كيف تعدل المركز الانتخابي قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب؟ الوطنية للانتخابات تجيب    فيضانات مدمّرة تجتاح ألاسكا وحاكمها يطالب ترامب بإعلان حالة كوارث كبرى (صور)    انتخابات الأهلي - ياسين منصور يكشف حقيقة استقالته من شركة الكرة.. ولقاءه مع توروب    تامر مصطفى ل في الجول: مباراة الأهلي صعبة ولكن    آلام الضهر تؤجل عودة عبد الله السعيد للزمالك    كرة سلة – جراحة ناجحة ل تمارا نادر السيد.. وتغيب عن الأهلي عدة شهور    حاصل على لقب "أستاذ كبير"، وفاة لاعب الشطرنج دانييل ناروديتسكي بعمر 29 عاما    القبض على زوج ألقى بزوجته من شرفة المنزل في بورسعيد    السيطرة على حريق داخل مستشفى خاصة بالمنيا دون خسائر بشرية    أول تحرك من أوقاف الإسكندرية في محاولة سرقة مكتب بريد عبر حفر نفق من داخل مسجد    هل تفكر هنا الزاهد في تكرار تجربة الزواج مرة أخرى؟ الفنانة ترد    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    متى وكيف تقيس سكر الدم للحصول على نتائج دقيقة؟    الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. حماس: ملتزمون بوقف إطلاق النار والاحتلال لديه ثوابت لاختراق الاتفاق.. ترامب يهدد بفرض رسوم على الصين تصل ل175%.. جهود لإنقاذ ناقلة نفط تشتعل بها النيران في خليج عدن    أخبار 24 ساعة.. صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة    وزارة العمل: قرارات زيادة الأجور لا تصدر بشكل عشوائي بل بعد دراسات دقيقة    متحدث الحكومة: نهدف لتيسير الخدمات الحكومية من أجل المواطن والمستثمر    إرسال عينات الدم المعثور عليها فى مسرح جريمة تلميذ الإسماعيلية للطب الشرعى    على طريقة فيلم لصوص لكن ظرفاء.. حفروا نفقا داخل مسجد لسرقة مكتب بريد "فيديو"    النواب البحريني: نتطلع لتهيئة مسار سلام يعيد الحقوق المشروعة لشعب فلسطين    بسمة داوود تكشف لتليفزيون اليوم السابع سبب توترها على الريدكاربت بالجونة    الموت يفجع الفنان حمدي الوزير.. اعرف التفاصيل    بالصور.. وزير الثقافة يقدم واجب العزاء في والدة أمير عيد    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    توم براك يحذر لبنان من احتمال مهاجمة إسرائيل إذا لم ينزع سلاح حزب الله    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    فى عيدها ال 58.. اللواء بحرى أ.ح. محمود عادل فوزى قائد القوات البحرية :العقيدة القتالية المصرية.. سر تفوق مقاتلينا    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    أشرف عبد الباقي عن دوره في «السادة الافاضل»: ليس عادياً ومكتوب بشياكة    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    متحدث الحكومة: سنبحث تعميم الإجازة يوم افتتاح المتحف الكبير    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    على الطريقة الأجنبية.. جددي من طريقة عمل شوربة العدس (مكون إضافي سيغير الطعم)    نتنياهو: مصرون على تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة ونزع سلاح حماس    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    الذكاء الاصطناعي أم الضمير.. من يحكم العالم؟    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    ضربه من الخلف وقطّعه 7 ساعات.. اعترافات المتهم بقتل زميله وتقطيعه بمنشار في الإسماعيلية    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحروب الإلكترونية أشد فتكا من المعارك العسكرية
من يسيطر علي الفضاء الإلكتروني؟

لا تقل حرب المعلومات أهمية عن الحروب العسكرية بين الدول حيث تأتي الاثنتان كمحاولة لإثبات الزعامة والهيمنة علي مقدرات الدول الفقيرة التي لا تمتلك تفوقا شبيها نتيجة لضعف مواردها.
