رئيس مجلس الشيوخ يهنئ السيسي بذكرى تحرير سيناء    رئيس جامعة عين شمس والسفير الفرنسي بالقاهرة يبحثان سبل التعاون    الثلاثاء 23 أبريل 2024.. الدولار يتراجع 5 قروش أمام الجنيه ببعض البنوك    مجلس النواب يبدأ مناقشة المواد المستحدثة بمشروع قانون التأمين الموحد    القومي لتنظيم الاتصالات يصدر تعليمات بخصوص أوقات العمل الصيفية لمنافذ بيع مقدمي خدمات الاتصالات    النواب يوافق على استضافة مصر لمركز التغيرات المناخية التابع للاتحاد الإفريقي    وزير الخارجية: نحذر من مخاطر اجتياح رفح الفلسطينية عسكريًا    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    نائب: مرور 200 يوم على حرب غزة دليل على ازدواجية المجتمع الدولي    الزمالك يكشف موقف عمر جابر من لقاء العودة أمام بالكونفدرالية    العين الإماراتي يسعى لكسر عقدة عمرها 18 عاما أمام الهلال السعودي    خلال 24 ساعة، تحرير 17429 مخالفة مرورية متنوعة أعلى الطرق السريعة    حصيلة 24 ساعة.. رادارات المرور تضبط 10 ألاف مخالفة لتجاوز السرعة المقررة    فى لفتة إنسانية.. الحماية المدنية بالإسكندرية تنقل مُسنا مريضا إلى المستشفى    مكتبة الإسكندرية تشهد فعالية "مصر حكاية الإنسان والمكان"    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    متحدث وزارة العمل: تعيين 14 ألف شخص من ذوي الهمم منذ بداية 2023    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    البرلمان يحيل 23 تقريرا من لجنة الاقتراحات والشكاوى للحكومة لتنفيذ توصياتها    "جولدمان ساكس" الأمريكي يتوقع خفض الفائدة في مصر 200 نقطة الشهر المقبل    وزير الرياضة ومحافظ شمال سيناء يفتتحان المرحلة الأولى لتطوير استاد العريش (صور)    ناتاليا: درسنا أبيدجان جيدًا وهدفنا وضع الأهلي في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    كولر يشرح خطة مواجهة مازيمبي الحاسمة في محاضرة فنية    عبدالرحمن مجدي: مباراة الاتحاد بداية تحقيق طموحات جماهير الإسماعيلي    البورصة تستهل جلسة اليوم الثلاثاء 22 أبريل بتراجع جماعي لكافة المؤشرات    انطلاق النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي لاستشاري المياه    تفاصيل اجتماع «حجازي» مع لجنة قيادات الوزارة لتحقيق ضمان الجودة التعليمية    سقوط المتهم بالنصب على الطلاب في دورات تعليمية بسوهاج    سلاح ومخدرات.. الداخلية تداهم أوكار المجرمين بالمحافظات    التعليم: عقد امتحانات طلاب الدمج بالأول والثاني الثانوي ورقيًا    "ضربها بمزهرية".. تفاصيل مقتل مسنة على يد سباك بالحدائق    غرق شاب في ترعة أخميم بسوهاج    بالصور.. تسريب مياه داخل إحدى السفن بغاطس البحر المتوسط في بورسعيد    محمد سامي ومي عمر بمسلسل جديد في رمضان 2025| تفاصيل    «مفاجآت مالية».. توقعات برج الدلو في الأسبوع الأخير من أبريل 2024    916 ألف جنيه إيرادات فيلم شقو في السينمات خلال 24 ساعة    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    وزير الصحة: التوسع في الشراكة مع القطاع الخاص يضمن خلق منظومة صحية قوية    تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من ارتفاع درجات الحرارة ونصائح الوقاية في ظل الأجواء الحارة    إطلاق قافلة طبية مجانية في قرى مرسى مطروح.. اعرف الأماكن والتخصصات    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    مجلس النواب يستمع إلي البيان المالي للحكومة لموازنة 2024-2025    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    البطولة العربية العسكرية للفروسية، تعرف على مدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الجديدة    شعبة الأدوية: انفراجة في توفير كل أنواع ألبان الأطفال خلال أسبوع    نيللي كريم تثير فضول متابعيها حول مسلسل «ب100 وش»: «العصابة رجعت»    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    رسولوف وهازنافيسيوس ينضمان لمسابقة مهرجان كان السينمائي    طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون الإدارة بوقف التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل    الدفاعات الأوكرانية: دمرنا جميع الطائرات المسيرة التي أطلقتها موسكو خلال الليل    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب الهاكرز آخر الحروب بين العرب وإسرائيل

