واجه المرشح الرئاسي د.عبد المنعم أبو الفتوح العديد من الانتقادات بسبب كتاب " عبد المنعم أبو الفتوح- شاهد علي تاريخ الحركة الإسلامية (1970-1984)". صدر الكتاب عن دار الشروق منذ عامين، وقام بتحريره الباحث في الحركات الإسلامية الراحل حسام تمام، الذي قام بتدوين شهادة أبو الفتوح عن رؤيته في الحركة الإسلامية من بداية فترة السبعينات وحتى منتصف الثمانيات. تم طبع الكتاب مرتين بغلافين مختلفين، الأول جاء بغلاف صورة لأبو الفتوح، ويظهر في خلفية الصورة شعار جماعة الأخوان المسلمين، وشعار لا اله إلا الله محمد رسول الله، بينما الغلاف الثاني جاءت خلفيته سوداء وملقى علي أبو الفتوح الضوء. وسألت "بوابة أخبار اليوم" المثقفين عن تأثير تلك المذكرات والشهادات على أبو الفتوح. وقال الباحث الاجتماعي صلاح عيسي "تصبح المذاكرات شهادة عدو لصاحبها، إذا كان رجل سياسي، لأنها تكون أقرب إلى وثيقة تكشف عن حقائق لأحداث أثارت جدل في الرأي العام، كما تصبح مصدر يستغلها منافسه لعمل دعاية سياسية مضادة. وأضاف "كتب سعد زغلول في مذاكراته أنه مدمن قمار، ولكنها لم تؤثر في شئ، لأن أفعاله جعلته زعيم الأمة، وكذلك ماو تسي تونج، الذي كان مدمنا للأفيون ولكنه أصبح زعيم الصين ومؤسسا للحركة اليسارية الصينية. فيما يرى الناقد فادي عوض أن الكتاب يوضح قناعات أبو الفتوح في حقبة تاريخية معينة، وعن شهادته على تكوين وتطور والشخصيات المؤثرة في تاريخ الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية. ويضيف عوض أن قناعات الشخصية التي قالت الشهادة قد تتغير مع مرور الزمان، وقد يبدأ في رؤيتها من منظور آخر، وأضاف انه من غير المقبول أن تستغل الشهادة في موضع للمقارنة بين الشخصية القديمة والحالية لصاحب السيرة الذاتية. وتابع "يجب أن نسأل صاحب هذه الشهادة عن كيفية رؤيته لمواقفه الآن؟، فمثلما ذكر أنه ضد الأغاني والأعمال الإبداعية، وأغلق النشاطات الثقافية والفنية عندما كان أمين اتحاد الطلبة حيث رآها مضيعه للوقت وتخدش الحياء، رآها في وقت آخر أنه توجد أغاني أخلاقية وهادفة، كما قام بزيارة نجيب محفوظ بعد محاولة حادث اغتيالة عام 1994 وتناقش معه عن رواياته. وتساءل عوض "هل سيقوم أبو الفتوح بخلط الدين بالسياسة كما فعل في فترة اعتقاله داخل سجن القلعة؟". وقال الكاتب أحمد زغلول الشيطي "لم أقرأ مذكرات أبو الفتوح، وبالتالي لست مؤهلا للحديث عنها، لكن لابد من قراءة المذكرات كاملة، ومعرفة السياق الذي نشرت فيه، ومواجهة كاتبها بما جاء بها". واختتم حديثه قائلا "حقيقة الأمر أن الموقف العبثي الذي وصلنا إليه بسبب إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية، أدى بنا إلى التربص بكل سطر وكلمة، بدلا من التربص بمن أوصلنا لهذه الحالة العبثية، ورفض الشيطي استخدم المذكرات للبرهنة على الانتماء الأيديولجي لأبو الفتوح، ووصفه بأنه "عمل غير مفيد"، فالرجل يجاهر بذلك ليلا ونهار.