هذه الحرب القديمة والأزلية بين الدول والقوي العالمية استباحت كل الوسائل التي تضمن لها الصدارة المعلوماتية الامر الذي جعل الحروب الاليكترونية شيئا لم يعد لم خافيا علي احد، وتدار معارك هذه الحروب عبر لوحة مفاتيح وشاشة صغيرة لكنها أثبتت أنها أكثر فتكا من أي سلاح تقليدي. وقد وقعت مؤخرا حادثتان تعطيان مؤشرات هامة في الحرب الدائرة رحاها منذ سنوات طويلة بين الدول في ساحة الصراع الإلكتروني الأكثر إثارة وذكاء وتقدما في العالم..
القصة الأولي بطلتها كوريا الشمالية التي قامت بقرصنة إلكترونية علي موقع شركة سوني الأمريكية بسبب فيلم " المقابلة" والذي يسخر من زعيم كوريا الشمالية في مشاهد كوميدية تقود في آخر الفيلم لاغتياله. ولم يقتصر الأمر علي شركة سوني بل وصلت التهديدات إلي دور العرض السينمائي والجمهور مما أجبر الشركة علي سحب الفيلم وتدخلت المخابرات الأمريكية والرئيس أوباما شخصيا، معتبرا الهجوم عملا إرهابيا وتهديدا للأمن القومي للبلاد.
وهو محق في ذلك فأمريكا الإلكترونية لو اخترقت ستنهار أنظمة الاتصال والطيران وشبكات الطرق وصولا حتي إلي السيطرة علي منصات اطلاق الصواريخ واصابتها بشلل عسكري، فضلا عن الشلل الاقتصادي صعب الإصلاح. بإختصار ستكون النهاية.
ولم تمض أيام علي هذه الحادثة حتي واجهت أمريكا فضيحة إلكترونية جديدة عندما إخترقت داعش حساب لوكالة الأمن القومي الأمريكية وأعلنت الخلافة الإلكترونية بعد تعرض حسابي القيادة المركزية الأمريكية علي تويتر ويوتيوب لاختراق آخر نفذه عناصر من داعش.
وهو ما يمثل تحولا خطيرا في شكل المواجهات حيث يستخدم الجيش الأمريكي الاف من الحسابات علي فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها. وقد ادي الحادثان لاعلان حالة الاستنفار الالكتروني القصوي والاستعانة بأحدث الوسائل التي تحقق الأمن الإلكتروني لتلك المواقع الحساسة في الوقت نفسه لم تظهر أية بادرة علي اي تغير استراتيجية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي ازدهرت فيها الآف الحسابات علي فيسبوك وتويتر وغيرها أغلبها معاد للمواقع الامريكية التي تسعي دائما لإثبات زعامتها وتفوقها الالكتروني كما تفعل في ساحات القتال علي الأرض.
ومع اتساع رقعة الحروب الأمريكية وانتشار قواتها في مناطق كثيرة في العالم اعتمد الجيش الامريكي علي هذه الحسابات باعتبارها وسيلة سريعة وفعالة يتصل من خلالها الجيش الأمريكي بأفراده وأسرهم لنقل معلومات عن كل شيء بدءا من المناسبات الاجتماعية في القواعد العسكرية إلي انقطاع التيار الكهربائي.
ورغم أن الحادث لم ينتج عنه السطو علي معلومات سرية او ما شابه لكنه بالتاكيد يمثل إنتصارا رمزيا لتنظيم داعش الذي تمكن من إختراق حسابات القوات المقاتلة في سوريا والعراق.
ومع ذلك اعلن محللون إن اختراق حساب القيادة المركزية علي تويتر أسهل بكثير ويختلف
عن التسلل إلي الشبكات الداخلية لوزارة الدفاع والتي كرست لها أموال هائلة وبرامج متطورة للدفاع عنها. واضافوا أن هذه الحادثة تتكرر كل يوم مع حسابات تويتر وأشهرها الحادثة التي وقعت عام 2013 عندما اخترق هاكرز حساب وكالة اسوشيتد برس للأنباء وبثوا تغريدة كاذبة عن تفجيرات في البيت الأبيض مما أدي لهبوط اسعر الاسهم في البورصة تم تداركه سريعا.