ال«هاكر» هو مصطلح إنجليزى يعنى قرصان، وأطلق هذا المصطلح على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين كانوا يتحدون الأنظمة المختلفة ويحاولون اقتحامها، وليس بالضرورة أن تكون فى نيتهم ارتكاب جريمة أو حتى جنحة، ولكن نجاحهم فى الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهارتهم. إلا أن القانون اعتبرهم دخلاء تمكنوا من دخول مكان افتراضى لا يجب أن يكونوا فيه.
والقيام بهذه العملية اختيارية يمتحن فيها المبرمج قدراته دون أن يعلن عن نفسه، ولكن بعضهم استغلها بصورة تخريبية لمسح المعلومات، والبعض الآخر استغلها تجاريا لأغراض التجسس والبعض لسرقة الأموال.
ويقوم الهاكرز بالقرصنة على المواقع عن طريق مرحلتين، أولها جمع المعلومات؛ وأهم هذه المعلومات تكون عنوان الهدف على الشبكة «ip» ومعرفة نظام التشغيل الموجود على هذا الهدف ليفحصها إذا كانت فيها ثغرات برمجية، وهذه الأخطاء أو الثغرات تسمح للهاكر بأن يفعل عدة أشياء ممنوعة، أما المرحلة الثانية وهى الهجوم وهى مرحلة يتم فيها استغلال الثغرات فغالبا ما تكون على شكل روابط. فيقوم الهاكر بالدخول للوحة تحكم المدير فى الموقع ويستولى عليها.

«الهاكرز» جريمة

بالرغم من أن «الهاكرز» له إيجابيات عدة، فإنه يستخدم بطريقة سيئة فى كثير من الأحيان، وهذا ما جعل السلطات الأمريكية تعتقل 27 مواطنا بتهمة القرصنة على أجهزة 350 مواطنة لابتزازهن عن طريق بث بعض الصور العارية لهن، وهذا ما جعل القضاء الأمريكى يحكم عليهم بالسجن لمدة 105 أعوام كعقوبة على استخدام الهاكرز فى الابتزاز.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن الشرطة الأمريكية تمكنت من القبض على القراصنة، بعدما نشروا الصور على مواقع التواصل الاجتماعى بعدما رفضت هؤلاء السيدات الخضوع لابتزازهم الجنسى من خلال مكالمات فيديو.
هاكرز إسرائيليون استولوا على موقع وزارة الصحة الإيرانية رداً على اختراق موقع هاآرتس

الفلسطينيون اخترقوا موقع الكنيست رداً على التوسع في الاستيطان
جيش «الهاكرز» السورى يسيطر على مواقع إسرائيلية «إلكترونية» ردا على الغارة الجوية

