ومن القتل ما أفجع وأوجع، الدموع تقطر من العيون دفئها صار صقيع، القلوب ما عادت تحتمل من قسوة ما رأت، مشهد ما عهدناه إلا في الأفلام السينمائية التي تعرض تحت تحذير "للكبار فقط لقسوة المشاهد".. مشهد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي قام تنظيم داعش الإرهابي بحرقه، لم نعهد مثل تلك البشاعة، بل وتخطى الأمر لأن يقوم التنظيم الإرهابي بتصوير ذلك فيديو ثم يعرضه على صفحات التواصل الاجتماعي. الفيديو عبارة عن لقطات استعراضية خلت من أي رحمة، كلها تعكس أن قادة هذا التنظيم لا يمتوا للإسلام بصله، وأنه منهم براء، وأنه يجب على الجميع التكاتف من أجل كسر شوكة هذا التنظيم الذي شاع في الأرض فسادا وإفسادا. بداية الأسر في 24 من ديسمبر الماضي أقلع الطيار معاذ الكساسبة من قاعدة عسكرية بالأردن، لتنفيذ ضربة جوية ضد "تنظيم الدولة"، لكنه لم يكمل رحلته، إذ أسقطت طائرته واحتجز لدى التنظيم فوق الرقة بسوريا. والكساسبة ابن محافظة الكرك الواقعة جنوب غربي الأردن، وهو من مواليد 29 مايو 1988، وأنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الحسين الملكية للطيران الحربي. وتخرج الكساسبة عام 2009 ليلتحق بطياري سلاح الجو الملكي الأردني، وحصل على رتبة ملازم أول في 2014، ووفقا لزملائه كان الكساسبة من أكثر الطيارين في سلاح الجو خبرة وتميزا، كما عرف بالتزامه الديني وتفوقه الدراسي. والكساسبة المتزوج حديثا، كان واحدا من طياري الجيش الأردني الذين أسندت لهم مهمة تسديد ضربات ضد "تنظيم الدولة" في العراقوسوريا، كون الأردن جزءا من التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد. وفي ديسمبر الماضي أثناء طلعة جوية للكساسبة، أسقطت طائرته فوق الرقة واحتجز لدى "تنظيم الدولة"، ومنذ ذلك الوقت بذل الأردن جهودا للإفراج عنه دون جدوى. وهدد تنظيم "داعش" بإعدام الطيار الأردني منذ إلقاء القبض عليه عدة مرات، بل ووصل الأمر في بعض الاحيان إلى القيام بحملة "تغريدات" على موقع "تويتر" من أجل اختيار طريقة إعدام الكساسبة. أمل الإفراج الأمل في إطلاق سراح الكساسبة بدأ يلوح في الافق بعد تسرب أنباء تفيد بإمكانية مبادلة الطيار الأردني بالمعتقلة "الجهادية" في السجون الأردنية ساجدة الريشاوي. والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها يوم 9 نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في أحداث عرفت باسم "الأربعاء الأسود". والسلطات الأردنية أجرت مفاوضات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال قيادات سلفية وأخرى مرتبطة بالعشائر العراقية في الأنبار لإطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم، مقابل إطلاق ساجدة الريشاوي. غير أن تنظيم الدولة الإسلامية اشترط على السلطات الأردنية إطلاق سراح "الجهادية" ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام في الأردن لدورها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005 مقابل الرهينة الياباني الثاني "كينجي غوتو" الذي قام التنظيم بإعدامه في ال 31 من يناير ، دون ذكر أي تفاصيل بشأن مصير معاذ الكساسبة. وعلى الرغم من أن "داعش" لم يبد نيته إطلاق سراح الكساسبة إلا أن المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني كان قد أعلن أن بلاده مستعدة للإفراج عن السجينة العراقية ساجدة الريشاوي، إذا أطلق تنظيم "داعش" سراح الطيار الأردني. حرق الطيار لكن خرج التنظيم علينا مساء الثلاثاء 3 فبراير، ليعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع مناصرة له على شبكة الإنترنت، أنه أحرق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر حياً. وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات مناصرة للتنظيم على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للطيار، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل أن يقدم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على أنه أمير أحد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي، على غمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الأرجح، قبل أن يضرم النار فيها. وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الطيار