ارتفاع كبير تجاوز 800 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26-10-2025    من «كارو» ل«قطار الإسكندرية».. مباحث شبرا الخيمة تعيد «محمد» لأسرته    أسعار الفراخ اليوم الأحد 26-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    آخر التحديثات.. أسعار الذهب اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025 بالصاغة محليًا وعالميًا    روبيو: لا مصلحة لإسرائيل في احتلال أو تقسيم قطاع غزة    قيادي بحماة الوطن: حديث الرئيس السيسي في احتفالية «وطن السلام» يجسد دور مصر كصوت للعقل والإنسانية في المنطقة    الطريق إلى بروكسل    عاجل - غارة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة القليلة جنوب لبنان    أبو الغيط: حكومة نتنياهو لن تستمر طويلا.. وإرادة الرئيس السيسي الحديدية أفشلت مخطط التهجير منذ البداية    السيطرة على حريق في منزل بمنطقة المنشية بالأقصر دون مصابين    شبورة كثيفة وتحذير مهم ل السائقين.. حالة الطقس اليوم الأحد 26-10-2025 ودرجات الحرارة المتوقعة    ضبط صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء    ب440 قطعة حشيش وبندقية آلية.. سقوط 3 تجار مخدرات في القصاصين    ب«اللي شارينا».. الرباعي يتألق في ختام «الموسيقى العربية»    عمرو أديب يوجه نداءً قبل افتتاح المتحف المصري الكبير: عايزين تريند يفرح مش كارثة جديدة    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    سلوت عن هدف محمد صلاح: لقد كان إنهاء رائعا من مو    اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرق دير الزور    هانيا الحمامي تتوج ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش بعد الفوز على أمينة عرفي    محافظ الغربية في جولة ليلية مفاجئة بالمحلة الكبرى لمتابعة النظافة ورفع الإشغالات    الهندسة النانوية في البناء.. ثورة خفية تعيد تشكيل مستقبل العمارة    وسط غزل متبادل، منة شلبي تنشر أول صورة مع زوجها المنتج أحمد الجنايني    بالصور.. حملات مكبرة بحي العجوزة لرفع الإشغالات وتحقيق الانضباط بالشارع العام    خلافات النسب تنتهي بالقتل في الوراق.. النيابة تأمر بتشريح الجثة وحبس المتهم    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى إمبابة    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    بعد الظهور في حفل "وطن السلام"، محمد سلام يعلن عن مسلسله الجديد    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    خليل الحية: سنسلم إدارة غزة بما فيها الأمن.. وتوافقنا مع فتح على قوات أممية لمراقبة الهدنة    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    وزير الرياضة يتحدث عن إنجاز الكرة المغربية ويوجه رسالة لجماهير الزمالك بشأن أرض أكتوبر    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    بالصور.. محافظ الجيزة يشارك في افتتاح معرض الوادي الجديد الزراعي الثاني    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقاء "بوابة أخبار اليوم" مع اسرة واصدقاء الشقيقيين ضحايا الاشتباه الامنى فى السويس
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 01 - 2015

والدهما : كنت اتكأ عليهما ليحملان أشقائهم والاسرة بعد موتى
شقيقهما فرج : اخواتى مش راجعيين بس حقهم لازم يرجع
ابن عمهم ابراهيم : " محمد واحمد كانوا ابطال مصارعة وفخر للعائلة "