وسط الصراع الدائم بين الدول، خصوصا فى الشرق الأوسط، انضمت «حرب الهاكرز» إلى قائمة الحروب غير المباشرة بمعناها التقليدى، وأصبحت حرب الهاكرز جنبا إلى جنب مع الحرب النفسية أو الباردة، وحظيت بقدر كبير من الاهتمام لتأثيرها الواسع، خصوصا فى الصراع بين إسرائيل والدول العربية، حيث تعد القرصنة على أنظمة الحاسب الآلى، من خلال شبكات الإنترنت، مما يهدف أيضا لاحتلال مناطق عسكرية «إلكترونية»، ولكن عن طريق السيطرة على هذه المنطقة من خلال الهاكرز باختراق الحواسيب الإلكترونية الخاصة بها وتدميرها نهائيا كأداة للحرب الإلكترونية الجديدة والتى خيمت على المشهد العام خلال العام 2012 ، التى ستكون كلمة السر فى الصراع العربى والإيرانى مع إسرائيل فى 2013.
فقد شهد العام 2012 الكثير من استخدام برامج الهاكرز للسيطرة على أجهزة وأنظمة معلومات خاصة بشخصيات عامة إسرائيلية ووزارات وهيئات من أجل تدمير أنظمة المعلومات الخاصة بها.
حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن مجموعة من الهاكرز الإسرائيليين استولوا على موقع وزارة الصحة الإيرانية بطهران ردا على استخدام بعض الهاكرز الإيرانى هذا البرنامج فى تدمير بعض المواقع الإسرائيلية الحساسة فى الدولة الخاصة بالمنظومات الأمنية والعسكرية وموقع صحيفة «هاآرتس» التى تعد من أكبر الصحف فى إسرائيل، حيث قامت مجموعة من الهاكرز الإسرائيلية بالرد على إيران بإسقاط موقع التليفزيون الإيرانى وموقع وزارة الصحة الإيرانية بعدما تمكن الهاكرز الإيرانى من إحداث أضرار كبيرة، خاصة بعد القرصنة على موقع البورصة الإسرائيلية.

الهاكرز العربى يقلقون إسرائيل

دخلت حرب الهاكرز مؤخرا فى «الصراع العربى الإسرائيلى» بعدما حقق نجاحات فى الصراع الإيرانى الإسرائيلى»، حيث استخدم مجموعة الفلسطينيين الهاكرز فى الرد على أفعال الاحتلال الإسرائيلى الاستيطانية فى الضفة الغربية واستمرار الحفر بالقرب من المسجد الأقصى، ولا سيما الغارات التى يشنها العدو على غزة، حيث ذكر تقرير لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن مجموعة من القراصنة الفلسطينيين قاموا بإسقاط موقع الكنيست الإسرائيلى كرد فعل على الاستيطان الصهيونى فى الضفة الغربية، وذلك بالإضافة إلى السيطرة على موقع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي «دانى إيالون»، ومن ثم أصبح «الهاكرز» كسلاح إلكترونى جديد فى يد الفلسطينيين للدفاع عن أرضهم ولكن من خلال الحاسب الآلى، وذلك ما جعل الصحافة الإسرائيلية تستخدم مصطلحات الحرب فى موضوعات الهاكرز، حيث تقوم باستخدم مصطلح أحبطت المنظومة الأمنية هجوم قراصنة إيرانيين على موقع بنك «ها بوعاليم» الإسرائيلى، وبحسب صحيفة إسرائيل اليوم فإن الهاكرز الإيرانيين قاموا بذلك بهدف الإفساد والسيطرة على قاعدة بيانات البنك وماعليها من معلومات.

الجيش السورى الإلكترونى يفتح جبهة «إسرائيل»