في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط أرضا على ركبتيه، قبل أن يهوى وسط كتلة من اللهيب. وفي لقطات لاحقه، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفىء النار ويتحطم، ولا يشاهد أي أثر لجثة الطيار. وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد. كما التقطت صور للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي إياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق. صدمة وحزن وذهول حالة من الصدمة والحزن والذهول خيمت على أوساط الشارع الأردني بعد تلقيه نبأ مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش"، الذي نشر مقطع فيديو يظهر قيام التنظيم بقتل الطيار حرقاً داخل قفص حديدي. وتلقى صافي الكساسبة والد الطيار معاذ نبأ مقتل ابنه من خلال اتصال هاتفي أجراه معه قائد الجيش الأردني مشعل الزبن لم يتمكن خلالها الوالد من تمالك أعصابه. وأفاد التلفزيون الأردني أن الطيار معاذ الكساسبة قتل على يد تنظيم داعش منذ الثالث من الشهر الماضي. وعلى الصعيد النيابي، استقبل أعضاء مجلس النواب الأردني خبر مقتل الطيار معاذ بالهتاف والوعيد ضد تنظيم داعش، وذلك عقب انتهاء جلسة عادية لمجس النواب بحضور أعضاء مجلس الوزراء مساء أمس، فيما استقبل عدد من أعضاء المجلس نبأ وفاة الطيار "حرقا" بالبكاء والدعاء له بالرحمة ولأهله بالصبر والسلوان. توعد بالقصاص الجيش الأردني توعد بالقصاص من قتلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقال، إن دمه لن يذهب هدرا. فيما قطع العاهل الأردني عبد الله الثاني زيارة عمل إلى واشنطن وعاد إلى عمان. وقال العاهل الأردني عبد الله الثاني في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الأردني، إن الكساسبة قضى حياته دفاعا عن وطنه وأمته. ومن جانبها أكدت الحكومة الأردنية أنها ستقوم بالرد بشكل حازم وقوي ومزلزل على عملية إعدام الكساسبة، وتم ذلك بالفعل من خلال تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء 4 فبراير، في حق ساجدة الريشاوي و4 معتقلين سلفيين آخرين. السبب وراء حرق الكساسبة قال صوت مسجل في الشريط الذي بثه تنظيم داعش لحرق الكساسبة، إن إعدام الطيار جاء ردا على مشاركة الأردن في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد التنظيم. ودعا التنظيم في الشريط نفسه إلى قتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي على مواقع التنظيمات في سورياوالعراق، موردًا أسماء قال إنها لطيارين أردنيين مع عبارة "مطلوب للقتل"، قبل بث لائحة طويلة من الأسماء والرتب العسكرية التي لا يمكن التحقق من صحتها. وجاء في الشريط أن "داعش" خصصت "مكافأة مالية قدرها مئة دينار ذهبي لمن يقتل طيارا صليبيا"، على حد وصفهم. وأضاف أن "ديوان الأمن العام أصدر قائمة بأسماء الطيارين الأردنيين المشاركين في الحملة". إدانات عربية أعربت عدد من الدول العربية إدانتها لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي كان أسره تنظيم داعش منذ ما يزيد عن شهر. دانت مصر إعدام التنظيم للكساسبة، واعتبرته عملا بربريا جبانا وهمجيا بشعا يتناقض مع قيم الدين الإسلامي وكافة الشرائع السماوية، ووصفت الجريمة بالنكراء وبالعمل البربري الجبان والهمجي البشع. ودان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقتل الكساسبة، مؤكدا في بيان للرئاسة مساندة مصر ووقوفها إلى الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية. ودانت مملكة البحرين بشدة قتل الملازم أول الطيار الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي. وعبرت البحرين عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي والخطر المتزايد لجرائمه اللا إنسانية . ودان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة. وقال إن الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة. ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجريمة البشعة التي أقدم عليها تنظيم داعش الإرهابي بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال عباس في تصريح صحفي: "لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل هذه الجريمة البشعة، فقد فضحت هذه طبيعة الإرهابيين المريضة واللا إنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في بيان له، ب "أشد العبارات الجريمة الشنعاء التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى في حق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة"، معتبرا "هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى". وعبرت الخارجية اللبنانية، عن إدانتها لمقتل الكساسبة، مؤكدةً في بيان لها "تضامنها الكامل مع المملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبا"، كما دعت إلى "توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية واعتبارها ترقى لمستوى الجرائم ضد الانسانية". فيما دان المغرب "جريمة حرق الكساسبة" واصفا إياه ب "الحادث المعادي لكل القيم الإنسانية المدافعة عن حق الإنسان في الحياة". كما دانت الحكومة السودانية مقتل الطيار الكساسبة، على لسان المتحدث باسم الخارجية السودانية يوسف الكردفانى، فى تصريحات صحفية، وصف فيها الحادثة ب "الجريمة البشعة والوحشية التى تتنافى مع قواعد وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف". من جانبه عبر رئيس مجلس الأمة الكويتي بالإنابة مبارك الخرينج عن إدانته للجريمة البشعة التي أقدم عليها تنظيم داعش الإرهابي بإعدام الطيار الأسير معاذ الكساسبة، واصفا هذا العمل الإجرامي الجبان ب"الوحشي". إدانات دولية وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تضامنها مع الأردن، بعد شريط الفيديو الذي بث على الإنترنت ويظهر حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة . وأدان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في بيان صادر عن الرئاسة، ما أسماه عملية "الاغتيال البربرية" التي تعرض لها الكساسبة، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني. ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني على "تويتر" إن "تنظيم الدولة" تنظيم همجي ومنحرف ولن ينتصر. ومن القتل ما أفجع وأوجع، الدموع تقطر من العيون دفئها صار صقيع، القلوب ما عادت تحتمل من قسوة ما رأت، مشهد ما عهدناه إلا في الأفلام السينمائية التي تعرض تحت تحذير "للكبار فقط لقسوة المشاهد".. مشهد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي قام تنظيم داعش الإرهابي بحرقه، لم نعهد مثل تلك البشاعة، بل وتخطى الأمر لأن يقوم التنظيم الإرهابي بتصوير ذلك فيديو ثم يعرضه على صفحات التواصل الاجتماعي. الفيديو عبارة عن لقطات استعراضية خلت من أي رحمة، كلها تعكس أن قادة هذا التنظيم لا يمتوا للإسلام بصله، وأنه منهم براء، وأنه يجب على الجميع التكاتف من أجل كسر شوكة هذا التنظيم الذي شاع في الأرض فسادا وإفسادا. بداية الأسر في 24 من ديسمبر الماضي أقلع الطيار معاذ الكساسبة من قاعدة عسكرية بالأردن، لتنفيذ ضربة جوية ضد "تنظيم الدولة"، لكنه لم يكمل رحلته، إذ أسقطت طائرته واحتجز لدى التنظيم فوق الرقة بسوريا. والكساسبة ابن محافظة الكرك الواقعة جنوب غربي الأردن، وهو من مواليد 29 مايو 1988، وأنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الحسين الملكية للطيران الحربي. وتخرج الكساسبة عام 2009 ليلتحق بطياري سلاح الجو الملكي الأردني، وحصل على رتبة ملازم أول في 2014، ووفقا لزملائه كان الكساسبة من أكثر الطيارين في سلاح الجو خبرة وتميزا، كما عرف بالتزامه الديني وتفوقه الدراسي. والكساسبة المتزوج حديثا، كان واحدا من طياري الجيش الأردني الذين أسندت لهم مهمة تسديد ضربات ضد "تنظيم الدولة" في العراقوسوريا، كون الأردن جزءا من التحالف الدولي ضد التنظيم المتشدد. وفي ديسمبر الماضي أثناء طلعة جوية للكساسبة، أسقطت طائرته فوق الرقة واحتجز لدى "تنظيم الدولة"، ومنذ ذلك الوقت بذل الأردن جهودا للإفراج عنه دون جدوى. وهدد تنظيم "داعش" بإعدام الطيار الأردني منذ إلقاء القبض عليه عدة مرات، بل ووصل الأمر في بعض الاحيان إلى القيام بحملة "تغريدات" على موقع "تويتر" من أجل اختيار طريقة إعدام الكساسبة. أمل الإفراج الأمل في إطلاق سراح الكساسبة بدأ يلوح في الافق بعد تسرب أنباء تفيد بإمكانية مبادلة الطيار الأردني بالمعتقلة "الجهادية" في السجون الأردنية ساجدة