دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة الإرهاب الذي ضرب فرنسا دون الإخلال بدولة القانون والقيم الفرنسية. وقال فالس- في كلمة له الثلاثاء 13 يناير أمام الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" لتكريم ضحايا هجمات باريس- أن بلاده عازمة على الرد على التهديد الإرهابي على أرضها وأيضاً بالأماكن التي توحد فيها الجامعات الإرهابية صفوفها لتشكل تهديدا لها. وأكد أن الحكومة تجتمع اليوم في البرلمان مع الرغبة للاستماع والنظر في جميع الحلول الممكنة على المستوى التقني والقانوني والتشريعي وأيضا فيما يخص الميزانية، مشددا على أن فرنسا في حرب على الإرهاب و"الجهاد" والإسلام الراديكالي، و لكن ليس على دين، مضيفا أن بلاده ليست في حرب على الإسلام والمسلمين. و شدد رئيس وزراء فرنسا على ان الدين الاسلامي له مكانه في المجتمع الفرنسية، مذكرا بأن الاسلام ثاني أكبر ديانة في بلاده و قال:" فرنسا في حرب ضد الارهاب و الجهادية و التشدد الاسلامي ، فهي ليست في حرب على دين معين او في حرب ضد الاسلام و المسلمين." وأكد فالس أن فرنسا ستحمي كما فعلت دائماً كل مواطنيها ، متعهدا بأن يتم حماية دور العبادة اليهودية و الإسلامية، مشيرا إلى ضرورة التحلي بالإصرار و الهدوء دون الإندفاع في التعامل مع القضايا التي أثارتها الهجمات الدامية خلال الأسبوع الممنصرم. وقال رئيس الوزراء الفرنسي - وسط تصفيق حاد من نواب البرلمان- إنه كلف وزير الداخلية برنار كازنوف بتقديم مقترحات في مدة أقصاها ثمانية أيام - لتشديد الرقابة على الانترنت و شبكات التواصل الاجتماعي للحد من إستخدامه لتجنيد من اسماهم ب"الجهاديين" داخل فرنسا. كشف انه سيتم تفعيل نظام تبادل المعلومات عن المسافرين جوا من الأوروبيين عتبارا من سبتمبر 2015، لتشديد الرقابة على سفر الأشخاص الذين يشتبه بتورطهم في أنشطة إجرامية، فضلا عن تعزيز قدرات الاستخبارات الداخلية و الهيئات القضائية المعنية بمكافحة الإرهاب من خلال توفير دعم مادي و بشري متنوع يشمل استقدام باحثين ومحللين ومترجمين ومتخصصين في الحاسوب، لافتا إلى تورط نحو 1250 شخصا مع شبكات جهادية في سوريا و العراق فقط. ووعد أن يتم قبل نهاية العام الجاري إقامة أجنحة خاصة في السجون لعزل المسجونين المتطرفين و ذلك لوقف عمليات التجنيد التي تشهدهه سجون فرنسا. ومن ناحية أخرى، دعا فالس أوروبا إلى المساهمة بشكل أكبر في العمليات العسكرية التي تقودها بلاده ضد التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل بأفريقيا، مؤكدا على ضرورة ألا ينحصر التضامن الأوروبي فقط على التظاهر في الشارع بل يجب ان يظهر ايضا في شكل دعم مادي نظرا لتكلفة العمليات العسكرية. و كان البرلمان الفرنسي قد انعقد في وقت سابق اليوم و بدأت الجلسة بأن لزم النواب دقيقة صمت تكريما لضحايا هجمات باريس قبل ان يلقي رئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون كلمة دافع فيها عن قيم "التعايش معا" في فرنسا و الحرية، متوجها بالتحية إلى جموع الفرنسيين الذين احتشدوا بالملايين في شوارع المدن الفرنسية للتنديد بالإرهاب .