمناعة والدفء    اليوم.. محاكمة أوتاكا بتهمة نشر فيديوهات خادشة لطليقته هدير عبد الرازق    مصرع 4 وإصابة 3 في حادث تصادم سيارتي نقل جنوب أسوان    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم قوافل دعوية بالفيوم تناقش «مخاطر التحرش وآثاره»    «الري»: مشروع مشترك بين مصر والأردن وتونس والمغرب لتحلية المياه لإنتاج الغذاء    انخفاض جديد ل الدولار الأمريكي اليوم الخميس 16-10-2025 أمام بقية العملات الأجنبية عالميًا    قوات الاحتلال تعتقل شابًا خلال مداهمة في بلدة علار شمال طولكرم    الخزانة الأمريكية: تكلفة الإغلاق الحكومي 15 مليار دولار أسبوعيا    ترامب يعتزم لقاء مودي خلال قمة آسيان    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 16كتوبر 2025    كوريا الجنوبية.. عودة خدمة "يوتيوب" للعمل بشكل طبيعي بعد انقطاع مؤقت    مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن لجان تحكيم دورته الثامنة    عصام عطية يكتب: صناعة التاريخ    محسن صالح: شخصية الخطيب ستتغير في الولاية المقبلة للأهلي    محافظ الغربية ووزير الاوقاف يشهدان احتفالية مولد السيد البدوي    امتداد لتاريخ من الحضور الوطني تحت القبة.. وجوه سياسية وفنية وإعلامية ضمن المعيّنين ب«الشيوخ»    تجهيزات مسرح النافورة لفعاليات مهرجان «الموسيقى العربية» ال33    رسميًا.. موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 للعاملين في الدولة    في العمرة.. سهر الصايغ تشارك جمهورها أحدث ظهور لها أمام الكعبة    دوري المحترفين.. «وي» يواجه الترسانة في الجولة التاسعة    ترامب: نزع سلاح حركة حماس لا يحتاج إلى الجيش الأمريكي    ننشر أسماء مرشحي انتخابات النواب 2025 بالفيوم بعد غلق باب الترشح    بعد استبعادها من القائمة الوطنية.. أمين مستقبل وطن بسوهاج تقدم استقالتها "مستند"    الأخبار السارة تأتي دائمًا من بعيد..    بعض المهام المتأخرة تراكمت عليك.. حظ برج الدلو اليوم 16 أكتوبر    أسعار التذاكر بعد حفل افتتاح المتحف المصري الكبير    .. ورضي الله عن أعمال الصالحين الطيبين لاغير    مشكلة الميراث    رسمياً.. حقيقة تعديل مواعيد الدراسة بعد بدء التوقيت الشتوي 2025 في مصر    أوسكار يجتمع مع حكام تقنية الفيديو بعد عودته من تشيلي    أحمد الجندي: هدفي ذهبية أولمبياد لوس أنجلوس.. وظروف طارئة منعتني من التواجد بقائمة أسامة أبوزيد في نادي الشمس    شوقي غريب يرشح 6 لاعبين من منتخب الشباب ل حسام حسن    بعد تراجع الدولار.. هل تنخفض أسعار الدواء في مصر؟    غادة عبد الرازق تعود بقوة في رمضان 2026 ب«عاليا»    هل يجوز شراء شقة بنظام التمويل العقاري بقصد الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الألعاب الإلكترونية المدرة لأرباح مالية حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يوضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإرهاب ووسائل الاعلام..جدارة القانون الدولي..الاقتصاد ومكافحة الإرهاب
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 18 - 02 - 2015

ناقشت ورشات العمل لمؤتمر الشبكة الدولية للحقوق والتنمية المنعقد في جنيف حالياً قضايا الإرهاب ووسائل الاعلام، وجدارة القانون الدولي، والاقتصاد وعمليات مكافحة الإرهاب، وبدأت صباح اليوم (الثلاثاء) مناقشة التحديات الراهنة في مكافحة الإرهاب.