الضابط بعد ما ضربهم بالنار راح يحرك فيهم ويقولهم " اصحوا .. هى الطلقة موتتكم
لم يبك من وسط الحاضرين إلا شقيقهما الصغير فرج، وصديقهما هاشم، حبس الأهل والاصدقاء دموعهم، ففاض الحزن ليترك انطباعه على وجوههم، عزائهم الصبر والقصاص ودعوات الرحمة والمغفرة
رصاصات ضابط حديث التخرج، انهت حياتهما، فقد اشتبه فى اثنين يستقلا دراجة نارية، فأعطى لنفسة الحق لقتلهما، فاطلق عليهما النار لترقد جثتيهما ويختلط دمهما، امام عينية غير مهتم لذلك المشهد الدموى، وكل ذنبهما انهما لم توقفا
فى كفر النجار تقيم أسره الشقيقيين محمد سعيد عبد الحكيم 25 سنه، وشقيقة أحمد 23 سنه، ضحايا الاشتباه الامنى، او الشهيدين كما يفضل الاهل ان يطلقوا عليهما، وتجمع الأهل والاقارب لمواساة الاسره، دون اى مراسم للعزاء، فقد رفضوا اقامة اى مراسم للتعزية فيهما قبل القصاص لهما
خضب الحزن المكان، واتشح الجو بألام الفراق، كل يحاول كتم احزانه فلا تفيض لتغرق من حوله، كان اكثرهم حرصا على التماسك والهدوء الحاج سعيد عبد الحكيم والدهما 57 سنه، حاول ان يظل هادئا، لكن اثار الدموع التى تركت خطين اسودين فى وجهه تؤكد انه لم ينقطع عن البكاء حزنا عليهما
قبل ان يجيب على اى اسئلة، اكد لنا ان الدراجة النارية التى كان يستقلها نجليه الشهيدين، كانت بلوحات معدنية، وما تردد غير ذلك فهو مخالف للحقيقة، وقد اثبتت النيابة ذلك فى معاينتها للحادث، واقرت بوجود اللوحات، علي الدراجة البخارية، وهو ما يثبت كذب ادعاء الضابطين اللذان قتلا ابنائى، على حد قوله
وتابع الحاج سعيد الذى ينتمى لأصول صعيدية أن نجليه يساعداه فى العمل، وفضلا ان يسيرا على منوال الاسره فالعائلة بالكامل تعمل فى مجال المعمار والانشاءات، قد خرجا فى فى لك اليوم المشئوم، من احدي العقارات التىنعمل على تشطيبها، لشراء الافطار للعمال فى الثامنة صباحا، إلا ان دورتين للشرطة اعترضت طريقهما
ففرا خوفا منهما، فمحمد كان يقود الدراجة لا يحمل رخصة قياده، يصمت قليلا، محاولات حبس دمعه تريد الخروج، ويداريها بمنديل، ثم يسئل هل هذا يساوى حياتهما
سعيد والد الشهيدين، ان له خمسة ابناء، محمد واحمد المتوفيين، وفرج 13 سنه بالصف الثانى الاعدادى، وروان 9 سنوات، بالصف الثالث الابتدائى، ونورهان 18 سنه، وقد تمت خطبتها منذ3 ايام وقطع الحزن فرحة الاسرة بها
" محمد واحمد كانا عصاي التى اتوكا عليها، وسينحنى ظهرى من بعدهما ، كنت سأتركهما للاسره ليحملا المسؤولية من بعدى، لكن قدر الله ان اواريهما التراب ويتركانى اصارع الام فراقهما انا وامهم " هكذا وصف ال الاب الملكوم فقيديه، محمد لاعب المصارعة، يتلقى تدريباته بالمدرسة الفنية العسكرية، ومعه فى الفريق شقيقة الاصغر احمد، وقد نالا شهرة واسعة من سمتعهما الطيبة وعلاقتهم بمدريبيهم وقيادات الجيش الثالث التى تتابع مسابقات المصارعة، وقد مثلا المؤسسة العسكرية فى السويس فى اكثر من مسابقة وبطولة على مستوى الجمهورية، حتى ان وظيفة محمد فى بطاقتة الشخصية " لاعب مصارعة دولي"
هكذا نتركنا المصارع وترك خطيبته التى وعدها بالزواج بعد شهر، وكانا يسابقان الزمن معا لشراء مستلزمات الشقة
" انا صعيدى من دشنا بقنا .. ومفيش صعيدى بيسيب حق ولاده .. لو القضاء مأخدش حقنا .. يبقى محدش يلومنا " هكذا رد والدهما عندما اخبرناه ان المستشار هشام بركات النائب العام امر بحبس الضابطين قائدى دوريتى الشرطة، وقال انا لا اريد حبسهما، اريد اعدم الذى اطلق النار على فلذة كبدى محمد واحمد اريد ان ينحرق قلب اسرته كما تركنا النار تأكل قلوبنا، ولن نتلقى العزاء فيهم حتى نرى القاتل محكوما عليه
