قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله مساء ،الخميس 15 يناير، أن داعش بنيت وكبرت وتطورت تحت عين الأمريكيين قبل دخولها الموصل. وتساءل نصر الله قدرة بعض الدول الإقليمية أن تقدم دعما وسلاحا إلى داعش وجبهة النصرة دون موافقة أمريكية، مضيفا أن داعش كان حليفا لعدد من الدول التي ترغب في إسقاط النظام السوري والعراقي إلا أنه انقلب عليهم. ولفت إلى أن الموقف التركي فيما يتعلق بسوريا موقف متشدد جدا، وله خلفيات كبيرة وعديدة، ولكنه رأى أن هناك تحسنا أو تبدلا في الموقف التركي حيال العراق، لكن لا يوجد مؤشرات إيجابية تجاه سوريا. ورأى أن الأمريكيين لا يريدون القضاء على داعش في المدى المنظور، بل يريدون احتواء داعش وألا تملك القدرة على التحرك باتجاه أربيل، والأردن وغيرها من الدول العربية. وقال إن الأمريكيين يريدون استخدام داعش لابتزاز دول المنطقة، فهم يريدون قواعد عسكرية في العراق وحضور وحماية للعسكريين ، مقابل المساعدة الأمريكية ضد داعش ، كذلك ابتزاز دول الخليج. وأكد أن غارات التحالف الدولي ضد داعش حتى الآن لا تساوي الغارات الإسرائيلية على لبنان 2006 خلال يومين . وأشار إلى عدم تسليح الجيش العراقي من قبل أمريكا ، وهي تمنعه من الذهاب إلى دول الأخرى, الأسلحة التي يستخدمها الجيش العراقي ، وقوات الحشد الشعبي والقوات الكردية من إيران. وقال إن سياسة أمريكا أن تجعل داعش تضغط على النظام السوري إلى أن تضع الحل السياسي بطريقتها ، كاشفا عن أن الأمريكيين أبلغوا الكثيرين أنهم ليسوا مهتمين ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد أو ذهابه إذا كان الحل السياسي هو المطلوب ، كما أن المعارضة السورية ليس لها مانع أن تصبح شريكة للأسد في السلطة. ورأى أن الدول الإقليمية هي التي تصر على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وهي السعودية وتركيا وقطر ، وقال " أعتقد أنه سينضج مع الوقت اقتناع المجتمع الدولي أنه لا حل في سوريا إلا مع الرئيس الأسد دون شرط بقاء الرئيس الأسد". وأضاف أن بعض الدول العربية اقترحت بقاء الرئيس الأسد في ولايته الحالية وإن كانوا لا يحددون موقفهم من الولاية التالية ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف المعارضة المقبولة والمعتدلة ، وتشكيل لجنة لإصلاح الدستور ، كما أن هناك مقترحا لأن يفوض الأسد جزءا من صلاحياته غير الأمنية والعسكرية لحكومة الوحدة الوطنية. وأضاف " لا أتصور أننا في الأشهر القليلة المقبلة أمام حل سياسي ، ولكن نحن أمام خطوات تمهد الحل السياسي " ، مشددا على أن أي حل سياسي بمعزل عن الأسد غير ممكن ، بل إن أي حل سياسي في سوريا ضمانة تطبيقه بعد كل هذه الحرب ، هو الرئيس السوري الأسد ، وأي حل على حساب الأسد ليس حلا. وتساءل " ولماذا تعطي بالسياسة لهذه الدول ما عجزت عنه بالحرب ، وما الرئيس الذي سيوفر الضمانة لسوريا غير الأسد ، حتى روسيا تخسر إذا تخلت عن الأسد". وتوقع استمرار الحرب في سوريا حتى لو اتفقت كل المعارضة مع النظام في ظل سيطرة داعش والنصرة على أجزاء كبيرة من سوريا والمعارضة ليس لها تأثير عليهما ، بل إن داعش قضت على المعارضة في هذه المنطقة. وقال إن داعش بدأت تفقد هذه الحاضنة الشعبية في المناطق السنية في العراق ، وفقدت قدرتها على تغيير المعادلة في العراقوسوريا ، ولكن تلحق الأذى فقط. على صعيد آخر ، نفى نصر الله وجود خبراء عسكريين تابعين لحزب الله مع (حركة أنصار الله) الحوثيين ، وقال " قبل الأحداث ذهب بعض اخواننا (في إشارة إلى أعضاء حزب الله) إلى هناك من سبيل نقل التجربة ، مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص غير موجودين منذ سنتين . حسب قوله. ونفى أي علاقة لإيران بما يحدث في اليمن وأن تكون انتصارات الحوثيين ردا على ما حدث في الموصل ، وقال " بل إن الحوثيين لم يخططوا لهذا الأمر ، فقد تم استضعاف حركة أنصار الله ، فدافعت الحركة عن نفسها ووصلت لأبواب صنعاء ، ثم حدث إجراءات رفع الأسعار فتظاهروا ، فضربت المظاهرات فدخلوا إلى صنعاء ، مشددا على أن حركة أنصار الله حركة يمنية داخلية ذاتية . على حد قوله. وأعلن الأمين العام لحزب الله أن حزبه مستعد لأي مواجهة مع إسرائيل وأنه يعمل في حال وقوع حرب قادمة على الدخول إلى الجليل شمال إسرائيل وما بعد الجليل ، متهما المعارضة السورية المسلحة بالتعامل مع إسرائيل. واستبعد وقوع حرب إسرائيلية على لبنان أو حتى على غزة ، معتبرا أن من مصلحة إسرائيل استمرار الوضع الحالي لأن وقوع حرب تحقق فيها المقاومة إنجازات سوف تؤدي إلى تغييرات في المنطقة مشيرا إلى أنه كان هناك تواصل مع المقاومة الفلسطينية خلال حرب غزة الأخيرة. وقال نصر الله إن هناك ارادة جدية لدى حركة حماس لترتيب العلاقة مع ما وصفه مع حزب الله وإيران وان تعود كالسابق ، وأضاف " أما بالنسبة لعودة محور المقاومة فليس هناك عودة لحماس لمحور المقاومة بمعزل عن سوريا ، في هذه النقطة لم نصل إلى حل". وتابع : هذا الموضوع للنقاش ، ولسنا مستعجلين عليه وكذلك الطرفين ، فحماس لها قراءتها وظروفها ، وكذلك القيادة السورية ، الأمور صعبة بالنسبة لها. وأكد أن الابتعاد السياسي بين حزب الله وحماس الفترة الماضية أثر على حيوية العلاقة مع كتائب عز الدين القسام ، من حيث الوفود واللقاءات ، فالعلاقة تراجعت ولكن تنقطع ، لافتا إلى أنه عندما حدث تباعد بين حماس وحزب الله فإن حماس هي التي تباعدت. وشدد على سعي حزب الله على نسج علاقة استراتيجيه على أساس أن هناك عدوا للأمة ، هو إسرائيل ، ولذا يجب أن يكون هناك تعاون سياسي إعلامي عسكري معهم ، فيجب أن يأتي يوم نقاتل في جبهات عديدة مع إسرائيل ، هذا هو التعاون الإستراتيجي ، وقد يفرض ذلك الإسرائيليين على العرب كلهم ذلك. وحول الدعوة الي تنحي خالد المشعل عن قيادة حركة حماس، قال نصر الله " لا نتحدث في هذا الموضوع ، هذا شأن حماس ، ما نقبله لأنفسنا نقبله لحماس".