أصبحت مهاجمة إسرائيل إلكترونيا من خلال القرصنة على مواقعها على الإنترنت هى الرد الوحيد على هجمات إسرائيل ضد الدول العربية، حيث قام ما يسمى بالجيش السورى الإلكترونى بالرد على الغارة التى استهدف بها سلاح الجو الإسرائيلى على قافلة سورية على الحدود مع لبنان، وهو ما اعتبرته علامة سيئة على الأوضاع الإقليمية بسبب الصراع الدائر فى سوريا، حيث إن القافلة السورية كانت تحمل صواريخ «إس إيه 17» المضادة للطائرات، ووفقًا للصحيفة فإنه من الغريب أن تنفى مسئولية إسرائيل عن الهجوم، رغم أن سوريا اتهمت إسرائيل بقصف مركز عسكرى للأبحاث، الذى يقع شمال غرب دمشق، وإن القصف أسفر عن ضحايا.
وبعد هذا القصف ذكر تقرير لصحيفة هاآرتس أن مخاوف إسرائيلية فى أعقاب التقارير عن غارة إسرائيلية على سوريا من انتقام حزب الله، ولكن سوريا لم تجلس مكتوفة الأيدى بل تمكن ما يسمى بالجيش السورى الإلكترونى باختراق مجموعة كبيرة من المواقع الحكومية الإسرائيلية ومن بينها صحيفة «ذا ماكر» الاقتصادية التابعة لصحيفة هاآرتس، وذلك ردا على تلك الغارات الإسرائيلية بالرغم من أن الصحيفة ذاتها كانت تتوقع أن الغارة سيقابلها هجوم عسكرى من حزب الله إلا أن الهجوم جاء إلكترونيا ليكلف إسرائيل خسائر كبيرة، وبحسب صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فإن الجيش السورى الإلكترونى تمكن من القرصنة على موقع ذا ماكر الإسرائيلى وعدد80 موظفا من كبار الصحفيين والمحررين فى الصحيفة وأعضاء مجلس الإدارة، وبحسب وسائل الإعلام اللبنانية فإنه قد كشف قائد مجموعة القراصنة «الجيش السورى الإلكترونى» الذى رفض الكشف عن هويته، أن مجموعته قامت باختراق نحو 50 موقعا حكوميا إسرائيليا».
وأشار إلى «أن المجموعة اخترقت مؤخرا مواقع فى قطر والسعودية وتركيا وجميع الدول التى تهاجم سوريا». لافتا إلى «أن القرصنة على المواقع الإسرائيلية تأتى ردا على الغارة الإسرائيلية على مركز أبحاث عسكرية بالقرب من دمشق». نافيا علاقة مجموعته بالحكومة السورية.

ايران تهدد بالقصاص «الإلكتروني»
محاولات اغتيال علماء إيرانيين تطلق شرارة ثورة «الهاكرز» ضد إسرائيل