" سأتخد الحزن رفيقا لى.. وقد ألفته من بعدكما.. إلى ان التقى بكما فى جنة ربى " كان البكاء يقطع انفاس الام قبل صوتها، تكاد تتنفس بصعوبة .. كانت تلك الكلمات تعبر عن حالها، بعدما عجزت عن الحديث، وقد دخلت فى حالة هستيرية من البكاء يقطعها ابتسامة كلما تذكرت ابنيها وسنوات عمرهما وكيف كانا صغارا واصبحوا رجالا، ولا تتمنى إلا ان تراهم مرة اخرى او على الاقل تسمع صوتهما، امانى لا محل لها من الاجابة
أما فرج شقيهما الاصغر، فقد ابتل وجهه بالدموع التى لم تفارقة حزنا على فراقهما، وقد بات الان بلا اشقاء ينصحونه، ويرشدونه الي الخير، رحل الذين كانا يفخر بهما وسط زملائة واهله
حاولنا الحديث معه، لكن البكاء قطع صوته، ورد بجملة واحده: أخويا محمد مات وأحمد مات، وانا عارف انهم مش راجعين، بس لازم حقهم يرجع
هاشم عكاشة هاشم، أقرب الاصدقاء الى الشهيدين محمد واحمد، يقول انهما كان مضرب للمثل فى الاخلاق والإلتزام، ولم يضع اي منهما سيجارة فى فمه، فهم رياضيين، يتم ترديبهم بالمدرسة الفنية العسكرية فى السويس، ومثلا المؤسسة العسكرية فى البطولات على مستوى الجمهورية
ومع الرياضة التى احترفاها، فضلوا العمل مع والدهم الحاج سعيد فى المعمار والمقاولات، وقد كان قدرهم ان اخر مكان يخرجوا منه قبل وفاتهم احد العقارات التى يعملوا فيها مع والدهم ليضربم الضابط بالرصاص لمجرد الاشتباه فيهما ورفضهما الوقوف خوفا منه، ليصاب احمد بطلقة فى رأسة تخترقها، ومحمد يصاب فى جبينه
ويروى هاشم ان الضابط بعد ان اطلق عليهما النار لم يتكفى بذلك، فبعد ان فارقا الحياة ذهب إليهما، وظل يهز فى الجثة بقدمه قائلا " اصحى انت وهو.. هى الطلقة دى موتتك" ربما لم يعلم ان الرصاص قاتل، او انه عمي عن روية الدماء التى تسيل من رأسيهما، ولم يوقفة عن ذلك المشهد المخزى يوء الاهالى الذين شاهدوا واقعة القتل وثاروا على الضابط فغادر المكان مسرعا خوفا من غضب الاهالى
أما عمهم سعود فيؤكد انه كان يعتبرهم كأبناءه ويفخر بهم، وهم اصحاب البطولات فى لعبة المصارعة،وطالب بالقصاص لهم، اخبرناه عن قرار النائب العام بحبس الضابطين بتهمة القتل العمد، فرد ان قرار الحبس لن يهدا اسرته، فالضباط قتله شهداء الثورة حبسوا وبعد الحبس خرجوا بالبراءه، ولن نرتضى ان يكون مصير الشهيدين ان تذهب دمائهما سدى
ابراهيم فرج عبد الحكيم، ابن عم الشقيقيين الشهيدين، يقول انهما كانا محبوبين، فخر لكل من عرفهم، لم يضعا فى فمهما سيجارة واحده، كانوا يعشقون لعبة المصارعة فحصلوا علي جوائز وبطولات علي مستوي الجمهورية، مثلوا مصر فى المحافل الدولية
ويروى لنا ابراهيم وفقا لما سمعه من شهود الحادث، انهم كانوا يعملون باحد العقارات التى تنشئها وزارة الاسكان قرب منطقة عرب المعمل، وخرجوا فى الصباح لشراء الافطار، وهم يسيرون بعرب المعلم، بدراجة والدهم فوجئا بسيارة شرطة تطلق سرينتها وتسير ورائهم، خافا، واسرعا بالدراجة، ربما ليحلقوا بالعمال، لكن ضابط الدورية اطلق عيار نارى علي أحمد الذى كان بالخلف، فتوقف محمد الذى كان يقود الدراجة، ونزل ليطمئن عليه ووجده غارقا فى دماءه، وهو يقول " أخويا إيه اللى حصل " فاسكته الضابط بطلقة من الخلف فى راسه، وذلك وفق للشهود العيان
والدهما : كنت اتكأ عليهما ليحملان أشقائهم والاسرة بعد موتى
شقيقهما فرج : اخواتى مش راجعيين بس حقهم لازم يرجع
