سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على الأوضاع في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن المنطقة تبدو أحيانا وكأن أحداثها تندلع في وقت واحد، الأمر الذي يبدو حقيقيا من خلال النظر إلى الأزمة السورية والدول المجاورة لها. وقالت الصحيفة - في سياق مقال لها أوردته على موقعها الإلكتروني الخميس 24 مايو - " إن عدم الاستقرار السياسي قريب من كل من العراق والأردن ولبنان، وذلك في الوقت الذي تدخل فيه ثورات الربيع العربي عامها الثاني". وأضافت أن القيادات في هذه الدول تسعي جاهدة للحفاظ على توازن السلطة داخلها، فيما تبدو تركيا باقتصادها القوي وجيشها والقيادة السياسية الوحيدة التي تتمتع باستقرار حقيقى. ورأت الصحيفة أن الخوف من زيادة الاضطراب بداخل المنطقة وظهور المزيد من الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، هو أحد أسباب رفض إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تسليح المعارضة السورية، كما يخشى من أن تؤدى عسكرة الصراع إلى عواقب غير مقصودة مثل التي ظهرت نتيجة الحرب في العراق. وأشارت إلى أن مسئولين في الإدارة يتوقعون أن تفشل خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفى عنان، لافتة إلى أن ما يجعل هذه الفترة من الثورة العربية معقدة جدا هو ظهور أفكار جديدة للتحرر. ونقلت الصحيفة عن محللين من العراق والأردن ولبنان وصفهم للتوترات المتزايدة في كل بلد من خلال العوامل التي تؤثر بداخله، ففي العراق الذي يواجه رئيس وزرائه نورى المالكي احتمال انهيار ائتلافه الحاكم، فيما اتسعت المعارضة المحتملة لتشمل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والزعيم الكردي مسعود بارزانى، حيث هددوا الشهر الماضي بإسقاط المالكي ما لم ينفذ اتفاقية نوفمبر 2010 لتقاسم السلطة. وقالت "إن التعبير القديم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) قد يكون شرح وجهة نظر لإدارة أوباما تجاه العراق.. فالبيت الأبيض يؤيد التسوية مع المالكي والحفاظ على الاستقرار في العراق، لأنه لا يريد إشعال حرب أهلية في الوقت الذي يحدث ذلك في سوريا".