العداء بين إسرائيل وإيران لم يتوقف عند التلويح بشن هجوم عسكرى من قبل أحد الأطراف المتصارعة، بل إنه امتد ليشمل أساليب أخرى تدخل ضمن الحرب الناعمة، وذلك باللجوء إلى ما يعرف بحرب «الهاكرز» أو «القرصنة الإلكترونية» والتى يبرز فيها الطرفان مدى تقدمهما العلمى والتكنولوجى للنيل من الخصم دون أن تسقط قطرة واحدة من الدماء.
وفيما يرى محللون سياسيون أن السيناريو العراقى يتكرر اليوم بالطريقة نفسها ، فبالأمس كان كل من الموساد والمخابرات الأمريكية «CIA» يتعاونان لاغتيال العلماء النوويين العراقيين الأكفاء، وهو نفس ما يحدث مع العلماء الإيرانيين، ففى عام 2010 اغتيل 4 علماء وهم «مسعود على محمدى، مجيد شهريارى، داريوش رضائى نجاد، مصطفى روشان» فيما نجا «فريدون عباسى دوانى» والذى أصبح رئيس البرنامج النووى الإيرانى.
وفى يوليو الماضى أعلن «حيدر مصلحى» وزير الأمن الإيرانى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على أكثر من 30 شخصا للاشتباه فى تورطهم فى إغتيال «داريوش رضائى نجاد» بالتزامن مع الذكرى الأولى لوفاته، حيث توفى عن عمر يناهز 35 عاما.
وقال موقع «بى بى سى» فى قسمه الفارسى إن «مصلحى» أكد على الأجهزة الأمنية التحقق من أن هؤلاء الأشخاص ضالعون بالفعل فى عملية الاغتيال، حيث طلبت منهم الأجهزة الأمنية إعادة تمثيل عملية الاغتيال، مشيرا إلى أن الجناة حاولوا تضليل أجهزة الاستخبارات الإيرانية، مؤكدا أنهم استخدموا أسلحة عديدة منها كلاشينكوف، واتهم الموساد وال«CIA» بالوقوف وراء تمويل هذه الخلايا الإرهابية.
ونشرت الإذاعة الإيرانية تقريرا أوضحت خلاله أن «داريوش» كان أحد العلماء الإيرانيين ولكن ليس فى مجال الطاقة النووية، حيث كان يعد باحثا متعاونا مع بعض المؤسسات العلمية والجامعات الإيرانية ومن بينها مراكز أبحاث وزارة الدفاع الإيرانية.
لكن سلسلة الاغتيالات لم تتوقف عند هذا الأمر، ففى الأسبوع الأول من يناير الماضى أعلن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية أن قوات الأمن أحبطت محاولات اغتيال لعدد من العلماء النووين، وفى 18 يناير الماضى أذاعت القناة الأولى الإيرانية اعترافات أحد عملاء المخابرات الأمريكية يدعى «متى والوك» أوضح خلالها كيفية اختياره للنخب العلمية عن طريق إقناعهم بأنه يعمل لدى شركة دولية مقرها «سلوفاكيا».
اغتيال العلماء ورفض الحظر الاقتصادى من قبل أمريكا على إيران، كان حافزا لبعض مجموعات الهاكرز لشن حملات قرصنة ضد عدد من البنوك والمواقع الأمريكية والإسرائيلية للانتقام، ففى10 يناير الماضى قال موقع «خبر فارسى» إن مجموعات هاكرز إيرانية قامت باختراق نحو 20 بنكا أمريكيا، وأوضحت أنه الهجوم الثالث من نوعه خلال الأشهر الأخيرة الماضية، ففى أكتوبر الماضى صرح «جو ليبرمان» عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، ومرشح الرئاسة السابق لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية، بأنه ومجلس الشيوخ ولجنة الأمن القومى بأمريكا، يرون أن إيران هى المحركة لهذه الهجمات، من خلال ما يسمى بجيش إيران الإلكترونى، الذى يضم مجموعات كبيرة من الهاكرز، من ثم يجب فرض المزيد من العقوبات عليها، كما اتهم الحرس الثورى الإيرانى بالوقوف وراء مثل هذه الهجمات الإلكترونية.
من ناحية أخرى فإن الحرب لم تتوقف عند معاداة المواقع الأمريكية فحسب بل امتدت لتشمل المؤسسات الإسرائيلية أيضا، ففى العام الماضى أذاعت عددا من المواقع ووكالات الأنباء الإيرانية خبر اختراق مجموعات من الهاكرز الإيرانى لمنشآت نووية إسرائيلية، وقال موقع «شفاف» الإيرانى إن أحد المسؤولين الإسرائيليين البارزين «ألا يفال ديسكين» رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلى السابق «الشاباك» اعترف بهذا الأمر قائلا «إنها المرة الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط ينجح فيها هاكزر باختراق مسؤسسة نووية إسرائيلية».
وأكد أن هجمات القرصنة الإلكترونية الإيرانية تستهدف المؤسسات النووية بشكل خاص كنوع من الانتقام والأخذ بالثأر.
الرغبة فى القصاص لم تتوقف عن هذا الحد، ففى نوفمبر الماضى قالت الإذاعة البريطانية «بى بى سى» فى قسمها الفارسى إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت فى بيان رسمى عن اختراق موقعها الإلكترونى من قبل قراصنة المواقع الإلكترونية «هاكر» .
وأضافت الوكالة أنهم تمكنوا من اختراق البريد الإلكترونى لأكثر من 100 شخص يعملون بالوكالة، وطلبوا منهم التحقيق بشفافية بشأن المفاعلات النووية الموجودة فى إسرائيل، كما أنهم هددوا بنشر معلومات حساسة عن الوكالة فى حال الهجوم على العلماء النوويين الإيرانيين.
فيما أشار «جيل تودور» المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى، ففى الفترة السابقة كانت هناك محاولات عديدة لاختراق الموقع.