ابن عمهم ابراهيم : " محمد واحمد كانوا ابطال مصارعة وفخر للعائلة "
الضابط بعد ما ضربهم بالنار راح يحرك فيهم ويقولهم " اصحوا .. هى الطلقة موتتكم
لم يبك من وسط الحاضرين إلا شقيقهما الصغير فرج، وصديقهما هاشم، حبس الأهل والاصدقاء دموعهم، ففاض الحزن ليترك انطباعه على وجوههم، عزائهم الصبر والقصاص ودعوات الرحمة والمغفرة
رصاصات ضابط حديث التخرج، انهت حياتهما، فقد اشتبه فى اثنين يستقلا دراجة نارية، فأعطى لنفسة الحق لقتلهما، فاطلق عليهما النار لترقد جثتيهما ويختلط دمهما، امام عينية غير مهتم لذلك المشهد الدموى، وكل ذنبهما انهما لم توقفا
فى كفر النجار تقيم أسره الشقيقيين محمد سعيد عبد الحكيم 25 سنه، وشقيقة أحمد 23 سنه، ضحايا الاشتباه الامنى، او الشهيدين كما يفضل الاهل ان يطلقوا عليهما، وتجمع الأهل والاقارب لمواساة الاسره، دون اى مراسم للعزاء، فقد رفضوا اقامة اى مراسم للتعزية فيهما قبل القصاص لهما
خضب الحزن المكان، واتشح الجو بألام الفراق، كل يحاول كتم احزانه فلا تفيض لتغرق من حوله، كان اكثرهم حرصا على التماسك والهدوء الحاج سعيد عبد الحكيم والدهما 57 سنه، حاول ان يظل هادئا، لكن اثار الدموع التى تركت خطين اسودين فى وجهه تؤكد انه لم ينقطع عن البكاء حزنا عليهما
قبل ان يجيب على اى اسئلة، اكد لنا ان الدراجة النارية التى كان يستقلها نجليه الشهيدين، كانت بلوحات معدنية، وما تردد غير ذلك فهو مخالف للحقيقة، وقد اثبتت النيابة ذلك فى معاينتها للحادث، واقرت بوجود اللوحات، علي الدراجة البخارية، وهو ما يثبت كذب ادعاء الضابطين اللذان قتلا ابنائى، على حد قوله
وتابع الحاج سعيد الذى ينتمى لأصول صعيدية أن نجليه يساعداه فى العمل، وفضلا ان يسيرا على منوال الاسره فالعائلة بالكامل تعمل فى مجال المعمار والانشاءات، قد خرجا فى فى لك اليوم المشئوم، من احدي العقارات التىنعمل على تشطيبها، لشراء الافطار للعمال فى الثامنة صباحا، إلا ان دورتين للشرطة اعترضت طريقهما
ففرا خوفا منهما، فمحمد كان يقود الدراجة لا يحمل رخصة قياده، يصمت قليلا، محاولات حبس دمعه تريد الخروج، ويداريها بمنديل، ثم يسئل هل هذا يساوى حياتهما
سعيد والد الشهيدين، ان له خمسة ابناء، محمد واحمد المتوفيين، وفرج 13 سنه بالصف الثانى الاعدادى، وروان 9 سنوات، بالصف الثالث الابتدائى، ونورهان 18 سنه، وقد تمت خطبتها منذ3 ايام وقطع الحزن فرحة الاسرة بها
" محمد واحمد كانا عصاي التى اتوكا عليها، وسينحنى ظهرى من بعدهما ، كنت سأتركهما للاسره ليحملا المسؤولية من بعدى، لكن قدر الله ان اواريهما التراب ويتركانى اصارع الام فراقهما انا وامهم " هكذا وصف ال الاب الملكوم فقيديه، محمد لاعب المصارعة، يتلقى تدريباته بالمدرسة الفنية العسكرية، ومعه فى الفريق شقيقة الاصغر احمد، وقد نالا شهرة واسعة من سمتعهما الطيبة وعلاقتهم بمدريبيهم وقيادات الجيش الثالث التى تتابع مسابقات المصارعة، وقد مثلا المؤسسة العسكرية فى السويس فى اكثر من مسابقة وبطولة على مستوى الجمهورية، حتى ان وظيفة محمد فى بطاقتة الشخصية " لاعب مصارعة دولي"
هكذا نتركنا المصارع وترك خطيبته التى وعدها بالزواج بعد شهر، وكانا يسابقان الزمن معا لشراء مستلزمات الشقة
" انا صعيدى من دشنا بقنا .. ومفيش صعيدى بيسيب حق ولاده .. لو القضاء مأخدش حقنا .. يبقى محدش يلومنا " هكذا رد والدهما عندما اخبرناه ان المستشار هشام بركات النائب العام امر بحبس الضابطين قائدى دوريتى الشرطة، وقال انا لا اريد حبسهما، اريد اعدم الذى اطلق النار على فلذة كبدى محمد واحمد اريد ان ينحرق قلب اسرته كما تركنا النار تأكل قلوبنا، ولن نتلقى العزاء فيهم حتى نرى القاتل محكوما عليه