الريشاوي. والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها يوم 9 نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في أحداث عرفت باسم "الأربعاء الأسود". والسلطات الأردنية أجرت مفاوضات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" من خلال قيادات سلفية وأخرى مرتبطة بالعشائر العراقية في الأنبار لإطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم، مقابل إطلاق ساجدة الريشاوي. غير أن تنظيم الدولة الإسلامية اشترط على السلطات الأردنية إطلاق سراح "الجهادية" ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام في الأردن لدورها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان عام 2005 مقابل الرهينة الياباني الثاني "كينجي غوتو" الذي قام التنظيم بإعدامه في ال 31 من يناير ، دون ذكر أي تفاصيل بشأن مصير معاذ الكساسبة. وعلى الرغم من أن "داعش" لم يبد نيته إطلاق سراح الكساسبة إلا أن المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني كان قد أعلن أن بلاده مستعدة للإفراج عن السجينة العراقية ساجدة الريشاوي، إذا أطلق تنظيم "داعش" سراح الطيار الأردني. حرق الطيار لكن خرج التنظيم علينا مساء الثلاثاء 3 فبراير، ليعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع مناصرة له على شبكة الإنترنت، أنه أحرق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر حياً. وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات مناصرة للتنظيم على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للطيار، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل أن يقدم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على أنه أمير أحد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي، على غمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الأرجح، قبل أن يضرم النار فيها. وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الطيار في ثوان، يتخبط أولا، ثم يسقط أرضا على ركبتيه، قبل أن يهوى وسط كتلة من اللهيب. وفي لقطات لاحقه، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفىء النار ويتحطم، ولا يشاهد أي أثر لجثة الطيار. وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد. كما التقطت صور للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي إياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق. صدمة وحزن وذهول حالة من الصدمة والحزن والذهول خيمت على أوساط الشارع الأردني بعد تلقيه نبأ مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم "داعش"، الذي نشر مقطع فيديو يظهر قيام التنظيم بقتل الطيار حرقاً داخل قفص حديدي. وتلقى صافي الكساسبة والد الطيار معاذ نبأ مقتل ابنه من خلال اتصال هاتفي أجراه معه قائد الجيش الأردني مشعل الزبن لم يتمكن خلالها الوالد من تمالك أعصابه. وأفاد التلفزيون الأردني أن الطيار معاذ الكساسبة قتل على يد تنظيم داعش منذ الثالث من الشهر الماضي. وعلى الصعيد النيابي، استقبل أعضاء مجلس النواب الأردني خبر مقتل الطيار معاذ بالهتاف والوعيد ضد تنظيم داعش، وذلك عقب انتهاء جلسة عادية لمجس النواب بحضور أعضاء مجلس الوزراء مساء أمس، فيما استقبل عدد من أعضاء المجلس نبأ وفاة الطيار "حرقا" بالبكاء والدعاء له بالرحمة ولأهله بالصبر والسلوان. توعد بالقصاص الجيش الأردني توعد بالقصاص من قتلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقال، إن دمه لن يذهب هدرا. فيما قطع العاهل الأردني عبد الله الثاني زيارة عمل إلى واشنطن وعاد إلى عمان. وقال العاهل الأردني عبد الله الثاني في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الأردني، إن الكساسبة قضى حياته دفاعا عن وطنه وأمته. ومن جانبها أكدت الحكومة الأردنية أنها ستقوم بالرد بشكل حازم وقوي ومزلزل على عملية إعدام الكساسبة، وتم ذلك بالفعل من خلال تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء 4 فبراير، في حق ساجدة الريشاوي و4 معتقلين سلفيين آخرين. السبب وراء حرق الكساسبة قال صوت مسجل في الشريط الذي بثه تنظيم داعش لحرق الكساسبة، إن إعدام الطيار جاء ردا على مشاركة الأردن