وقدم المتحدثون في ورشة العمل الخامسة تحليلاً شاملاً لتغطيات وسائل الإعلام للإرهاب، والعلاقة القائمة بين الدور الذي يلعبه الاعلام في تغطية ومنع وحتى في انتاج الإرهاب. ونوهوا بأن وسائل الإعلام الحديثة، وخصوصاً في فرنسا، كثيراً ما تميل إلى التهويل في تغطياتها للإرهاب، وتسعى لاستخدام الهجمات الإرهابية لتعزيز توزيعها، في حين ترفض الحقائق والمعلومات.
ورأى الدكتور هيثم منّاع، رئيس ومؤسس المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان الذي أدار الجلسة، أن كلاً من الدول والجماعات الإرهابية مذنبة في التلاعب بالمعلومات، الأمر الذي يستوجب الحذر من احتمال اخضاع المنظمات غير الحكومية لسيطرة الأنظمة الديكتاتورية.
وقالت السيدة ماريا بانون، رئيسة قسم العلاقات العامة في الشبكة الدولية للحقوق والتنمية فرع اسبانيا، في مداخلتها إن الإرهاب والدعاية يجب أن يخضعا للسيطرة، وأن تكون جميع تدابير مكافحة الإرهاب متوازنة وتستند إلى معلومات جديدة ودقيقة.
وشددت السيدة بانون على ضرورة تمييز ما وصفتها ب "صحافة الإرهاب" عن الصحافة الجنائية، مسلطة الضوء على أهمية الإعتراف بالدور الذي تلعبه وسائل الاعلام الاجتماعية الجديدة والمستخدمة من قبل المنظمات الارهابية.
وتحدثت الصحافية الاستقصائية، السيدة ليزلي فارين، عن لجوء وسائل الإعلام الحديثة وخصوصاً في فرنسا، للتهويل في تغطياتها للإرهاب بهدف تعزيز توزيعها، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام لم تعد تستثمر كما ينبغي في الصحافة الاستقصائية، وزادت من اعتمادها على الصحافيين الذين يعملون لحسابهم الخاص وضمن عقود قصيرة الأجل، والذين غالباً ما يفتقدون للتدريب ويخشون من توجيه الأسئلة المناسبة في البلدان الأجنبية.
واشار السيد ماجد نعمة، مدير تحرير مجلة "أفريك أزي"، إلى أن وسائل الاعلام لا تزال خاضعة لسيطرة الدول والجهات الثرية المانحة في العديد من دول الشرق الأوسط، الأمر الذي يمنعها من ايصال المعلومات اللازمة إلى الجمهور. كما تحدث عن لجوء وسائل الإعلام في بعض الأحيان إلى اطالة أمد الحروب والأنشطة الإرهابية.
ونوه السيد نعمة بأن الزيادة في استخدم وسائل الإعلام الاجتماعية، تخاطر في تركيز الإنتباه إلى هذه الأنشطة من قبل الجهات المختصة.
ومن جانبه، أشار الصحافي الفرنسي ورئيس تحرير مجلة الدفاع، ريتشارد لابيفيير، إلى تراجع وسائل الاعلام ولجوئها إلى أساليب التلاعب لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، وتحولها بالتالي إلى ما أسماها "أسلحة للاتصال الشامل".
وقال لابيفيير إن الحملات الاعلامية الدعائية هي في الكثير من الأحيان غير صحيحة وبشكل لا يُصدّق، مستشهداً بالفظائع التي وقعت في الجزائر خلال أوائل عام 1990، وتعامل وسائل الاعلام معها بالتضليل واللامبالاة.
وركّز، ألستير بانكول، محرر شؤون الدفاع في القناة التلفزيونية البريطانية (سكاي نيوز) في مداخلته على العوامل المتغيرة في ما يسمى "الدولة الاسلامية"، وقدرتها على نشر العنف من خلال منصات وسائل الاعلام الاجتماعية.
وشدد بانكول على ضرورة أن تتخذ وسائل الاعلام قرارات صعبة، وتحديداً كيفية تغطية القضايا الحساسة للممارسات المروعة من العنف، مع الأخذ بالاعتبار الأهداف التي يريدها هذا التنظيم الإرهابي من وراء بث مقاطع فيديو عن مثل هذه الممارسات، داعياً وسائل الاعلام إلى استخدام قدرتها التقديرية عند الاختيار بين ما هو خبر وما هو دعاية.