الصين الأولي
ليست الحروب الإلكترونية بالشيء الجديد وما يحدث الآن استكمالا لسلسلة فضائح ويكليكس التي كشف عنها جوليان أسانج الذي استطاع عرض وثائق ومعلومات سرية بعد اختراق مواقع امريكية حساسه. الا ان الامر لم يقتصر عند حدود المواقع الحساسة بل اصبحت جيوش الهاكرز أكثر فتكا من الجيوش النظامية لذا أدركت الدول مبكرا حاجتها لوجود مثل هذا النوع من الجيوش الذي يحقق انتصارات نوعية مع عدم وجود خسائر بشرية.
وتتصدر الصين قائمة الدول التي تشن هجمات الكترونية في العالم، وحلت اندونيسيا في المرتبة الثانية ثم تركيا وامريكا وروسيا ورومانيا والبرازيل وتايوان والهند وهونج كونج وإسرائيل.وأشارت دراسة إلي أن منطقة آسيا والمحيط الهادي هي الأكثر تصديراً لهذا النوع من الهجمات بنسبة8%، تليها أوروبا بنسبة 19% ثم الأمريكتين بنسبة 13%.
وتعددت الهجمات بين هجوم علي مواقع خدمية وتجارية ومصرفية وصولا للهجوم علي مواقع أمنية ووسائل الاعلام وحتي مواقع نووية كما حدث في ايران من قبل هاكرز اسرائيليين. وفي المنطقة العربية وجد الجيش الالكتروني المصري والجيش الالكتروني السوري والليبي والسوداني والجيش الالكتروني للمقاومة الفلسطينية وجميعها تعمل في إطار استعراض القوة اكثر من كونها مصدرا للحصول علي معلومات سرية من الدول المعادية.
بل اصبح هناك تبادل خبرات بين الدول الصديقة لتطوير الاداء الالكتروني واعلن رئيس المخابرات في كوريا الجنوبية ان عدد القراصنة المحترفين في كوريا الشمالية يبلغ ثلاثة آلاف قرصان يتم ارسالهم إلي الصين وروسيا للدراسة والتدريب. وهناك حرب الكترونية متواصلة بين روسيا واوكرانيا من ناحية وروسيا وأمريكا من ناحية اخري وبين الكوريتين وبين الصين وأمريكا والهند وباكستان. كما يمثل الجيش الالكتروني الاسرائيلي نموذجا واضحا لهذا النوع من الحروب حين تشن اسرائيل هجوما حربيا علي قطاع غزة حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات العربية بالحسابات الوهمية التي كانت وظيفتها وقت الحرب بث الشائعات الكاذبة وتأجيج الخلافات والصراعات بين العرب بعضهم البعض.
وفي الوقت الذي لم تستطع فيه اسرائيل شن هجوم عسكري علي ايران لم تتوقف هجماتها الالكترونية علي مواقع منشآتها النووية.
هاكرز الثورة
كما اعتمدت الثورات العربية منذ بداية التحضير لها علي وسائل الاعلام الجديد وشبكات التواصل الأجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر اللذين كان لهما أثر كبير في حشد الجماهير للخروج والتظاهر ضد الأنظمة الفاسدة كما كانت هذه المواقع مرآة لحقيقة ما يحدث في الشارع من مصادمات واشتباكات عبر ما تعرضه من فيديوهات مصورة للأحداث أولا بأول متفوقة بذلك علي وسائل الإعلام التقليدية. وامام هذا التوجه الايجابي ظهرت جيوش الكترونية موازية تدافع عن الأنظمة القائمة مثل الجيش السوري الإلكتروني التابع لنظام بشار الأسد والذي يروج لوجهة نظر النظام وظهر أيضا انونيموس الثورة السورية الذين اخترقوا مواقع للنظام السوري.