أشهر «هاكرز» في العالم .. صحفي
القراصنة يستهدفون المختبرات النووية الأمريكية والبنوك ومواقع حكومية

قراصنة الحاسب الآلى أو الهاكرز، مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين يحاولون اقتحام الأنظمة الحساسة، وليس بالضرورة أن تكون فى نيتهم ارتكاب جريمة، ولكن نجاحهم فى الاختراق يعتبر نجاحا لقدراتهم ومهارتهم وربما يستغلون تلك المهارة تجاريا لأغراض التجسس والسرقة، واللافت للنظر فإن بعض الشركات تستعين بالهاكرز وتقوم بتوظيفهم مثل شركة مايكروسوفت، حيث وجدت أنه لحماية أنظمتها يمكنها تعيين هؤلاء الهاكرز بمرتبات عالية، حيث تكون مهمتهم محاولة اختراق أنظمتها المختلفة والعثور على أماكن الضعف فيها، واقتراح سبل للوقاية اللازمة من الأضرار التى يتسبب فيها قراصنة الحاسب.
ويمكن أن يساهم الهاكرز فى تصميم بنية وتقنيات الإنترنت، والكشف عن عيوب أمن المعلومات، لعلاجها وإنجاز مشاريع مفتوحة المصدر، وعرضها مجانا على الإنترنت، مثل نظام تشغيل لينكس، وتعديل الإسكريبتات الموجودة على مواقع الشبكات وتطويرها، وتقديم استشارات أمنية لكبرى الشركات مثل مايكروسوفت، وشركات بناء الطائرات، والمؤسسات الصناعية الكبرى، وكذلك أرشيفات المعلومات الحكومية، لمنع سلب تصميمات الأجهزة والآلات من قبل منافسين على المستوى الوطنى أو المستوى الدولى، ومنع دخول العابثين إلى شبكاتهم التى تحتوى على مسائل سرية أو حساسة ومنع التخريب.
ولكن تطور استغلال أساليب الهاكر الهجومية إلى حد التنافس بين الدول فى ذلك، وأصبحت طريقة لإلحاق أضرار بالغة ببلد آخر، بدلا من شن حرب مسلحة عليه بالدبابات والطائرات والذخيرة، فتشن حربا معلوماتية عن طريق استغلال الثغرات الأمنية فى شبكات العدو الحساسة وإفسادها وإصابتها بالشلل، وقراصنة اليوم هم أكثر تنظيما وقوة من أى وقت مضى، حيث توجد مواقع للمتسللين لتبادل المعلومات المسروقة والبرامج غير المشروعة.
هاكرز صينيون يهاجمون مواقع أمريكية مهمة
*الصحف الأمريكية ومنها صحيفة نيويورك تايمز، كانت هدفا لهجمات قراصنة الصين خلال الأشهر الأربعة الماضية، وكان الهاكرز قادرين على سرقة كلمات السر لكل موظف فى الصحيفة، فضلا عن اقتحام أجهزة الكمبيوتر الشخصية لنحو 53 موظفا، والأسبوع الماضى أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال، أنه تم استهدافها من قبل القراصنة الصينيين، ورأت أن الهجوم يبدو جزءا من حملة أوسع للتجسس ضد وسائل الإعلام الأمريكية.
كما تعرضت مواقع الحكومة الأمريكية للقرصنة، وقد تم اختطاف الموقع الإلكترونى للجنة إصدار الأحكام الولايات المتحدة، وهى وكالة مستقلة عن السلطة القضائية فى البلاد، وجاءت القرصنة على مؤسسة القضاء الأمريكى للانتقام من مقتل هاكر الإنترنت أرون شوارتز، الذى انتحر بسبب فضح أمره فى مجال القرصنة.
وكانت المؤسسات المصرفية والمالية والبنوك، أيضا هدفا دائما للهاكرز، ويؤكد المحللون ضعف الولايات المتحدة فى القضاء على الإرهاب عبر الإنترنت، وكان من أشهر البنوك التى تعرضت للقرصنة ويلز فارجو، بانكورب الأمريكى وبنك أوف أمريكا، ومن أهم المؤسسات جى بى مورجان تشيس وسيتى جروب.
وكذلك شبكة المختبرات النووية، حيث استطاع الهاكرز لتسلل لبعض التقارير شبكات مختبرات الولايات المتحدة الأكثر حساسية، ومن أهمها مختبر أوك ريدج النووى.
أخطر الأهداف العالمية للهاكرز
يمكن أن يستهدف الهاكرز الأنظمة الإلكترونية للانتخابات، وقد قاموا بالفعل بذلك فى كل من المكسيك، وكندا، وروسيا، وكوريا الجنوبية، وقد حذر خبراء إمكانية حدوث اختراق لصناديق الاقتراع فى الانتخابات الأمريكية نوفمبر الماضى، وبالفعل قد صدت المكسيك وجمهورية الدومينيكان على حد سواء، هذا العام هجمات الهاكرز على الانتخابات الوطنية، وقد ضربت هجمات الهاكرز الانتخابات الوطنية فى روسيا، وأوكرانيا، وكوريا الجنوبية العام الماضى.
وقد استخدمت الولايات المتحدة مكتب التحقيقات الفيدرالى والمخابرات لإنشاء جيش من المخبرين بين مجرمى الإنترنت والهاكرز، خاصة الذين يتعاملون مع المواقع الاستخباراتية مثل موقع ويكيليكس، خاصة أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين وإيران فى مجال التجسس الإلكترونى قد أصبحت مرتفعة بالفعل.