" سأتخد الحزن رفيقا لى.. وقد ألفته من بعدكما.. إلى ان التقى بكما فى جنة ربى " كان البكاء يقطع انفاس الام قبل صوتها، تكاد تتنفس بصعوبة .. كانت تلك الكلمات تعبر عن حالها، بعدما عجزت عن الحديث، وقد دخلت فى حالة هستيرية من البكاء يقطعها ابتسامة كلما تذكرت ابنيها وسنوات عمرهما وكيف كانا صغارا واصبحوا رجالا، ولا تتمنى إلا ان تراهم مرة اخرى او على الاقل تسمع صوتهما، امانى لا محل لها من الاجابة
أما فرج شقيهما الاصغر، فقد ابتل وجهه بالدموع التى لم تفارقة حزنا على فراقهما، وقد بات الان بلا اشقاء ينصحونه، ويرشدونه الي الخير، رحل الذين كانا يفخر بهما وسط زملائة واهله
حاولنا الحديث معه، لكن البكاء قطع صوته، ورد بجملة واحده: أخويا محمد مات وأحمد مات، وانا عارف انهم مش راجعين، بس لازم حقهم يرجع
هاشم عكاشة هاشم، أقرب الاصدقاء الى الشهيدين محمد واحمد، يقول انهما كان مضرب للمثل فى الاخلاق والإلتزام، ولم يضع اي منهما سيجارة فى فمه، فهم رياضيين، يتم ترديبهم بالمدرسة الفنية العسكرية فى السويس، ومثلا المؤسسة العسكرية فى البطولات على مستوى الجمهورية
ومع الرياضة التى احترفاها، فضلوا العمل مع والدهم الحاج سعيد فى المعمار والمقاولات، وقد كان قدرهم ان اخر مكان يخرجوا منه قبل وفاتهم احد العقارات التى يعملوا فيها مع والدهم ليضربم الضابط بالرصاص لمجرد الاشتباه فيهما ورفضهما الوقوف خوفا منه، ليصاب احمد بطلقة فى رأسة تخترقها، ومحمد يصاب فى جبينه
ويروى هاشم ان الضابط بعد ان اطلق عليهما النار لم يتكفى بذلك، فبعد ان فارقا الحياة ذهب إليهما، وظل يهز فى الجثة بقدمه قائلا " اصحى انت وهو.. هى الطلقة دى موتتك" ربما لم يعلم ان الرصاص قاتل، او انه عمي عن روية الدماء التى تسيل من رأسيهما، ولم يوقفة عن ذلك المشهد المخزى يوء الاهالى الذين شاهدوا واقعة القتل وثاروا على الضابط فغادر المكان مسرعا خوفا من غضب الاهالى
أما عمهم سعود فيؤكد انه كان يعتبرهم كأبناءه ويفخر بهم، وهم اصحاب البطولات فى لعبة المصارعة،وطالب بالقصاص لهم، اخبرناه عن قرار النائب العام بحبس الضابطين بتهمة القتل العمد، فرد ان قرار الحبس لن يهدا اسرته، فالضباط قتله شهداء الثورة حبسوا وبعد الحبس خرجوا بالبراءه، ولن نرتضى ان يكون مصير الشهيدين ان تذهب دمائهما سدى
ابراهيم فرج عبد الحكيم، ابن عم الشقيقيين الشهيدين، يقول انهما كانا محبوبين، فخر لكل من عرفهم، لم يضعا فى فمهما سيجارة واحده، كانوا يعشقون لعبة المصارعة فحصلوا علي جوائز وبطولات علي مستوي الجمهورية، مثلوا مصر فى المحافل الدولية
ويروى لنا ابراهيم وفقا لما سمعه من شهود الحادث، انهم كانوا يعملون باحد العقارات التى تنشئها وزارة الاسكان قرب منطقة عرب المعمل، وخرجوا فى الصباح لشراء الافطار، وهم يسيرون بعرب المعلم، بدراجة والدهم فوجئا بسيارة شرطة تطلق سرينتها وتسير ورائهم، خافا، واسرعا بالدراجة، ربما ليحلقوا بالعمال، لكن ضابط الدورية اطلق عيار نارى علي أحمد الذى كان بالخلف، فتوقف محمد الذى كان يقود الدراجة، ونزل ليطمئن عليه ووجده غارقا فى دماءه، وهو يقول " أخويا إيه اللى حصل " فاسكته الضابط بطلقة من الخلف فى راسه، وذلك وفق للشهود العيان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.