جيش داعش
منذ اليوم الأول أعتمدت داعش علي الحرب الإلكترونية في تجنيد عناصرها وتعزيز تواجدها في العراق وسوريا وحتي الآن يمكننا القول أنها انتصرت في معركتها ضد الغرب الذي تستقطب منه مقاتلين كل يوم فضلا عن قيامها بشن عدد من الهجمات الالكترونية التي ساعدتها في جمع المعلومات ومعرفة تحركات جيش التحالف وكان اخرها فضيحة التجسس علي مواقع الجيش الأمريكي علي تويتر.
كما أصدر داعش اول صحيفة إلكترونية تتحدث بلسان التنظيم عبر جيشها الإلكتروني والمعروفة بإسم دابق وصدرت الصحيفة باللغتين العربية والانجليزية وتعرض خطب واحاديث الخليفة البغدادي وأفكار التنظيم.
الحرب القادمةوتشير التوقعات إلي تنامي هذا النوع من الحروب في العام الجديد خاصة في ظل وجود أكثر من جبهة مشتعلة في العالم وذلك لسهولة تعبئة الجيوش الالكترونية وعدم وجود قوانين في اغلب الدول تجرم الجرائم الالكترونية ومنها الاختراق لاسباب سياسية. في الوقت الذي تنتهج فيه الدول الكبري نفس الاساليب من التجسس وانتهاك القوانين والحريات كوسيلة لتحقيق الامن وضمان الزعامة والسيطرة من جهة أخري او كنوع من استعراض القوة بين الدول والتنظيمات كما اشرنا. في حين تتشارك الدول تكنولوجيا الحروب الالكترونية فيما بينها كجزء من اتفاقيات شراكة لتحقيق اجندتها السياسية كما يحدث بين الصين واليابان والصين وروسيا.
ومن المتوقع ان تأخذ هذه الحرب ايضا توجها أكثر تأثيرا باستهدافها لمواقع البورصات والبنوك كجزء من خططها لاسقاط الدول والحكومات بالأداة الأكثر تأثيرا وهي الاقتصاد.
لا تقل حرب المعلومات أهمية عن الحروب العسكرية بين الدول حيث تأتي الاثنتان كمحاولة لإثبات الزعامة والهيمنة علي مقدرات الدول الفقيرة التي لا تمتلك تفوقا شبيها نتيجة لضعف مواردها.
هذه الحرب القديمة والأزلية بين الدول والقوي العالمية استباحت كل الوسائل التي تضمن لها الصدارة المعلوماتية الامر الذي جعل الحروب الاليكترونية شيئا لم يعد لم خافيا علي احد، وتدار معارك هذه الحروب عبر لوحة مفاتيح وشاشة صغيرة لكنها أثبتت أنها أكثر فتكا من أي سلاح تقليدي. وقد وقعت مؤخرا حادثتان تعطيان مؤشرات هامة في الحرب الدائرة رحاها منذ سنوات طويلة بين الدول في ساحة الصراع الإلكتروني الأكثر إثارة وذكاء وتقدما في العالم..
القصة الأولي بطلتها كوريا الشمالية التي قامت بقرصنة إلكترونية علي موقع شركة سوني الأمريكية بسبب فيلم " المقابلة" والذي يسخر من زعيم كوريا الشمالية في مشاهد كوميدية تقود في آخر الفيلم لاغتياله. ولم يقتصر الأمر علي شركة سوني بل وصلت التهديدات إلي دور العرض السينمائي والجمهور مما أجبر الشركة علي سحب الفيلم وتدخلت المخابرات الأمريكية والرئيس أوباما شخصيا، معتبرا الهجوم عملا إرهابيا وتهديدا للأمن القومي للبلاد.
وهو محق في ذلك فأمريكا الإلكترونية لو اخترقت ستنهار أنظمة الاتصال والطيران وشبكات الطرق وصولا حتي إلي السيطرة علي منصات اطلاق الصواريخ واصابتها بشلل عسكري، فضلا عن الشلل الاقتصادي صعب الإصلاح. بإختصار ستكون النهاية.
ولم تمض أيام علي هذه الحادثة حتي واجهت أمريكا فضيحة إلكترونية جديدة عندما إخترقت داعش حساب لوكالة الأمن القومي الأمريكية وأعلنت الخلافة الإلكترونية بعد تعرض حسابي القيادة المركزية الأمريكية علي تويتر ويوتيوب لاختراق آخر نفذه عناصر من داعش.