ولاحظ الصحافي هارولد هايمان، من القناة التلفزيونية (بي إف إم)، أن وسائل الاعلام اليوم هي في عصر يملي عليها الافتراض بأن الهجمات هي عمل الجهاديين، مشيراً إلى أن الصحافيين يعملون عن كثب مع الشرطة، ويتمكنون في بعض الأحيان من الإنخراط على نحو وثيق مع عملياتها، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك حدود للتغطية الاعلامية.
وتناولت ورشة العمل السادسة باسهاب مسألة "جدارة القانون الدولي"، وتم خلالها إثارة العديد من التساؤلات حول كفاءات الآليات الدولية، والتشديد على ضرورة موازنة عمليات مكافحة الإرهاب باحترام حقوق الإنسان.
ورأى حسين موسويان، الباحث في جامعة برينستون، إن التحدي الذي يواجهه المواطنون العاديون في المجتمع المدني ذو شقين ومعقد، ويحق لهم التمتع بالأمن والشعور بالقلق من تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان وهدر الموارد البشرية، وممارسة حرياتهم المدنية وحقوقهم.
ولفت موسويان إلى أن هناك القليل من الشك في أن الدول ملزمة بتنفيذ التشريعات المعتمدة بصورة قانونية، وأن التحدي يتمثل في كيفية ضمان احترام هذه القوانين، مشيراً إلى أن معتقل غوانتانامو ساهم في توسيع الفجوة بين الرأي الرسمي باسم مكافحة الإرهاب وبين حقوق الإنسان وتعاريفها والمحامين من جهة أخرى، وإلى الصعوبة الحقيقية والحاجة إلى تحقيق التوازن وحماية حقوق الإنسان لنزلاء السجون.
وقال إن الإرهابين يخلقون حالات معينة يصعب فيها حماية حقوقهم الإنسانية، ويتركز السؤال الآن حول كيفية القتال وكيفية ايجاد تعريف جديد للسلام وحتى بالوسائل العسكرية، وتجنب الأضرار الجانبية على الشعب الأعزل في المناطق المستهدفة، مشيراً إلى أن الحاجة لاقامة التوازن المطلوب قد تفقد زخمها عندما يكون الهدف عسكرياً ويضع حياة الإنسان على المحك.
ورأت جولين فورد، الباحثة في تشاتم هاوس (المعهد الملكي للشؤون الدولية) في لندن، أن معظم الناس في افريقيا ومنذ العام 2001، لم يدركوا أن الإرهاب يشكل تهديداً كما اعتبره البعض الآخر. وكان هناك تصور بأن ما يحدث في بلادهم هو أجندة خارجية، وأن التدابير المضادة لم يتم اتخاذها لحمايتها، ولكن لتأمين الدول الغربية.
وقال جورج إستيفينارت، المدير الفخري للمرصد الأوروبي لمكافحة المخدرات والإدمان، أن أوروبا تعيش فترة مراجعة واستيعاب بعد الأحداث الارهابية الدامية في فرنسا والدنمارك، وتعمل على تشديد الإجراءات على حدودها، في حين يسعى الاتحاد الأوروبي لاعتماد تدابير لمواجهة مثل هذه التهديدات. وهناك شركاء خارج الأمم المتحدة، غير أن هذه الشراكة لا تزال تخضع للبناء.
وأضاف إستيفينارت إن الإرهاب لا يزال يشكل مسألة معقدة لأن الإتحاد الأوروبي لم يعتد على الاطلاق على علاج مثل هذه القضايا، ويواجه الآن ضرورة تملي عليه انشاء آليات فعالة لمواجهتها.
وقدمت ورشة العمل السابعة تحليلاً وافياً للتشريعات المحلية والدولية والمضاعفات الاقتصادية المترتبة على عمليات مكافحة الإرهاب، ودور الاقتصاد في ضمان السلامة للجميع من تهديد الإرهاب العالمي، ولمستوى المعرفة حول السلاسل السببية بين الأمن والاقتصاد.