أشهر الهاكرز وأخطرهم حول العالم

الهاكر مصطلح يشير عادة إلى أى شخص يخرق بشكل غير قانونى شبكات الكمبيوتر، ومن أشهر الهاكرز فى العالم:
* كيفن بولسن: وقد تمت مطاردته من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى، ومن أهم أعمال القرصنة، التى قام بها، سرقة معلومات سرية من ألأنظمة الإلكترونية لسلاح الجو الأمريكى، وحكم عليه 51 شهرًا ، ومنذ التخلى عن القرصنة، أصبح بولسن صحفيا، يعمل مدير تحرير مجلة ويرد، حيث يكتب فى كثير من الأحيان عن الهاكرز.
* كيفن ميتنيك: كان من أهم الأهداف لمطاردات FBI وسجن مرتين، الأولى فى عام 1988، ومن عام 1995 حتى عام 2000 لمدة ثلاث سنوات، لم يسمح له باستخدام الإنترنت.. ويقول ميتنيك إنه يفضل استخدام «الإقناع والتأثير والتلاعب» فى السعى للحصول على معلومات من أصحاب النفوذ.
*أدريان لامو: الملقب بيهوذا، وهو الهاكر الأكثر كراهية فى العالم ويشتبه فى أنه يقوم بتمرير وثائق سرية إلى موقع ويكيليكس.
*جارى ماكينون: وهو هاكر اسكتلندى، وقد قامت الحكومة البريطانية بتسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته عن القرصنة، حيث اخترق شبكات كمبيوتر الحكومة الأمريكية فى أواخر عام 2001 وأوائل عام 2002، وتسلل لنحو 97 حاسوبا، وحذف الملفات المهمة وسرقة المعلومات الحكومية.
* روبرت تابان موريس: وهو الآن يعمل أستاذا مثبتا فى علوم الحاسب الآلى فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى مختبر الذكاء الاصطناعى، ولكن لديه تاريخ حافل فى القرصنة، حيث تم وضعه فى عام 1988، تحت الرقابة لمدة ثلاث سنوات وأمره بدفع غرامة وأداء 400 ساعة فى خدمة المجتمع.
*ماثيو برايس وريتشارد بيفان: وهما اثنان من الهاكرز قاما بسرقة المعلومات والأموال، وإلحاق الأذى بالأنظمة، وفى عام 1996، اتهم ماثيو برايس وريتشارد بيفان من جانب الحكومة الأمريكية لمحاولة اختراق أنظمة الجيش الأمريكى، وقد تسللا إلى نظام كوريا الشمالية، خاصة أثناء المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برنامج الأسلحة النووية.
*ألبرت جونزاليس: فى عام 2009، أقر بأنه مذنب بسبب اختراق العديد من الشركات، والغريب فى قضية جونزاليس أنه كان يعمل مخبرا لجهاز المخابرات الأمريكية لعدة سنوات، وقد حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.