وهو ما يمثل تحولا خطيرا في شكل المواجهات حيث يستخدم الجيش الأمريكي الاف من الحسابات علي فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها. وقد ادي الحادثان لاعلان حالة الاستنفار الالكتروني القصوي والاستعانة بأحدث الوسائل التي تحقق الأمن الإلكتروني لتلك المواقع الحساسة في الوقت نفسه لم تظهر أية بادرة علي اي تغير استراتيجية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي ازدهرت فيها الآف الحسابات علي فيسبوك وتويتر وغيرها أغلبها معاد للمواقع الامريكية التي تسعي دائما لإثبات زعامتها وتفوقها الالكتروني كما تفعل في ساحات القتال علي الأرض.
ومع اتساع رقعة الحروب الأمريكية وانتشار قواتها في مناطق كثيرة في العالم اعتمد الجيش الامريكي علي هذه الحسابات باعتبارها وسيلة سريعة وفعالة يتصل من خلالها الجيش الأمريكي بأفراده وأسرهم لنقل معلومات عن كل شيء بدءا من المناسبات الاجتماعية في القواعد العسكرية إلي انقطاع التيار الكهربائي.
ورغم أن الحادث لم ينتج عنه السطو علي معلومات سرية او ما شابه لكنه بالتاكيد يمثل إنتصارا رمزيا لتنظيم داعش الذي تمكن من إختراق حسابات القوات المقاتلة في سوريا والعراق.
ومع ذلك اعلن محللون إن اختراق حساب القيادة المركزية علي تويتر أسهل بكثير ويختلف
عن التسلل إلي الشبكات الداخلية لوزارة الدفاع والتي كرست لها أموال هائلة وبرامج متطورة للدفاع عنها. واضافوا أن هذه الحادثة تتكرر كل يوم مع حسابات تويتر وأشهرها الحادثة التي وقعت عام 2013 عندما اخترق هاكرز حساب وكالة اسوشيتد برس للأنباء وبثوا تغريدة كاذبة عن تفجيرات في البيت الأبيض مما أدي لهبوط اسعر الاسهم في البورصة تم تداركه سريعا.
الصين الأولي
ليست الحروب الإلكترونية بالشيء الجديد وما يحدث الآن استكمالا لسلسلة فضائح ويكليكس التي كشف عنها جوليان أسانج الذي استطاع عرض وثائق ومعلومات سرية بعد اختراق مواقع امريكية حساسه. الا ان الامر لم يقتصر عند حدود المواقع الحساسة بل اصبحت جيوش الهاكرز أكثر فتكا من الجيوش النظامية لذا أدركت الدول مبكرا حاجتها لوجود مثل هذا النوع من الجيوش الذي يحقق انتصارات نوعية مع عدم وجود خسائر بشرية.
وتتصدر الصين قائمة الدول التي تشن هجمات الكترونية في العالم، وحلت اندونيسيا في المرتبة الثانية ثم تركيا وامريكا وروسيا ورومانيا والبرازيل وتايوان والهند وهونج كونج وإسرائيل.وأشارت دراسة إلي أن منطقة آسيا والمحيط الهادي هي الأكثر تصديراً لهذا النوع من الهجمات بنسبة8%، تليها أوروبا بنسبة 19% ثم الأمريكتين بنسبة 13%.
وتعددت الهجمات بين هجوم علي مواقع خدمية وتجارية ومصرفية وصولا للهجوم علي مواقع أمنية ووسائل الاعلام وحتي مواقع نووية كما حدث في ايران من قبل هاكرز اسرائيليين. وفي المنطقة العربية وجد الجيش الالكتروني المصري والجيش الالكتروني السوري والليبي والسوداني والجيش الالكتروني للمقاومة الفلسطينية وجميعها تعمل في إطار استعراض القوة اكثر من كونها مصدرا للحصول علي معلومات سرية من الدول المعادية.