ورأى مدير مركز المحيط الهادئ للتعليم المهني، جون مادينغر، أن الحديث عن مصادرة الأصول المدنية اليوم اصبح أداة قيّمة يمكن استخدامها لحرمان الإرهابيين من أصولهم والاستيلاء عليها، موضحاً أن العقاب عن طريق مصادرة الأصول يحرّم الإرهابيين من وسائل ارتكاب الجرائم في المستقبل.
وقال مادينغر إن الاقتصاد يلعب دوراً في ضمان السلامة للجميع من التهديد العالمي للإرهاب، وهناك حاجة ملحة لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والاتفاق على تعريفها، والقيام برد صلب وشامل لعرقلة وصول الجماعات الإرهابية والمتطرفة إلى الموارد المالية، ومكافحة قدراتها على اعاقة التنمية الاقتصادية والسياسية في البلدان التي تنشط على أراضيها.
ومن جانبه، شد الأمين العام للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (كوميسا)، سينديسو نغوينيا، على ضرورة تعزيز القدرات لمنع غسيل الأموال، الذي اعتبره المصدر الرئيسي لتمويل الأفراد والجماعات الإرهابية، وتعزيز الإرادة السياسية لمكافحة التهديد العالمي للإرهاب.
أما محمد كالينسو، مستشار منظمة التعاون الاسلامي، فقد حثّ جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس فقط على التصديق واعتماد قرارات الأمم الحالية ولكن على تنفيذها أيضاً، لافتاً إلى وجود ثغرات خطيرة بين اتخاذ القرار وتنفيذه في التشريعات الوطنية.
ودعا كالينسو الدول إلى تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب تحترم حقوق الإنسان وتحظر التنميط العنصري والعرقي.
ناقشت ورشات العمل لمؤتمر الشبكة الدولية للحقوق والتنمية المنعقد في جنيف حالياً قضايا الإرهاب ووسائل الاعلام، وجدارة القانون الدولي، والاقتصاد وعمليات مكافحة الإرهاب، وبدأت صباح اليوم (الثلاثاء) مناقشة التحديات الراهنة في مكافحة الإرهاب.
وقدم المتحدثون في ورشة العمل الخامسة تحليلاً شاملاً لتغطيات وسائل الإعلام للإرهاب، والعلاقة القائمة بين الدور الذي يلعبه الاعلام في تغطية ومنع وحتى في انتاج الإرهاب. ونوهوا بأن وسائل الإعلام الحديثة، وخصوصاً في فرنسا، كثيراً ما تميل إلى التهويل في تغطياتها للإرهاب، وتسعى لاستخدام الهجمات الإرهابية لتعزيز توزيعها، في حين ترفض الحقائق والمعلومات.
ورأى الدكتور هيثم منّاع، رئيس ومؤسس المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان الذي أدار الجلسة، أن كلاً من الدول والجماعات الإرهابية مذنبة في التلاعب بالمعلومات، الأمر الذي يستوجب الحذر من احتمال اخضاع المنظمات غير الحكومية لسيطرة الأنظمة الديكتاتورية.
وقالت السيدة ماريا بانون، رئيسة قسم العلاقات العامة في الشبكة الدولية للحقوق والتنمية فرع اسبانيا، في مداخلتها إن الإرهاب والدعاية يجب أن يخضعا للسيطرة، وأن تكون جميع تدابير مكافحة الإرهاب متوازنة وتستند إلى معلومات جديدة ودقيقة.
وشددت السيدة بانون على ضرورة تمييز ما وصفتها ب "صحافة الإرهاب" عن الصحافة الجنائية، مسلطة الضوء على أهمية الإعتراف بالدور الذي تلعبه وسائل الاعلام الاجتماعية الجديدة والمستخدمة من قبل المنظمات الارهابية.