في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد التنظيم. ودعا التنظيم في الشريط نفسه إلى قتل كل الطيارين المشاركين في حملات القصف الجوي على مواقع التنظيمات في سورياوالعراق، موردًا أسماء قال إنها لطيارين أردنيين مع عبارة "مطلوب للقتل"، قبل بث لائحة طويلة من الأسماء والرتب العسكرية التي لا يمكن التحقق من صحتها. وجاء في الشريط أن "داعش" خصصت "مكافأة مالية قدرها مئة دينار ذهبي لمن يقتل طيارا صليبيا"، على حد وصفهم. وأضاف أن "ديوان الأمن العام أصدر قائمة بأسماء الطيارين الأردنيين المشاركين في الحملة". إدانات عربية أعربت عدد من الدول العربية إدانتها لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي كان أسره تنظيم داعش منذ ما يزيد عن شهر. دانت مصر إعدام التنظيم للكساسبة، واعتبرته عملا بربريا جبانا وهمجيا بشعا يتناقض مع قيم الدين الإسلامي وكافة الشرائع السماوية، ووصفت الجريمة بالنكراء وبالعمل البربري الجبان والهمجي البشع. ودان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مقتل الكساسبة، مؤكدا في بيان للرئاسة مساندة مصر ووقوفها إلى الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفى مواجهة تنظيم همجى جبان يُخالف كافة الشرائع السماوية. ودانت مملكة البحرين بشدة قتل الملازم أول الطيار الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي. وعبرت البحرين عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة التي تؤكد الوحشية المفرطة والهمجية التي وصل إليها هذا التنظيم الإرهابي والخطر المتزايد لجرائمه اللا إنسانية . ودان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة. وقال إن الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيدا وحشيا من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة. ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجريمة البشعة التي أقدم عليها تنظيم داعش الإرهابي بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال عباس في تصريح صحفي: "لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل هذه الجريمة البشعة، فقد فضحت هذه طبيعة الإرهابيين المريضة واللا إنسانية وبعدها كل البعد عن الإسلام السمح". كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في بيان له، ب "أشد العبارات الجريمة الشنعاء التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى في حق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة"، معتبرا "هذه الجريمة البشعة تخالف جميع الأعراف الدولية والشرائع السماوية وتعود بنا إلى عصور الظلام ما قبل القرون الوسطى". وعبرت الخارجية اللبنانية، عن إدانتها لمقتل الكساسبة، مؤكدةً في بيان لها "تضامنها الكامل مع المملكة الأردنية الهاشمية حكومة وشعبا"، كما دعت إلى "توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية واعتبارها ترقى لمستوى الجرائم ضد الانسانية". فيما دان المغرب "جريمة حرق الكساسبة" واصفا إياه ب "الحادث المعادي لكل القيم الإنسانية المدافعة عن حق الإنسان في الحياة". كما دانت الحكومة السودانية مقتل الطيار الكساسبة، على لسان المتحدث باسم الخارجية السودانية يوسف الكردفانى، فى تصريحات صحفية، وصف فيها الحادثة ب "الجريمة البشعة والوحشية التى تتنافى مع قواعد وتعاليم الدين الاسلامى الحنيف". من جانبه عبر رئيس مجلس الأمة الكويتي بالإنابة مبارك الخرينج عن إدانته للجريمة البشعة التي أقدم عليها تنظيم داعش الإرهابي بإعدام الطيار الأسير معاذ الكساسبة، واصفا هذا العمل الإجرامي الجبان ب"الوحشي". إدانات دولية وأعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تضامنها مع الأردن، بعد شريط الفيديو الذي بث على الإنترنت ويظهر حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة . وأدان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في بيان صادر عن الرئاسة، ما أسماه عملية "الاغتيال البربرية" التي تعرض لها الكساسبة، وقدم تعازيه لعائلته وللشعب الأردني. ومن جهة أخرى، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني على "تويتر" إن "تنظيم الدولة" تنظيم همجي ومنحرف ولن ينتصر.