بل اصبح هناك تبادل خبرات بين الدول الصديقة لتطوير الاداء الالكتروني واعلن رئيس المخابرات في كوريا الجنوبية ان عدد القراصنة المحترفين في كوريا الشمالية يبلغ ثلاثة آلاف قرصان يتم ارسالهم إلي الصين وروسيا للدراسة والتدريب. وهناك حرب الكترونية متواصلة بين روسيا واوكرانيا من ناحية وروسيا وأمريكا من ناحية اخري وبين الكوريتين وبين الصين وأمريكا والهند وباكستان. كما يمثل الجيش الالكتروني الاسرائيلي نموذجا واضحا لهذا النوع من الحروب حين تشن اسرائيل هجوما حربيا علي قطاع غزة حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات العربية بالحسابات الوهمية التي كانت وظيفتها وقت الحرب بث الشائعات الكاذبة وتأجيج الخلافات والصراعات بين العرب بعضهم البعض.
وفي الوقت الذي لم تستطع فيه اسرائيل شن هجوم عسكري علي ايران لم تتوقف هجماتها الالكترونية علي مواقع منشآتها النووية.
هاكرز الثورة
كما اعتمدت الثورات العربية منذ بداية التحضير لها علي وسائل الاعلام الجديد وشبكات التواصل الأجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر اللذين كان لهما أثر كبير في حشد الجماهير للخروج والتظاهر ضد الأنظمة الفاسدة كما كانت هذه المواقع مرآة لحقيقة ما يحدث في الشارع من مصادمات واشتباكات عبر ما تعرضه من فيديوهات مصورة للأحداث أولا بأول متفوقة بذلك علي وسائل الإعلام التقليدية. وامام هذا التوجه الايجابي ظهرت جيوش الكترونية موازية تدافع عن الأنظمة القائمة مثل الجيش السوري الإلكتروني التابع لنظام بشار الأسد والذي يروج لوجهة نظر النظام وظهر أيضا انونيموس الثورة السورية الذين اخترقوا مواقع للنظام السوري.
جيش داعش
منذ اليوم الأول أعتمدت داعش علي الحرب الإلكترونية في تجنيد عناصرها وتعزيز تواجدها في العراق وسوريا وحتي الآن يمكننا القول أنها انتصرت في معركتها ضد الغرب الذي تستقطب منه مقاتلين كل يوم فضلا عن قيامها بشن عدد من الهجمات الالكترونية التي ساعدتها في جمع المعلومات ومعرفة تحركات جيش التحالف وكان اخرها فضيحة التجسس علي مواقع الجيش الأمريكي علي تويتر.
كما أصدر داعش اول صحيفة إلكترونية تتحدث بلسان التنظيم عبر جيشها الإلكتروني والمعروفة بإسم دابق وصدرت الصحيفة باللغتين العربية والانجليزية وتعرض خطب واحاديث الخليفة البغدادي وأفكار التنظيم.
الحرب القادمةوتشير التوقعات إلي تنامي هذا النوع من الحروب في العام الجديد خاصة في ظل وجود أكثر من جبهة مشتعلة في العالم وذلك لسهولة تعبئة الجيوش الالكترونية وعدم وجود قوانين في اغلب الدول تجرم الجرائم الالكترونية ومنها الاختراق لاسباب سياسية. في الوقت الذي تنتهج فيه الدول الكبري نفس الاساليب من التجسس وانتهاك القوانين والحريات كوسيلة لتحقيق الامن وضمان الزعامة والسيطرة من جهة أخري او كنوع من استعراض القوة بين الدول والتنظيمات كما اشرنا. في حين تتشارك الدول تكنولوجيا الحروب الالكترونية فيما بينها كجزء من اتفاقيات شراكة لتحقيق اجندتها السياسية كما يحدث بين الصين واليابان والصين وروسيا.
ومن المتوقع ان تأخذ هذه الحرب ايضا توجها أكثر تأثيرا باستهدافها لمواقع البورصات والبنوك كجزء من خططها لاسقاط الدول والحكومات بالأداة الأكثر تأثيرا وهي الاقتصاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.