وتحدثت الصحافية الاستقصائية، السيدة ليزلي فارين، عن لجوء وسائل الإعلام الحديثة وخصوصاً في فرنسا، للتهويل في تغطياتها للإرهاب بهدف تعزيز توزيعها، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام لم تعد تستثمر كما ينبغي في الصحافة الاستقصائية، وزادت من اعتمادها على الصحافيين الذين يعملون لحسابهم الخاص وضمن عقود قصيرة الأجل، والذين غالباً ما يفتقدون للتدريب ويخشون من توجيه الأسئلة المناسبة في البلدان الأجنبية.
واشار السيد ماجد نعمة، مدير تحرير مجلة "أفريك أزي"، إلى أن وسائل الاعلام لا تزال خاضعة لسيطرة الدول والجهات الثرية المانحة في العديد من دول الشرق الأوسط، الأمر الذي يمنعها من ايصال المعلومات اللازمة إلى الجمهور. كما تحدث عن لجوء وسائل الإعلام في بعض الأحيان إلى اطالة أمد الحروب والأنشطة الإرهابية.
ونوه السيد نعمة بأن الزيادة في استخدم وسائل الإعلام الاجتماعية، تخاطر في تركيز الإنتباه إلى هذه الأنشطة من قبل الجهات المختصة.
ومن جانبه، أشار الصحافي الفرنسي ورئيس تحرير مجلة الدفاع، ريتشارد لابيفيير، إلى تراجع وسائل الاعلام ولجوئها إلى أساليب التلاعب لتحقيق أقصى قدر من الأرباح، وتحولها بالتالي إلى ما أسماها "أسلحة للاتصال الشامل".
وقال لابيفيير إن الحملات الاعلامية الدعائية هي في الكثير من الأحيان غير صحيحة وبشكل لا يُصدّق، مستشهداً بالفظائع التي وقعت في الجزائر خلال أوائل عام 1990، وتعامل وسائل الاعلام معها بالتضليل واللامبالاة.
وركّز، ألستير بانكول، محرر شؤون الدفاع في القناة التلفزيونية البريطانية (سكاي نيوز) في مداخلته على العوامل المتغيرة في ما يسمى "الدولة الاسلامية"، وقدرتها على نشر العنف من خلال منصات وسائل الاعلام الاجتماعية.
وشدد بانكول على ضرورة أن تتخذ وسائل الاعلام قرارات صعبة، وتحديداً كيفية تغطية القضايا الحساسة للممارسات المروعة من العنف، مع الأخذ بالاعتبار الأهداف التي يريدها هذا التنظيم الإرهابي من وراء بث مقاطع فيديو عن مثل هذه الممارسات، داعياً وسائل الاعلام إلى استخدام قدرتها التقديرية عند الاختيار بين ما هو خبر وما هو دعاية.
ولاحظ الصحافي هارولد هايمان، من القناة التلفزيونية (بي إف إم)، أن وسائل الاعلام اليوم هي في عصر يملي عليها الافتراض بأن الهجمات هي عمل الجهاديين، مشيراً إلى أن الصحافيين يعملون عن كثب مع الشرطة، ويتمكنون في بعض الأحيان من الإنخراط على نحو وثيق مع عملياتها، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك حدود للتغطية الاعلامية.
وتناولت ورشة العمل السادسة باسهاب مسألة "جدارة القانون الدولي"، وتم خلالها إثارة العديد من التساؤلات حول كفاءات الآليات الدولية، والتشديد على ضرورة موازنة عمليات مكافحة الإرهاب باحترام حقوق الإنسان.
ورأى حسين موسويان، الباحث في جامعة برينستون، إن التحدي الذي يواجهه المواطنون العاديون في المجتمع المدني ذو شقين ومعقد، ويحق لهم التمتع بالأمن والشعور بالقلق من تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان وهدر الموارد البشرية، وممارسة حرياتهم المدنية وحقوقهم.
ولفت موسويان إلى أن هناك القليل من الشك في أن الدول ملزمة بتنفيذ التشريعات المعتمدة بصورة قانونية، وأن التحدي يتمثل في كيفية ضمان احترام هذه القوانين، مشيراً إلى أن معتقل غوانتانامو ساهم في توسيع الفجوة بين الرأي الرسمي باسم مكافحة الإرهاب وبين حقوق الإنسان وتعاريفها والمحامين من جهة أخرى، وإلى الصعوبة الحقيقية والحاجة إلى تحقيق التوازن وحماية حقوق الإنسان لنزلاء السجون.
وقال إن الإرهابين يخلقون حالات معينة يصعب فيها حماية حقوقهم الإنسانية، ويتركز السؤال الآن حول كيفية القتال وكيفية ايجاد تعريف جديد للسلام وحتى بالوسائل العسكرية، وتجنب الأضرار الجانبية على الشعب الأعزل في المناطق المستهدفة، مشيراً إلى أن الحاجة لاقامة التوازن المطلوب قد تفقد زخمها عندما يكون الهدف عسكرياً ويضع حياة الإنسان على المحك.
ورأت جولين فورد، الباحثة في تشاتم هاوس (المعهد الملكي للشؤون الدولية) في لندن، أن معظم الناس في افريقيا ومنذ العام 2001، لم يدركوا أن الإرهاب يشكل تهديداً كما اعتبره البعض الآخر. وكان هناك تصور بأن ما يحدث في بلادهم هو أجندة خارجية، وأن التدابير المضادة لم يتم اتخاذها لحمايتها، ولكن لتأمين الدول الغربية.
وقال جورج إستيفينارت، المدير الفخري للمرصد الأوروبي لمكافحة المخدرات والإدمان، أن أوروبا تعيش فترة مراجعة واستيعاب بعد الأحداث الارهابية الدامية في فرنسا والدنمارك، وتعمل على تشديد الإجراءات على حدودها، في حين يسعى الاتحاد الأوروبي لاعتماد تدابير لمواجهة مثل هذه التهديدات. وهناك شركاء خارج الأمم المتحدة، غير أن هذه الشراكة لا تزال تخضع للبناء.
وأضاف إستيفينارت إن الإرهاب لا يزال يشكل مسألة معقدة لأن الإتحاد الأوروبي لم يعتد على الاطلاق على علاج مثل هذه القضايا، ويواجه الآن ضرورة تملي عليه انشاء آليات فعالة لمواجهتها.
وقدمت ورشة العمل السابعة تحليلاً وافياً للتشريعات المحلية والدولية والمضاعفات الاقتصادية المترتبة على عمليات مكافحة الإرهاب، ودور الاقتصاد في ضمان السلامة للجميع من تهديد الإرهاب العالمي، ولمستوى المعرفة حول السلاسل السببية بين الأمن والاقتصاد.
ورأى مدير مركز المحيط الهادئ للتعليم المهني، جون مادينغر، أن الحديث عن مصادرة الأصول المدنية اليوم اصبح أداة قيّمة يمكن استخدامها لحرمان الإرهابيين من أصولهم والاستيلاء عليها، موضحاً أن العقاب عن طريق مصادرة الأصول يحرّم الإرهابيين من وسائل ارتكاب الجرائم في المستقبل.
وقال مادينغر إن الاقتصاد يلعب دوراً في ضمان السلامة للجميع من التهديد العالمي للإرهاب، وهناك حاجة ملحة لمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب والاتفاق على تعريفها، والقيام برد صلب وشامل لعرقلة وصول الجماعات الإرهابية والمتطرفة إلى الموارد المالية، ومكافحة قدراتها على اعاقة التنمية الاقتصادية والسياسية في البلدان التي تنشط على أراضيها.
ومن جانبه، شد الأمين العام للسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (كوميسا)، سينديسو نغوينيا، على ضرورة تعزيز القدرات لمنع غسيل الأموال، الذي اعتبره المصدر الرئيسي لتمويل الأفراد والجماعات الإرهابية، وتعزيز الإرادة السياسية لمكافحة التهديد العالمي للإرهاب.
أما محمد كالينسو، مستشار منظمة التعاون الاسلامي، فقد حثّ جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس فقط على التصديق واعتماد قرارات الأمم الحالية ولكن على تنفيذها أيضاً، لافتاً إلى وجود ثغرات خطيرة بين اتخاذ القرار وتنفيذه في التشريعات الوطنية.
ودعا كالينسو الدول إلى تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب تحترم حقوق الإنسان وتحظر التنميط العنصري والعرقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.